حقوق المرأة في الاسلام
موقع العتبة الحسينيه المقدسة
منذ 10 سنواتقال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ".
لقد جاء الاسلام
بالعدل والمساواة بين الذكر والانثى ومنح المرأة كامل حقوقها واقر مشاركتها لاخيها الرجل في جميع التكاليف والشرائع الا مالا يتفق مع طبيعتها وخلقها التكويني بعدما كانت مهدورة الحقوق وبشر شؤم "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ".
نعم فقد كانوا يعدون المرأة عار في الجاهلية وكانت ترث ولا تورث وتعامل معاملة الحيوانات(1), واما في عصر قدماء الهنود فقد كانوا يرون ان الوباء والجحيم خير من المرأة وكانوا يحكمون عليها بأنها لا تاكل اللحم ولا تضحك ونحو ذلك من الاستهانه بها , وفي حضارة اليونان القديمة ان المراة رجس وغير ذلك , وفي عصر الروم يقولون ان المراة مسؤولة عن انتشار الفواحش ولهم فتوى انها ليس لها روح وغير ذلك , وكان اليهود يحبسون المراة في البيت ويحكمون على ما تلمسه بالنجاسة وانها مملوكة ووو...(2).
فجاء الاسلام و رفع من معنويات الام التي كانت ترى ابنتها تدفن حية واعطاها حقوقها وجعلها احدى مقومات الدين وركن من اركان الحضارة ونقطة انطلاق للتمدن والعمران و جعلها شريكة الرجل في ما تطيقه حسب تكوينها الخلقي لان الخالق هو المشرع فلا يكون احد احكم منه في خلقه , وتاريخنا الاسلامي يزخر بالنساء العالمات والمثقفات من جميع المستويات والطبقات فمنهن مفسرات الحديث ومحدثات وشاعرات واديبات والراويات والخطيبات والمجاهدات باموالهن وانفسهن و..... فان من نساء المسلمين خديجة بنت خويلد (رض) التي لولا مالها ما قام للاسلام قائمة , ومنهن الصديقة الزهراء (عليها السلام) التي اختطبت امام الصحابة تطالب بحق اهل البيت (عليهم السلام) ووقفت مع ابيها ومع زوجها موقف الركن الوثيق السند المنيع ومثلها بنتها عقيلة بني هاشم في موقفها المعروف في كربلاء وبطولتها التي لم تتحملها أي امراة في أي قرن وعصر وخطبتها المعروفة التي بسببها قامت ثورة التوابين , وهكذا عبر العصور (مامن بطل الا وورائه امرأة)، ولكن في اطار محدد بحيث لا تضيع مسؤوليتها الاهم وهي الامومة والزوجية لان الام مربية اجيال ومساعدة لزوجها في جميع شؤونه فلو قصرت في حقه لفشل في حياته لان انطلاقه من منزلة فان كان غير مرتاح من داخل بيته فلا يفلح في اعماله فكما ان الطفل يريد من يرعى شؤونه ويحن عليه ويلاطفه ويشجعه فكذلك الرجل محتاج الى زوجه تسهل له الصعاب وتلطف له الخشن وتجعل غرفته جنه يعيش فيها بعيد عن هموم الحياة ومشاكلها , وايضا تشاركة همومه في الاوقات التي يحتاج فيها الى شريك لاسراره وهمومه فلا يجد مأوى لسره وهمه غير زوجته اذا كانت صالحة ومثقفة تفهم ما يجب ان تقول او لا تقول ومتى تقول او لا تقول وووو..... نعم فالاسلام دين التكامل كيف لا وهو دستور خالق الكون ومدبره فمن اعلم بتدبير الكون من خالقه؟؟؟؟!!!!
خلاصة القول: ان كان نقاشنا مع غير المسلمة فكيف نناقشها في صحة عقائدنا قبل ان تسلم فلابد ان نبدا النقاش معها في اثبات الاسلام , فاذا ثبت فنقول لها تناقش وتبحث هل هذه المسألة او تاك ثابته عن النبي (ص) فان ثبتت لها ولم تتبعها فهي تعارض النبي ولم تسلم له وان لم تثبت لها فلها الحق في رفضها.
وانتي عزيزتي المؤمنة ما عليك الا ان تبحثي في ما ثبت من قول المعصومين وفعلهم وتقريرهم فان ثبت لك فلا يحق لك ان تشكي مجرد شك في ان أي دستور اخر افضل منه لان المعصوم لا يفعل الا ما امر به من ربه وانتي اذا كنتي مسلمة فسلمي لامر الله والا فلستي مسلمة مادامت نفسك تنفر من دستور الاسلام وترغب في دستور اعداء الاسلام لان الاسلام دين الله ودستوره وهو تعالى اعلم بما يصلح او لا يصلح من امور خلقه فليس خلقه اعلم بمصلحتهم من خالقهم سبحانه وتعالى.
