الصوم في الأمم السابقة
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتالصوم أو الصيام من فروع الدين الإسلامي وهو الإمساك عن كل المفطرات كالأكل والشرب، من طلوع الفجر إلى الغروب الشرعي للشمس.
وفي الإسلام أحكام خاصة للصيام، حيث هناك واجبات ومبطلات ومستحبات تخصه، كما وينقسم إلى أقسام منها: الواجب والمستحب وغيرها من الأقسام بحسب المذاهب الإسلامية، ويعتبر صيام شهر رمضان من الصيام الواجب.
ويعتبر الصيام إحدى العبادات الموجودة في اليهودية والمسيحية وسائر الأديان، ولكن هناك اختلاف في نوع الإمساك وزمانه.
كان العهد المكي عهد تأسيس العقائد، وترسيخ أصول التوحيد ودعائم القيم الإيمانية، والأخلاقية، في العقول والقلوب، وتطهيرها من رواسب الجاهلية في العقيدة والفكر والخلق والسلوك.
أما بعد الهجرة فقد أصبح للمسلمين كيان وجماعة متميزة، تُنَادى بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، فشرعت عندئذ الفرائض، وحُدت الحدود، وفصّلت الأحكام، ومنها: الصوم، وكان ذلك في اليوم الثاني من شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة.(1)
وهناك من يذهب إلى أنّ الصوم كان قد شُرّع في مكة مستدلاً بما ذكره جعفر بن أبي طالب أمام ملك الحبشة، حيث ورد في كلامه سلام الله علیه أنّ النبي صلى الله عليه وآله أمرهم بالصلاة والزكاة والصيام...(2)
علة الصيام
وكتب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: «علة الصوم: لعرفان مس الجوع والعطش؛ ليكون ذليلا مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، ويكون ذلك دليلاً له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً على الآجل؛ ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة».(3)
وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنّه قال: «جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فسأله أعلمهم عن مسائل، فكان فيما سأله أنّه قال له: لأي شيء فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً، وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما؛ ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم، وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على أمتي، ثم تلا: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ﴾ »
الصيام في الأمم السابقة
الصوم في الأمم السابقة يظهر من النصوص الموجودة في التوراة والإنجيل، أن الصوم كان موجودا بين اليهود والنصارى، وكانت الأمم الأخرى تصوم في أحزانها ومآسيها، فقد ورد في قاموس الكتاب المقدس: (الصوم بشكل عام وفي جميع الأوقات كان متداولا في أوقات الأحزان والنوائب بين جميع الطوائف والملل والمذاهب).
ويظهر من التوراة أن موسى عليه السلام صام أربعين يوما، فقد جاء فيها: (أقمت في الجبل أربعين نهارا وأربعين ليلة لا آكل خبزا ولا أشرب ماء).
وكان اليهود يصومون لدى التوبة والتضرع إلى الله: (اليهود كانوا يصومون غالبا حينما تتاح لهم الفرصة للإعراب عن عجزهم وتواضعهم أمام الله؛ ليعترفوا بذنوبهم عن طريق الصوم والتوبة؛ وليحصلوا على رضا حضرة القدس الإلهي).
(الصوم الأعظم مع الكفارة كان على ما يبدو خاصا بيوم من أيام السنة بين طائفة اليهود، طبعا كانت هناك أيام أخرى مؤقتة للصوم بمناسبة ذكرى تخريب أورشليم وغيرها).
والسيد المسيح عليه السلام صام أيضا أربعين يوما كما يظهر من الإنجيل: ثم اصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس، فبعدما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا.
ويبدو من نصوص إنجيل لوقا أن حواريي السيد المسيح صاموا أيضا.
وجاء في قاموس الكتاب المقدس أيضا: (... من هنا كانت حياة الحواريين والمؤمنين مملوءة بالابتعاد عن اللذات وبالأتعاب وبالصوم).(5)
بهذا نستطيع أن نجد في نصوص الكتب الدينية القديمة (حتى بعد تحريفها) شواهد على ما جاء في القرآن الكريم كما كتب على الذين من قبلكم.
