التسميات عند الطالبيين بين النظرية والتطبيق
التسميات
منذ 13 سنةالتسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ ص 275 ـ 327 (لـ السيّد علي الشهرستاني)
|
الصفحة 275 |
|
التسميات عند الطالبيين بين النظرية والتطبيق
|
الصفحة 276 |
|
|
الصفحة 277 |
|
(التسميات عند الطالبيين بين النظرية والتطبيق) عنوان كبير ، يحتاج إلى عدة مجلدات لبيانه ، لأنّه يرتبط بعلم الأنساب واختلاف اقوال النسابة في المسمين ، وهو بحث استقرائي وثائقي جاف يدعوا المطالع للضجر والملل ، وإني رعاية لحاله اكتفيت بذكر الضروري من ولد الإمام علي في الطبقات الثلاث الاولى ، وقد تجاوزت في بعض الاحيان إلى غيرها ، معتمداً على كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) لكونه أشهر كتب المتأخرين في أنساب الطالبيين .
كما كانت لي وقفة عند زوجات الإمام علي واُمهات أولاده ، لكي أعرف المتقدّم من هؤلاء النسوة ، ومن خلاله أتعرف على المتقدّم والمتأخّر من الأولاد ، ومدى صحّة ما قالوه عن الإمام علي ، وأنّه وضع أسماء ولده بترتيب الخلفاء الثلاثة حباً بهم ؟
وأضيفك علماً بأنّي وضّحت بعض الشيء عن حياة أولاد الإمام علي المغمورين ، وذلك لعدم وجود دراسة وافية عنهم تشرح حياتهم وملابسات مواقفهم .
|
الصفحة 278 |
|
وإليك الآن كلامي عن هذا الجانب من خلال محورين :
1 ـ بيان أسماء أولاد الإمام علي في الطبقات الأولى ، وقد نوصلها في بعض الأحيان إلى زمان ابن عنبة 828 هـ .
2 ـ بيان أسماء زوجات الإمام علي واُمّهات أولاده وما لهنّ من ولد ، كي نعرف من هنَّ اُمّهات المسمّين بأسماء الثلاثه .
|
الصفحة 279 |
|
أولاد الإمام علي (عليه السلام)
اختلف النسّابة في عدد أولاد الإمام عليّ بعد الاتّفاق على أنّ ذكورهم أكثر من إناثهم .
فقالوا بأنّ أولاده : تسعة وثلاثون(1) ، وقيل : خمسة وثلاثون(2) ، وقيل : أربعة وثلاثون(3) ، وقيل : ثلاثة وثلاثون(4) ، وقيل : ثمانية وعشرون(5) ، وقيل : سبعة وعشرون(6) .
ومن جملة أسبَاب هذا الاختلاف هو اختلاط الألقاب والكنى بالأسماء ، وكذا وجود عدّة أسماء للشخص الواحد .
ومن جملتها موت الشخص وهو صغير أو دون عقب أو دون دَوْر سياسي أو اجتماعي ملحوظ ، مما يدعو بعضهم لذكره ، في حين يغفله بعض آخر ، هذا إلى أسباب أخرى ليس ها هنا محل ذكرها .
وكيفما كان فإليك الآن أسماءهم حسب ترتيب الأُمّهات ; سواء الحرّات أم أ مّهات الأولاد :
____________
1- تهذيب الكمال 20 : 479 ، الوافي بالوفيات 21 : 185 . قال صاحب المجدي : 192 وفي نسخة لا اثق بها تسعة وثلاثون .
2- ينابيع المودّة 3 : 147 ، عمدة الطالب : 63 .
3- الطبقات 3 : 20 .
4- تاج المواليد للطبرسي : 18 ، تذكرة الخواص : 57 .
5- تاريخ المواليد : 18 ، الارشاد 1 : 354 وفيه : على قول بعض الشيعة ومثله في اعلام الورث 1 : 396 .
6- الارشاد 1 : 354 ، اعلام الورى 1 : 396 ، كشف الغمة 2 : 67 ، العمدة لابن البطريق : 29 ، المجدي : 192 ، بحار الانوار 42 : 74 ح 1 عن العدد القوية : 242 .
|
الصفحة 280 |
|
1 ـ فاطمة الزهراء (عليها السلام)
لها من الولد ثلاث ، ومن البنات اثنتان :
1 ـ الإمام الحسن المجتبى السبط (عليه السلام) : المكنّى بأبي محمّد .
2 ـ الإمام الحسين الشهيد السبط (عليه السلام) : المكنّى بأبي عبدالله .
3 ـ زينب الكبرى : عقيلة بني هاشم .
4 ـ أُمّ كلثوم : المسمّاة رقيّة(1) .
5 ـ المحسن : وهو الذي قُتِل ـ أو أُسقط ـ في الهجوم على بيت الزهراء (عليها السلام) .
2 ـ خولة بنت قيس الحنفيّة
لها من الولد :
6 ـ محمّد [الأكبر] بن الحنفيّة : المكنّى بأبي القاسم .
7 ـ محمّد الأصغر .
8 ـ أُمّ الحسن .
9 ـ رملة(2) .
3 ـ الصهباء التغلبيّة المكنّاة بأُمّ حبيب
ولدت لعليّ (عليه السلام) تَوْأماً هما :
10 ـ عمر الأطرف(3) : المكنّى بأبي القاسم ، وقيل : بأبي حفص .
11 ـ رقيّة : وقد تزوّجها مسلم بن عقيل(4) .
____________
1- حكى صاحب المجدي : 199 ذلك عن النسّابة العمري الموضح الكوفي .
2- المجدي : 193 .
3- وقد مرّ وجه تسميته وأ نّه كان بطلب من عمر ، في صفحة 9 و 93 .
4- المجدي : 197 ، 200 . وفيه بانّ له ولداً آخر منها اسمه : العباس الأصغر ، ولم يثبت وهذا ما نوضّحه لاحقاً ـ عند الكلام عن زوجاته في صفحة 379 ـ وانّ هذا هو من زيادات شيخ الشرف ولم يوافقه عليه أحد .
|
الصفحة 281 |
|
4 ـ أُمّ البنين الكلابيّة
لها من الأولاد :
12 ـ العبّاس : ويُكنّى بأبي الفضل ، ويُلقّب بالسَّقّاء وبـ (أَبي قِرْبَة) ، استشهد مع أخيه الحسين (عليه السلام) وله أربع وثلاثون سنة .
13 ـ عبدالله الأكبر : و يُكنّى بأبي محمّد ، استشهد بالطف وهو ابن خمس وعشرين سنة ، لا عقب له .
14 ـ عثمان : يكنّى بأبي عمرو ، استشهد مع أخيه الحسين (عليه السلام) بالطفّ وهو ابن واحد وعشرين سنة ، لا عقب له .
15 ـ جعفر : يُكنّى أبا عبدالله ، قُتِل مع أخيه الحسين (عليه السلام) ، لا عقب له .
5 ـ ليلى النهشليّة الدارميّة التميميّة
ولدت لعليّ (عليه السلام) ابنين ، هما :
16 ـ عبيدالله : (أبو علي) كان مع أخواله بني تميم بالبصرة ، حتّى حضر وقائع المختار فأصابته جراح وهو مع مصعب ، فمات وقبره بالمَذار(1) .
17 ـ عبدالله : وهو المكنّى بأبي بكر ، وقيل بأنّ المكنّى بأبي بكر اسمه محمّد(2) ، وقيل : عبدالرحمن(3) ; وقيل أنّ اسمه اسم آخر ، سنذكره لاحقاً ، استشهد مع أخيه الحسين (عليه السلام) ، لا عقب له .
____________
1- تاريخ الطبري 4 : 118 ، الطبقات الكبرى 3 : 19 ، الكامل في التاريخ 3 : 397 .
2- الإرشاد 1 : 354 .
3- حكي ذلك عن الحافظ المقريزي .
|
الصفحة 282 |
|
وممّا احتمله هنا وجمعاً بين الأقوال في شخص كهذا هو : انّ اسم محمّد كان من وضع أبيه الإمام عليّ أميرالمؤمنين ، أمّا اسم عبدالله أو عبدالرحمن فهو الموضوع من قبل أمّه وأخواله ، وذلك لأ نّه كان من السنة تسمية الطفل بمحمّد إلى سبعة أ يّام ، والإمام أولى من غيره بتطبيق هذه السنة ، و يتأكد احتمالنا هو وقوع
السلام على من اسمه محمّد في الزيارة الرجبية : ( السلام على محمّد بن أميرالمؤمنين ) .
فبهذه القرائن يمكننا أن نرجّح أن يكون ابن ليلى النهشلية اسمه محمّداً عند الإمام عليّ ، أ مّا الاسم الثاني : عبدالله أو عبدالرحمن فهو الموضوع من قبل أمّه أو جدّه أو أخواله ، وأن اشتهار هذا باسم أو كنية أبو بكر يعود إلى كتابة التاريخ بريشة الحكّام ، وعليه فالاسم هو لشخص واحد لا لشخصين أو ثلاث .
6 ـ أسماء بنت عميس
لها من الولد :
18 ـ يحيى .
19 ـ عون(1) ، وقد نُسب إليها ابنٌ آخر وهو غير صحيح(2) .
ولا يخفى عليك بأنّ بعض النسّابة اضافوا ابناً آخر للإمام عليّ (عليه السلام) من أُمامة بنت أبي العاص ، اسمه محمّد الأوسط ، ولم يثبت .
وقيل بأنّ له ابناً آخر من غير هذه النسوة ، من أُمّ ولد اسمه : محمّد الأصغر(3) .
____________
1- الطبقات الكبرى 3 : 20 وقال الواقدي : ولدت له يحيى وعوناً فأ مّا محمّد الأصغر فمن أمّ ولد . البداية والنهاية 7 : 332 .
2- وهو محمّد الأصغر وقيل قتل هذا مع أخيه الحسين في كربلاء ، انظر تاريخ الطبري 3 : 162 وعنه في الكامل في التاريخ 3 : 262 ، البداية والنهاية 7 : 332 .
وفي الشرح الكبير لابن قدامة 11 : 139 (انّ لأسماء ابنَيْن سُمِّيا بمحمّد أحدهما ابن لجعفر بن أبي طالب والآخر ابن لأبي بكر) . ولم يذكر ابناً لها من عليّ اسمه محمّد .
3- مقاتل الطالبيين : 56 ، وفي الطبقات الكبرى 3 : 20 ومحمّد الأصغر بن علي قتل مع الحسين(عليه السلام) واُمه أم ولد ، وعن الكاتب البغدادي : اسمها اُم زيد (تاريخ الأئمّة : 17) .
|
الصفحة 283 |
|
وبذلك تكون أسماء ولد الإمام عليّ الذكور جمعاً بين الثابت والمنسوب
هم :
1 ـ الحسن .
2 ـ الحسين .
3 ـ المحسن .
4 ـ محمّد بن الحنفيّة .
5 ـ محمّد الأصغر بن الحنفية .
6 ـ عمر الأطرف بن الصهباء .
7 ـ العباس الأصغر بن الصهباء ـ على قول ـ .
8 ـ العباس بن أمّ البنين .
9 ـ عبدالله الأكبر بن أمّ البنين .
10 ـ عثمان .
11 ـ جعفر .
12 ـ عبيدالله .
13 ـ 14 ـ 15 ـ عبدالله ، أو محمّد ، أو عبدالرحمن .
16 ـ يحيى .
17 ـ عون .
18 ـ محمّد الأوسط بن أمامة ، على قول .
19 ـ محمّد الأصغر من أمّ ولد ، وهذا الجرد يتفق مع رواية ابن سعد في الطبقات أيضاً .
وجاء في زيادة شيخ الشرف (رحمه الله) في الذكور : عبدالرحمن ، عمر الأصغر ،
|
الصفحة 284 |
|
عثمان الأصغر ، عون ، جعفر الأصغر ، محسن(1) .
وباعتقادي أنّ زيادات شيخ الشرف هنا مختصّة به ، وذلك لعدم موافقة الآخرين له ; لأ نّه لو وافقه الآخرون لما سمّيت بزيادة .
نعم إنّ اسم عبدالرحمن وعون موجودان ضمن الأسماء المتّفق عليها ، لكنّ الأسماء الأُخرى لا يوافقه عليها الآخرون ، فهناك قول بأن لأمّ البنين ابناً اسمه محمّد الأصغر ولم يثبت ، وقيل بأن لأسماء بنت عميس ابناً باسم محمّد الأصغر ، وهذه الاقوال تشير إلى وجود عدّة أولاد لعلي بن أبي طالب قد سمّوا بمحمد ، وهكذا وجود أسماء أخرى في ولد علي لا يتّفق عليها النّسابة والمؤرّخون ، تركنا الاشارة إليها مكتفين بما اتّفق عليه النسّابة فقط .
قال العمري في (المجدي) : وجدت بخطّ شيخ الشرف : قال محمّد بن محمّد ـ يعني نفسه ـ : مات من جملة أولاد أميرالمؤمنين (عليه السلام) من الذكور ـ وعدّتهم تسعة عشر ذكراً ـ في حياته : ستّة نفر ، وورثه منهم : ثلاثة عشر نفساً ، وقُتِل منهم في الطفّ : ستّة رضوان الله عليهم(2) .
المعقبون من ولد علي
والمعقبون من ولد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، هم :
1 ـ الحسن السبط : و يُسمّى أولاده بالسادة الحسنيّة
2 ـ الحسين الشهيد : و يسمّى أولاده بالسادة الحسينيّة
3 ـ محمّد بن الحنفيّة : و يسمّى أولاده بالحنفيّة
4 ـ عمر بن علي : و يسمّى أولاده بالعمريّة
5 ـ العبّاس : و يسمّى أولاده بالعبّاسيّة
____________
1- المجدي : 193 .
2- المجدي : 193 .
|
الصفحة 285 |
|
و إليك الآن أسماء أولادهم ، كي تقف على عدّة المسمين بأسماء الثلاثة في ولد الإمام علي .
الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)
ولد الإمام الحسن (عليه السلام) لثلاث من الهجرة ، وتوفّي في سنة اثنين وخمسين ، وعمره ثمان وأربعون سنة .
للإمام خمس بنات ، وأحد عشر ذكراً ـ كما في رواية العبيدلي ـ هم : زيد(1) ، الحسن المثنّى(2) ، والحسين(3) [الأثرم] ، وطلحة(4) ، وإسماعيل ، وعبدالله(5) ، وحمزة ، ويعقوب ، وعبدالرحمن(6) ، وأبوبكر(7) ، وعمرو(8) ، وقال الموضح
____________
1- أُ مّه خزرجيّة . (المجدي : 201) .
2- أُ مّه خولة بنت منظور الفزاريه . (المجدي : 201 . سر السلسلة العلوية : 5) .
3- أُ مّه أُمّ ولد ، كان عالماً فاضلاً ، انقرض نسله . قال المفيد : أُ مّه أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيمي ، (الارشاد 2 : 20) .
4- أُ مّه من تيم قريش ، كان جليلاً وسخيّاً ، لا عقب له . قال المفيد : أُ مّه أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله ، (الارشاد 2 : 20) .
5- كان عمّه الحسين (عليه السلام) زوّجه ابنته سكينة واستشهد مع عمّه ، ودَمُهُ في بني غنيّ ، ولم يعقب . (المجدي : 201) .
6- مات محرماً بالأبواء ومعه عمّه الحسين (عليه السلام) . (تهذيب الأحكام 1 : 329 ، الارشاد 2 : 26) .
7- استشهد مع عمّه الحسين (عليه السلام) في واقعة الطفّ ولم يعقب . أ مّه أمّ اسحاق بنت طلحة . (مناقب ابن شهرآشوب 3 : 192) .
8- انظر صحيح البخاري 1 : 205 ح 535 ، 2 : 687 7 صحيح مسلم 1 6 446 ، سنن الدارمي 1 : 284 ، مسند أحمد 3 : 299 ، 317 ، 369 ، تهذيب الكمال 26 : 203 ا 5508 ، رجال صحيح البخاري 2 : 670 ح 1080 ، تاريخ الإسلام 6 : 470 ، الارشاد 2 : 20 ، كشف الغمة 2 : 199 وغيرها من كتب الحديث والتاريخ والتراجم .
وجاء في بعض المصادر (عمر) انظر سر السلسلة العلوية : 31 ، بصائر الدرجات : 70 ، تاريخ الأئمّة : 18 ، ذخائر العقبى : 143 ، المجدي : 201 ، معجم رجال الحديث 14 : 29 ت 8729 رواه عن المفيد في الارشاد وفي المطبوع من الارشاد (عمرو) .
|
الصفحة 286 |
|
النسّابة : عبدالله هو أبوبكر . وزاد القاسم(1) ، وهي زيادة صحيحة .
وأ مّا البنات فهنّ : أُمّ الحسين [الحسن] رملة ، وأُمّ الحسن ، وفاطمة ، وأُمّ سلمة ، وأُمّ عبدالله ، وزاد الموضح : رقيّة ، فهنّ في روايته ستّ بنات ، وبذلك يكون جملة أولاده في روايته سبعة عشر .
قال أبو نصر البخاري : أولد الحسن بن عليّ(عليه السلام) ثلاثة عشر ذكراً وستّ بنات ، أعقب من ولد الحسن أربعة : زيد ، والحسن [المثنّى] ، والحسين الأثرم ، وعمر [أو عمرو](2) ، إلاّ أنّ [نسل] الحسين الأثرم وعمر [أو عمرو] انقرضا سريعاً ، وبقي عقب الإمام الحسن (عليه السلام) من رجلين لا غير :
1 ـ زيد .
2 ـ والحسن المثنّى(3) .
لا عقب لزيد بن الحسن إلاّ من ابنه أبي محمّد الحسن بن زيد ، والمعقّبون من هذا الأخير ، هم :
1 ـ القاسم (أبو محمّد) .
2 ـ إسماعيل (أبو محمّد) .
3 ـ زيد (أبو طاهر) .
4 ـ علي (أبو الحسن) .
5 ـ عبدالله (أبو زيد) .
6 ـ إسحاق (أبو الحسن) .
7 ـ إبراهيم (أبو إسحاق) .
فلم أقف في ولد هؤلاء السبعة المعقبين من ولد الحسن بن زيد بن الحسن السبط ـ إلى زمان ابن عنبة المتوفّى 828 هـ ـ على اسم أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ،
____________
1- قُتِل بالطفّ ودمه في بني غني ، ولم يعقب (المجدي : 201) .
2- هذا ما يذهب إليه غالب المؤرخين والنسابة حسبما ستقف عليه في صفحة 294 .
3- عمدة الطالب : 68 .
|
الصفحة 287 |
|
وطلحة ، والزبير ، وعائشة و ...
وكان غالب أسمائهم أسماء الأنبياء والطالبيين ، مثل : إبراهيم ، إسماعيل ، إسحاق ، يحيى ، داود ، هارون ، أحمد ، ومحمّد ، وعلي ، والقاسم ، وحمزة ، وطاهر ، والحسن ، والحسين ، وعبدالرحمن ، وعبدالله ، وعبدالعظيم ، وناصر ، ومهدي ، وزيد ، وجعفر ، والعبّاس .
وأسماء النساء : نفيسة ، ميمونة ، أسماء ، حمدانة ، فاطمة ، صفيّة ، زينب ، خديجة . وأمثالها وليس بينها اسم عائشة .
أ مّا الابن الثاني المعقّب للإمام الحسن المجتبى السبط (عليه السلام) فهو الحسن المثنّى ، والمعقّبون له ، هم :
1 ـ عبدالله المحض ، يقال له : ديباجة بني هاشم
2 ـ إبراهيم الغمر (أبو إسماعيل)
3 ـ الحسن المثلّث (أبو علي)
4 ـ داود (أبو سليمان)
5 ـ جعفر (أبو الحسن) .
وأُمّ الثلاثة الأوائل : فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وأُمّ الأخيرين أُمّ ولد .
والمعقّبون عن عبدالله المحض هم :
1 ـ موسى الجون(1) (أبو الحسن) .
2 ـ محمّد ذو النفس الزكيّة(2) (أبو عبدالله) ، وقيل (أبو القاسم) .
____________
1- المعقّبون من موسى الجون هم : عبدالله ، وابراهيم ، ومحمّد .
ولعبد الله : موسى الثاني وأحمد المسور و يحيى السويقي وصالح وسليمان .
ولإبراهيم : يوسف الاخيضر وأولاده : محمّد و إبراهيم وأحمد والحسن وإسماعيل .
ومحمّد لم يعقّب . وليس بين هؤلاء من سمى باسم احد الثلاثة . انظر المجدي : 232 ـ 244 .
2- خلفه ولده الوحيد عبدالله ، ولهذا ولد واحد أعقبه اسمه محمّد (انظر سر السلسلة العلوية : 7) ، ولمحمّد الكابلي ـ حفيد النفس الزكية ـ خمسة أولاد أسماؤهم : طاهر وعلي وأحمد و إبراهيم والحسن . وليس بين هؤلاء اسم أحد الثلاثة . انظر المجدي : 225 ، وعمدة الطالب .
|
الصفحة 288 |
|
3 ـ إبراهيم قتيل باخمرى(1) (أبو الحسن) .
4 ـ سليمان قتل بفخّ(2) (أبو محمّد) .
5 ـ يحيى صاحب الديلم(3) (أبو الحسن)(4) .
6 ـ إدريس المقتول بالمغرب(5) (أبو عبدالله) وقيل (أبو محمّد)(6) .
ومن إبراهيم الغمر ، هم :
1 ـ إسماعيل الديباج (أبو إبراهيم) .
2 ـ عليّ .
3 ـ إسحاق .
____________
1- وقد خلف إبراهيم ابنُهُ الحسن ، والحسنَ ابنُهُ عبدالله ، وعبدَالله أبناؤه ، وهم : ابراهيم الازرق ومحمّد الاعراقي واختلف في وجود ابن له باسم (علي) فقال به البعض وأنكره أخرون انظر سر سلسلة العلوية : 8 ـ 9 . وليس في ولد هذا من سُمِّي بعمر وعثمان وأبو بكر .
2- لسليمان عشرة أولاد ، هم : محمّد ، عبدالله ، أحمد ، إدريس ، عيسى ، إبراهيم ، الحسن ، الحسين، حمزة، عليّ . وليس بين ولده من سُمِّي باسم احد الثلاثة ، والعقب من محمد فقط انظر المجدي : 249 .
3- وليحيى ابن اسمه : محمّد الابتني ، ولهذا : أحمد وعبدالله ، ولأحمد : يحيى فقط ، ولعبدالله : محمّد وسليمان و إبراهيم (عمدة الطالب : 154) .
4- أُ مّه قريبة بنت ركيح (سر السلسلة العلوية : 10) .
5- انحصر عقب إدريس المقتول بالمغرب في ولده إدريس الثاني ، ولهذا : القاسم ، عيسى ، عمر ، داود ، يحيى ، عبدالله ، حمزة (عمدة الطالب : 159) .
وقد يكون هذا سمى ابنه بعمر لظروف كان يعيشها نحن نقدرها ، وبهذا فإنّي لم أقف في جميع ولد عبدالله المحض على من سمّي بعمر إلاّ ولد واحد بين جميع ولد إدريس بن عبدالله المحض ـ الذي حكم بلاد المغرب العربي ـ وهو : عمر بن إدريس الثاني .
وقد يكون إدريس الثاني سمّى ابنه بعمر كي لا يستغلّ العبّاسيّون عدم التسمية بعمر سلاحاً ضدّه ، وهو ما كان يتخوّف منه هو وأجداده كالإمام عليّ والإمام الحسن السبط (عليهما السلام) .
6- أُ مّه وأُمّ سليمان ، عاتكة بنت عبدالملك بن الحارث (مقاتل الطالبيين : 263) .
|
الصفحة 289 |
|
4 ـ محمّد الأصغر .
5 ـ يعقوب .
6 ـ محمّد الأكبر .
ولم يعقّب الخمس الأواخر من أبنائه ، بل انحصر نسله في إسماعيل الديباج ، وهذا له : الحسن التج وإبراهيم طباطبا .
وللحسن التج (أبو علي) : الحسن ومنه بنو التج أيضاً ، وعقب هذا في محمّد (أبو جعفر) وعليّ (أبو القاسم) ، ولمحمد : الحسين البربري وأحمد ، ومن الحسين (بنو البربري) ومن أحمد محمد (أبو الحسن) وله محمد والقاسم .
أمّا علي (أبو القاسم) ، فله الحسين الخطيب (أبو عبدالله) والحسن (أبو طاهر) ومحمد (أبو جعفر) .
ولإبراهيم طباطبا: عبدالله، ومحمّد، والحسن، وأحمد الرئيس، والقاسم الرسّي(1).
ولعبدالله بن إبراهيم طباطبا : أحمد ، خرج بصعيد مصر سنة سبعين ومائتين فقتله أحمد بن طولون وانقرض عقبه وعقب أبيه : عبدالله بن إبراهيم طباطبا .
ولمحمّد بن إبراهيم بن طباطبا (أبوعبدالله) : جعفر ، ولهذا : الحسين ومحمّد .
وللحسن بن إبراهيم طباطبا : عليّ وأحمد المصري(2) .
ولأحمد الرئيس (أبو عبدالله) بن إبراهيم طباطبا : محمّد (أبو جعفر) و إبراهيم ، ولمحمّد (أبو جعفر) أحمد ، ولإبراهيم القاسم(3) .
وللقاسم الرسّي بن إبراهيم طباطبا : يحيى وموسى وسليمان ومحمّد و إسماعيل والحسين الرسّي(4) . ولاترى بين أسماء كل هؤلاء اسم أحد الثلاثة .
____________
1- عمدة الطالب : 664 ، وانظر سر السلسلة العلوية : 17 وفيه زيادة اسم إبراهيم وإسماعيل .
2- سر السلسلة العلوية : 17 ، وعمدة الطالب : 173 .
3- عمدة الطالب : 172 ـ 173 .
4- عمدة الطالب : 174 ، وسر السلسلة العلوية : 17 وليس فيه موسى ومحمّد .
|
الصفحة 290 |
|
وقد انحصر عقب الحسن المثلّث من عليّ (أبي الحسن) ذي الثفنات الذي حبسه الدوانيقي مع أهله فمات في الحبس وهو ساجد ، في ولدين له
هما :
1 ـ الحسن المكفوف الينبعي
2 ـ والحسين الشهيد (صاحب فخ) المكفوف .
وللحسن ولد واحد لا غير اسمه عبدالله ، ولهذا : عليّ والحسن ومحمّد .
أ مّا الحسين الشهيد صاحب فخ فلم يعقب(1) .
أ مّا عقب داود بن الحسن المثنّى (أبو سليمان) فانحصر في سليمان ، ولسليمان ولد واحد اسمه محمّد البربري ، وأولاد البربري هم :
موسى (وله عدّة بنين انقرضوا) .
وداود (مات في ذيل لم يطل) .
و إسحاق ، له محمّد ، ـ ولمحمّد : زيد ، ولزيد : حمزة قتادة (بنو قتادة كانوا بمصر) ولهذا محمد والحسين ـ والحسن ، والحسن له : إبراهيم و إسحاق(2) .
ولإبراهيم القاسم وأحمد ، وللقاسم : محمد وإبراهيم وعبدالله . ولمحمد : جعفر وحساس . ولإبراهيم : أبو تراب حيدرة . ولعبدالله : الحسين .
أمّا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن داود فلم يذكر ابن عنبه أولاده .
لكنه ذكر أولاده .
لكنه ذكر أولاد إسحاق بن الحسن بن محمد البربري وليس فيها اسم أحد الثلاثة وغالبها اسماء اعتاد عليها الطالبيون .
