أم المؤمنين أم سلمة
السيّدة مريم نور الدّين فضل الله
منذ 11 سنةإن ظهور الرسالة المحمدية أعظم حادث في تاريخ العرب خاصة ، والبشر عامة. قال تعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) حتى كان قصارى جهد المسلمين ، تركيز دعائم الدين ، وجهادهم في اجتماعهم على الإسلام ، ونبذ ما كانوا عليه من الجاهلية الجهلاء والضلالة العمياء
.سرت تعاليم الإسلام في النفوس كضياء الشمس ينساب بنوره الخالد على قلوب المؤمنين أنّى كانوا وحيثما رحلوا.
وهنا ظهرت المرأة التي كانت قد أنكرتها الأمم ، واضطهدتها الشعوب الى ميدان الحياة ، تؤدي رسالتها وتضرب المثل الأعلى في علو الهمة ـ والبطولة ـ والجهاد ـ ونصرة الحق ـ والتعاون على البر والتقوى ـ والتمسك بعرى الدين والإيمان ـ ومكارم الأخلاق.
كان من أبرز المجاهدات المهاجرات المؤمنات السيدة أم سلمة رضوان الله عليها ، وهي تعطينا صورة واضحة عن المرأة المسلمة في ذلك العهد ... ومدى مساهمتها في الجهاد.
أم سلمة هي بنت أبي أمية الملقب بزاد الركب وهي مهاجرة جليلة من المسلمات السابقات الى الإسلام. تزوجها عبد الله بن الأسد المخزومي ، آمنت بالنبي (صلّى الله عليه وآله) وصدقته ، وهاجرت الى أرض الحبشة عندما أشار الرسول الكريم على المسلمين بالهجرة.
وقد كانت أم سلمة من طلاقة اللسان ، وحسن الرأي وكمال الهيئة ، وجمال الصورة ، ما تحدث عنه العرب.
وقد حزنت السيدة عائشة عندما تزوج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بام سلمة ، لما ذكروا لها من كمالها ، وأدبها ، وجمالها ، وقالت لما رأتها : « والله أضعاف ما وصفت لي ».
ومما يدلنا على طلاقة لسان السيدة أم سلمة وفطنتها نستمع إليها كما يحدثنا التاريخ ، وهي تتكلم عن الذين هاجروا الى أرض الحبشة. وما كان من الحوار بين النجاشي ملك الحبشة ـ وجعفر بن أبي طالب رضياللهعنه وهو أمير المسلمين في ارض الحبشة.
التعلیقات