صلاة ليلة الدّفن (ليلة الوحشة)
الشيخ مهدي المجاهد
منذ سنتينما هي ليلة الوحشة؟
صلاة ليلة الدفن أو صلاة الهدية، أو صلاة الوحشة، هي من الصلوات المستحبة عند الشيعة. وقتها الليلة الأولى من دفن الميت، ووقت الإتيان بها في جميع الليل من الغروب إلى الفجر، والأفضل الإتيان بها بعد صلاة العشاء.
كيفيتها
صلاة ليلة الدفن ركعتان تقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي، وفي الثانية الحمد وعشر مرّات ﴿إنّا أنزلناه﴾
فإذا سلّمت قل:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ فُلانٍ.(1)
(وسمّ الميّت بدل كلمة فلان).
وهذه أحد أفضل الهدايا التي يبعثها الإنسان لأمواته في تلك الليلة المليئة بالخوف والخطر.
يمكن الصلاة بها لكلّ مؤمن والأفضل أن يصليها عدّة أشخاص.
كيفية اخرى لصلاة ليلة الدّفن
روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال: «لا يَأتِي على المَيِّتِ سَاعَةٌ أشَدُّ مِنْ أوَّلِ لَيْلَةٍ، فَأرْحَمُوا مَوْتَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإنْ لَمْ تَجِدُوا، فَلْيُصَلِّ أحَدُكُمْ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي الأولى فاتِحَةَ الكِتَابِ مَرَّةً و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» مَرَّتَيْنِ وفِي الثانِيَةِ الحَمْدُ مَرَّةً و«ألْهَاكُمُ التَّكاثُر» عَشْرَ مَرّاتٍ ويُسَلِّمُ، ويقول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ ذلِكَ الْمَيِّتِ، فُلانِ بْنِ فُلانٍ (ويذكر اسم الميّت وأبيه بدل: فلان بن فلان)، فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة، ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور، ويعطي المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات، وترفع له أربعون درجة».(2)
لماذا سميت بليلة الوحشة؟
ولهذا تُدعى صلاة الخوف أو بصلاة ليلة الوحشة؛ لأن الشخص الميت لا يزال غير متصل بعالم القبر، ويشعر بالخوف والوحشة في نفسه، وهذه الصلاة تزيل الخوف منه بأذن الله تعالى. فالصلاة في الحقيقة هي إزالة الخوف والوحشة، وليس صلاة الخوف أو صلاة الوحشة.
أحكام صلاة ليلة الدّفن
مسألة 1: لا بأس بالاستئجار لهذه الصلاة وإعطاء الأجرة، وإن كان الأولى للمستأجر الإعطاء بقصد التبرع أو الصدقة، وللمؤجر الإتيان تبرعا وبقصد الإحسان إلى الميت.
مسألة ٢: لا بأس بإتيان شخص واحد أزيد من واحدة بقصد إهداء الثواب إذا كان متبرعا أو إذا أذن له المستأجر، وأما إذا أعطى دراهم للأربعين، فاللازم استئجار أربعين إلا إذا أذن المستأجر، ولا يلزم مع إعطاء الأجرة إجراء صيغة الإجارة، بل يكفي إعطاؤها بقصد أن يصلي.
مسألة ٣: إذا صلى، ونسي آية الكرسي في الركعة الأولى أو القدر في الثانية أو قرأ القدر أقل من العشرة نسيانا فصلاته صحيحة، لكن لا يجزئ عن هذه الصلاة، فإن كان أجيرا وجب عليه الإعادة.
مسألة ٤: إذا أخذ الأجرة؛ ليصلي، ثم نسي، فتركها في تلك الليلة يجب عليه ردها إلى المعطي أو الاستئذان منه؛ لأن يصلي فيما بعد ذلك بقصد إهداء الثواب، ولو لم يتمكن من ذلك فإن علم برضاه، بأن يصلي هدية أو يعمل عملا آخر أتى بها، وإلا تصدق بها عن صاحب المال.