أ مّا جعفر بن الحسن المثنّى (أبو الحسن) فقد توفي بالمدينة وله سبعون سنة وعقبه من أبنه الحسن ، وهذا أعقب من ثلاثة رجال : عبدالله ، وجعفر ومحمّد ، لم
____________
1- عمدة الطالب : 172 ـ 173 .
2- عمدة الطالب : 184 ، 189 ، وانظر سر السلسلة العلوية : 18 .
|
الصفحة 291 |
|
أقف على أسماء ولده .
هذه أسماء ولد الحسن المثنّى في الطبقات الأولى والثانية وقد تكون الثالثة ، ولم نَرَ بينها من سمّي بأبي بكر وعمر وعثمان إلاّ ما ذكرناه في هامش ولد إدريس الثاني وواحد من ولد محمّد البربري المارين قبل قليل .
إِذن انحصرت التسمية بعمر في أولاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في شخصين لا ثالث لهما ، أو ثلاثة لا رابع لهم إلى زمان ابن عنبة ـ أي إلى أواسط القرن التاسع الهجري ـ ولا يستبعد ان تكون هذه الأسماء مصحفة من عمرو ، لان تنقيط الحروف والحركات جاءت متأخرة فإن كتابه عُمر يشبه كتابه عَمْر ، وهذا ما نوضحه لاحقاً ان شاء الله تعالى(1) .
مؤكدين بأنّ التسميات حتى لو كانت فهي لا تدل على المحبة إلاّ بنص ، لأنّ الإنسان لا يعرف ضمائر الآخرين ، وليس له أن يقوّل الناس ما لا يقولونه ، وحتى لو كانت هناك تسمية في الأزمنة المتأخرة وفي أولاد غير المعصومين فهي ليست بحجّة علينا لكن الأمانة العلميّة دعتنا إلى الإشارة إلى تلك الأسماء كي لا يرمنا أحد بالتحيّز إلى جهة أو كتمان الحقائق كما يقولون و إليك الآن أسماء كل المسمَّين بأسماء الثلاثة في ولد الإمام الحسن المجتبى إلى زمان ابن عِنَبة ، وهؤلاء لا يتجاور عددهم ثلاثة أشخاص هم :
1 ـ عمر = عمرو بن الحسن السبط المجتبى .
2 ـ عمر بن إدريس بن إدريس بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى .
3 ـ عمر بن أحمد بن علي بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الطاووس بن الحسن بن محمّد البربري بن سليمان بن داود بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن عليّ بن أبي طالب .
وإني لا أستبعد أن تكون هذه التسمية قد استمرّت في ولد الإمام الحسن
____________
1- في صفحة 322 تحت عنوان (احتمال اخر) .
|
الصفحة 292 |
|
المجتبى (عليه السلام) بعد هذا التاريخ ، وهي موجودة عندهم لحدّ هذا اليوم ، لكنّا لم نقف عليها في المشجّرات الموجودة بأيدينا اليوم ، غير منكرين بأنّ السادة الحسنيّة كانت لهم ظروفهم الخاصّة ، وهم على اتصال بأهل السنّة والجماعة ، ومنهم الان من يحكم المغرب والأردن ، فلا أستبعد أن تكون أسماء الثلاثة موجودة عندهم مداراة أو مجاملة أو لأيّ علّة أخرى ، لكنها ليست بحجّة علينا ، لأ نّها تسميات وضعت في العصور المتأخرة ، وليس فيها ولا نصّ واحد يصرّح بأنّ التسمية كانت لحبّ فلان أو فلان . وقد تكون تلك الأسماء صحفت في العصور اللاحقة ، و إليك الآن بعض النصوص فيما قيل عن عمر (= عمرو) أو أبو بكر (= عبدالله) ابنا الإمام الحسن المجتبى .
عمر بن الحسن بن علي أم عمرو بن الحسن ؟
اختلف في اسمه ، هل هو عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم عمر بن الحسن ؟ فقد ذهب مصعب الزبيري وابن حزم من النسابة إلى أن اسمه عمرو بن الحسن وحذا حذوهما رعيل من المحدّثين كالبخاري ومسلم وابن شيبه وأحمد والدارمي وابن حبان وابن خزيمة ... وغيرهم .
وأيضاً ضبطه بعض الرجاليين وأصحاب التراجم بـ (عمرو) ، مثل ابن سعد والبلاذري والرازي والباجي والمزّي وابن حجر ، وكذا غيرهم من المؤرخين وأصحاب السير كأبي محنف والطبري وابن عساكر وابن الجوزي .
ومن الشيعة : الشيخ المفيد في الإرشاد ، وعنه أخذ الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال ، وغيرهما .
وأ مّا من ذهب إلى أنّ اسمه (عمر بن الحسن) فهم الأقل ، مثل البيهقي في لباب الأنساب ، وابن الصباغ في الفصول المهمة ، وأبي الصلاح الحلبي في تقريب المعارف ، والطبري كما في بعض نسخ تاريخه ، والعلوي صاحب كتاب المجدي ، وابن عنبة في عمدة الطالب ، وذلك عند ذكرهم خبر المصارعة بين
|
الصفحة 293 |
|
عمر (= عمرو) بن الحسن وخالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، و إليك الآن بعض النصوص الواردة في أنّ اسمه عمرو وليس بعمر .
1 ـ عمرو بن الحسن
قال مصعب الزبيري في (نسب قريش) في ولد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب : فولد الحسن بن علي بن أبي طالب : الحسن بن الحسن ... وعمرو بن الحسن ، والقاسم ، وأبو بكر ، لا عقب لهما ، قتلا بالطف(1) .
وقال ابن حزم في (الجمهرة) في (ولد الحسن بن علي) : في ولد أمير المؤمنين الحسن بن علي(رضي الله عنه) : الحسن بن الحسن ، وفيه العدد والبيت ، أ مّه خولة بنت منصور بن زبّان الفزارية ، وزيد بن الحسن ، وله عقب كثير : أ مّه أم بشر بنت أبي مسعود الأنصاري البدري ، وعمرو ، والحسين ، والقاسم ، وأبو بكر ، وطلحة : أمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله ، وعبدالله ، ومحمّد ، وجعفر ، وحمزة : لا عقب لواحد من هؤلاء ، إلاّ أن عمراً كان له ولد فقيه محدّث مشهور ، واسمه محمّد بن عمرو ، انقرض عقبه ...(2)
وفي صحيح البخاري : حدثنا آدم ، حدثنا محمّد بن عبدالرحمن الأنصاري ، قال : سمعت محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي ، عن جابر بن عبدالله(رضي الله عنه) ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) في سفر فراى حاملاً ورجلاً ...(3)
وفي التاريخ الكبير له : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني ، قال لنا آدم : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا محمّد بن عبدالرحمن الأنصاري ، قال : سمعت محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن
____________
1- نسب قريش 1 : 16 .
2- جمهرة أنساب العرب لابن حزم 1 : 15 .
3- صحيح البخاري 2 : 238 .
|
الصفحة 294 |
|
جابر بن عبدالله ، عن النبي قال : ليس ...(1)
وفي صحيح مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا غندر ، عن شعبة ح . قال : وحدثنا محمّد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمّد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي ، قال : لما قدم الحجاج المدينة فسألنا جابر بن عبدالله فقال : كان رسول الله ...(2)
وفي مصنف ابن أبي شيبه : حدثنا أبو بكر ، قال حدثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن حكم ، عن عمرو بن الحسن بن علي ، قال : إذا قرنت بين الحج والعمرة فطف طوافين وَآسْعَ سعين(3) .
وفي الجمع بين الصحيحين : العاشر : عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، قال : قدم الحجاج ـ وفي حديث معاذ بن معاذ ـ كان الحجاج يؤخّر الصلوات ، فسألنا جابر بن عبدالله ، فقال : كان النبي(صلى الله عليه وآله) يصلّي الظهر بالهاجرة ...(4)
وفي مسند أحمد : حدثنا عبدالله ، حدثني أبي ، حدثنا محمّد بن جعفر ، حدثنا شعبة بن محمّد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي عن جابر بن عبدالله قال : كان رسول الله ...(5)
وفي سنن الدارمي : أخبرنا هاشم بن القاسم ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، قال : سمعت محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي ، قال : سألت جابر بن عبدالله في زمن الحجاج ...(6)
____________
1- التاريخ الكبير للبخاري 1 : 189 ـ 190 .
2- صحيح مسلم 1 : 446 و 2 : 786 .
3- مصنف ابن أبي شيبة 3 : 291 .
4- الجمع بين الصحيحين 2 : 315 .
5- مسند أحمد 3 : 299 ، 3 : 317 .
6- سنن الدارمي 1 : 284 .
|
الصفحة 295 |
|
وقال ابن حبان في ثقاته : واستصغر في ذلك اليوم أيضاً [أي يوم عاشوراء ]عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فلم يقتل لصغره(1) .
وقال أيضاً في (السيرة النبوية) : واستصغر علي بن الحسين بن علي فلم يقتل ، انفلت في ذلك اليوم من القتل لصغره ، وهو والد محمّد بن علي الباقر ، واستصغر في ذلك اليوم أيضاً عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يقتل لصغره(2) .
وفي صحيح ابن خزيمة : حدثنا أبو موسى ، حدثنا محمّد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن جابر بن عبدالله ، قال : رأى رسول الله رجلاً قد اجتمع الناس عليه وقد ظلّل عليه ، فقالوا : هذا رجل صائم ، فقال رسول الله ...(3)
وفي رجال صحيح البخاري : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني ، حدث عن جابر بن عبدالله ، روى عنه سعد بن إبراهيم ومحمّد بن عبدالرحمن الأنصاري في الصلاة والصوم(4) .
وفي رجال مسلم : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، روى عن جابر بن عبدالله في الصلاة والصوم(5) .
وفي عمدة القارئ : ومحمّد بن عمرو ـ بالواو ـ بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو عبدالله ...(6)
____________
1- الثقات لابن حبان 2 : 310 . وقال أيضاً في صفحة 311 : وكانت أم عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد .
2- السيرة النبوية لابن حبان 1 : 369 .
3- صحيح ابن خزيمة 3 : 254 .
4- رجال صحيح البخاري 2 : 670 .
5- رجال مسلم 2 : 196 ، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم 1 : 311 .
6- عمدة القارئ 5 : 56 .
|
الصفحة 296 |
|
وفي المحلّى لابن حزم : ... عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن جابر بن عبدالله ...(1)
وقال ابن سعد في الطبقات : ثم دعا [يزيد] بعلي بن الحسين ، وحسن بن حسن ، وعمرو بن الحسن ، فقال لعمرو بن الحسن ـ وهو يومئذ ابن إحدى عشرة سنه ـ : أتصارع هذا ؟ يعني خالد بن يزيد ، قال : لا ، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً حتى أُقاتله(2) .
وقال البلاذري في أنساب الأشراف : حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثني عمّي الفضل بن الزبير ، عن أبي عمر البزار ، عن محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي ، قال : كنا مع الحسين بنهري كربلاء فجاءنا رجل فقال : أين الحسين ؟
قال :ها إنا ذا ، قال : أبشر بالنار تردها الساعة !!!
قال : بل أبشرُ بربّ رحيم وشفيع مطاع ، فمن أنت ؟ قال : محمّد بن الأشعث ، ثم جاء رجل آخر فقال : أين الحسين ؟ قال : ها أنا ذا ، قال : أبشر بالنار تردها الساعة !! قال : بل ابشر بربّ رحيم وشفيع مطاع ، فمن أنت ؟ قال شمر بن الجوش ، فقال الحسين : الله أكبر قال رسول الله : إني رأيت كلباً أبقع يلغُ في دماء أهل بيتي(3) .
وفي الجرح والتعديل للرازي : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، روى عن جابر بن عبدالله(4) .
____________
1- المحلى 6 : 254 .
2- الطبقات الكبرى لابن سعد 10 : 489 .
3- انساب الأشراف 3 : 193 ، وفي صفحة 194 ، روى عن عمرو بن الحسن قوله : فحملنا إليه فاقعدني يزيد في حجره وأقعد ابناً له في حجره ، ثم قال لي : أتصارعه ؟ فقلت : أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ودعنى وايّاه ، فقال : ما تَدَعُون عداوتنا صغاراً وكباراً .
4- الجرح والتعديل للرازي 8 : 29 .
|
الصفحة 297 |
|
وفي التعديل والتجريح للباجي : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب المدني ، أخرج له البخاري في الصلاة والصوم عن سعد بن إبراهيم ... مدني ثقه(1) .
وفي تهذيب الكمال : خ م د س(2) ، محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي ، أبو عبدالله المدني ، وأمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب ، روى عن جابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عباس ، وعمة أبيه زينب بنت علي بن أبي طالب(3) .
وقال الخزرجي الأنصاري في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني ، عن ابن عباس وجابر وجماعة وعنه سعد بن إبراهيم وأبو الجحاف وطائفة ، وثّقه أبو زرعة(4) .
وفي تهذيب التهذيب لابن حجر : م ح د س محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، أبو عبدالله المدني ، أمه رملة بنت عقيل بن أبي طالب ، روى عن عمة أبيه زينب بنت علي وابن عباس وجابر(5) .
وفي مقتل الحسين لأبي مخنف : واستصغر عمرو بن الحسن بن علي فتُرك فلم يقتل ، وأمه أم ولد(6) .
وقال أبو مخنف أيضاً : وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشى إلاّ دعا علي بن الحسين إليه ، قال فدعاه ذات يوم ، ودعا عمرو بن الحسن بن علي وهو غلام صغير ، فقال لعمرو بن الحسن : أتقاتل هذا الفتى ؟ يعني خالداً ابنه ؟
____________
1- التعديل والتجريح لسليمان بن خلف الباجي 2 : 730 ـ 731 .
