حال النساء السيّئات في ليلة المعراج
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتالإسراء والمعراج، عبارة عن رحلتين متتاليتين حصلتا لرسول الله صلى الله عليه وآله:
• الأولى: عندما أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
• والثانية: عند عروجه من المسجد الأقصى إلى السماء.
ولا خلاف بين المسلمين على أصل وقوع الإسراء والمعراج، وإن حصل الخلاف بينهم على بعض التفاصيل؛ مثل المكان والزمان، وكونهما روحانياً أم جسمانياً.
• الأولى: عندما أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
• والثانية: عند عروجه من المسجد الأقصى إلى السماء.
ولا خلاف بين المسلمين على أصل وقوع الإسراء والمعراج، وإن حصل الخلاف بينهم على بعض التفاصيل؛ مثل المكان والزمان، وكونهما روحانياً أم جسمانياً.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله، فوجدته يبكي بكاءاً شديداً، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله! ما الذي أبكاك، فقال: يَا عَلِيُّ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ نِسَاءً مِنْ أُمَّتِي فِي عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَأَنْكَرْتُ شَأْنَهُنَّ، فَبَكَيْتُ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَذَابِهِنَّ؛ ورَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِشَعْرِهَا يُغْلَى دِمَاغُ رَأْسِهَا، ورَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِلِسَانِهَا والْحَمِيمُ يُصَبُّ فِي حَلْقِهَا، ورَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِثَدْيَيْهَا، ورَأَيْتُ امْرَأَةً تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا والنَّارُ تُوقَدُ مِنْ تَحْتِهَا، ورَأَيْتُ امْرَأَةً قَدْ شُدَّ رِجْلَاهَا إِلَى يَدَيْهَا وقَدْ سُلِّطَ عَلَيْهَا الْحَيَّاتُ والْعَقَارِبُ، ورَأَيْتُ امْرَأَةً صَمَّاءَ عَمْيَاءَ خَرْسَاءَ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ يَخْرُجُ دِمَاغُ رَأْسِهَا مِنْ مَنْخِرِهَا وبَدَنُهَا مُتَقَطِّعٌ مِنَ الْجُذَامِ والْبَرَصِ، ورَأَيْتُ امْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِرِجْلَيْهَا فِي تَنُّورٍ مِنْ نَارٍ، ورَأَيْتُ امْرَأَةً تُقَطَّعُ لَحْمُ جَسَدِهَا مِنْ مُقَدَّمِهَا ومُؤَخَّرِهَا بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، ورَأَيْتُ امْرَأَةً يُحْرَقُ وَجْهُهَا ويَدَاهَا وهِيَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا، ورَأَيْتُ امْرَأَةً رَأْسُهَا رَأْسُ الْخِنْزِيرِ وبَدَنُهَا بَدَنُ الْحِمَارِ وعَلَيْهَا أَلْفُ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الْعَذَابِ، ورَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى صُورَةِ الْكَلْبِ والنَّارُ تَدْخُلُ فِي دُبُرِهَا، وتَخْرُجُ مِنْ فِيهَا والْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ رَأْسَهَا وبَدَنَهَا بِمَقَامِعَ مِنْ نَارٍ.
فقالت فاطمة عليها السلام حبيبي وقرة عينى أخبرني ما كان عملهُنَّ وسيرتهُنَّ حتى وضع الله عليهُنَّ هذا العذاب، فقال: يَا بُنَيَّتِي! أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِشَعْرِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ لَا تُغَطِّي شَعْرَهَا مِنَ الرِّجَالِ، وأَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُؤْذِي زَوْجَهَا، وأَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِثَدْيَيْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَمْتَنِعُ مِنْ فِرَاشِ زَوْجِهَا، وأَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِرِجْلَيْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزَيِّنُ بَدَنَهَا لِلنَّاسِ، وأَمَّا الَّتِي شُدَّ يَدَاهَا إِلَى رِجْلَيْهَا وسُلِّطَ عَلَيْهَا الْحَيَّاتُ والْعَقَارِبُ فَإِنَّهَا كَانَتْ قَذِرَةَ الْوَضُوءِ قَذِرَةَ الثِّيَابِ، وكَانَتْ لَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ والْحَيْضِ، ولَا تَنْتَظِفُ وكَانَتْ تَسْتَهِينُ بِالصَّلَاةِ، وأَمَّا الصَّمَّاءُ الْعَمْيَاءُ الْخَرْسَاءُ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَلِدُ مِنَ الزِّنَاءِ فَتُعَلِّقُهُ فِي عُنُقِ زَوْجِهَا، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ تَقْرِضُ لَحْمَهَا بِالْمَقَارِيضِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَى الرِّجَالِ، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ تُحْرَقُ وَجْهُهَا وبَدَنُهَا وهِيَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَوَّادَةً، وأَمَّا الَّتِي كَانَ رَأْسُهَا رَأْسَ الْخِنْزِيرِ وبَدَنُهَا بَدَنَ الْحِمَارِ فَإِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَةً، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ عَلَى صُورَةِ الْكَلْبِ والنَّارُ تَدْخُلُ فِي دُبُرِهَا وتَخْرُجُ مِنْ فِيهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَيْنَةً نَوَّاحَةً حَاسِدَةً، ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِامْرَأَةٍ أَغْضَبَتْ زَوْجَهَا، وطُوبَى لِامْرَأَةٍ رَضِيَ عَنْهَا زَوْجُهَا.(1)
فهذا ما شاهده النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في ليلة المعراج من حال النساء السيّئات، ولكن هذه النساء قد قضاء نحبهُنَّ، ولم يتوبن لله تعالى، ونحن على أعتاب ليالي مباركة ليالي القدر العظيمة، فلا ييئس أي أحد من مغفرة رب العالمين؛ فإنّ العبد إذا تاب محى الله عنه جميع ذنوبه، فالفرصة لم تفت وهي أمام أعيننا، فإن الله تعالى أرحم الراحمين بعباده، وهو ستار العيوب فبمجرد أنّ العبد يشعر بالندم على ما فعل من ذنب، ثم يتوب لله تعالى، أي: ينوي التوبة بكل وجوده، ومن باطن ضميره أن لا يفعل ذلك الذنب، ولم يعد لأمثاله من السيئات والمحرمات، يغفر الله تعالى له، ويستبدل سيئاته حسنات.
روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجلّه الله سبع ساعات، فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء، وإن مضت الساعات، ولم يستغفر كُتِبت عليه سيئة، وإنّ المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له».(2)
وبناء عليه، رغبّت الشريعة المؤمنين وحثّتهم على الاستغفار، والنصوص الواردة في ذلك مستفيضة جداً، كتاباً وسنة.
وما أكثر الأدعية المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام والمتضمّنة لأنواع الاستغفار، منها دعاء الإمام علي عليه السلام الذي علّمه كميل بن زياد، وممّا جاء فيه: «اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُغيّر النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُنزل البلاء، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته».(3)
فقالت فاطمة عليها السلام حبيبي وقرة عينى أخبرني ما كان عملهُنَّ وسيرتهُنَّ حتى وضع الله عليهُنَّ هذا العذاب، فقال: يَا بُنَيَّتِي! أَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِشَعْرِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ لَا تُغَطِّي شَعْرَهَا مِنَ الرِّجَالِ، وأَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِلِسَانِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُؤْذِي زَوْجَهَا، وأَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِثَدْيَيْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَمْتَنِعُ مِنْ فِرَاشِ زَوْجِهَا، وأَمَّا الْمُعَلَّقَةُ بِرِجْلَيْهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ تَأْكُلُ لَحْمَ جَسَدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزَيِّنُ بَدَنَهَا لِلنَّاسِ، وأَمَّا الَّتِي شُدَّ يَدَاهَا إِلَى رِجْلَيْهَا وسُلِّطَ عَلَيْهَا الْحَيَّاتُ والْعَقَارِبُ فَإِنَّهَا كَانَتْ قَذِرَةَ الْوَضُوءِ قَذِرَةَ الثِّيَابِ، وكَانَتْ لَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ والْحَيْضِ، ولَا تَنْتَظِفُ وكَانَتْ تَسْتَهِينُ بِالصَّلَاةِ، وأَمَّا الصَّمَّاءُ الْعَمْيَاءُ الْخَرْسَاءُ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَلِدُ مِنَ الزِّنَاءِ فَتُعَلِّقُهُ فِي عُنُقِ زَوْجِهَا، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ تَقْرِضُ لَحْمَهَا بِالْمَقَارِيضِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَى الرِّجَالِ، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ تُحْرَقُ وَجْهُهَا وبَدَنُهَا وهِيَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَوَّادَةً، وأَمَّا الَّتِي كَانَ رَأْسُهَا رَأْسَ الْخِنْزِيرِ وبَدَنُهَا بَدَنَ الْحِمَارِ فَإِنَّهَا كَانَتْ نَمَّامَةً كَذَّابَةً، وأَمَّا الَّتِي كَانَتْ عَلَى صُورَةِ الْكَلْبِ والنَّارُ تَدْخُلُ فِي دُبُرِهَا وتَخْرُجُ مِنْ فِيهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَيْنَةً نَوَّاحَةً حَاسِدَةً، ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِامْرَأَةٍ أَغْضَبَتْ زَوْجَهَا، وطُوبَى لِامْرَأَةٍ رَضِيَ عَنْهَا زَوْجُهَا.(1)
فهذا ما شاهده النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في ليلة المعراج من حال النساء السيّئات، ولكن هذه النساء قد قضاء نحبهُنَّ، ولم يتوبن لله تعالى، ونحن على أعتاب ليالي مباركة ليالي القدر العظيمة، فلا ييئس أي أحد من مغفرة رب العالمين؛ فإنّ العبد إذا تاب محى الله عنه جميع ذنوبه، فالفرصة لم تفت وهي أمام أعيننا، فإن الله تعالى أرحم الراحمين بعباده، وهو ستار العيوب فبمجرد أنّ العبد يشعر بالندم على ما فعل من ذنب، ثم يتوب لله تعالى، أي: ينوي التوبة بكل وجوده، ومن باطن ضميره أن لا يفعل ذلك الذنب، ولم يعد لأمثاله من السيئات والمحرمات، يغفر الله تعالى له، ويستبدل سيئاته حسنات.
روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجلّه الله سبع ساعات، فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء، وإن مضت الساعات، ولم يستغفر كُتِبت عليه سيئة، وإنّ المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له».(2)
وبناء عليه، رغبّت الشريعة المؤمنين وحثّتهم على الاستغفار، والنصوص الواردة في ذلك مستفيضة جداً، كتاباً وسنة.
وما أكثر الأدعية المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام والمتضمّنة لأنواع الاستغفار، منها دعاء الإمام علي عليه السلام الذي علّمه كميل بن زياد، وممّا جاء فيه: «اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُغيّر النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تُنزل البلاء، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته».(3)
1ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2، ص 11.
2ـ الكافي: ج 2، ص 437.
3ـ مفاتيح الجنان: ص 92.
التعلیقات