عدد النساء اللاتي كن في كربلاء
دور المرأة في واقعة الطّف
2024 Sep 20لا توجد فيما أعلم إحصائية تفصيلية عن عدد النساء اللاتي كن في كربلاء في جانب المخيم الحسيني ، غير ما ذكره المحدث القمي في كتابه ( نفس المهموم ) ، ناقلاً عن ( الكامل ) للشيخ البهائي ، وقد ورد فيها أنّ عددهن كان عشرين امرأة . وغير ما ذكره في وسيلة الدارين في أصحاب الحسين وسوف نتعرض إليه في الأخير .
أمّا النساء اللاتي ورد لهن ذكر صريح في الروايات التاريخية ، أو اشتهر حضورهن من خلال مواقفهن مع أقاربهن ( الزوج ، الأب ، الولد ..) فيمكن رصد الأسماء التالية :
أمّا النساء اللاتي ورد لهن ذكر صريح في الروايات التاريخية ، أو اشتهر حضورهن من خلال مواقفهن مع أقاربهن ( الزوج ، الأب ، الولد ..) فيمكن رصد الأسماء التالية :
١- زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام ، وذكرها في الواقعة لا يحتاج إلى توضيح .
٢- أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليهما السلام ، ومع أنّ المحقق السيّد المقرم رحمه الله قد ذكر في المقتل اتحاد الاسمين ، وأنّه لم يكن هناك إلا واحدة فتارة تذكر باسمها ( زينب ) ، وأخرى بكنيتها ( أم كلثوم ) إلا أنّ ذلك خلاف الظاهر ، ذلك أنّه كان لأمير المؤمنين عليه السلام من البنات من تسمى زينب ، وكان له من تسمى أم كلثوم ، وقد نص عليه عدد من مؤلفي الأنساب ، وأيضاً فإنّ الروايات التاريخية تتحدث عنهما ، ولا نرى ملجئا يلجئ المؤرخ إلى القول بالاتحاد .
٣- فاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد ورد ذكرها في أكثر من موضع ، منها في الشام عندما نظر إليها الشامي وأراد أن يأخذها جارية !! ، ولها حوار مع زينب في طريق العودة من الشام ، وهي زوجة أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب الذي استشهد من أولاده محمّد في كربلاء .
٤- خديجة بنت أمير المؤمنين عليه السلام : زوجة عبد الرحمن بن عقيل الذي استشهد في كربلاء مع الإمام الحسين عليه السلام ، ومن الطبيعي أن تكون معه زوجته في تلك الرحلة .
٤- الرباب بنت امرئ القيس زوجة الإمام الحسين عليه السلام ، وأم عبد الله الرضيع ، ومعها أيضاً ابنتها .
٥- سكينة بنت الإمام الحسين ودورها في كربلاء ، وتفاصيل الواقعة معروف .
٦- رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام ، التي روي أنّها توفيت في الشام .
٦- حميدة بنت مسلم بن عقيل ، حيث ورد ذكر لها أنّ الحسين عليه السلام لما جاءه خبر شهادة أبيها ، وهو في منطقة زرود ، أجلسها في حجره ، ومسح على رأسها ، وأخبرها بخبر أبيها ، ومن الطبيعي أن تكون معها أمها.
٧- رقية بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، والتي استشهد زوجها مسلم في الكوفة بينما استشهد ابنها عبد الله في كربلاء ، أصابه سهم ، فأثبت يده في جبهته بعدما قتل من الأعداء عدداً كبيراً .
٨- أم وهب ( قمر بنت عبد ) زوجة عبد الله بن عمير الكلبي ، التي كانت مع زوجها ، وهي التي خرجت بعده تشجعه على القتال كما كانت معه.
٩- أم عبد الله بن عمير ، وهي التي كانت تشجع ابنها على القتال حتى أنّه لما رجع وقال لها : أرضيت عني قالت : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام .
١٠- أم عمر بن جنادة بن الحارث السلمي ، وهو الغلام الذي قتل أبوه في المعركة ، وخرج فرده الحسين عليه السلام قائلا : هذا غلام قد قتل أبوه الساعة ، ولعل أمه تكره خروجه ، فقال الغلام : أمي أمرتني بذلك ، فقاتل حتى قتل ، فأخذت أمه عموداً وخرجت وهي تقول :
نا عجوز في النساء ضعيفة خاوية بالية نحيفـــة *** أضربكم بضربة عنيفــة دون بني فاطمة الشريفة
١١- جارية لمسلم بن عوسجة : فإنّه لما قتل خرجت من خبائه جارية ، وهي تنادي : وامسلماه ، وا ابن عوسجتاه .
١٢- أم عبد الله ( أو عبيد الله ) بن الحسن المجتبى عليه السلام ، وهو ( غلام لم يراهق خرج من عند النساء وهو يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين ) ، وكان الحسين صريعاً على الأرض ؛ فإنّه من الطبيعي في مثل ذلك السن أن يكون مع أمه .
