في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في هذه الاُمّة في الجملة
الرجعة
منذ 11 سنةفي إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في هذه الاُمّة في الجملة ليزول بها استبعاد الرجعة الموعود بها في آخر الزمان
ويدلّ على ذلك أحاديث :
الأوّل : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « عيون الأخبار » ـ في باب ذكر مجلس الرضا عليهالسلام مع أهل الأديان ـ بالسند السابق ، في الحديث الثاني من الباب الخامس : عن الرضا عليهالسلام أنّه قال : « لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألوه أن يُحيي لهم موتاهم ، فوجّه معهم علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال له : يا علي ، إذهب إلى الجبّانة فناد هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يا فلان ويا فلان يقول لكم محمّد : قوموا بإذن الله. فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن اُمورهم » (١) الحديث.
ورواه الطبرسي مرسلاً في « الاحتجاج » (٢).
الثاني : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « عيون الأخبار » ـ في باب استسقاء المأمون بالرضا عليهالسلام ـ : عن محمّد بن القاسم المفسّر ، عن يوسف بن محمّد بن زياد
__________________
١ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٦٠.
٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٠٨ ـ ٤٠٩.
وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ، عن الرضا عليهمالسلام أنّه استسقى للناس وظهر للناس من إعجازه وإجابة دعائه وإخباره بما يكون وغير ذلك ممّا حمل بعض أعدائه على أن أخذ رخصته من المأمون لمجادلته ، فكلّمه كلاماً طويلاً في مجلس عام من جملته أن قال : يابن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله مطراً قدّره لوقته كأنّك قد جئت بمثل آية الخليل لمّا أخذ رؤوس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرّقها على الجبال فأتينه سعياً ، وتركّبن على الرؤوس ، وخفقن وطرن بإذن الله ، فإن كنت صادقاً فيما توهم فأحيي هذين وسلّطهما عليّ ـ وأشار إلى أسدين مصوّرين على مسند المأمون ـ.
فغضب علي بن موسى الرضا عليهالسلام وقال : « دونكما الفاجر فافترساه ولا تبقيا له عيناً ولا أثراً ، فوثبت الصورتان وصارتا أسدين فتناولا الرجل ورضّضاه وهشّماه وأكلاه ولحسا دمه ، والقوم ينظرون إليه متحيِّرين ، فلمّا فرغا منه أقبلا على الرضا عليهالسلام وقالا : يا وليّ الله في أرضه فما تأمرنا أن نفعل (١) بهذا ، أنفعل به ما فعلنا بهذا؟ ـ يشيران إلى المأمون ـ فغشي على المأمون ممّا سمع منهما ـ إلى أن قال ـ : فقال : عودا إلى مقرّكما ، فعادا إلى المسند ، وصارتا صورتين كما كانتا » (٢) الحديث.
( ضمن كتاب الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي )
التعلیقات