2- هذه الحروف اختصار للبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، أي أنّ هؤلاء خرجوا حديثه .
3- تهذيب الكمال 26 : 203 ـ 204 .
4- خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 353 .
5- تهذيب التهذيب لابن حجر 9 : 329 ـ 330 .
6- مقتل الحسين : 243 .
|
الصفحة 298 |
|
قال : لا ولكني أعطني سكيناً وأعطه سكيناً ثم أقاتله ، فقال له يزيد وأخذه وضمه إليه ثم قال : شنشنة أعرفها من أخزم ، هل تلد الحية إلاّ حية(1) .
وقال الطبري : واستصغر عمرو بن الحسن بن علي فترك فلم يقتل ، وأمه أم ولد(2) .
وفي تاريخ مدينة دمشق : عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي ، الهاشمي الحسني ، خرج مع عمه الحسين بن علي إلى العراق ، وكان فيمن قُدِمَ به دمشق مع علي بن الحسين ، وسأذكر قدومه في ترجمة عمّته زينب بنت علي بن أبي طالب ... وقد انقرض ولد عمرو بن الحسن بن علي ، وكان رجلاً ناسكاً من أهل الصلاح والدين(3) .
وقال أيضاً : محمّد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي ، أبو عبدالله الهاشمي العلوي من أهل المدينة ... وقيل أ نّه شهد كربلاء مع عمّ أبيه الحسين بن علي ، فإن كان شهدها فقد أُتي به إلى يزيد ابن معاوية بد مشق مع من أُتي به من أهل بيته ، والمحفوظ أنّ أباه عمرو بن الحسن هو الذي كان بكربلاء ، ولم يكن محمّد ولِدَ إذ ذاك ، والله اعلم(4) .
وفي المنتظم لابن الجوزي : وكان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلاّ دعا علي بن الحسين فدعاه يوماً ودعا معه عمرو بن الحسين(5) وكان صغيراً ، فقال يزيد لعمرو : أتقاتل هذا ؟ يعني ابنه خالداً ، قال : لا ، ولكن أعطني سكّيناً وأعطه سكيناً
____________
1- مقتل الحسين : 215 وعنه في تاريخ الطبري 4 : 353 ـ 354 ، وفي الاحتجاج 2 : 311 وعنه في بحار الأنوار 45 : 175 قال لعلي بن الحسين : يا علي أتصارع ابني خالداً ؟ قال(عليه السلام) : وما تصنع بمصارعتي اياه ، أعطني سكيناً ... فلا يستبعد أن تكون خبر المصارعة وردت مع السجاد(عليه السلام) لكنهم ابدلوها بعمر بن الحسن بن علي أو عمر بن الحسين .
2- تاريخ الطبري 4 : 359 وفي بعض طبعاته عمر بدل عمرو .
3- تاريخ مدينة دمشق 45 : 484 ـ 485 .
4- تاريخ مدينة دمشق 55 : 15 ـ 19 .
5- في جميع النصوص عمرو بن الحسن ، فما هنا غلط .
|
الصفحة 299 |
|
ثم أقاتله ، فقال يزيد : شنشنة أعرفها من أخزم(1) .
وقال الشيخ المفيد في رسالته : أولاد الحسن(عليه السلام) خمسة عشر ولدا ذكراً واُنثى وهم : ... وعمرو [بن الحسن] وأخواه القاسم وعبدالله ، أمهم أم ولد ، استشهدوا ثلاثتهم بين يدي عمهم الحسين بطف كربلاء(2) .
وقال الشيخ عباس القمّي ـ كما في تعريب منتهى الآمال ـ الفصل السادس في ذكر أولاد الإمام الحسن(عليه السلام) :
(... قال الشيخ المفيد(رحمه الله) ثمانية ذكور وسبعة أناث ، ونحن نختار كلامه ونقدمه على غيره ، ونذكر سائر أولاده من بقيّة الكتب ، قال الشيخ الأجل في الارشاد : أولاد الحسن بن علي(عليه السلام) خمسة عشر ولد ذكراً واُنثى .
5 و 6 و 7 ـ عمرو بن الحسن وأخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن أمّهم أم ولد)(3) .
كانت هذه مجموعة من الأقوال التي ذهبت إلى أنّ اسم ابن الإمام الحسن المجتبى هو (عمرو) لا عمر ، و إليك الآن نصوص اخرى من النسابة والمؤرّخين .
2 ـ من سمّوه بعمر بن الحسن
سمى بعض المؤرخين والنسابة ابنَ الإمام الحسن بـ (عمر) ، منهم البيهقي في (لباب الأنساب والألقاب) إذ قال : أولاد عمر بن الحسن بن علي(رضي الله عنه) ، منهم محمّد واُمه رمله بنت عقيل بن أبي طالب ، واُم سلمه ، وكان عمر رجلاً ناسكاً من أهل الدين والورع ، وابنته اُم سلمة عند عبدالله بن هاشم بن المسور بن مخرمة ولم يلد
____________
1- المنتظم 5 : 344 ، وفي البداية والنهاية 8 : 212 عمر بدل عمرو .
2- الفصول المهمة لابن الصباغ 2 : 746 عن المفيد وفي بعض طبعات الفصول المهمة عمر بدل عمرو .
3- تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل 1 : 455 .
|
الصفحة 300 |
|
له ، وقيل : قد انقرض ولد عمر بن الحسن بن علي رضي الله عنهما(1) .
وقال أيضاً : عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، انقرض عقبه ولم يبق له عقب(2) .
وفي (المجدي في أنساب الطالبيين) : فولَدَ الحسنُ أبو محمّد بن علي(عليهما السلام) ـ في رواية شيخ الشرف ـ ستة عشر ولداً منهم خمس إناث ... وهم : زيد ، والحسن ، والحسين الأثرم ، وطلحة ، وإسماعيل ، وعبدالله ، وحمزة ، ويعقوب ، وعبدالرحمن ، وأبو بكر وعمر(3) .
وقال أيضاً : العقب من ولد الحسن بن علي(عليهما السلام) من أربعة رجال ، وهم : الحسن وزيد وعمر والحسين الأثرم ، انقرض اثنان وهما عمر والحسين(4) .
وقد مر عليك كلام ابن عنبة عن أبي نصر البخاري في (عمدة الطالب) وأن عقب الإمام الحسن المجتبى من أربعة : زيد والحسن والحسين الأثرم وعمر ، إلاّ أن الحسين الأثرم وعمر انقرضا سريعاً ، وبقي عقب الحسن من رجلين لا غير : زيد والحسن المثنى(5) .
وفي تقريب المعارف لأبي صلاح الحلبي : (نكير محمّد بن عمر بن الحسن) : ورووا عن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : شهدت أبي محمّد بن عمر ومحمّد بن عمر بن الحسن ـ وهو الذي كان مع الحسين بكربلاء ، وكانت الشيعة تنزله بمنزلة أبي جعفر(عليه السلام) يعرفون حقه وفضله ـ قال : فكلمه في أبي بكر وعمر .
فقال محمّد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) لأبي : اسكت ،
____________
1- لباب الأنساب 1 : 28 .
2- لباب الأنساب 1 : 38 .
3- المجدي في أنساب الطالبيين : 201 .
4- المجدي في أنساب الطالبيين : 202 .
5- عمدة الطالب : 68 .
|
الصفحة 301 |
|
فإنك عاجز والله ، إنّهما لشركاء في دم الحسين(عليه السلام) ...
ورووا عن أبي الجارود ، قال : سُئِل محمّد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبي بكر وعمر ؟
فقال : قتلتم منذ ستين سنة في أَنْ ذكرتم عثمان ، فوالله لو ذكرتم أبا بكر وعمر لكانت دماؤكم أَحَلَّ عندهم من دماء السنانير(1) .
كان هذا مختصر الكلام عن ابن الإمام الحسن ، وهل ان اسمه عمر أم عمرو ، إِذ اتَّضح لك بالأرقام بأن المشهور في كتب الرجال والحديث والتاريخ غلبة اسم (عمرو) عليه ، ولا يستبعد أن يقع التصحيف في مثل هكذا أمور فيستبدل (عمرو) بـ (عمر) ، خصوصاً بعد أن وقفنا على ملابسات الأمور في العصرين الأموي والعباسي .
و إليك الآن الكلام عن الابن الآخر للإمام الحسن المجتبى ، والمستشهد في كربلاء ، وهل أن اسمه أبو بكر أم عبدالله ؟ وقيل كذلك أن أبا بكر كنيةٌ لعمرو بن الحسن وليست لعبدالله بن الحسن .
أبو بكر بن الحسن كنية أم اسم ؟
أ مّا أبو بكر بن الحسن بن علي فقد ذهب أبو مخنف في مقتل الحسين(2) ـ والبلاذري في الأنساب(3) ، والدينوري في الأخبار الطوال(4) ، والمسعودي في مروج الذهب(5) ، وابن العديم في بغية الطلب(6) ، وابن الصباغ في الفصول
____________
1- تقريب المعارف : 253 ـ 254 .
2- مقتل الحسين لابي مخنف الأزدي : 174 ، 237 .
3- أنساب الأشراف للبلاذري 3 : 201 .
4- الأخبار الطوال للدينوري : 257 .
5- مروج الذهب 1 : 375 .
6- بغية الطلب في تاريخ حلب 6 : 2628 .
|
الصفحة 302 |
|
المهمة(1) ، والمفيد في الإِرشاد(2) ، وأبو الفرج في المقاتل(3) ، والطبري في تاريخه(4) ، وغيرهم ـ إلى أ نّه استشهد مع عمه الحسين في كربلاء .
وقد مر عليك ما نقله العلوي في المَجْدي عن المُوضِح النسابة من أنّ أبا بكر المقتول في الطف هو كنية لعبدالله بن الحسن(5) وليس هو اسم له ، وقد نقل هذا الكلام أيضاً ابن عنبه عن الموضح النسابة(6) .
وقد استفاد التستري جمعاً بين كلامي الشيخ المفيد في الإرشاد للقول بأنّ اسمه عمرو ، وكنيته أبو بكر ، حيث قال المفيد في (فصل ذكر أولاد الإمام الحسن بن علي وأخبارهم) : أولاد الحسن بن علي(عليه السلام) خمسة عشر ولداً ذكراً وأنثى : زيد بن الحسن ، وأختاه اُم الحسن واُم الحسين أمهم اُم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية ، والحسن بن الحسن اُمه خولة بنت منصور الفزارية ، وعمرو بن الحسن وأخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن أمهم اُم ولد ...(7)
ثم قال المفيد أيضاً في (فصل في ذكر أسماء من استشهد مع الإمام الحسين يوم عاشوراء) : ... والقاسم وأبو بكر وعبدالله بنو الحسن بن علي(8) ...
قال التستري في ترجمة (أبو بكر بنس الحسن) : والمفهوم من الإرشاد كون اسمه عمر حيث عَدَّ في مقتولي الطف أبا بكر بن الحسن(عليه السلام) ، وقال في ولد الحسن : عمر بن الحسن من اُمِّ القاسمِ ، استشهد مع عمه(9) ، [وبذلك يكون أبو
____________
1- الفصول المهمة في معرفة الأئمة 2 : 845 ـ 846 .
2- الارشاد في معرفة حجج الله على العباد 2 : 109 و 125 .
3- مقاتل الطالبيين .
4- تاريخ الطبري 4 : 359 .
5- المجدي : 201 .
6- عمدة الطالب : 68 .
7- الارشاد 2 : 20 .
8- الارشاد 2 : 125 .
9- قاموس الرجال 11 : 232 ـ 233 ، الموجود في الارشاد في (ولد الحسن) 2 : 20 (وعمرو بن الحسن واخواه القاسم وعبدالله ابنا الحسن اُمهم ام ولد) وفي (فصل اسماء من قتل مع الحسين بن علي من أهل بيته بطف كربلاء) : والقاسم وأبو بكر وعبدالله بنو الحسن بن علي . وعليه (فعمرو) هو الصحيح لا عمر كما حكاه التستري عن المفيد .
|
الصفحة 303 |
|
بكر بن الحسن هو عمرو بن الحسن عند الشيخ المفيد] .
ثم أضاف في رسالته في تواريخ النبي والآل قائلاً :
قلت : قد ذكر [المفيد] في مقتولي الطف (أبا بكر بن الحسن) من اُم القاسم ، وهنا بدّله بعمرو بن الحسن ، فلعلّ الأصل واحد ، عَبَّرَ هنا بالاسم وثَمَّةَ بالكنية ، إلاّ أنّ السروي جعلهما اثنين وقال : أنّ عمراً من اُم (القاسم) ، وأبا بكر من اُم إسحاق بنت طلحة ، لكنّ الظاهر وهمه ، فصَرَّح أبو الفرج بأنّ أبا بكر اُمه أمّ ولد ، وأبو بكر وعمرو هنا نظير أبي بكر ومحمّد في أولاد أمير المؤمنين في الاختلاف والاتّحاد والتعدد ، وقد عرفت أنّ المفيد جعل عبدالله وعمراً من اُم (القاسم) ، وجعل أبو الفرج عبدالله من بنت الشليل البجلي ، وابن قتيبة عمراً من الثقفية ، وتقدّم قول المفيد أن الحسين الأثرم من اُم إسحاق ، وجعله ابن قتيبة من اُم ولد ، وكيف كان فلا ريب أن القاسم من اُم ولد ، والظاهر أن ما اشتهر من أن ...(1)
وبهذا فقد عرفت أنّ وجود ابنين للإمام الحسن المجتبى باسم الشيخين لم يثبت عند المؤرخين والنسابة ، أو قل هو مشكوك عندهم على أحسن التقادير ، فقد يكون هذا أحد أسباب عدم ذكر خطباء المنبر الحسيني لاسمهما عند ذكر وقائع الطف ، وقد يرجع سبب عدم ذكرهما لعدم وجود أدوار مهمّة لهما أو حرارة في قتلهما تضاهي فجاعة وحرارة قتل القاسم بن الحسن ، وأبي الفضل العباس بن علي ، ومسلم بن عقيل ، والطفل الرضيع (عبدالله بن الحسين بن علي) ، لا لتشابه اسميهما وكنيتيهما مع اسم وكنية أبي بكر وعمر .
