ما يتمنى أطباء الأطفال أن تكوني على علم به

ما أسباب نقص الوزن عند الأطفال حديثي الولادة؟
لا تحتل التغذية مرتبة عالية في قائمة أولويات الأطفال لأنهم يكونون ناعسين بسبب ما تعرضوا له من آلام الولادة. و الأكثر من ذلك أنهم يطرحون أيضاً بعض السوائل التي وُلدوا بها، و هذا بدوره يخفف من أوزانهم- لكن لا تقلقي-. تقول سوزان كوريجان" دكتورة في الطب، و متحدثة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، و طبيبة أطفال في دالاس": " يلج الأطفال إلى العالم مزودين بسوائل تكفيهم من ثلاثة إلى خمسة الأيام الأولى، سواء تغذوا أم لا."
وتضيف ميريام بار-أون" دكتورة في الطب، و أستاذة لطب الأطفال في جامعة لويولا، كلية ستريتش للطب، في شيكاغو " يبدأ الأطفال حديثي الولادة باكتساب الوزن عند بلوغهم أسبوعاً ".
وعلى هذا الأساس إذا لم يستعد طفلك الوزن الذي ولد عليه عند فحصه في الأسبوع الثاني أو كان يخسر أكثر من 10 بالمائة من وزنه في تلك الأيام الأولى القليلة فعندها سيقترح طبيب طفلك طريقة ما كالتكميل بإرضاعه حليباً صناعياً إن كنت ترضعينه من صدرك.

عليك أن تثقي بغريزتك
سيقوم كل شخص حولك بدءاً من والدتك حتى ساعي البريد بإسداء النصح لك، لكن لا تقللي من إحساسك الداخلي حتى و لو كانت خبرتهم تفوق خبرتك في تربية الأطفال. و في النهاية أنت من يهدهد هذا الطفل و ينظفه و يحضنه و يهدئه و يطعمه و يغير حفاظه كل يوم. فمن له أن يعرف طفلك أكثر منك؟ تقول جوين وورم" دكتورة في الطب، و حاصلة على درجة ماجستير في الصحة العامة، و رئيسة جمعية طب الأطفال في جامعة ميامي، كلية الطب "سيساعدك حدسك الخاص في كثير من المواقف، فلدى أكثر الآباء حاسة سادسة تنبئهم باحتياجات أطفالهم، و أنا لا أقترح أن تتجاهلي أعراض المرض، لكن إن كنت تحسين أن كل شيء على ما يرام فهو كذلك على الأرجح".

الطفح الجلدي شيء روتيني
قد يكون جلد الطفل حديث الولادة ناعماً، لكنه غير نظيف في أغلب الأحيان. و حبوب الأطفال – التي تثور كما هو معهود في الأيام الأولى القلائل من حياة الطفل إلى الأسابيع الأولى—هي مفسدات أساسية للجلد لكنها مؤقتة. تقول د. كوريجان" تظهر (الحبوب) حين لا يزال إستروجين الأم منتشراً في جسم الطفل، و ستزول تلقائياً". و ينطبق الأمر نفسه على الدخينات، و هي بثور بيضاء صغيرة تظهر على الوجه من جراء انسداد في الغدد الدهنية. و من شأن الحُمامَى السُمِّيَّة، و هي نتوءات بيضاء أو ضاربة للصفرة صغيرة محاطة بجلد لطخي أحمر، أن "ترعب الجميع" كما تقول د. كوريجان، "و عادة ما نراها عند الأطفال تحت سن عشرة أيام. و لا نعلم ما هي مسبباتها، لكنها تستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام و لا تعني شيئاً". و يمكن أيضاً أن يؤدي الْتِهابُ الجِلْدِ المَثِّيّ، أو قِرْفُ اللَّبَن، إلى تكون جلد حرشفي قشري على حاجبي طفلتك و خلف أذنيها و على رقبتها. و مرة أخرى، لا حاجة للعلاج— ما عليك سوى تطهير الموضع باستخدام صابون معتدل قلما يثير الحساسية.

إذن ما هو الطفح الذي يحتاج لاهتمام عاجل؟
أي? طفح قيحي أو مصحوب بحمى ( ما قد يشير إلى الإصابة بعدوى) و ذلك الطفح الذي يزداد سوءاً مع المعالجة البسيطة.

