المساواة بين الرجل والمرأة
موقع شبكة كربلاء المقدسة
منذ 8 سنوات
لقد غزت الشرق فيما غزاه من صنوف البدع والضلالات ، فكرة المساواة التامة
بين الرجل والمرأة ، ومشاطرتها له في مختلف نشاطاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وانخدع أغرار المسلمين بهذه الفكرة ، وراحوا ينادون بها ويدعون إليها ، جهلاً منهم بزيفها ومخالفتها مباديء الفطرة والوجدان ، للفوارق العديدة بين الجنسين ، واختلاف مؤهلاتهما في مجالات الحياة.
ومتى ثبتت المفارقات بين الرجل والمرأة ، تجلى خطأ هذه الفكرة ، واستبان ما فيها من تفريط وتضييع لخصائص كل منهما وكفاءته.
فالرجل غالباً : هو أضخم هيكلاً من المرأة ، وأصلب عوداً ، وأقوى جلداً على معاناة الشدائد والأهوال ، كما هو أوسع أفقاً ، وأبعد نظراً ، وأوفر خبرة في تجارب الحياة.
والمرأة غالبا : هي اجمل صورة من الرجل ، واضعف جسما وطاقة ، وارق عاطفة ، وارهف حسا ، تيسيرا لمل اعدت له من وظائف الامومة ورسالتها الانسانية في الحياة.
ويزداد التغاير والتباين بين الجنسين فيما ينتاب الأناث خاصة ، من أعراض الحيض والحمل والإرضاع ، مما يؤثر تأثيراً بالغاً في حياة المرأة وحالتها الصحية.
فهي تعاني أعراضاً مرضية خلال عاداتها الشهرية ، تخرجها عن طورها المألوف.
قال الطبيب (جب هارد) : «قل من النساء من لا تعتل بعلة في المحاض ، ووجدنا أكثرهن يشكين الصداع والنصب والوجع تحت السرة ، وقلة الشهية للطعام ، ويصبحن شرسات الطباع ، مائلات إلى البكاء . فنظراً لهذه العوارض كلها يصح القول ، أن المرأة في مخاضها تكون في الحق مريضة ، وينتابها هذا المرض مرة في كل شهر ، وهذه التغيرات في جسم المرأة تؤثر لا محالة في قواها الذهنية وفي أفعال أعضائها».
وهكذا أعرب الباحثون عن امتناع المساواة بين الجنسين .
قال الباحث الطبيعي الروسي (انطون نميلاف) في كتابه الذي أثبت فيه عدم المساواة الفطرية بينهما ، بتجارب العلوم الطبيعية ومشاهداته : «ينبغي أن لا نخدع أنفسنا بزعم أن إقامة المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العملية أمر هين ميسور . الحق أنه لم يجتهد أحد في الدنيا لتحقيق هذه المساواة بين الصنفين مثل ما اجتهدنا في روسيا السوفيتية ، ولم يوضع في العالم من القوانين السمحة البريئة من التعصب في هذا الباب مثل ما وضع عندنا ، ولكن الحق أن منزلة المرأة قلما تبدلت في الأسرة ، ولا في الأسرة فحسب بل قلما تبدلت في المجتمع أيضاً».
ويقول في مكان آخر : «لا يزال تصور عدم مساواة الرجل والمرأة ذلك التصور العميق راسخاً لا في قلوب الطبقات ذات المستوى الذهني البسيط ، بل في قلوب الطبقات السوفيتية العليا أيضاً».
وقال الدكتور (الكسيس كاريل) الحائز على جائزة نوبل : «يجب أن يبذل المربون اهتماماً شديداً للخصائص العضوية والعقلية في الذكر والأنثى ، كذا لوظائفهما الطبيعية ، فهناك اختلافات لا تنقض بين الجنسين ولذلك فلا مناص من أن نحسب حساب هذه الاختلافات في إنشاء عالم متمدن».
ولا يعتبر تفوق الرجل على المرأة في المجالات العملية والنظرية مقياساً عاماً شاملاً لجميع الرجال ، فقد تساوي المرأة الرجل وتفوقه في ذلك ، ولكن هذا لا ينفي تخلفها عن أغلب الرجال.
وعزا بعضهم تخلف المرأة عن الرجل إلى التقاليد الاجتماعية ، والنظم التربوية التي تكتنف حياتها.
وفاتهم أن تلك التقاليد والنظم قد تلاشت في أغلب الدول المتحللة ، وانعدمت فيها الفوارق بين الجنسين ، وغدت المرأة تتمتع بجميع فرص التكافؤ التي يتمتع بها الرجل . وبالرغم من ذلك فإنها تعتبر في المرتبة الثانية منه.
ومن هنا ندرك امتناع المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة ، ونعتبرها ضرباً من الحماقة والسخف.