ومما يمكن احتماله هنا أيضاً هو أنّ ما قيل عن وجود ابن للإمام علي بن أبي
____________
1- رسالة في تواريخ النبي والآل : 81 .
|
الصفحة 304 |
|
طالب باسم عمر أو أبي بكر وقتلهما في الطف ، يرجع إلى تشابه ذلك مع أولاد الإمام الحسن المجتبى ، واختلاطه على المؤرخين والنسّابين لاحقاً ، إذ قد يكون المقصود من عمر بن علي هو عمر = عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فسقط اسم الحسن فقالوا : قتل أو جرح عمر بن علي بن أبي طالب ، ومثله الحال بالنسبة إلى أبي بكر بن علي بن أبي طالب المسمى بعبدالله . فتأمل .
الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)
ولد (عليه السلام) سنة أربع من الهجرة ، واستشهد في سنة إحدى وستّين ، وكان بين الحمل به(عليه السلام) وولادة أخيه الحسن(عليه السلام) خمسون يوماً ، وقيل طهر واحد . أولاده:
1 ـ عليّ الأكبر(1) .
2 ـ جعفر(2) .
3 ـ عليٌّ الأصغر(3) .
4 ـ عبدالله(4) .
5 ـ فاطمة(5) .
6 ـ سكينة(6) .
____________
1- أُ مّه ليلى بنت أبي مرّة ، لم يعقب (الفصول المهمة 2 : 844 ، ينابيع المودة 3 : 152) وقد أخطأ الشيخ المفيد في الإرشاد 2 : 135 حينما قال بأن اُمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ، وكذا أخطأ هو وابن شهرآشوب في مناقبه 3 : 309 حيث قالا بأن المقتول في كربلاء هو علي الأصغر لا الأكبر .
2- اُمه قضاعية ، الإرشاد 2 : 135 .
3- وهو الإمام السجّاد (عليه السلام) ، وأُ مّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ، كشف الغمة 2 : 249 ، الفصول المهمة 2 : 851 .
4- أُ مّه الرباب بنت امرئ القيس ، مقاتل الطالبيين : 59 ، الإرشاد 2 : 135 .
5- خرجت إلى ابن عمّها الحسن المثنّى فأولدها ثلاثة ذكرنا أسماءهم قبل قليل ، المجدي :281 ، ينابيع المودة .
6- خرجت إلى مصعب وقتل عنها ، أنساب الأشراف 2 : 415 .
|
الصفحة 305 |
|
(فأمّا عليّ الأكبر فاستشهد في الطفّ وقُتِل مع أبيه ولم يخلّف عقباً ... وزعم من لا بصيرة له أنّ عليّاً الأصغر هو المقتول .
وأ مّا جعفر ، فدرج ، [قال المفيد : لا بقية له ، وكانت وفاته في حياة الإمام الحسين(عليه السلام)](1) .
وعبدالله ، أخرجه أبوه يرقّق القوم به وأ نّه عطشان ، فرماه رجل بسهم فذبحه وهو على يد أبيه ، أخذ الله بحقّه .
وأ مّا فاطمة فخرجت إلى ابن عمّها الحسن المثنّى .
وأ مّا سكينة فخرجت إلى مصعب بن الزبير وقتل عنها ، فلمّا جاءت الكوفة خرج إليها أهلها ، فقالت : لا مرحباً بكم يا أهل الكوفة أيتمتموني صغيرة ، ورمّلتموني كبيرة(2) .
فعقب الحسين(عليه السلام) جميعهم من عليّ الصغير [أو الأصغر] (زين العابدين) ، و يكنّى أبا الحسن ، و يُلقّب بزين العابدين ذي الثفنات)(3) .
ولا يخفى عليك بأنّ الإمام الحسين(عليه السلام) استشهد ولم يكن بين ولده من سُمّي بأبي بكر ولا عمر ولا عثمان ، نعم حكى السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث(4) والشيخ محمّد تقي التستري في قاموس الرجال(5) عن المناقب لابن
____________
1- الارشاد 2 : 135 .
2- بعد عبدالله بن الحسن الذي استشهد في الطف .
3- المجدي : 282 ، كشف الغمة 2 : 249 ، تهذيب الكمال 20 : 384 ، الطبقات الكبرى 5 : 211 ، (وفي جمهرة أنساب العرب : 52 ولم يعقب له ولد غير على بن الحسين وحده) وكذا في إمتاع الأسماع 5 : 365 ، فجميع من ينسب إلى الحسين إنما هم من ولد علي بن الحسين ولا عقب له من أحد سواه .
4- معجم رجال الحديث 14 : 30 رقم 8721 .
5- قاموس الرجال 8 : 166 الرقم 5592 ، وحكى التستري أيضاً في (تواريخ النبي والآل) : 83 ، عن الدينوري وأعثم الكوفي أ نّهما ذكرا للحسين ابناً باسم عمر . إذ جاء في الأخبار الطوال : 259 ولم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه علي الأصغر ـ وكان قد راهق ـ وإلاّ عمر وقد كان بلغ أربع سنين ، وفيه أيضاً : 261 وكان يزيد إذا حضر غداؤه دعا علي بن الحسين وأخاه عمر فيأكلان معه ، فقال ذات يوم لعمر بن الحسين : هل تصارع ابني هذا ؟ يعني خالد ، وكان من أقرانه ؟ فقال عمر : بل أعطني سيفاً وأعطه سيفاً حتى أقاتله فتنظر أينا أصبر .
لكني لم اقف في الفتوح لابن أعثم على ما يؤيد كلام التستري ، فإن ابن الصباغ المالكي مع أ نّه حكى جواب عمر بن الحسين ليزيد في ج 2 ص 838 من الفصول المهمة لكنه لم يعدّه ضمن أولاد الإمام الحسين في ج 2 ص 851 فتدبر .
|
الصفحة 306 |
|
شهرآشوب 4 : 113 [3 : 359] بأنّ للإمام ولداً كان يقال له عمر : (قُتِل مع أبيه) ، لكنّ التستري قال معلّقاً على كلام ابن شهرآشوب : (أصل وجوده غير معلوم) .
والظاهر أنّ هذا هو ابن الإمام الحسن لا الحسين ـ وذلك لمن يعتقد بوجود ابن للإمام الحسن في كربلاء باسم عمر كالشيخ المفيد ـ وبذلك يكون ما نقله صاحب المناقب هو تصحيف عن الحسن لا غير .
قال ابن عنبة : وكان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يوم الطف مريضاً ، ومن ثمّ لم يقاتل ، حتّى زعم بعضهم أ نّه كان صغيراً ، وهذا لا يصحّ ، قال الزبير بن بكّار : كان عمره يوم الطف ثلاثاً وعشرين سنة ، وقال الواقدي : ولد عليّ بن الحسين سنة ثلاث وثلاثين ، فيكون عمره يوم الطف ثماني وعشرين سنة ، وتوفّي سنة خمس وتسعين ، وفضائله أكثر من أن تحصى(1) .
هل كان للحسين(عليه السلام) ابنان باسم أبي بكر وعمر أم أ نّهما كانا لأخيه الحسن(عليه السلام)؟
هناك نصوص توحي بأن للإمام الحسين(عليه السلام) ابناً باسم أبي بكر ، وكذا له ابن آخر باسم عمر ، لكن لا يمكن البتّ في ذلك ، لأن التشكيك فيهما ظاهر حسب تلك النصوص ; لأن الذي يأتي باسم أبي بكر بن الحسين يأتي غالباً باسمه ضمن
____________
1- عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 193 .
|
الصفحة 307 |
|
الذين قتلوا مع الحسين(عليه السلام) ، في حين لا يأتي اسم أبي بكر بن الحسن هناك ، وهو تصحيف متوقّع .
قال ابن سعد في الطبقات : وقتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما ... 10 ـ 11 ـ جعفر بن الحسين وأبو بكر بن الحسين قتلهما عبدالله بن عقبة الغنوي . 12 ـ وعبدالله بن الحسن قتله ابن حرملة الكاهلي من بني أسد . 13 ـ والقاسم بن الحسن قتله سعيد بن عمرو الازدي(1) .
فبقرينة قتل عبدالله بن عقبة الغنوي لأبي بكر بن الحسن ، وكون عبدالله المكنّى بأبي بكر ، وعمرو ، والقاسم هما أبناء الإمام الحسن ، وقد شهدوا كربلاء وقتلوا في المعركة حسب النصوص الآنفة قبل قليل ، فلا يستبعد التصحيف في أمر كهذا ، والقول بأنّهما ابنان للإمام الحسين .
وكذا ذكر الطبراني في المعجم الكبير أسماء شهداء الطف فقال : وأبو بكر بن الحسين لأم ولد ، والقاسم بن الحسن لأم ولد ، وعون بن عبدالله بن جعفر ...(2) .
وفي تاريخ الطبري : قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشر الأسدي ، قال لي أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ... ورمى عبدالله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي بسهم فقتله ، فلذلك يقول الشاعر وهو ابن أبي عقب :
وعند غنيٍّ قطرةٌ من دمائنا |
وفي أَسَد اُخرى تُعَدُّ وتُذكَرُ(3) |
وفي مقاتل الطالبيين : وأبو بكر بن الحسين بن علي بن أبي طالب واُمه اُم ولد ولا نعرف اُمه ،ذكر المدائني في إسنادنا عنه ، عن أبي مخنف ، عن ابن أبي راشد : أنّ عبدالله بن عقبة الغنوي قتله(4) .
____________
1- الطبقات الكبرى لابن سعد 10 : 475 .
2- المعجم الكبير 3 : 103 .
3- تاريخ الطبري 4 : 342 .
4- مقاتل الطالبيين : 57 ـ 58 ، وعنه في بحار الأنوار 45 : 36 وهو أيضاً موجود في تاريخ الطبري 3 : 332 ، 343 عن ابي مخنف ، والكامل في التاريخ 3 : 430 ، البداية والنهاية 8 : 203 طبعة دار احياء التراث العربي 1988 م ، وترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد : 73 ، 76 .
|
الصفحة 308 |
|
وقال ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين : ورمى عبدُالله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي فقتله ، فقال سليمان بن قته :
وعند غنيٍّ قطرة من دمائنا |
وفي أسد اُخرى تُعدُّ وتُذكرُ(1) |
إذ لا يعقل أن يكون القاتل واحد ، والأشعار التي قيلت من قبل سليمان بن قته جاءت فيهما جميعاً .
وهل أن عبدالله بن عقبه ـ أو عقبه الغنوي ـ اختصا بقتل من اسمه أبو بكر من ولد علي فقط ، ولماذا لا نراهما يقتلان آخرين من ولد علي وعقيل وجعفر .
وبذلك لا يستبعد وقوع التصحيف بين أبو بكر بن علي وأبو بكر بن الحسن وأبو بكر بن الحسين ، وبتصوري أن التصحيف واضح من ابن الحسن إلى ابن الحسين ، وولا استبعد أن يكون عبدالله بن عقبة الغنوي قد قتل أبا بكر بن الحسن وأبا بكر بن الحسين معاً ، لكن السؤال لماذا لا يقع السلام على أبي بكر بن الحسين في الزيارة الرجبية وزيارة الناحية كما وقع السلام على ( أبي بكر بن الحسن الزكي الولي ، المرميّ بالسهم الردي ، لعن الله قاتله عبدالله بن عقبة الغنوي )(2) ، وهذا يشككنا في وجود ابن للإمام الحسين باسم أبي بكر ويوكده ارتباك المؤرخين في نقولاتهم ، فقد نقل البلاذري في انساب الاشراف عن المدائني قوله : قُتِلَ الحسين والعباس وعثمان ومحمّد بنو علي ، وعلي بن الحسين وعبدالله وأبو بكر والقاسم بنو حسين(3) ، وعون ومحمّد ابنا عبدالله بن جعفر ...(4)
____________
1- ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر 73 / 7 .
2- انظر اقبال الأعمال 3 : 75 ، والمزار للمشهدي : 489 ـ 490 ، و إعلام الورى 1 : 466 .
3- قال محقق كتاب الأنساب الأستاذ زكار : كذا في الأصل ، ولعل الصواب : بنو حسن وحسين كذلك .
4- أنساب الأشراف 3 : 421 ، وانظر كلام الصالحي في سبل الهدى والرشاد 11 : 81 .
|
الصفحة 309 |
|
عمرو = عمر بن الحسن أم ابن الحسين(عليهما السلام) ؟
وقع التصحيف كثيراً بين الأسماء المتشابهة في الرسم والصورة ، مثل عبدالله وعبيدالله ، وعمرو وعمر ، والحسن والحسين ، فلا يستبعد أن يكون عمر بن الحسين هذا هو نفس عمرو (عمر) بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
أجل ، لم يذكر ابن عنبة المتوفى 828 هـ هذا الاسم ضمن أولاد الإمام الحسين بن علي ، وكذلك الشيخ المفيد في الإرشاد(1) وغيرهما وفي المقابل ترى ذلك ضمن أولاد الإمام السبط أبي محمّد الحسن بن أمير المؤمنين ، ومنشأ ذلك هو ما جاء عن يزيد وأ نّه طلب من عمر بن الحسين أن يصارع أبنه خالد ، فقال عمر بن الحسين : أعطه سكيناً وأعطني سكيناً(2) .
فاحتملوا وجود ابن للإمام الحسين باسم عمر ، في حين كان عليهم ان يحتملوا وقوع التصحيف بين الحسن والحسين أيضاً الخبر كما أراه أمويٌّ يريد تبييض الوجه البغيض ليزيد وبيان ندمه من قتله الحسين بن علي ، ومثله ما جاء عن الدينوري في الأخبار الطوال : (ولم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه علي الأصغر وكان قد راهق وعمر وقد كان بلغ أربع سنين)(3) .
