هجرة تكسر كل معادلات الماضي والأفكار الجاهلية
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتفي جميع الأديان والتقاليد الدينية والعرقية القديمة، هناك دائمًا حركة ونقل للمرأة في التاريخ بطريقة ما. فقد كانت تخرج بمعيّة شخص آخر كأبيها أو بعلها أو ابنها فكانت ترافق رجلاً عظيماً وتصاحبه في الهجرة، ولم يكن للمرأة في حد ذاتها أي تأثير على أصل الهجرة. عندما ندقق في هجرة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام نرى مكانة خاصة ومرموقة لهذه المرأة الجليلة، ونشاهد مدى تأثيرها على وقائع التاريخ ومن حولها، ، لكن في هذه الأجواء كانت حركة فاطمة المعصومة عليها السلام كفتاة مستقلة داخل أسرة الوحي تكسر كل معادلات الماضي والأفكار الجاهلية التي تنظر للمرأة بأنها الجنس الثاني ولا قيمة لها إلاّ في ظل الجنس الأول وهو الرجل.
ومن أروع الحركات والهجرات المثمرة في تاريخ الإسلام هي رحلة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام من المدينة المنورة حيث خرجت متوجهة لمدينة مرو، ولكن في آخر المطاف وصلت إلى مدينة قم المقدسة بعد سفرا كان محفوفا بالمخاطر والمصاعب.
نريد أن نبحث عن حركتها وخروجها من المدينة المنورة حيث كانت نهاية هذه الرحلة مدينة القم المقدسة، وفيها فارقت روحها الطاهرة هذه الحياة في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة 201 للهجرة.
أسباب الهجرة
كان هناك مسلسل التشريد والتنكيل بأئمة أهل البيت عليهم السلام في الأزمنة التي عاصروا فيها سلطات الجور كالسلطة الأموية والعباسية التي جنت جناية كبرى في حق الأئمة المعصومين عليهم السلام .
وعلى أثر تلك الأحداث التأريخية الجارية حدثت هجرة الإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى خراسان في 25 ذو القعدة سنة 200 للهجرة .
قال الطبرسي: «كان المأمون قد أنفذ إلى جماعة من الطالبية [آل أبي طالب]، فحملهم من المدينة، وفيهم الرضا عليه السّلام، فأخذهم على طريق البصرة حتى جاؤوه بهم، وكان المتولي لأشخاصهم المعروف بالجلودي، فقدم بهم على المأمون، فأنزلهم داراً وأنزل الرضا داراً، وأكرمه، وأعظم أمره».(1)
وروى بإسناده عن الحسن بن علي الوشاء قال: «قال لي الرضا عليه السلام: إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى أسمع، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار، ثم قلت: أما إني لا أرجع إلى عيالي أبداً».(2)
فكانت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام تعلم بعدم رجوع أخيها وإمامها إلى المدينة مرة أخرى، فاشتاقت إليه، فخرجت بموكب من بني هاشم شوقا وطلبا لرؤية إمامهم عليه السلام.
كيف وصل ركب فاطمة المعصومة عليها السلام إلى مدينة قم
إن هذه الهجرة كانت لفتاة البالغة برفقة رجال ونساء عائلتها، والتي تتم بإدارتها، تعطي مكانة من الثقة بالنفس والاستقلالية للمرأة.
عندما وصلوا إلى مدينة ساوة الإيرانية تعرضت القافلة لهجوم، فقتل على أثره إخوتها وأبناء إخوتها، فمرضت السيدة فاطمة عليها السلام بعد مشاهدتها لهذه المناظر المأساوية والجثث المضرجة بدمائها. فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى أرض قم. (3)
وفي اليوم 23 من شهر ربيع الأول سنة 201 للهجرة وصلت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام إلى مدينة قم، وبحلولها في مدينة قم بوركت هذه المدينة، ونزلت دار موسى بن خزرج بن سعد الأشعري رحمه الله بدعوة منه وهو من أعيان قم، وزارتها في داره نساء قم عامة والعلويات خاصة، وانتفعن منها حتى رحلتها بعد 17 يوماً، وعُرف مكان عبادتها بـ (الستّية) في ميدان مير المعروف بقم.(4) وأصبحت مدينة قم ببركة قدومها مركزاً للعلم والعلماء ومكانا لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام.