نعم هناك شبهة ترد على الإسلام من أنه دين متخلف عن الحضارة المترقية اليوم، ويناسب مستوى فهم العصور القديمة المتخلفة وذلك لأنه قد ظلم المرأة ولم يعطها حقها من قبيل منصب القضاء والإمرة، ومدى قيمة شهادتها او أنه ظلمها في الحقل الاقتصادي، كما يظهر في باب الإرث أنه لم ينصفها في حقل الوداد والوفاء حيث سمح للزوج بتعديد الزوجات، ولم يسمح لها بتعديد الأزواج , وظلمها أيضا في مجال الحرية الشخصية حيث قيدها بالحجاب من ناحية، وجعل الرجال قوامين على النساء من ناحية اخرى و جعل ديتها نصف دية الرجل.
والجواب:
ان من المعلوم ان الجانب العاطفي في الرجل اقوى منه في المرأة، وكذا وقوة الرجل بنية وقدرة على الصمود في خضم مشاكل الحياة، وضعف المرأة في ذلك , والطفل بطبيعته الروحية يحتاج إلى من ينظر إليه بعين الرأفة فكانت الام اكثر عاطفة لانها ربة البيت ومربية الطفل، والرجل بحاجة روحيا إلى ريحانة لا قهرمانه لتكون الرحمة والمودة، قال الله تعالى:" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ".
وذلك لا يكون الا بين جنسين بينهما فوارق خلقية , وبما أن نظام الغرب أغفل الفوارق الطبيعية الموجودة في خلقة الجنسين أدى ذلك إلى تمييع النظام العائلي، وتفسيخ أواصر المحبة في أفراد العائلة، كما هو مشاهد في المجتمع الغربي، وذلك ان حاجة الوحدة العائلية إلى قيم يشرف عليها، وينظم أمرها بنوع من الولاية، بينما قد فرض الرجل والمرأة على حد سواء، وهذا يفقد الوضع العائلي حالة التماسك التي تحدث ضمن تنظيم الأمر عن طريق الولي المشرف , وان رفع الحجاب عن المرأة التي هي مثار للشهوة بحجة الحرية الشخصية مما أوجب تفسخ الوضع العائلي بشكل وبكل هذا قد فقد المجتمع الغربي نعمة الحب والوداد الحقيقي فيما بين الأفراد، وحل محل ذلك التفسخ الأخلاقي والنظرة الحيوانية البحتة في الحياة بينما الإسلام لاحظ من ناحية أن المرأة كالرجل سواء بسواء في الإنسانية، فجعل يخاطبهما بنسق واحد، قال الله تعالى: " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى " وقال تعالى " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
وقد أسس الإسلام كل تشريعاته بالنسبة للمرأة على أساس كون المرأة مساوية للرجل في الإنسانية، وحقوق الإنسانية من ناحية، وكونها مختلفة عنه في الخلقة سيكولوجيا وفيسيولوجيا من ناحية أخرى فالإسلام ينطلق من منطلق الإيمان بالفرق الموجود بين الجنسين في الخلقة وضعفها عن مقاومة الضغوط والمشاكل من ناحية، وغلبة الجانب العاطفي على الجانب العقلي فيها من ناحية أخرى , ومن هذا المنطلق حرمها من بعض المناصب كالقضاء، وأعفاها أيضا بالمقابل عن بعض المسؤوليات والأعباء كالجهاد , بل في رؤية الإسلام يرجع كل هذا إلى الإعفاء عن المسؤوليات والأعباء، لأن من يتربى بتربية الإسلام لا ينظر إلى منصب القضاء ونحوه كمغنم، وليست أمثال هذه الأمور في منطق الإسلام مغانم، بل ينظر إليها كمسؤولية وأمانة.
واما ازدياد حصة الذكر في الغالب على الأنثى في منطق الإسلام يوازي كون الرجل هو الذي يتحمل عبء العائلة الاقتصادي دون المرأة. وأما مسألة السماح بتعدد الزوجات للرجل وعدم السماح بتعدد الأزواج للمرأة.