وهذا النص ليس له دلالة على كون عمر هذا هو ابن الإمام الحسين ، فقد يكون هو عمرو بن الحسن ، خصوصاً لو جمعناه مع قوله في أول النص (ولم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلاّ ابناه) وبذلك يحتمل أن يكون عمر هذا هو ابن الإمام الحسن السبط لا الحسين الشهيد ، و يؤيده النصوص الأخرى الصادرة بهذا الصدد .
وعليه فالغرض من هذا التحقيق وهذه الدراسة ليس نفي وجود اسم عمر أو
____________
1- الإرشاد 2 : 135 ، إعلام الورى 1 : 471 ، تعريب منتهى الآمال 1 : 817 ، أنساب الأشراف 3 : 146 ، تاريخ الخميس 2 : 300 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 246 .
2- الأخبار الطوال : 261 ، الفصول المهمة لأبن الصباغ 2 : 838 .
3- الأخبار الطوال : 259 .
|
الصفحة 310 |
|
أبي بكر بين ولد الإمام علي ، أو عدم وجودهما بين الطالبيين ، لأنّ التسمية ـ حسبما فصلناه سابقاً ـ بأسماء هؤلاء لا تضرنا، وخصوصاً بعد وقوفنا على تصريحات الأئمّة بكون أبي بكر وعمر غصبا حق الإمام عليّ وتعدَّيا وتسلَّطَا على ما ليس لهما .
فالغاية من التفصيل في هكذا اُمور هو إثبات عدم وجود ابنين للإمام الحسين باسم أبي بكر وعمر حتى يُتَّهم ويفترى على خطباء المنبر الحسيني بالتمويه والتستّر على الحقائق ، أو أنّهم تركوا ذكر بعض شهداء كربلاء وإن كانوا من نسل علي بن أبي طالب ، كل ذلك لتطابقُ اسميهما مع اسم أبي بكر وعمر .
فالخطباء تركوا ذكر أسماء هؤلاء لعدم ثبوت مشاركتهما في المعركة ، أو لعدم وجود أدوار مهمّة لهما ، أو لتصحيف المؤرخين والنسابة بين تلك الأسماء فسموا من هو عمرو بعمر أو من هو ابن الحسن بابن الحسين ، أو لتحريفهم كنية بعض هؤلاء وجعلها اسماً لهم .
انحصار عقب الحسين(عليه السلام) من السجاد فقط
ولد لعليّ بن الحسين (عليه السلام) تسع بنات ، هنّ : أُمّ الحسن ، وأُمّ موسى ، وكلثوم ، ورقيّة ، ومليكة ، وعلَّية ، وفاطمة ، وسكينة ، وخديجة .
وأحد عشـر ذكراً ، هم : محمّد الباقر(1) ، والحسن(2) ، وعبدالله(3) ، والحسين الأكبر(4) ، والقاسم ، والحسين الأصغر(5) ، وزيد(6) ، وعمر(7) ، وسليمان(8) ،
____________
1- أُ مّه وأُمّ عبدالله الباهر فاطمةُ بنت الحسن بن علي (عليه السلام) ، المجدي : 339 ، سر السلسلة العلوية : 31 ، تاج المواليد : 45 ، الإرشاد للمفيد 2 : 155 ، المستجاد للعلاّمة الحلّي : 167 .
2- لا بقيّة له .
3- وهو الباهر .
4- لا عقب له ، قال المفيد : أُ مّه أُمّ ولد .
5- أُ مّه أُمّ ولد ، الإرشاد 2 : 155 ، وقال ابن عنبه اسمها ساعدة ، عمدة الطالب : 311 .
6- أُ مّه وأُمّ عمر الأشرف وعلي الأصغر جيداء ; جارية اشتراها المختار بمائة ألف درهم وبعثها إلى الإمام علي بن الحسين، سر السلسلة العلوية : 32 ، المجدي : 344 .
7- انظر الهامش السابق .
8- قال المفيد : أُمّه أُمّ ولد .
|
الصفحة 311 |
|
وعبدالرحمن(1) ، وعلي(2) .
والمعقبّون منهم ستّة ، هم :
1 ـ الإمام الباقر (عليه السلام) : أُ مّه وأُمّ عبدالله فاطمة بنت الإمام الحسن السبط (عليه السلام) .
2 ـ عبدالله الباهر .
3 ـ زيد الشهيد : أُ مّه أُمّ ولد يقال لها جيداء .
4 ـ عمر الأشرف : هو أخو زيد لأُمّه وأبيه(3) .
5 ـ الحسين الأصغر : أُ مّه أُمّ ولد .
6 ـ علي الأصغر : وهو أخو زيد وعمر لأُ مّهما وأبيهما(4) .
وللإمام الباقر (عليه السلام) ثلاث بنات ، وستّة ذكور ، هم : الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، عبدالله ، علي ، زيد ، عبيدالله ، إبراهيم .
والمعقب من ولد الإمام الباقر (عليه السلام) هو الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) فقط .
وللإمام الصادق (عليه السلام) من الأولاد : الإمام الكاظم (عليه السلام) ، و إسماعيل(5) ، وعلي العريضي(6) ، ومحمّد الديباج(7) ، وإسحاق المؤتمن(8) .
____________
1- قال المفيد : أُ مّه أُمّ ولد .
2- المجدي : 283 .
3- المجدي : 344 .
4- المجدي : 344 .
5- أعقب إسماعيلَ ابناه : محمّد وعليّ ، ولمحمّد : جعفر الشاعر و إسماعيل الثاني ، ولعليّ : محمّد والحسين وأحمد وعليّ ، عمدة الطالب : 233 ـ 334 ، 240 . ولم أقف في عقبه إلى زمان ابن عنبة على من سمّي بأسماء الثلاثة ، وغالب أسمائهم هي أسماء الأنبياء مثل : الأئمّة و يحيى وزيد وحمزة وأمثالها .
6- أعقبه : جعفر الأصغر ، الحسن ، أحمد ، محمّد . ولجعفر : علي . وللحسن : عبدالله . ولأحمد : محمّد وعليّ وعبيدالله . ولمحمّد : عيسى ، عمدة الطالب : 242 ـ 245 . ولم أقف في ولده إلى زمن ابن عنبة على من سمّي باسم أحد الثلاثة .
7- أعقبه : علي الخارصي ، القاسم الشبيه ، الحسين . ولعليّ : الحسن والحسين . وللقاسم : عبدالله وعليّ ويحيى ، وللحسين : محمّد وعليّ ، عمدة الطالب : 245 ـ 247 . ولم أقف في عقبه إلى زمان ابن عنبة على من سمّى باسم الثلاثة .
8- أعقبه : محمّد ، والحسين ، والحسن . ولمحمّد : حمزة . وللحسين : محمّد . وللحسن : عليّ ومحمّد ، المجدي : 290 عمدة الطالب : 249 ـ 250 ، ولم أقف في ولد هذا إلى زمان ابن عنبة على من سمّي باسم أحد الثلاثة .
|
الصفحة 312 |
|
وللإمام الكاظم (عليه السلام) سبع وثلاثون بنتاً واثنان وعشرون ذكراً غير الأطفال(1) ، وأسماء الرجال : الإمام الرضا(عليه السلام) سليمان ، عبدالرحمن ، الفضل ، أحمد ، عقيل ، القاسم ، يحيى ، داود ، الحسن ، هارون ، إبراهيم ، إسماعيل ، الحسن ، محمّد ، زيد ، إسحاق ، حمزة ، عبدالله ، العبّاس ، عبيدالله ، جعفر .
ولم أقف في ولد الإمام الكاظم (عليه السلام) أو في ولد أحد إخوته الأربعة ـ إسماعيل ، علي العريضي ، محمّد الديباج ، إسحاق المؤتمن ـ على من تسمّى بعمر أو أبي بكر أو عثمان ، وهذا الكلام يُخَطّئُ ما حكاه الشيخ محمّد تقي التستري في (تواريخ النبي والآل) عن زيادات ابن الخشّاب بأنّه كان لموسى الكاظم (عشرون ابناً ، زاد فيهم عَمراً وعقيلاً وثماني عشرة بنتاً)(2) ، فإنّك لو راجعت كتب الأنساب ـ مثل : (المجدي) ، و (عمدة الطالب) ، و (الأصيلي) ، و (سرّ السلسلة العلويّة) المنسوب لأبي نصر البخاري ، و (الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّين) للفخر الرازي ، و (تهذيب الأنساب) للعبيدلي ، و (التذكرة في أنساب المطهّرة) ، و (الفخري في أنساب الطالبيين) ، وغيرها ـ لم تَرَ فيها ولداً للإمام الكاظم (عليه السلام) باسم عمر أو عمرو ، فلو وجد في بعض الزيادات كزيادات ابن الخشاب فهي (عمرو) وهي تؤكد رويتنا السابقة بأنّ بعض من سُموا (عُمر) كانوا
____________
1- المجدي : 298 .
2- رسالة في تواريخ النبي والآل للتستري (المطبوعة آخر ج 12 من قاموس الرجال ) : 85 .
|
الصفحة 313 |
|
في الأصل (عَمُرو) ، وعليه فلم تكن هذه الأسماء موجودة في جميع ولد جعفر بن محمّد الصادق .
وأيضاً الأمر نفسه بالنسبة إلى أولاد عبدالله الباهر (أخو الإمام الباقر (عليه السلام)) ، فقد أعقبه ابنه محمّد الأرقط (أبو عبدالله) ، ومحمّد الأرقط أعقبه ابنه إسماعيل ، ولإسماعيل : الحسين البنفسج ، ومحمّد(1) ، ولم أقف في ولد عبدالله الباهر إلى زمان ابن عِنَبَة صاحب (عمدة الطالب) على من سُمِّي بعمر أو عثمان أو سُمِّيَ أو كُنِّي بأبي بكر ، بل كانت غالب أسمائهم وكناهم هي الأسماء المعروفة والرائجة عند الطالبيّين ، والتي تدور مدار أسماء الأنبياء وكبار الطالبيين كعليّ ، والحسن ، والحسين ، وحمزة ، وجعفر ، وعقيل ، والفضل ، والعبّاس و ...
وكذا الحال بالنسبة إلى ولد أخيه زيد الشهيد ، فالمعقّبون من ولد زيد بن عليّ بن الحسين الشهيد ، هم :
1 ـ الحسين ذو الدمعة (أبو عبدالله) .
2 ـ عيسى مؤتم الأشبال .
3 ـ محمّد (أبو جعفر) .
4 ـ يحيى : لا عقب له . قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع(2) .
وللحسين ذي الدمعة ثلاثة ذكور معقبون ، هم : يحيى ، والحسين [القعدد] ، وعلي .
وليحيى بن الحسين ذي الدمعة : القاسم ، الحسن الزاهد ، حمزة ، محمّد الأصغر ، عيسى ، يحيى ، وعمر .
وللقاسم بن يحيى بن الحسين : محمّد .
ولأخيه الحسن : محمّد .
____________
1- سر السلسلة العلوية : 50 ـ 52 ، عمدة الطالب : 252 ـ 253 .
2- سر السلسلة العلوية : 61 .
|
الصفحة 314 |
|
ولحمزة : عليّ .
ولمحمّد الأصغر : أحمد وعليّ ومحمّد .
ولعيسى : أحمد ومحمّد والحسين ويحيى وزيد وعليّ(1) .
وليحيى : جعفر ، القاسم ، إبراهيم ، موسى ، الحسن ، أحمد ، والحسين ، العبّاس ، عليّ(2) .
ولعمر : محمّد ، وأحمد المحدّث ، و يحيى(3) .
أ مّا الحسين القعدد بن الحسين ذي الدمعة فله : يحيى ، ومحمّد ، وزيد .
وليحيى : القاسم .
ولمحمّد : أحمد ، الحسن ، عليّ ، الحسين ، القاسم ، محمّد .
ولزيد : زيد (أبو عبدالله)(4) .
أ مّا عليّ بن الحسين ذي الدمعة ، فله زيد الشبيه (وحده) ، ولهذا : الحسين ومحمّد الشبيه .
وللحسين : علي الأحول والقاسم .
ولمحمّد الشبيه : إسماعيل والحسن وأحمد(5) .
ولعيسى مؤتم الأشبال بن زيد الشهيد : أحمد المختفي ، وزيد ، ومحمّد ، والحسين غضارة .
ولأحمد : محمّد المكفل وعليّ ، ولمحمد المكفل : علي ، ادُّعي أ نّه صاحب الزنج ، ولعلي : الحسين أعقَبَ بخراسان وكرمان .
ولزيد : محمّد والحسين . ولمحمد : أحمد ، ومحمّد ، والحسن ، قال ابن
____________
1- عمدة الطالب : 260 ـ 8268 .
2- عمدة الطالب : 266 .
3- عمدة الطالب : 273 .
4- عمدة الطالب : 284 ـ 285 .
5- عمدة الطالب : 285 .
|
الصفحة 315 |
|
طباطبا عن أخيه الحسين : لم أَرَ للحسين ذِكْراً في المعقبين .
ولمحمّد : عليّ ، ولعلي : الحسين .
وللحسين غضارة : زيد وعليّ وأحمد ومحمّد . ولزيد : أحمد الضرير . ولعلي : محمّد . ولأحمد : أبو علي محمّد المعمر ، وأبو الحسين محمّد . ولمحمد : الحسين(1) .
ولمحمد بن زيد الشهيد المكنى بـ (أبي جعفر) : محمّد المؤيد ـ توفي بمرو ـ ولهذا أبو عبدالله جعفر الشاعر (وحده) ، وعقبه في ثلاثة أشخاص :
1 ـ محمّد الخطيب الشاعر الحماني .
2 ـ أحمد سكين نصير الدين .
3 ـ القاسم .
