طلب الولد
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
منذ 11 سنةحرّض النّبي الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ، الشاب المتزوّج أن يطلب الولد ، لأنّه زينة الحياة الدنيا ، وقرة عين له وعضده وريحانته في الدنيا.
فلذلك نقرأ في القرآن الكريم إن زكريّا طلب من الله جل وعلا أن يرزقه ولداً ولا يجعله فرداً. فاستجاب الله دعاءه ، فوهب له يحيى ، فقال عزّ من قائل : وزكرّيا إذ نادى ربّه ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين
.فلمّا كان الولد الصالح هو السعادة الأبديّة للإنسان في الدنيا والآخرة ، استحب طلبه من الله جل وعلا ، وإن كان فقيراً لا مال له ، فالله هو رازقهم. وإليك بعض الروايات كما نقلها الحر العاملي في الوسائل :
١. وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إنّ فلاناً ـ رجل سماه ـ قال : إنّي كنت زاهداً في الولد ، حتى وقفت بعرفة ، فإذا إلى جنبي غلام شاب يدعو ويبكي ويقول : يا ربّ والدي والدي ، فرغّبني في الولد حين سمعت ذلك.
٢. وعن ابن مسكان عن بعض أصحابه قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام : من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين بهم.
٣. قال الصدوق : وروي أنّ من مات بلا خلف فكأن لم يكن في الناس ، ومن مات وله خلف فكأنّه لم يمت.
٤. وعن الكليني بسنده عن بكر بن صالح ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام إنّي اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين ، وذلك أنّ أهلي كرهت ذلك ، وقالت : إنّه يشتد عليّ تربيتهم لقلّة الشيء ، فما ترى ؟
فكتبت إليّ : اطلب الولد فإنّ الله يرزقهم.
٥. وعن الرواندي عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن عيسى بن صبيح ، قال : دخل العسكري عليهالسلام علينا الحبس وكنت به عارفاً.
فقال لي : لك خمس وستون سنة وشهر ويومان ، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإنّي نظرت فيه فكان كما قال.
ثم قال : هل رزقت من ولد ؟ قلت : لا.
قال اللّهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً ، فنعم العضد الولد. ثم قال :
من كان ذا ولد يدرك ضلامته
إنّ الذليل الذي ليس له ولد
التعلیقات