نقول وبالله التوفيق: انه امر الهي وليس للبشر حق الاعتراض في امر الله لانه تعالى هو الذي خلق الذكر والانثى ويعلم الحكمة مما يفعل فما دام وقد ثبت في شريعتنا السمحاء ذلك فالمشرع عالم بحكمته فيما يعمل , فانه لو اعترض نجار على دكتور او العكس في عمل الاخر فلا يحق له ذلك لانه متخصص في عمله ويعلم بما يصلح في ذلك او لا يصلح , فالله تعالى عن المثل خلق الانسان وهو يعلم الاشياء التي تصلح له فجعلها تشاريع ودستور يمشي عليها في حياته فلا يحق لمن امن بالله الا ان يبحث هل ثبت انه تعالى اجاز التعدد او لا فاذا ثبت له فلا يحق له الاعتراض ومما لا شك ولا خلاف بين المسلمين ان التعدد جائز شرعا بشرط العدل فالاسلام لا يرضى بالظلم ابداء.
واما سلب حرية المرأة في مسألة الحجاب، وفي قوامية الرجال على النساء فالجواب: ان الحجاب مبتن على الفرق الفسلجي الموجود بين الجنسين من كون المرأة مثارا للشهوة، إذ على أساس ذلك يكون رفع الحجاب موجبا لارتباط الزوج بزوجته واقتناعه التام بها فلو كان يرى تعدد الاشكال لم يقتنع بزوجته مما ينهي تماسك الحياة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام.
وبالنسبة للقواميه فهي ليست ثابتة في الإسلام لجنس الذكر على جنس الأنثى ولذا لاقوامية للأخ على الأخت مثلا، وإنما هي ثابتة في خصوص الحياة العائلية للزوج على الزوجة، ومنشأ ذلك هو تماسك الوحدة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام وذلك يتوقف على وجود قيم واحد عليها حتى لا يصير نزاع واختلاف .
والرجل هو الأولى بالقيمومة لما له من امتياز فسلجي وسيكولوجي في القوة والصمود في خضم المشاكل، وفي غلبة جانب العقل والحنكة فيه على جانب العاطفة بخلاف المرأة.
وأما نقصان ديتها من دية الرجل، فالجواب على ذلك هو أن الحكم بنقصان ديتها من دية الرجل لا ينشأ من كون حق الحياة والسلامة لها أخف من حق الرجل ودون حق الرجل، بل ينشأ من نظرة اقتصادية للإسلام إلى الرجل والمرأة، حيث إن الرجل كمنتج اقتصادي أقوى من المرأة بلحاظ الفوارق الفسولوجية والسيكولوجية بينهما كما اقره الطب كما قال العالم الشيوعي "بنثملاف": (ان لا مساواة بين الجنسين في علم الاحياء ولم تكلفهما الفطرة بنفس الاعباء).
والإسلام أعطى للمرأة حق القصاص كاملا من الرجل مع دفعها لنصف الدية، ولم يحرمها من القصاص بأن يفرض عليها التنزل منه إلى نصف الدية، وهذا يعني أن النكتة في باب الدية لم تكن تكمن في حق الحياة والسلامة، بل كانت تكمن في الجانب الاقتصادي، فالرجل اقتصاديا يقوم بأكثر مما تقوم المرأة به للفوارق الفسلجية والسيكولوجية بينهما، أما بما هما إنسانان يستحقان الحياة والسلامة فهما سيان , ولذا ترى أن الذمي الذي ديته أقل من المسلم بنكتة اعتباره أقل مستوى في حق الحياة والسلامة من المسلم حينما يقتله المسلم أو يجني عليه لا يسمح له بالقصاص ودفع الفارق من الدية، بل ينتقل رأسا إلى تغريم المسلم بدية الذمي التي هي أقل من دية المسلم.
والخلاصة كما مر: ان التشريع من حكيم عليم فما علينا الا ان نناقش غير المسلمين في الاسلام فاذا ثبت لهم نناقش هل ثبتت هذه المسالة ام لا فاذا ثبتت له وخالفها فليس في الاسلام في شي لان الاسلام هو التسليم لله تعالى في كل ما امر لانه خالق عالم بخلقه متخصص في امرهم , اما غير المسلم فكيف نثبت له ان الله شرع كذا وهو لا يؤمن بالاسلام من اصلة ففي نظري القاصر ان اهم مسالة للنقاش هي اثبات الاصل وهو الاسلام ثم اثبات هذه المسالة او تلك هل فرضها الاسلام ام لا فمن اعترض بعد ثبوتها له فلا نقاش معه لانه غير مسلم لله تعالى فيما امر.
ولكن لا بأس ان نلقي نظرة على واقع المرأة الغربية ومن تشبهت بها كي تزداد المسلمة عزة وفخر وراحة بدينها الحنيف المتكامل عندما ترى الحالة السيئة عند غير المسلمين.
التعلیقات