وقد أعقب الشاعر الحماني أبنه علي ، ولعلي زيد ، ولزيد محمّد ، ولمحمد (أبو جعفر) أحمد ، وعلي الواوه (أبو الحسن) .
ولأحمد سكين ، علي وجعفر ومحمّد الأكبر ، ومحمّد الأصغر .
ولعلي : محمّد الأصغر ومحمّد الأكبر .
ولجعفر : أبو الحسن علي .
ولمحمد الأكبر : المحسن (أبو طالب) ، الحسين ، الحسن الرملي .
ولمحمد الأصغر : حمزة ، والعباس وزيد وأحمد .
وللقاسم : جعفر ولهذا أحمد ، ولأحمد إسماعيل .
أ مّا عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين فكان له من الولد : عبدالله ، وموسى ، والحسين ، وعلي الأصغر(2) ، ولم يعقّب الثلاثة الأوائل ، وانحصر نسله في علي الأصغر ، والأخير له ثلاثة أولاد ، هم :
____________
1- عمدة الطالب : 289 ـ 295 .
2- عمدة الطالب : 305 ، وأضاف البخاري في سر السلسلة العلوية : 53 ، اسمي جعفر ، محمّد . وكذا في المجدي : 344 ـ 345 .
|
الصفحة 316 |
|
1 ـ القاسم (صاحب الطالقان) وهو من أم ولد ، وقد انقرض نسله حسبما نصّ عليه الشيخ جلال الدين بن عبدالحميد(1) .
2 ـ عمر الشجري ، وأُمّه أُمّ ولد ، وقد سُمّي حفيد هذا بعمر أيضاً ، وابن هذا الحفيد (أي عمر الشجري الثاني) قد سُمّي بعمر كذلك(2) . أي ثلاثة أشخاص سموا بعمر في هذا العمود ولا غير .
3 ـ الحسن ، وهو من أجداد الناصر الكبير الأطروش ـ الجد الأمّي للسيّد المرتضى(3) ـ ولم أقف في هذا العمود على من سُمّي بأسماء الخلفاء الثلاثة(4) .
إنّ التسمية في عمود فيه من الأجداد من سُمّي بعمر يدعونا للقول بأنّ هذه التسميات جاءت تكريماً واعتزازاً بالجدّ الأعلى المسمّى بعمر لا بعمر بن الخطّاب ، لأنّ الإنسان غالباً ما يتغنّى بأمجاده ومآثر أجداده ، فالظاهر أنّ هذه التسميات جاءت اعتزازاً بأجدادهم والتذكير بمآثرهم ، إذ أنّ العلويّ الواقف على مجريات الأحداث بعد رسول الله يعلم بالتضادّ الموجود بين جدّه الإمام عليّ وعمر بن الخطاب وعدم ارتياحه (عليه السلام) من الأخير ، فلا يسمّي ابنه بعمر حباً بعمر بن الخطاب ، فمن الراجح أن تكون التسمية حباً بجده عمر الأشرف .
أمّا الحسين الأصغر بن علي بن الحسين فله من الولد الذين أعقبوه خمسة ، هم :
1 ـ عبيدالله الأعرج .
2 ـ عبدالله .
3 ـ علي .
4 ـ جدّنا الحسن المحدّث .
____________
1- عمدة الطالب : 305 ـ 306 .
2- المصدر السابق والمجدي : 346 .
3- المجدي : 349 ـ 352 ، عمدة الطالب : 310 .
4- للتأكد ممّا قلناه راجع أسماء أبنائه في عمدة الطالب : 307 وغيرها .
|
الصفحة 317 |
|
5 ـ سليمان(1) .
وقد أعقب عبيدالله الأعرج : جعفر الحجّة ، وعلي الصالح ، ومحمّد الجواني ، وأبا يعلى حمزة .
والمعقبون من ولد جعفر الحجّة هما : الحسن والحسين .
ومن ولد عليّ الصالح : إبراهيم وعبيدالله .
ومن ولد محمّد الجواني : الحسن .
ومن ولد حمزة : الحسين ومحمّد .
ولا نرى بين ولد هؤلاء من سُمّي بعمر إلاّ عدّة أشخاص في الأزمنة المتأخّرة عن عهد المعصومين ، وهو ليس بحجّة علينا ، بل إنّ هذه التسميات كانت في كثير من الأحيان تسمّى باسم الجدّ الأعلى ، أو بلحاظ المعنى العربي (عامر) ، بل هي تؤكد بأنّ الطالبيين لم يكونوا حسّاسين من هذه الأسماء لمجرّد كون بعض المسمَّين بها من الأشخاص المخالفين لنهج الرسول والعترة ، غير مستبعدين أن تكون بعض تلك التسميات وضعت تحت ظروف استثنائية ، أو أنّ ظروف التقية الحاكمة على المجتمع الإسلامي دعت إلى وضع اسم عمر على أبنائهم ، أ مّا اسم أبي بكر أو عثمان فلا يوجد بين أبنائهم .
أ مّا عبدالله العقيقي بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ثلاثة أشخاص ، هم :
1 ـ القاسم .
2 ـ عبيدالله .
3 ـ جعفر .
وقد انقرض نسل القاسم ، ولم يعقب عبيدالله إلاّ آمنة ، وبذلك انحصر نسل عبدالله العقيقي بجعفر ، وهذا أعقب :
____________
1- عمدة الطالب : 311 ـ 312 . وزاد صاحب المجدي : 396 زيداً ، ومحمّداً ، و إبراهيم وعيسى ، ثم ذكر أولاد هؤلاء الثلاثة في الطبقة الأولى ثم انقراضهم .
|
الصفحة 318 |
|
1 ـ أحمد ولهذا : إبراهيم ، الحسين ، الحسن ، جعفر ، علي ، عبدالله .
2 ـ إسماعيل المنقذي ، وله : إبراهيم، محمّد ، علي .
3 ـ محمّد العقيقي ، وله : إبراهيم ، علي ، جعفر ، الحسن .
أ مّا علي بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ثلاثة أشخاص هم :
1 ـ عيسى الكوفي ، وله جعفر وأحمد .
ولجعفر : أبو القاسم محمّد الكرشي ، وأبو القاسم محمّد الفيل ، وأبو الحسن محمّد مضيرة .
أ مّا أحمد فلم يعقب .
2 ـ أحمد حقينة ، وله : علي (وحده) ، ولعلي : محمّد ، الحسين ، الحسن .
3 ـ موسى حمّصة، وله: الحسن، وللحسن: محمّد، ولمحمد الحسن حمصة.
أ مّا جدّنا أبو محمّد الحسن المحدّث بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ابنه محمّد ، وقد أعقب محمّد : عبيدالله ، ولعبيدالله : محمّد السليق وعلي المرعشي ، ونحن من نسل علي المرعشي .
أ مّا سليمان بن الحسين الأصغر فقد أعقبه ابنه سليمان ، ولهذا : الحسن والحسين ، والحسن أعقب وولده بالمغرب ، والحسين أعقب وولده بخراسان وطبرستان .
ولم أقف في نسل الحسين الأصغر إلى زمان ابن عنبة على من سُمّي باسم أحد الثلاثة .
أ مّا علي الأصغر بن علي بن الحسين ، فحفيده وحفيد حفيده قد سُمِّيا بـ (عمر) ولا غير ، أي : عمر بن علي بن عمر بن الحسن بن علي الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولا أرى غير هذين الاسمين في هذا العمود ، أي أنّ التسمية في ولد علي الأصغر بعمر قد انتهت في العصور الأولى ، أي في أواسط العصر العبّاسي الأوّل.
كان هذا عرضاً سريعاً لولد الإمامين السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) ، وقد
|
الصفحة 319 |
|
أتيت بكلّ ما هو موجود في الطبقات الأولى والثانية والثالثة كي أنفي ما يقال عن شدّة العلاقة بين الآل والخلفاء ; لأنّ ندرة هذه الأسماء بالنسبة الى مئات الأسماء الأخرى الموجودة عندهم ـ مثل اسم : عليّ والحسن والحسين و إبراهيم و إسماعيل ويحيى وداود وسليمان وجعفر وزيد ـ تدلّ على أنّ التسمية بـ (عمر) أو غيره لا تعني شيئاً بالنسبة إلى الأسماء الأُخرى الموجودة عندهم ، وأنّ التسمية بهذه الأسماء مع التأكيد على ظلم الثلاثة لآل البيت لا يعطي مفهوم المحبة .
أجل ، نحن لو أردنا مقارنة وجود اسم الثلاثة مع الأسماء الأُخرى الموجودة عند الطالبيين ، لعرفنا سقم كلام من يدّعي أن الأسماء وضعت للمحبّة ، وأن كلامهم عار عن الصحة .
محمّد بن علي (ابن الحنفيّة)
وهو الولد الأكبر للإمام عليّ بن أبي طالب بعد الإمامين الحسن والحسين ـ على الأشهر ـ وقد كان أشبه الناس بأميرالمؤمنين .
له ستّة عشر رجلاً هم :
عبدالله (أبو هاشم) وهو أكبر أولاد أبيه ، كان عالماً شجاعاً ، وهو صاحب المعتزلة ، مات مسموماً بالحميمة ، كان له أعقاب ، وأولاده بمصر وواسط والموصل ، فانقرضوا ولا بقيّة له ، وبالمغرب من يدّعي الانتساب إليه(1) .
وجعفر الأصغر المقتول في وقعة الحرة ، له محمّد وعلي والحسين (لم يعقب) والقاسم وعبدالله .
وعلي الأكبر ، له عقب كثير بالموصل ومصر وواسط والهند .
والقاسم له عقب .
وإبراهيم ، وعون الأكبر ، وعون الأصغر ، وعبدالله الأصغر ، وطالب ،
____________
1- سر السلسلة العلوية : 85 ، عمدة الطالب : 353 ، المجدي : 429 .
|
الصفحة 320 |
|
وعبدالرحمن ، وعلي الأصغر ، وحمزة ، وعبيدالله ، والحسن الجمال ، وجعفر الأكبر ، وعمر(1) .
فلم أقف بين ولده إلاّ على شخص واحد مشكوك التسمية بعمر أو عمرو ، بل الأسماء الغالبة على ولده هي أسماء الأنبياء وأسماء كبار الطالبيين .
عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب
انحصر عقب عمر الاطرف في ولده محمّد ، ولمحمّد أربعة أولاد ، هم :
1 ـ عبدالله : له من الأولاد : أحمد ، ومحمّد ، وعيسى ، ويحيى .
ولأحمد : عبدالرحمن (ظهر باليمن ومن ولده طائفة بها في موضوع يقال له ضما ذكر ذلك ابن خداع النسابه) وحمزة (أبو يعلى السماكي) له عقب .
ولمحمّد : القاسم وصالح وعليّ وعمر وجعفر . وللقاسم : يحيى وأحمد ، ولصالح : القاسم ، ولعلي : محمد المشلل والقاسم والحسن وعلي وجعفر والحسين . ولعمر المنجوراني : محمد الأكبر ، ومحمد الأصغر ، وأحمد الأكبر وأحمد الأصغر . ولجعفر : إسحاق .
ولعيسى : أحمد وله عيسى وللأخير محمد . .
وليحيى : محمّد والحسن ، ولمحمد الصوفي : علي الضرير والحسن والحسين وعبدالله ، وللحسن : محمد .
فتسمية بعض الطالبيين باسماء الثلاثة يخطأ ما ادّعاه ابن تيمية والمفتي السلجوقي واتهامهما الشيعة بأنّهم لا يسمّون بأسماء الثلاثة ، وهو الأخر يخطا ما قيل من أنّ الشيعة يسمّون بهذه الأسماء كي يلعنوهم ، وخلافاً لما قاله الآخر ـ وهو معاوية بن أبي سفيان ـ من أ نّهم يسمّون بهذه الأسماء لكي يعذروا أنفسهم لو
____________
1- لم يذكر صاحب المجدي : 428 ـ 231 (عمر) عند تسمية ولد ابن الحنفية ، و إنما ذكر ذلك في ولد عبدالله بن جعفر الأصغر .
|
الصفحة 321 |
|
اضطروا للترحّم على الثلاثة فيترحّمون عليهم ويعنون بذلك أولادهم ، إلى غيرها من التهم .
إنّ تسمية شخص أو شخصين أو ثلاثة ـ وحتى عشرة ـ بعمر في عمود يتصدّره هذا الاسم لا يعني شيئاً ، بل إنّه ليؤكد بأنّ الشيعة لا تخالف الأسماء بما هي أسماء ، ولا تقتل على الهوية كما يفعله الآخرون ، بل إنّ الظروف المتتالية دعتهم إلى ترك التسمية بأسماء الثلاثة شيئاً فشيئاً .
2 ـ عبيدالله بن محمّد بن عمر الأطرف: وهو الابن الثاني المعقب من ولد عمر الأطرف ، له ثلاثة عشر ولداً ، منهم ثلاث نساء ، والرجال : محمّد الأكبر ، محمّد الأصغر ، العباس ، والعباس الأصغر ، و إلياس ، يحيى ، الحسن ، الحسين ، عيسى ، علي ، وقد انحصر نسله في علي الطبيب ، ولهذا : إبراهيم وأحمد والحسن وعبيدالله ، ولم يذكر صاحب عمدة الطالب في ولد عبيدالله من اسمه عمر أو أبو بكر أو عثمان .
نعم ذكر صاحب المجدي شخصاً واحداً من ولد علي الطبيب اسمه عمر(1) .
3 ـ عمر بن محمّد بن عمر الأطرف : وهو الابن الثالث المعقّب من ولد عمر الأطرف ، والمعقبون عنه هما : إسماعيل ، و إبراهيم ، ولم يذكر صاحب عمدة الطالب في ولد إسماعيل و إبراهيم ابنَي محمّد بن عمر الأطرف من سُمِّي باسم أحد الثلاثة .
لكنّ صاحب المجدي قال : وأ مّا إسماعيل ... فمن ولده عمر بن إسماعيل بن عمر بن محمّد بن عمر الأطرف ، كان صديقاً للمنصور ، أعقب ولم يطل ذيله(2) .
