بشارة الإمام الجواد عليه السلام
المؤمل في الأديان
منذ 11 سنة1 ـ حديث سيدنا عبدالعظيم الحسني ، قال : دخلت على سيّدي محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام وأنا اُريد أن أسأله عن القائم ، أهو المهديُّ أو غيره. فابتد أني فقال لي :
« يا أبا القاسم! إنَّ القائم منّا هو المهديُّ الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي.
والذي بعث محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوّة وخصّنا بالإمامة ، إنّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
وإنَّ اللّه تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما اصلح أمر كليمه موسى عليهالسلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسولٌ نبيٌّ.
ثمَّ قال عليهالسلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج » (1).
2 ـ الحديث الآخر لسيدنا الحسني ، قال : قلت لمحمّد بن علي بن موسى عليهالسلام : اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
فقال عليهالسلام : « يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر اللّه عزّ وجلّ ، وهاد إلى دين اللّه ، ولكنَّ القائم الذي يطهّر اللّه عزّ وجلّ به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، يغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميُّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وكنيّه.
__________________
(1) كمال الدين : ص 337 ب 36 ح 1.
64
وهو الذي تطوي له الأرض ، ويذلُّ له كلُّ صعب ، [و] يجتمع إليه من أصحابه عدَّة أهل بدر : ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من اقاصي الأرض ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : ( أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّـهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (1).
فإذا اجتمعت له هذه العدَّة من أهل الإخلاص ، أظهر اللّه أمره. فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ وجلّ. فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه عزّ وجلّ ... » (2).
3 ـ حديث الصقر بن أبي دلف ، قال : سمعتُ ابا جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام يقول :
« إنَّ الإمام بعدي إبني عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، وقوله قول أبيه ، وطاعته طاعة أبيه ، ثمَّ سكت.
فقلت له : يابن رسول اللّه ، فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى عليهالسلام بكاءً شديداً ، ثمَّ قال : إنَّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقِّ المنتظر.
فقلت له : يا بن رسول اللّه ، لم سمّي القائم؟
قال : لأنّه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.
فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟
قال : لأنَّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ،
__________________
(1) سورة البقرة : الآية 148.
(2) كمال الدين : ص 377 ب 36 ح 2.
65
وينكره المرتابون ، يستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلّمون » (1).
__________________
(1) كمال الدين : ص 378 ب 36 ح3.
ضمن كتاب: الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته السيد علي الحسيني الصدر
التعلیقات