فهل يسعى دعاة المساواة أن يطوروا واقع الرجل ويجعلوه مشاركاً للمرأة في مؤهلاتها الخاصة ، ووظائفها النسوية التي يعجز عنها هو ، كذلك لا يسعهم أن يسترجلوا المرأة ويمنحوها خصائص الرجل ووظائفه التي تعجز عنها هي:
إن الحكمة الإلهية قد كيفت كلاً من الجنسين وأعدته إعداداً خاصاً ، يؤهله لأداء وظائفه ومهماته في الحياة ، فلا مناص من تنويع الأعمال بينهما حسب كفاءتهما ومؤهلاتهما وكل ميسر لما خلق له.
فوظيفة الرجل هي : ممارسة الأعمال الشاقة ، والشؤون الخارجية عن المنزل ، والكدح في توفير وسائل العيش لأسرته ، والدأب على حمايتها وإسعادها مادياً وأدبياً ، مما تنوء به المرأة ولا تستطيع اتقانه وإجادته.
ووظيفة المرأة هي : أن تكون ربة بيت وراعية منزل ، وأما مثالية تنشيء الأكفاء من الرجال ، وهي وحدها التي تستطيع أن تجعل البيت فردوساً للرجل ، يستشعر فيه الراحة من متاعب الحياة ، وينعم الأطفال فيه بدفء الحنان ودواعي النمو والازدهار.
فإقحام المرأة في ميادين الرجل ، ومنافستها له في أعماله . . . تضييع لكفاءتها ومؤهلاتها ، ثم هو تجميد للرجل عن ممارسة نشاطاته الحيوية التي يجيدها ولا تجيدها المرأة ، وتعطيل له عن إنشاء أسرة وتكوين بيت.
وقد أحدثت منافسة المرأة للرجل في وظائفه ونشاطاته الخاصة في الجاهلية الحديثة . . . شروراً أخلاقية واجتماعية ونفسية خطيرة ، وكانت مضارها أكثر من نفعها أضعافاً مضاعفة.
وأصبحت المرأة هناك تعاني مرارة الكفاح ومهانة الابتذال في سبيل العيش ، كي لا تمسها الفاقة لنكول الرجل عن إعالتها ، مما عاقها عن أداء وظائفها الخاصة من تدبير المنزل ورعاية الأسرة وتربية الأبناء تربية صالحة.
وبتقاعس المرأة عن أداء واجبها الأصيل ، وانخراطها في المجتمع الخليط ، أصيبت الأسرة هناك بالتبعثر والتسيب والشقاء ، وشاع فيها التفسخ والتهتك والانهيار الخلقي ، كما شهد بذلك الباحث الروسي (انطون نميلاف) في كتابه الآنف الذكر:
«الحق أن جميع العمال قد بدت فيهم أعراض الفوضى الجنسية ، وهذه حالة خطرة جداً ، تهدد النظام الاشتراكي بالدمار ، فيجب أن نحارب بكل ما أمكن من الطرق ، لأن المحاربة في هذه الجبهة ذات مشاكل وصعوبات . ولي أن أدلكم على آلاف من الأحداث ، يعلم منها أن الإباحية الجنسية قد سرت عدواها لا في الجهال الأغرار فحسب ، بل في الأفراد المثقفين من طبقة العمال».
وحسبنا هذه الشهادة عظة وعبرة على بطلان المساواة بين الجنسين ، وأضرار اختلاطهما في الوظائف والأعمال ، فهل من متعظ ؟!
فإقحام المرأة في ميدان أعمال الرجال خطأ فاضح ، وجناية كبرى على المرأة والمجتمع الذي تعيشه ، وهدر لكرامتهما معاً.
نعم . . . يستساغ للمرأة أن تمارس أعمالاً تخصها وتليق بها ، كتعليم البنات ، وتطبيب النساء وتوليدهن ، وفي حالة فقدان المرأة من يعولها ، أو عجزه عن إعالتها ، فإنها والحالة هذه تستطيع مزاولة الأعمال والمكاسب التي يؤمن عليها من مفاتن المجتمع الخليط ، ويؤمن عليه من فتنتها كذلك.
ولكن الإسلام ، صان كرامة المرأة المعوزة ، وكفل رزقها من بيت المال ، دون أن يحوجها إلى تلك المعاناة ، فلو أدى المسلمون زكاة أموالهم ما بقي فقير محتاجاً.
فماذا يريد دعاة المساواة ؟ أيريدون إعزاز المرأة وتحريرها من الغبن الاجتماعي ؟ فقد حررها الإسلام ورفع منزلتها ومنحها حقوقها المادية والأدبية.
أم يريدون مخادعة المرأة وابتذالها ، لتكون قريبة من عيون الذئاب ومغازلاتهم ؟
وماذا تريد المرأة المتحررة ؟ أتريد المساواة التامة بالرجل ، أم تريد حرية الخلاعة والابتذال ؟
وكلها غايات داعرة ، حرمها الإسلام على المرأة والرجل ليقيهما مزالق الفتن ومآسي الاختلاط
التعلیقات