ما جرت على السيدة الزهراء بعد وفات أبيها
ترجمة: الشيخ الياس
منذ 8 سنوات
هناك خلافات كثيرة حول الأحداث و الوقائع التي حدثت بعد استشهاد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أدت الى اسشتهاد السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، ولا شك انّ بعض الناس ما كانوا يريدون انعكاسا صحيحا لهذه الأخبار، و سعوا بمسحها من صفحات التاريخ مع هذا يمكن لنا أن نسجل التسلسل التاريخي للأحداث التي وقعت في تلك الفترة لتكشف صورة جلية و
شاملة كي تسهل علينا قرائتها.
وإنّ تقويم الأحداث الفاطميّة والذي سيمر عليكم، تم جمعه وفقاً لما ورد في الكتاب القيم (الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام لمؤلفه عبد الزهراء مهدي) حيث نقل معلوماته من كتاب (دانشنامه شهادت حضرت زهرا عليها السلام لحجة الاسلام علي لباف)، أمّا الترتيب والتسلسل لتلك الأحداث فهي على ما يلي:
يوم الإثنين؛ 28صفر
• وفاة خاتم الأنبياء محمد مصطفى (صلّى الله عليه وآله).
• تشكيل سقيفة بني ساعدة.
• غصب الخلافة.
عندما انتشر خبر وفاة الرسول الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله) في المدينة، كان امير المؤمنين (عليه السلام) حينها مشغولاً بأداء الخدمة الملقاة عليه تجاة النبي (صلّى الله عليه وآله) فقام بتجهيز النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد أن فارق الدنيا، فغسّله وكفّنه وحنّطه و.... و لكن في المقابل كانت جماعة من الأصحاب تركت جيش اسامة ، وخالفت في ذلك أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) وأسرعت لعقد السقيفة كي تختار لنفسها خليفة يحكم أمور المسلمين بعد نص الرسول على خلافة الإمام علي (عليه السلام) في كثير من المواقف قبل وفاته
.
يوم الثلاثاء 29 صفر؛ وهو اليوم الذي يلي وفاته (صلّى الله عليه وآله)
• أخذت البيعة القسرية من أهالي المدينة المنورة.
• احتجّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في المسجد على قضية الخلافة، ثم رجع إلى البيت.
• غسّل امير المؤمنين (عليه السلام) جسد الرسول (صلّى الله عليه وآله) الطاهر.
• صلى المسلمون على جثمانه الشريف.
في آخر يوم من شهر صفر وضع جسد النبي (صلّى الله عليه وآله) في المسجد كي يصلي عليه المسلمون لكن جماعة السقيفة جعل هذا اليوم، يوم البيعة العامّة مع الخليفة الاولى .
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لجماعة السقيفة الذين كانوا منشغلين بأخذ البيعة : لا بد من الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وآله) ثم دفنه وهذا لا يضركم شيئاً مما أنتم تريدون أن تقدموا عليه، ولكن لسيت هناك أذن صاغية، وكان النهار على وشك الانتهاء، والنبي (صلّى الله عليه وآله) ما زال مطروحا على الأرض
.
يوم الإربعاء؛ يومين بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) (30 صفر)
• دفن أميرالمؤمنين (عليه السلام) الجثمان الشريف في نصف الليل كغريب.
• اليوم الأول الذي بدأ اميرالمؤمنين (عليه السلام) بتجميع القرآن .
• بداية أيام الاعتصام في دار فاطمة (عليها السلام) وإعلان المعارضة لخلافة الأول.
يوم الجمعة ؛ أربعة أيام بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) (2 ربيع الأول)
• اليوم الثالث من تجميع القرآن.
• اليوم الثالث من الاعتصام في دار فاطمة (عليها السلام)، وكان المعارضة مستمرة على مخالفته لبيعة السقيفة.
• الهجوم الأول على دار فاطمة (عليها السلام) الذي تسبب بتفريق الاعتصام الذي كان في داره (عليه السلام).
• أول دورة من الاستنصارات الليلية.
خصائص الهجوم الأول:
1. إنّ ابا بكر هو الذي أصدر الأمر بالهجوم وكان عمر بن خطاب قائد المهاجمين الذين أتوا بالنار ومنفذ العمليات.
2. احتجّت السيدة الزهراء (عليها السلام) عليهم، و امتنع بنو هاشم عن البيعة.
3. حمل السلاح بعض المعتصمين في الدار كزبير؛ التهديد بإحراق و تهديم الدار إن لم يخرج المعتصمون منها.
4. جمع الحطب لإضرام النار لأخذ البيعة من المعتصمين، و محاولة السيدة فاطمة (عليها السلام) لإفشال مؤامرة المهاجمين.
5. دخول المهاجمين الى الدار و كسر الاعتصام.
يوم السبت ؛ خمسة أيام بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) (3 ربيع الأول)
• البدء بمطالبة الميراث و حق ذي القربى من قبل السيدة فاطمة (عليها السلام).
• الدورة الثانية من الاستنصارات الليليّة.
وما زال ألم الجراح من غصب الخلافة و الهجوم على الدار لم يضمد، حتى سمعت أن الخليفة الأولى قام بغصب ومصادرة أموال النبي (صلّى الله عليه وآله) التي ورّثها ابنته الزهراء (عليها السلام)، فذهبت إلى أبي بكر مطالبة بحقها، لكنه أجابها قائلاً: "سمعت أنّ أباك كان يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث"، ولم تكتفي بذلك حتى ذهبت ثانيةً في نفس الليلة مع بعلها و بنيها وطرقت أبوابهم ودعتهم إلى نصرتهم، وذلك لإتمام الحجة على الأمّة المحمديّة ولكن ما نفع جدواً.