مسألة ٥: إذا لم يدفن الميت إلا بعد مدة كما إذا نقل إلى أحد المشاهد فالظاهر أن الصلاة تؤخر إلى ليلة الدفن، وإن كان الأولى أن يؤتى بها في أول ليلة بعد الموت.(3)
هل يجوز إهداء صلاة الوحشة لأكثر من شخص؟
في أمر الإهداء تهدأ لشخص واحد لما ورد في كيفية الصلاة أن يقول بعد أتمام الصلاة: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ فُلانٍ»، ولا بأس بإتيانها عن عدة أشخاص بالنية رجاءً أي أهدائها إلى أكثر من شخص واحد.
وقال العلامة المجلسي رحمه الله في كتاب (زاد المعاد) ينبغي للمر أن لاينشغل عن ذكر الأموات، فإنهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة والخيرات، وهم يأملون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين يترقّبون إحسانهم ولا سيما دعاءهم في صلاة الليل وعلى المرء أن يخص والديه في دعائه في أعقاب الفرائض وفي المشاهد الشريفة، وأن يعمل لهم الصالحات من الأعمال، ففي الحديث ورد: ربّ رجل يكون عاقّاً لوالديه في حياتهما، ويكتب باراً لهما بعد وفاتهما؛ لما عمله عنهما من الصالحات. ورب رجل يكون باراً في حياتهما، فيكتب بعد وفاتهما عاقّا لهما؛ لتوانيه فيما ينبغي أن يعمل عنهما من الأعمال وأهم ما يسدى به إلى الأبوين وإلى سائر ذوي القربى أن يؤدي ديونهم، وأن يبرئهم ممّا في ذمتهم من حقوق الله أو حقوق خلقه، فيجتهد في أن يؤدي عنهم الحجّ وغيره ممّا قد فاتهم من العبادات استئجاراً أو تبرعاً.(4)
صلاة ليلة الدفن أو صلاة الهدية، أو صلاة الوحشة، هي من الصلوات المستحبة عند الشيعة. وقتها الليلة الأولى من دفن الميت، ووقت الإتيان بها في جميع الليل من الغروب إلى الفجر، والأفضل الإتيان بها بعد صلاة العشاء.
كيفيتها
صلاة ليلة الدفن ركعتان تقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي، وفي الثانية الحمد وعشر مرّات ﴿إنّا أنزلناه﴾
فإذا سلّمت قل:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ فُلانٍ.(1)
(وسمّ الميّت بدل كلمة فلان).
وهذه أحد أفضل الهدايا التي يبعثها الإنسان لأمواته في تلك الليلة المليئة بالخوف والخطر.
يمكن الصلاة بها لكلّ مؤمن والأفضل أن يصليها عدّة أشخاص.
كيفية اخرى لصلاة ليلة الدّفن
روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال: «لا يَأتِي على المَيِّتِ سَاعَةٌ أشَدُّ مِنْ أوَّلِ لَيْلَةٍ، فَأرْحَمُوا مَوْتَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإنْ لَمْ تَجِدُوا، فَلْيُصَلِّ أحَدُكُمْ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي الأولى فاتِحَةَ الكِتَابِ مَرَّةً و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» مَرَّتَيْنِ وفِي الثانِيَةِ الحَمْدُ مَرَّةً و«ألْهَاكُمُ التَّكاثُر» عَشْرَ مَرّاتٍ ويُسَلِّمُ، ويقول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ ذلِكَ الْمَيِّتِ، فُلانِ بْنِ فُلانٍ (ويذكر اسم الميّت وأبيه بدل: فلان بن فلان)، فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة، ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور، ويعطي المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات، وترفع له أربعون درجة».(2)
لماذا سميت بليلة الوحشة؟
ولهذا تُدعى صلاة الخوف أو بصلاة ليلة الوحشة؛ لأن الشخص الميت لا يزال غير متصل بعالم القبر، ويشعر بالخوف والوحشة في نفسه، وهذه الصلاة تزيل الخوف منه بأذن الله تعالى. فالصلاة في الحقيقة هي إزالة الخوف والوحشة، وليس صلاة الخوف أو صلاة الوحشة.