فضل زيارتها
ورد عن المعصومين عليه السلام ما يدل على فضل زيارتها عليها السلام، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إنّ لله حرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلی الله عليه وآله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم».(5)
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: «ستدْفنُ فيه – أي: في قم- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى عليها السلام يدخل الشيعة الجنة بشفاعتها».(6)
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: «من زارها كمن زارني».(7)
وروي عن الإمام الجواد عليه السلام أنّه قال: «من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله الجنة».(8)
ومن أروع الحركات والهجرات المثمرة في تاريخ الإسلام هي رحلة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام من المدينة المنورة حيث خرجت متوجهة لمدينة مرو، ولكن في آخر المطاف وصلت إلى مدينة قم المقدسة بعد سفرا كان محفوفا بالمخاطر والمصاعب.
نريد أن نبحث عن حركتها وخروجها من المدينة المنورة حيث كانت نهاية هذه الرحلة مدينة القم المقدسة، وفيها فارقت روحها الطاهرة هذه الحياة في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة 201 للهجرة.
أسباب الهجرة
كان هناك مسلسل التشريد والتنكيل بأئمة أهل البيت عليهم السلام في الأزمنة التي عاصروا فيها سلطات الجور كالسلطة الأموية والعباسية التي جنت جناية كبرى في حق الأئمة المعصومين عليهم السلام .
وعلى أثر تلك الأحداث التأريخية الجارية حدثت هجرة الإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى خراسان في 25 ذو القعدة سنة 200 للهجرة .
قال الطبرسي: «كان المأمون قد أنفذ إلى جماعة من الطالبية [آل أبي طالب]، فحملهم من المدينة، وفيهم الرضا عليه السّلام، فأخذهم على طريق البصرة حتى جاؤوه بهم، وكان المتولي لأشخاصهم المعروف بالجلودي، فقدم بهم على المأمون، فأنزلهم داراً وأنزل الرضا داراً، وأكرمه، وأعظم أمره».(1)
وروى بإسناده عن الحسن بن علي الوشاء قال: «قال لي الرضا عليه السلام: إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى أسمع، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار، ثم قلت: أما إني لا أرجع إلى عيالي أبداً».(2)
فكانت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام تعلم بعدم رجوع أخيها وإمامها إلى المدينة مرة أخرى، فاشتاقت إليه، فخرجت بموكب من بني هاشم شوقا وطلبا لرؤية إمامهم عليه السلام.
كيف وصل ركب فاطمة المعصومة عليها السلام إلى مدينة قم
إن هذه الهجرة كانت لفتاة البالغة برفقة رجال ونساء عائلتها، والتي تتم بإدارتها، تعطي مكانة من الثقة بالنفس والاستقلالية للمرأة.
عندما وصلوا إلى مدينة ساوة الإيرانية تعرضت القافلة لهجوم، فقتل على أثره إخوتها وأبناء إخوتها، فمرضت السيدة فاطمة عليها السلام بعد مشاهدتها لهذه المناظر المأساوية والجثث المضرجة بدمائها. فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى أرض قم. (3)
وفي اليوم 23 من شهر ربيع الأول سنة 201 للهجرة وصلت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام إلى مدينة قم، وبحلولها في مدينة قم بوركت هذه المدينة، ونزلت دار موسى بن خزرج بن سعد الأشعري رحمه الله بدعوة منه وهو من أعيان قم، وزارتها في داره نساء قم عامة والعلويات خاصة، وانتفعن منها حتى رحلتها بعد 17 يوماً، وعُرف مكان عبادتها بـ (الستّية) في ميدان مير المعروف بقم.(4) وأصبحت مدينة قم ببركة قدومها مركزاً للعلم والعلماء ومكانا لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام.
فضل زيارتها
ورد عن المعصومين عليه السلام ما يدل على فضل زيارتها عليها السلام، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إنّ لله حرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلی الله عليه وآله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم».(5)
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: «ستدْفنُ فيه – أي: في قم- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى عليها السلام يدخل الشيعة الجنة بشفاعتها».(6)
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: «من زارها كمن زارني».(7)
وروي عن الإمام الجواد عليه السلام أنّه قال: «من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله الجنة».(8)
1ـ إعلام الورى: ص333؛ روضة الواعظين : ج 1، ص 268.
2ـ عيون أخبار الرضا: ج2 ص217.
3ـ ناصر الشريعة: تاريخ قم، ص 163.
4ـ بحار الانوار: ج 48، ص 290.
5ـ المجلسي، بحار الأنوار: ج 48، ص 317.
6ـ مستدرك سفينة البحار: ص 596.
7ـ رياحين الشريعة: ج 5، ص 35.
8ـ كامل الزيارات: ص 536، ح 827.
التعلیقات