يوم الإثنين ؛ سبعة أيام بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) الموافق (5ربيع الأول)
• استمرار المطالبة بالميراث و حق ذي القربى من قبل السيدة فاطمة (عليها السلام)
• تخاذل الصحابة في نصرة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
• إتيان امير المؤمنين (عليه السلام) بالقرآن و إلقاء خطبة الوسيلة
اتمّ علي (عليه السلام) تجميع القرآن في اليوما السادس من ربيع الأول وأتى به الى المسجد و شاهد أن الخليفة جالس مع اصحابه، فقال : «أيها الناس، لقد انتها تجميع القرآن وها أنا أبيّن لكم ناسخه من منسوخه وأحدثكم عن شأن نزول آياته وتأويله، حتى لا يأتي أحدكم يوم القيامة يطالب بتفسيره وتأويل». فما رد عليه أحد، حتى تابع (عليه السلام) كلامه وقال: «إن القرآن هو أحد الثقلين وها هو بين يدي أحمله أمامكم وأنا وأهل بيتي الثقل الثاني الذي أوصى النبي بالتمسك بهما». فقام أحد صحابة والذي كان من مقربي الخليفة الأولى وقال بكل وقاحة: «عندنا قرآن، ولا نحتاج إلى قرآنك وإليك» . فعندما سمع الإمام هذا الكلام خطب خطبة مذكراً إياهم ما حدث في يوم الغدير وقال : « أيها الناس ! أ ما سمعتم ما قال له النبي (عليه السلام) يوم غدير خم؟! حين رفع يدي بيده وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه . ألم تنزل آية إكمال الدين في حقي؟ ايها الناس.... ».
يوم الخميس ؛ عشرة ايام بعد وفاته (8 ربيع)
• استمرار المطالبة بالميراث و حق ذي القربى من قبل السيدة فاطمة (عليها السلام)
• إلقاء الخطبة الفدكية في مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله).
كانت السيّدة (سلام الله عليها) تسعى سعيا بكل ما تملك أن تستعيد حقها وأهل بيتها المغصوب، و من جهة ثانية وصل الغاصب الى درجة من القوة و السلطة حتى أضاف في قائمة أعمال - وما يقوّم دعائم حكمه - غصب فدك الذي وهبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إليها (عليها السلام)، فتصدت (عليها السلام) لهذه المحاولة بخطبته المعروفة بالخطبة الفدكية والتي ألقتها في مسجد أبيها (صلّى الله عليه وآله).
يوم السبت ؛ اثنا عشر يوماً بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) (10 ربيع الأول)
• اعتزال أبي بكر الحكم والسياسية لثلاثة ايام
لم يخرج الخليفة من بيته لثلاثة ايام فانتشر الخبر بأنّه يريد استرجاع الخلافة الى اهلها، ولكن عندما خرج مع اصحابه حثوه على القرارات الأخرى وهي: البقاء في الخلافة والحكم، والتأكيد على غصب الفدك، و أخذ البيعة من علي (عليه السلام).
يوم الإربعاء ؛ ستة عشر يوم بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) (14 ربيع)
• استمرار المعارضة والمطالبة بالفدك
يوم الاحد ؛ عشرون يوم بعد الاستشهاد (18 ربيع)
• استمرار المعارضة والمطالبة بالفدك
• احتمال وقوع الهجوم الرئيسي
استمرت بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في معارضتها لاسترجاع حقها الذي نحلها إياها أبوه النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، فدخلت مسجد أبيها النبي (صلّى الله عليه وآله)، و ابو بكر كان يخطب على المنبر ، فاحتمل أن السيدة الزهراء عليها السلام لها جائت في خطة لاستعادة حقها، فاستمر بكلامه، ولكن احتجت عليه بكلام وأيده من كان حاضراً هناك فانقلب الأمر والرأي العام علي الخليفة الأول حتى كتب لها كتاب يعيد فيه ما غصب منها، فما أن علم عمر بذلك، فسرعان ما عارضها في طريق ومزق الكتاب، وعندها دعت عليه.
يوم الاثنين ؛ واحد و عشرون يوم بعد وفاته (صلّى الله عليه وآله) (19 ربيع الأول)
• احتمال وقوع الهجوم الرئيسي في هذه الايام أو بعدها
هذا الهجوم هو الهجوم الرئيسي الذي ورد في الأخبار والروايات وخصائصه مثل الهجوم الاول ولكن الفارق أن في هذه الايام لم يكن أحد متواجد في الدار الّا اهل البيت (عليه السلام) وغايتهم منه أن يأخذ البيعة غير القانونيّة من الإمام علي (عليه السلام)، فأدى ذلك التعدي على دار فاطمة (عليها السلام) وإضرام النار في بيتها، وكسر الضلع وإسقاط المحسن (عليه السلام) واستشهاده واستشهادها، وكان كل ذلك بمرأى من الإمام ومسمعه (عليه السلام).
فيقول في ذلك الشاعر:
لو لم تؤمر بالصبر وكظم الغيظ وليتك لم تؤمر
ما نال الأمر أخو تيم وتناولوه عنه حبتر
التعلیقات