والدة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
السيد حيدر الجلالي
منذ 7 سنواتعندما ورد سَبايا الفُرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): "أكرموا كريم كل قوم، فهؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم، ورغبوا في الإسلام"، لكن جماعة مِن قريش أرادوا أن يستنكحوا النساء، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): "هنّ لا يكرهن على ذلك، ولكن يخيّرن ما اخترنه عمل به".
فأشار جماعة إلى شهربانوية فخُيّرت وخوطبت مِن وراء الحجاب والجمع حضور، فقيل لها: مَن تختارين مِن خُطّابك؟ وهل أنتِ ممّن تريدين بعلاً؟ فسكتت.
فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): قد أرادت، وبقي الاختيار.
ثمّ قال أمير المؤمنين(عليه السلام): إنّ رسول الله كان إذا أتته كريمة قومٍ لا وليّ لها وقد خطبت، يأمر أن يُقال لها: أنتِ راضية بالبعل، فإن استحيت، وسكتت جعل إذنها صمتها، وأمر بتزويجها.
لكنّ شهربانوية رُدّت الخطّاب، فأشارت بيدها، واختارت الحسين بن علي(عليه السلام)، فاُعيد القول عليها في التخيير، فأشارت بيدها، وقالت: هذا إن كنت مخيّرة، ثم جعلت أمير المؤمنين(عليه السلام) وليّها.
ثمّ قال لها أمير المؤمنين(عليه السلام): ما اسمك؟ فقالت: "جهان شاه"[بمعنى سيّدة النّساء]، فقال لها أمير المؤمنين(ع): بل"شهر بانوية"، إنّ سيّدة النّساء هي فاطمة بنت محمّد(صلى الله عليه وآله) دون غيرها.
ومِن بركات هذه السيّدة أنّه لم يكن لدى بعض أهل المدينة رغبة في نكاح الجواري حتى وَلد الإمام زين العابدين(عليه السلام) مِن السيّدة شهر بانوية، فرغبوا فيهنّ.
قيل أنّ السيّدة شهر بانوية تُوُفيت حين ولادتها الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وهناك أخبار تقول بأنّها حَضَرت واقعة الطّف.
ـــــــــــــــــــــــــ
- بحار الأنوار، ج101، ص200، ح22)
التعلیقات