التقيؤ واقع
ما أن تنتهي من إرضاع طفلتك حتى تتقيأ —إنها ترتدي وجبتها. ماذا يجري؟ أحيانا تكون العضلات التي تغلق فم المعدة مرتخية و غير مكتملة النمو عند الأطفال حديثي الولادة مما يسمح للحليب سواء أكان طبيعياً أم صناعياً بالخروج فوراً.لكن لا تقلقي و تعتقدي أن طفلتك ستجوع.
ولكي تكوني أكثر اطمئنانا تقترح عليك د. بار-أون أن "تريقي ملء ملعقة طعام من السائل، أي ما يعادل نصف أونصة، على المنضدة، هل ترين الفوضى الناجمة عن ذلك؟" أضيفي إلى ذلك أيضاً المخاط الذي يخرج مع القيء ليبدو ناتج ما يلفظه الطفل أكثر بكثير مما هو عليه بالفعل. و للمساعدة في وقف التقيؤ إن كنت ترضعين طفلتك من الزجاجة، فأرضعي طفلتك و هي بوضعية منتصبة بعض الشيء و ميلي الزجاجة لتلقم طفلتك الحليب (و ليس الهواء) من الحلمة. اجعلي طفلتك تتجشأ مرات عدة و أبقيها منتصبة لبضع دقائق بعد إرضاعها سواء أكانت الرضاعة الطبيعية أم الرضاعة الصناعية.

السعال أمر شائع
يسعل الأطفال و يعطسون للأسباب نفسها التي تدعونا لذلك: إما لإخلاء الممرات الأنفية من شيء مزعج، كالغبار مثلاً، أو لإزالة المخاط أو اللعاب من حلوقهم.
تقول د. كوريجان إن "السعال و العطاس هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان يمتلكهما الأطفال لإخلاء مسالكهم الهوائية – من النسالة، و القيء، و ما شاكل ذلك- و لا يعنيان بالضرورة الإصابة بمرض." لكن متى يمكن أن يشير ذلك إلى مشكلة؟ متى ما كان مصحوباً باحتقان أو حمى أو يعترض نوم طفلتك و أكلها.

البراز الغريب طبيعي تماماً
لا شيء يشغل الآباء أكثر من حركات أمعاء أطفالهم. و يعتمد مقياس الصحة في ذلك على طفلتك و نوعية غذائها. فغالباً ما يتبرز الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية برازاً سائلاً ضارباً للصفرة و شبيه بالخردل مع كل رضعة. أما الأطفال المعتمدين على الرضاعة الصناعية، و الذي يكون قوام برازهم شبيهاً بالمايونيز، فقد يتبرزون مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم فقط. تقول د. بار-أون " غالباً ما يكون المُنْعَكَسُ المَعِدِيُّ القَولونِيّ نشطاً لدى الأطفال حديثي الولادة، و يريح الأكل الانعكاس مما يجعلهم يتبرزون." و حتى لو لم يكن طفلك كثير التبرز فلا تقلقي. تقول د. كوريجان " قد يتبرز الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية مع كل رضعة، أو كل يوم بعد يوم، أو حتى كل أربعة أيام و من ثم يخرجون ما في أحشائهم دفعة واحدة ، و كل ذلك طبيعي. و قد يتبرز الأطفال المعتمدين على الرضاعة الصناعية من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، ثم مرتين في اليوم، ثم مرة واحدة فقط في اليوم، فمع اكتمال نمو الأجهزة الهضمية عند الأطفال، يميلون إلى التبرز مرات أقل." كيف يمكنك معرفة ما إذا كان لدى طفلتك إمساك أم لا؟ لا تعتمدي على أصوات القرقرة التي تحدثها عادة أثناء التبرز – إنها تحدث ضغطاً لتساعد نفسها على التفريغ فحسب. تقول تشيترا ريدي" دكتورة في الطب، و أستاذ مساعد لطب الأطفال في جامعة الطب و طب الأسنان في نيوجيرسي، في نيويورك " ما يستدعي مراجعة الطبيب ليس عدد مرات التبرز بل درجة كثافة البراز" . أما إذا كان براز طفلتك قاسي القوام لعدة مرات على التوالي فقد تكون مصابة بالإمساك. و عليك الاتصال أيضاً بطبيب طفلتك إذا كان برازها سائلاً أكثر من المعتاد أو يشوبه دم " فقد تكون هذه علامات لعدوى أو لحساسية من نوعية الحليب الصناعي".

