تزامن دولة الائمة عليهم السلام الظاهرة مع الرجعة
الشيخ محمد السند
منذ 7 سنوات
(حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً).
الآية تبين التلازم بين دولتهم الظاهرة والرجعة للأموات.
وتشرح هذا التلازم في الآية وعلله عدة روايات:
- روى القمّي فِي تفسيره قوله تَعَالَى: (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) قَالَ القائم وأمير المؤمنين عليه السلام فِي الرجعة (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) قَالَ: هُوَ قول أمير المؤمنين عليه السلام لزُفَر (والله يا ابن صهّاك لولا عهد مِنْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتاب مِنْ الله سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصراً وأقلّ عدداً) قَالَ فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يكون مِنْ الرجعة قالوا: متى يكون هَذَا؟ قَالَ الله تَعَالَى (قل) يا مُحمَّد (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً).
والرواية تشير بوضوح على دلالة الآية عَلَى التلازم بين ظهور دولتهم ووقوع الرجعة من أنّ كليهما من الوعد الإلهي الذي لا خلف له.
وانّ الظهور مشتبك في حقيقته مع حقيقة الرجعة وتقارن دولتهم عند قرب إقامتها وقيامها مَعَ تحقُّق الرجعة معها. وقريب من مضمونها انّه كتاب مؤجّل سابق في علم الله تعالى ما رواه الصدوق في (علل الشرايع)، والطبري في (المسترشد)، والكليني في (الكافي)، وسليم بن قيس في كتابه.
- إذ روى الكافي بسنده عَنْ عبد الله بن القاسم البطل عَنْ أبي عبد الله عليه السلام قَالَ: ((وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال: قتل الحسين عليه السلام (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) إذَا جاء نصر دم الحسين عليه السلام (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وتراً لآل مُحمَّد إلَّا قتلوه (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) خروج القائم عليه السلام (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ) خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه).
ورواه العياشي عن صالح بن سهل.
ورواه في (كامل الزيارات) بسند حسن عن عبد الله بن قاسم الحضرمي، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَْرْضِ مَرَّتَيْنِ)، قال: قتل أمير المؤمنين عليه السلام وطعن الحسن بن علي عليهما السلام، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً)، قتل الحسين بن علي عليهما السلام، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)، قال: إذا جاء نصر الحسين عليه السلام، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ)، قوماً يبعثهم الله قبل قيام القائم عليه السلام، لا يدعون وترا لآل محمد إلا أحرقوه، (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً).
وذيل الرواية يستشهد بذيل الآية الذي هو وعد مفعول، أي لا يقع فيه بداء لأنّ الله لا يخلف وعده وميعاده، بينما بقية العلامات الحتمية للظهور فيها المشيئة الإلهية والبداء.
فبعث الأموات ورجعتهم ممن يقومون بنصرة آل محمد من الوعد الإلهي المفعول المضمون.
ففي رواية النعماني بسنده عن جابر، قال: (قال أبو جعفر عليه السلام: كيف تقرأون هذه السورة؟ قلت: وآية سورة؟ قال: سورة (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ). فقال: ليس هو سأل سائل بعذاب واقع، إنما هو سال سيل وهي نار تقع في الثوية، ثم تمضي إلى كناسة بني أسد، ثم تمضي إلى ثقيف فلا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته).
- وروى أيضاً بسنده عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى: (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) قال: (تأويلها فيما يأتي في عذاب يقع في الثوية _يعني ناراً_ حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف لا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته، وذلك قبل خروج القائم).
وهاتان الروايتان تفصحان عن وعد إلهي في آية ثالثة بأنّ الذي يأخذ بالوتر لآل محمد قبيل الظهور هو حركة منطلقها من الثوية بالكوفة المعبّر عنها في الرواية بالنار تقع وتمضي حتى تبلغ الحجاز لأنّ ثقيفاً هي بالحجاز، وأمّا كناسة بني أسد فهي في الكوفة، وأما الثوية فإشارة الى ظهر الكوفة وظهر الكوفة إشارة الى بعث ورجوع الأموات الموعود به في روايات عديدة.
فخريطة مبدأ ومسير هذه الحركة والنهضة ومنتهاها منطبق تماما على ما رسم في الروايات الأخرى لأهل الرجعة الراجعين من الأموات الى الحياة الدنيا، من دور للسبعة والعشرين ومن يصاحبهم من بقية الموتى الراجعين، وهي شديدة الانطباق على حركة أهل الرجعة من الأموات الراجعين، الذين يبعثون ويظهرون من ظهر الكوفة وهو ينطبق على الثوية.
رابط الموضوع
التعلیقات