أحكام صلاة ليلة الدّفن
مسألة 1: لا بأس بالاستئجار لهذه الصلاة وإعطاء الأجرة، وإن كان الأولى للمستأجر الإعطاء بقصد التبرع أو الصدقة، وللمؤجر الإتيان تبرعا وبقصد الإحسان إلى الميت.
مسألة ٢: لا بأس بإتيان شخص واحد أزيد من واحدة بقصد إهداء الثواب إذا كان متبرعا أو إذا أذن له المستأجر، وأما إذا أعطى دراهم للأربعين، فاللازم استئجار أربعين إلا إذا أذن المستأجر، ولا يلزم مع إعطاء الأجرة إجراء صيغة الإجارة، بل يكفي إعطاؤها بقصد أن يصلي.
مسألة ٣: إذا صلى، ونسي آية الكرسي في الركعة الأولى أو القدر في الثانية أو قرأ القدر أقل من العشرة نسيانا فصلاته صحيحة، لكن لا يجزئ عن هذه الصلاة، فإن كان أجيرا وجب عليه الإعادة.
مسألة ٤: إذا أخذ الأجرة؛ ليصلي، ثم نسي، فتركها في تلك الليلة يجب عليه ردها إلى المعطي أو الاستئذان منه؛ لأن يصلي فيما بعد ذلك بقصد إهداء الثواب، ولو لم يتمكن من ذلك فإن علم برضاه، بأن يصلي هدية أو يعمل عملا آخر أتى بها، وإلا تصدق بها عن صاحب المال.
مسألة ٥: إذا لم يدفن الميت إلا بعد مدة كما إذا نقل إلى أحد المشاهد فالظاهر أن الصلاة تؤخر إلى ليلة الدفن، وإن كان الأولى أن يؤتى بها في أول ليلة بعد الموت.(3)
هل يجوز إهداء صلاة الوحشة لأكثر من شخص؟
في أمر الإهداء تهدأ لشخص واحد لما ورد في كيفية الصلاة أن يقول بعد أتمام الصلاة: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْ ثَوابَهُما إلى قَبْرِ فُلانٍ»، ولا بأس بإتيانها عن عدة أشخاص بالنية رجاءً أي أهدائها إلى أكثر من شخص واحد.
وقال العلامة المجلسي رحمه الله في كتاب (زاد المعاد) ينبغي للمر أن لاينشغل عن ذكر الأموات، فإنهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة والخيرات، وهم يأملون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين يترقّبون إحسانهم ولا سيما دعاءهم في صلاة الليل وعلى المرء أن يخص والديه في دعائه في أعقاب الفرائض وفي المشاهد الشريفة، وأن يعمل لهم الصالحات من الأعمال، ففي الحديث ورد: ربّ رجل يكون عاقّاً لوالديه في حياتهما، ويكتب باراً لهما بعد وفاتهما؛ لما عمله عنهما من الصالحات. ورب رجل يكون باراً في حياتهما، فيكتب بعد وفاتهما عاقّا لهما؛ لتوانيه فيما ينبغي أن يعمل عنهما من الأعمال وأهم ما يسدى به إلى الأبوين وإلى سائر ذوي القربى أن يؤدي ديونهم، وأن يبرئهم ممّا في ذمتهم من حقوق الله أو حقوق خلقه، فيجتهد في أن يؤدي عنهم الحجّ وغيره ممّا قد فاتهم من العبادات استئجاراً أو تبرعاً.(4)
1ـ بحار الأنوار / العلامة المجلسي / المجلّد: 91 / الصفحة: 219 / ط مؤسسةالوفاء.
2ـ بحار الأنوار / العلامة المجلسي / المجلّد: 91 / الصفحة: 219 / ط مؤسسةالوفاء.
3ـ العروة الوثقى / السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي / المجلّد: 2 / الصفحة: 353 ـ 354.
4ـ زاد المعاد / العلامة المجلسي / المجلّد: 1 / الصفحة: 358.
التعلیقات