المسؤولية المقدّسة
مجلة الزهراء سلام الله عليها
منذ 8 سنواتان المهام التربوية للامهات لاتوازيها أية مهام ومسؤوليات أخرى في الحياة مهما كان ثقلها، لأنّ عملية الحضانة وتربية الاطفال، مهمة كبرى تنوء بحملها الجبال فكيف بالانسان الجزوع، ومع ذلك فقد اناط الخالق سبحانه وتعالى هذه المسؤولية المقدسة بالمرأة التي تلقتها بكل رحابة صدر، وراحت تربي الاجيال الصاعدة وتطلقها في خضم الحياة لتحقّق الغاية الإلهية باستمرار المسيرة الانسانية .
ولولا الأم وتحمّلها المشاق لما وصل الرجل الى الطريق الصحيح وحاز النجاح والمكانة المناسبة فهي صانعة الرجال، وبانية المستقبل المشرق...
وهذا الانجاز الهائل وحده كافٍ لرفع المرأة الى مصاف العظماء والمربين. هذا ناهيك عن مهامها الاخرى التي تبرّعت بها اختياراً واكراماً للرجل وتخفيفاً من اعبائه ومسؤولياته الجسيمة في بذل الجهود لتأمين لقمة العيش لاسرته.
فالأعمال المنزلية التي تؤديها الزوجة وهي وان لم تكن من واجبها لكنها في الوقت ذاته، ضرورية جداً للزوج، واسهاماً فاعلاً لادامة المسيرة الحياتية، اذ لو تخلّت عنها المرأة لما أمكن للرجل التوفيق بين ادارة الشؤون المنزلية والعمل الخارجي، وهذه مكرمة اُخرى للمرأة يجب على الرجل أن لا ينساها مادام به رمق .
نعلن هذه الحقيقة لاولئك الذين يستهينون بمسؤوليات المرأة الصعبة، ويدافعون باستماتة عن المفهوم الغربي لوظائف المرأة والتي تنحصر ـ في رأيهم ـ بالعمل خارج المنزل، ومزاحمة الرجال في الوظائف الشاقة والاعمال المرهقة كي تحصل على "المساواة" المزعومة التي لن تحقّقها إلاّ إذا مارست أعنف الاعمال وأشقّها، كالعمل في الطرقات، ومحطات بيع البنزين، ونصب اسلاك الكهرباء، وحتى الانخراط في سلك الشرطة، وممارسة اعمال لن تُنجز الاّ بشق الانفس، والتعرّض لاخطار ماحقة.
ان هذه الاعمال والمهام لا تناسب المرأة بل تجعل منها عرضة للأذى وتحرُّش الموتورين فضلاً عن الانهاك الدائم بما لا ينسجم وطبيعة المرأة المرهفة.
لكن ما الحل اذا كان بعض المغرورين والمغرورات، قد افتتنوا بالغرب وجعلوا هاجسهم المتواصل تقليد الغرب الذي أقرّ مؤخراً باخفاق هذه الاطروحة الهشّة التي تربط بين المساواة في الحقوق والمساواة في الاعمال والمسؤوليات مع ان البون شاسع بين الاثنين، وان بعض الاعمال والوظائف كانت وبالاً على المرأة ولم تحقق من ورائها "المساواة" المنشودة!
التعلیقات