وقد ذكر بعضهم كما في إبصار العين للسماوي ، أنّ أمه كانت تنظر إليه ، ولا أعلم هل هذه رواية أو هو استنتاج من واقع كونه صغير السن ، وأنّه لا يمكن أن يكون من دون أمه .
١٣- فاطمة بنت الحسن المجتبى عليه السلام زوجة الإمام زين العابدين وأم الباقر عليهما السلام ، فإنّ الباقر وهو في سن الثالثة ـ أو الرابعة ـ على ما قيل لا يمكن أن يكون منفرداً عن أمه .
١٤- زوجات الشهداء الذين كانوا في المعركة : إننا نحتمل أنّ عدداً من الذين خرجوا مع الحسين عليه السلام قد اصطحبوا زوجاتهم معم ، فليس طبيعيا في المجتمع العربي والمسلم أن يخرج الرجل في سفر بعيد كالذي حصل مع الحسين من المدينة إلى مكة ، ومنها إلى كربلاء ، ولم يكن ذلك السفر معلوماً في توقيت العودة ، أو أصلها ؛ فليس من الطبيعي أن يترك الرجل زوجته أو زوجاته ، ويخرج في سفر عنهن منفرداً ، خصوصاً مثل ذلك السفر الحسيني .
وهذا الاستقراب لا يرقى إلى كونه دليلاً مثبتاً لوجود هذه النساء ، ولكنه بحسب الاحتمالات يكون محتملاً جداً. ومثلما ذكر المؤرخون عن مسلم بن عوسجة أنّه لما قتل خرجت من خبائه جارية منادية وامسلماه .. فإن كان المقصود بالجارية : البنت الصغيرة من بناته ، فهو يشير إلى وجود نساء معها كأمها مثلا ، وإن كان المقصود بالجارية الأمة المملوكة ، فكذلك إذ يبعد أن يصطحب مثل مسلم جارية ، ولا يصطحب زوجته . ولعلها على التقدير الثاني كانت لخدمتهما .
وهكذا مثل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام يبعد أن يكون من دون زوجته لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ؛ فإنّه وإن لم يذكر في روايات الواقعة شيء عن زوجته إلا أن ذلك لا ينافي وجودها فإنّ الدواعي لعدم ذكر النساء مع عدم وجود موقف متميز أو حادثة ملفتة للنظر ، أكثر من دواعي الذكر .
ونفس الكلام يأتي بالنسبة إلى علي الأكبر بن الحسين عليهما السلام .
ثمّ إن السيّد الزنجاني قد ذكر في كتابه (١) وسيلة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام ، عدداً كبيراً في البداية هو عدد الذين خرجوا معه ، ناقلاً ذلك عن معالي السبطين ، فقال : إنّه لما أراد الحسين الخروج من المدينة اجتمع عنده أولاده وزوجاته وأخوانه وأخواته ، وبنو عمومته وأولاد أخيه الحسن ، وبناته ومواليه والجواري والخدم .. وهم من حيث المجموع ( ٢٢٢ ) نفراً !! ، وهم الذين خرجوا مع الحسين من المدينة إلى مكة ثمّ إلى العراق .
ثم أمر بإحضار ٢٥٠ من الخيل للركوب ، وفي خبر آخر ٢٥٠ ناقة ، وأمر بـ ٧٠ ناقة للخيمة ، و٤٠ ناقة لحمل القدور والأواني ، و٣٠ ناقة لحمل الراوية والقرب لأجل الماء ، و ١٢ ناقة لحمل الدراهم والدنانير والحلي والحلل والجواهرات والزعفران والعطريات والورس والأثواب اليمانية .. ( أي أن مجموع النياق = ٤٠٢ ناقة ) !!
ثمّ ذكر في آخر الكتاب ، مازجاً كما يظهر بين ما ذكره المازندراني في معالي السبطين ، وما توصل إليه أو يوافقه عليه ، ما حاصله أنّ مجموع النساء كن ٤٢ إمرأة ، ومعهن من البنات ١٠ ، ومن الجواري ٩ ، فيكون المجموع على هذا ٦١ إمرأة وبنتا وجارية .
وفي التفاصيل : ذكر أن ( ٨ ) من زوجات أمير المؤمنين عليه السلام قد حضرن كربلاء. ومن نساء الامام الحسن عليه السلام ( ٥ ) . ومن بناته ( ٤ ) .
وأنه قد حضر ( ١٢) من أخوات الامام الحسين عليه السلام .
ولا نعلم في الواقع عن المصدر التاريخي أو الروائي الذي استقى منه المازندراني(٢) ( رحمه الله ) معلوماته لكن يشكل قبول هذه الاحصاءات بنحو مطلق ، وينبغي التأمل فيها (٣)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- وسيلة الدارين صفحة ٥٢
٢- معالي السبطين ٢-٢٢٦.
٣ ـ المصدر: من قضايا النهضة الحسينية ج٢، فوزي آل سيف
٢- معالي السبطين ٢-٢٢٦.
٣ ـ المصدر: من قضايا النهضة الحسينية ج٢، فوزي آل سيف
التعلیقات