وقال أيضاً : وولد إبراهيم بن عمر بن محمّد بن عمر الأطرف : ستة وهم : محمّد ، ومحمّد الأصغر ، وعلي ، وعمر ، وفاطمة ، وخديجة ، والمعقب منهم علي
____________
1- انظر المجدي : 459 .
2- المجدي : 451 .
|
الصفحة 322 |
|
وحده(1) .
وهذا ما لم أقف عليه في عمدة الطالب وغيره .
4 ـ جعفر بن محمّد بن عمر الأطرف ، المشهور بالأَبله ، ويقال لولده (بنو الأَبله) ، ولم أقف في ولده على من سُمّي باسم أحد الثلاثة ، في كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، لكنّ صاحب المجدي قال : وولد جعفر ابن محمّد بن عمر بن علي يعرف بالأَبله ، واُمه مخزوميه جليله ، له سبعة أولاد منهم البنات ثلاث ... والرجال محمّد والحسين والحسن وعمر الملقب بالأَبله(2) .
إن وجود اسم عمر في عمود في رأسه عمر الأطرف بن الإمام علي لا يمكن حمله على عمر بن الخطاب ، إذ ظاهر السياق أ نّهم سَمَّوا بهذا الاسم إحياءً لذكر جدهم عمر الأطرف ، حيث إن من اخلاق العرب أن يسمي الأحفاد باسماء الأجداد لا الغرباء .
احتمال اخر
وهنا احتمال آخر لابد لنا من ذكره ، وهو وقوع التصحيف ـ إن لم نقل التحريف ـ في بعض أسماء الطالبيين ، لأ نّا نعلم بأنّ الكتابة العربية مرّت بمراحل وتطورت شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى صورتها الحالية ، ولا أريد التفصيل عن هذا الأمر كثيراً .
فالكتابة العربية في بدء نشوئها لم تكن منقّطة أو مشكّلة ، حتى قيل بأن أوّل من نَقَطَ حروف المصحف هو يحيى بن يعمر ، أو نصر بن عاصم ، أو أبو الأسود الدُّؤلي .
ثم استخدم أبو الاسود الدؤلي النقط الملوّنة للدلالة على إعراب الكلمة من الضم والنصب والجر .
____________
1- المجدي : 453 .
2- المجدي : 454 ـ 455 .
|
الصفحة 323 |
|
وقيل بأن الإعجام ـ أي التمييز بين الحروف المتقاربة مثل : (ب ت ث) و (ص ض) و (ط ظ) و (ع غ) ـ حصل في إمارة الحجاج بن يوسف الثقفي ، وهناك أقوال اخرى بهذا الصدد لا حاجة لنا بذكرها .
المهمّ أنّ العرب طوّروا كتابتهم ورسموا لها أُصولاً في الإعراب والبناء ، وصنّفوا كتباً في التنقيط ، والحركات ، والمؤتلف والمختلف ، والمتشابه في الحروف والحركات في الكنى والأسماء والأنساب ، لأن كثيراً في الأسماء العربية متشابة في الرسم والخط ، حتى قيل بأنّ أعرابياً قرأ (ولله ميزاب السماوات والأرض) ، قيل : له ما الميزاب ؟ قال : هذا المطر الذي ترى(1) !! ، إِنَّه حقاً تصحيف لقوله تعالى (مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ، وجاء في كتب القراءة بأن بعض المغرضين قراء قوله تعالى (الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ) (الخوارج مكلبين)(2) .
اذن التصحيف ممكن وليس ببعيد سواء في القرآن أو غيره ، وذلك لتقارب الكلمات العربية في الرسم .
فلا يستبعد بعد كل هذا أن يكون بعض المسمَّين بعمر من الطالبيين إنّما كان اسمه عمرو ، وقد يكون العكس ، وذلك لتقارب الكتابة بينهما ، فكتابة عُمَر في صورته الأولية تشبه كتابة عَمْر ، قال العيني في (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري): (ليس في الصحابة من اسمه عمر بن الخطاب غيره ، وفي الصحابة عمر ثلاثة وعشرون نفساً على خلاف في بعضهم ، وربما يلتبس بعمرو بزيادة واو في آخره وهم خلق فوق المائتين بزيادة أربعة وعشرين على خلاف في بعضهم)(3) .
ولو ألقيت نظرة عابرة على أسماء شهداء كربلاء وقاتليهم في زيارة الناحية
____________
1- فهرست ابن النديم (تحقيق رضا تجدد : 216 وأيضاً في تكملة فهرست ابن النديم الملحقة بطبعة دار المعرفة بيروت : 5 .
2- انظر أخبار المصحفين للعسكري : 56 ، وميزان الاعتدال 5 : 50 وأخبار الحمقى والمغفلين : 72 .
3- عمدة القارئ 1 : 18 .
|
الصفحة 324 |
|
والرجبية في المصادر الحديثية مثلاً لرأيتها مختلفة ، ففي بعضها (عمرو بن خالد) وفي الأخرى (عمر بن خالد) ، أو (عمرو بن قرظه) وفي اخرى (عمر بن قرظه أو قرطه) ، أو (عمرو بن ضبعة الضبيعي) أو (عمر بن ضبيعه) ، و (عمرو بن الأُحدوث الحضرمي) أو (عمر بن الأُحدوث الحضرمي) ، أو (عمرو بن صبيح الصيداوي) أو (عمر بن صبيح الصيداوي) ، و (عبدالله بن عمير الكلبي) أو (عبدالله بن عمر الكلبي) أو (عمران بن كعب الأنصاري) أو (عمر بن كعب الأنصاري) وأمثالها ، وهذا يشير إلى إمكان وقوع التصحيف في أمثال هكذا أسماء ، فقد يكون المشهور بعمر ـ من الطالبيين ـ اسمه عمرو ، وقد يُرَجِّحُ الثاني عندهم أكثر من عمر في الظروف الطبيعية والمستقرة لهم عدَّةُ نقاط :
الأولى : للنصوص التي مرت في عمرو بن الحسن بن علي ، وأن اسمه في غالب النصوص (عمرو) وليس بعمر ، ثم تصحيفهم لعمرو بن الحسن وقولهم بوجود ابن للإمام الحسين باسم عمر ، وهذا لم يثبت .
الثانية : لكون جدّ الطالبيين الأعلى اسمه (عمرو العلى) ، وهذا يرجّح زيادة وجود اسم عمرو عندهم أكثر من عمر .
الثالثة : لشيوع اسم عمرو عند العرب أكثر من عُمر ، وبذلك تكون نسبة تسمية الطالبيين باسم عمرو على أبنائهم أكثر من عُمر .
على أنّ هذا لا يعني بأنا نريد نفي وجود اسم عمر في عمود على رأسه عمر الأطرف، لكنّنا نريد ترجيح وجود اسم (عمرو) على (عمر) في سائر الموارد الأُخرى.
العبّاس بن الإمام علي (عليه السلام)
أعقب العبّاس بن علي بن أبي طالب ستّة أولاد ، خمسة منهم ذكور ، هم :
1 ـ أوّلهم الفضل : مات طفلاً .
2 ـ ثمّ القاسم ، الذي استشهد في واقعة الطف ، وله من العمر 16 عاماً على قول .
|
الصفحة 325 |
|
3 ـ ثمّ محمّد ، الذي استشهد في واقعة الطف ، وله من العمر 14 سنة على قول .
4 ـ والحسن من أمّ ولد ، وله عقب وانقرض .
5 ـ عبيدالله ، بقي بعد أبيه وبعد جدّته أمّ البنين وورث أباه وجدّته أمّ البنين ، أ مّه لبابة بنت عبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب .
قال الزبير بن بكار : كان للعباس ولد اسمه عبيدالله ، كان من العلماء ، فمن ولده : عبيدالله بن عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن عبيدالله بن عبّاس بن أميرالمؤمنين ، وكان عالماً فاضلا جواداً طاف الدنيا وجمع كتباً تسمّى الجعفرية ، فيها فقه أهل البيت (عليهم السلام) ، قدم بغداد فأقام بها وحدّث ، ثمّ سافر إلى مصر فتوفّي بها سنة اثني عشر وثلاثمائة ، ومن نسله أيضاً : العباس بن الحسن بن عبيدالله بن العباس ; ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال : قدم إليها في أ يّام الرشيد وصحبه وكان يكرمه ، ثمّ صحب المأمون بعده ، وكان فاضلا شاعراً فصيحاً ، وتزعم العلوية أ نّه أشعر ولد أبي طالب(1) .
6 ـ وكانت له ابنة في حبالة علي الأكبر بن الحسين .
أجل إنّ نسل عبيدالله بن العبّاس قد انحصر في الحسن ، والأخير في : الفضل ، و إبراهيم ، وحمزة ، والعبّاس ، وعبيدالله .
فلم أقف بين ولد العبّاس على من سُمّي باسم أحد الخلفاء الثلاثة أو عائشة وطلحة وأمثالها ، وكانت غالب أسمائهم هي أسماء الأنبياء وأسماء أهل بيت الرسالة ومما تعارف عليه الطالبيون .
كان هذا مجمل الكلام عن ولد الإمام علي بن أبي طالب المعقبين ، ذكرته كي يقف القارئ على الصفة الغالبة على أسمائهم وكناهم ، وأ نّه ليس كما يقولونه من وجود الوحدة والوئام ، وكما ان تلك الأسماء لم تكن بالمتروكة أصلا عندهم ،
____________
1- بحار الأنوار 42 : 75 .
|
الصفحة 326 |
|
فهم قد سمّوا بعمر في القرون الأولى إمّا مداراة للآخرين ، أو خوفاً منهم ، أو لكونها كانت أسماءً رائجة عند العرب ، وان كنّا نرجّح غلبة طابع الخوف والتقيّة في مثل تلك الظروف ، وكلامي هذا لا يعني ورود نهي خاصّ من أئمّة أهل البيت بحرمة التسمية بتلك الأسماء(1) .
وعليه، فنلخص القول بأنّ التسمية بأسماء الثلاثة وغيرها كانت موجودة عند الطالبيين، لكنّها لم تكن صفة غالبة وسجية مستمرة لجميعهم ـ وهي لم تكن مثل التسمية بعلي والحسن والحسين ويحيى وزيد وأمثالها ـ حتّى يقال أنّها وضعت للمحبة.
وما أقوله لا يختص في ولد علي بن أبي طالب بل يشمل أسماء إخوانه مثل عقيل وجعفر ، فإنّك لا ترى اسم عمر وابا بكر وعثمان بينهم إلاّ نادراً .
وعليه فالتسمية باسماء الاعداء لا يضر خصوصاً لو قرن بذكر افعال أولئك الناس مع الرسول والرسالة وأهل البيت .
اشكالان أم دليلان ؟
قال الخصم : هناك دليلان ـ لكنّي أقول إشكالان ـ يمكن من خلالهما إثبات كون تسمية الإمام علي أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة أنها كانت عن محبة :
الأول : مجيء أسماء أولاد الإمام عليّ المسمَّين بأسماء الخلفاء بترتيب خلافتهم الظاهرية ، أي أنّ الإمام سمّى ابنه الأوّل بأبي بكر ، ثمّ الثاني بعمر ، ثم الثالث بعثمان ، وهذا الترتيب خير دليل على لحاظ المحبّة من قبل الإمام علي في التسميات ، وأ نّها لم تكن لأنها أسماء عربية بحته كما تقولون!
الثاني : إنّ تكرار هذه الأسماء في ولد علي بن أبي طالب ، ينبئُ عن المحبة ،
____________
1- نعم ، هناك عمومات قد تفيد ذلك ، لكن تسميتهم(عليهم السلام) هم لاولادهم أو رضائهم بتسميات الأمهات هو خير دليل على جوازه شريطه أن لا تصير تلك التسميات رمزاً للتبجيل من الظالمين .
|
الصفحة 327 |
|
لأ نّه لا يصح لغير المحبّ أن يُسمي ابنيه باسم واحد من أعدائه ، وخصوصاً أننا نرى للإمام علي عُمَريْن : الأكبر والأصغر ، وعُثمانَيْن : الأصغر والأكبر ، وهذا التكرار يؤكّد اعتزازه بهذين الاسمين ، فلو كانت التسميات وُضِعت تقيّة ـ كما تقوله الشيعة ـ فلماذا التسمية بعمر مرتين أو ثلاث مرات ، وبعثمان مثل ذلك ، ألا يؤكد هذا التكرار أ نّها وضعت محبَّةً ووداداً ؟!
الجواب
لا يمكننا الإجابة عن هذين السؤالين إلاّ بعد الوقوف على تاريخ زواج الإمام علي والترتيب بين زوجاته بعد فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، لأنّه(عليه السلام) ـ وكما نعلم ـ لم يتزوّج في حياتها بأي امرأة كما لم يتزوج رسول الله على خديجة الكبرى في حياتها ، وهؤلاء النسوة أَأْتي ، أتى بذكرهنّ ، منهن من توفّيت في حياته(صلى الله عليه وآله) ، ومنهن من طلّقها(1) ، ومنهن من كانت أمّ ولد وليست بزوجة .
إِنَّ الوقوف على أسماء أولاده(عليه السلام) ـ وخصوصاً المسمَّين أو المكنَّين بأسماء الخلفاء وكناهم ـ لايتأتى إلاّ بعد معرفة زوجاته و إمائه ، وهل حقاً أنّ هذه التسميات جاءت بترتيب الخلفاء أم لا ؟ ولو ثبت الترتيب ، فهل تدلّ التسمية على المحبّة بشكل أو آخر ؟ أم لا ؟
نحن أجبنا عن الشقّ الثاني من السؤال ، لكنّا سنعود إليه مرّة أُخرى كي نرفع بعض الغوامض فيه بإذن الله تعالى .
____________
1- انظر البداية والنهاية 7 : 331 .
التعلیقات