وفي الإسلام أحكام خاصة للصيام، حيث هناك واجبات ومبطلات ومستحبات تخصه، كما وينقسم إلى أقسام منها: الواجب والمستحب وغيرها من الأقسام بحسب المذاهب الإسلامية، ويعتبر صيام شهر رمضان من الصيام الواجب.
ويعتبر الصيام إحدى العبادات الموجودة في اليهودية والمسيحية وسائر الأديان، ولكن هناك اختلاف في نوع الإمساك وزمانه.
كان العهد المكي عهد تأسيس العقائد، وترسيخ أصول التوحيد ودعائم القيم الإيمانية، والأخلاقية، في العقول والقلوب، وتطهيرها من رواسب الجاهلية في العقيدة والفكر والخلق والسلوك.
أما بعد الهجرة فقد أصبح للمسلمين كيان وجماعة متميزة، تُنَادى بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، فشرعت عندئذ الفرائض، وحُدت الحدود، وفصّلت الأحكام، ومنها: الصوم، وكان ذلك في اليوم الثاني من شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة.(1)
وهناك من يذهب إلى أنّ الصوم كان قد شُرّع في مكة مستدلاً بما ذكره جعفر بن أبي طالب أمام ملك الحبشة، حيث ورد في كلامه سلام الله علیه أنّ النبي صلى الله عليه وآله أمرهم بالصلاة والزكاة والصيام...(2)
علة الصيام
وكتب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: «علة الصوم: لعرفان مس الجوع والعطش؛ ليكون ذليلا مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، ويكون ذلك دليلاً له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً على الآجل؛ ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة».(3)
وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنّه قال: «جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فسأله أعلمهم عن مسائل، فكان فيما سأله أنّه قال له: لأي شيء فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً، وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما؛ ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم، وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على أمتي، ثم تلا: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ﴾ »
الصيام في الأمم السابقة
الصوم في الأمم السابقة يظهر من النصوص الموجودة في التوراة والإنجيل، أن الصوم كان موجودا بين اليهود والنصارى، وكانت الأمم الأخرى تصوم في أحزانها ومآسيها، فقد ورد في قاموس الكتاب المقدس: (الصوم بشكل عام وفي جميع الأوقات كان متداولا في أوقات الأحزان والنوائب بين جميع الطوائف والملل والمذاهب).
ويظهر من التوراة أن موسى عليه السلام صام أربعين يوما، فقد جاء فيها: (أقمت في الجبل أربعين نهارا وأربعين ليلة لا آكل خبزا ولا أشرب ماء).
وكان اليهود يصومون لدى التوبة والتضرع إلى الله: (اليهود كانوا يصومون غالبا حينما تتاح لهم الفرصة للإعراب عن عجزهم وتواضعهم أمام الله؛ ليعترفوا بذنوبهم عن طريق الصوم والتوبة؛ وليحصلوا على رضا حضرة القدس الإلهي).
(الصوم الأعظم مع الكفارة كان على ما يبدو خاصا بيوم من أيام السنة بين طائفة اليهود، طبعا كانت هناك أيام أخرى مؤقتة للصوم بمناسبة ذكرى تخريب أورشليم وغيرها).
والسيد المسيح عليه السلام صام أيضا أربعين يوما كما يظهر من الإنجيل: ثم اصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس، فبعدما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا.
ويبدو من نصوص إنجيل لوقا أن حواريي السيد المسيح صاموا أيضا.
وجاء في قاموس الكتاب المقدس أيضا: (... من هنا كانت حياة الحواريين والمؤمنين مملوءة بالابتعاد عن اللذات وبالأتعاب وبالصوم).(5)
بهذا نستطيع أن نجد في نصوص الكتب الدينية القديمة (حتى بعد تحريفها) شواهد على ما جاء في القرآن الكريم كما كتب على الذين من قبلكم.
1ـ التنبيه والإشراف: ص 203؛ تاريخ الأمم والملوك: ج 2، ص 129؛ المنتظم: ج 3، ص 59 .
2ـ الصحيح من سيرة النبي الأعظم: ج 4، ص 301.
3ـ من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 73.
4ـ سورة البقرة: الآية 183.
5ـ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج 1، ص 525.
التعلیقات