سرة الطفل لا تؤلم
لونها بنفسجي مسود، جافة ، و مثيرة للقرف و الاشمئزاز، إلا أن جدعة الحبل السري لطفلتك لا تحتوي على نهايات عصبية، لذا لا تتوجسي من لمسها. يقترح عليك الأطباء بمسح الحبل السري بالكحول بعد كل تغيير للحفاظ للمساعدة في سقوطه في أثناء الفترة التي يوصي بها الأطباء، أي من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. و إذا لم يسقط الحبل السري بعد أربعة أسابيع فعليك إخبار طبيب طفلتك بذلك، إذ ترتبط بعض المشكلات المناعية مع تأخر سقوط الحبل السري.

لا يمانع الأطباء من تلقي المكالمات الهاتفية
لا ترغب أي امرأة أن تبدو كأم هستيرية، لكن أحياناً تكون مكالمات الطبيب مبررة – و لا أحد يعلم هذا أفضل من أطباء الأطفال. تقول د. كوريجون " معظمنا آباء أيضا، و نعلم ما الحال عليه حين تكونين مستيقظة مع طفل مريض في منتصف الليل. و نعلم أنه ليس بوسعك أخذ موعد مع قسم حالات الطوارئ"، فلا تقلقي من مضايقة الأطباء، فهم يرغبون بالسماع منك إذا كان هناك شيء ما ليس على ما يرام، و إذا كان سؤالك عن شيء من الأساسيات ( كالسؤال عن كيفية تحميم طفلك، أو كيف تعرفين ما إذا أخذت كفايتها من الطعام أم لا) في أثناء ساعات العمل فالاحتمالات هي إما أن تحادثي الممرضة أو شخص آخر مطلع بوسعه إمدادك بالمعلومات التي تحتاجينها. تقول د. بار-أون "استخدمي بديهيتك و اعملي ما تشعرين أنه صحيح، و اتصلي إن كانت لديك أسئلة."

يبكي الأطفال مرة تلو أخرى تلو أخرى
يقول أكثر أطباء الأطفال إنه يمكنك إحصاء حوالي ثلاث ساعات من البكاء في اليوم-- ما بين بكاء متقطع ضعيف و نواح شديد. و تعلق سوزان كوريجان، دكتورة في الطب، " بأن هذا هو الحد الأدنى، فالبكاء هو سبيل الطفل الوحيد للتواصل- بأنه جائع أو متضايق أو خائف أو متعب، من بين أشياء أخرى. و كل نوع من أنواع البكاء هذه يحتمل أن يكون له نبرة مختلفة، و سيستغرق منك وقتاً للتمييز بينها جميعاً." و بالتالي إذا كان البكاء طبيعياً، فكيف يمكنك معرفة ما إذا كان يشير إلى مشكلة؟ تقول جوين وورم، دكتورة في الطب، "سيبدو البكاء مختلفاً بشكل ما". فقَدْ يَبْدو شديداً أكثر مِنْ المعتاد، أَو مستمراً أَو خارج السّيطرة. و إذا كان من السّهلِ تَهْدِئة طفلك، على أية حال، فمن المحتمل ألا يكون هذا البُكاء إشارة إلى أيّ شيء خطير.

و الأمهات أيضاً يحتجن للنوم
هل من أم جديدة لا تفحص تنفس طفلها النائم – ليس لمرة واحدة، و لا لمرتين، لكن لمرات عديدة في الليلة الواحدة؟ لكن مراقبة المهد ستجعلك أكثر إنهاكاً فقط. و تشير د. وورم إلى " أنه لا دليل على أن المراقبة المفرطة تمنع حدوث شيء ما كمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
في الحقيقة، هناك دليل ضعيف على أنه حتى مراقبات انقطاع النفس، و هي أجهزة إلكترونية لمراقبة التنفس، تمنع متلازمة موت الرضيع المفاجئ إلا إذا كان هناك سبب طبي لاستخدامها. و لكن هناك طريقة أكثر عقلانية و هي: اجعلي طفلتك تنام على ظهرها، و استخدمي مرتبة قاسية، و أبعدي البطانيات عن السرير و كذلك الوسائد و لعب الحيوانات المحشوة، و لا تلفي طفلتك أكثر من اللازم. تقول د. وورم " هنالك أشياء محسوسة يمكنك تطبيقها للتقليل من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ". لكن مراقبة كل نفس من أنفاس طفلتك ليس واحداً منها.