آداب بذل المال في سبيل الله
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتالمال هو من الحاجات الأساسية التي بدونها لا يستطيع الإنسان أن ينفق على نفسه وعياله.
وعلى ذوي المكنة والغنى وظيفة اجتماعية تتمثل بمساعدة السائلين والمحرومين. وقد أطلق القرآن الكريم على هذا الإنفاق صفة الحقّ ، كما في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (١).
ويظهر من الرواية التالية أن هذا الحق له وظيفة تكافلية ، فليس هو من الزكاة والصدقات المفروضة ، بل هو أمر تبرعي يقدم عليه المحسن طوعاً لأجل إشاعة مبدأ التعاون ومواساة المعوزين.
عن القاسم بن عبدالرّحمن الأنصاري قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ رجلاً جاء إلى أبي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له : أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ما هذا الحقّ المعلوم ؟ فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام : الحقّ المعلوم الشيء يخرجه من ماله ليس من الزّكاة ولا من الصّدقة المفروضتين. قال : فإذا لم يكن من الزّكاة ولا من الصّدقة ، فما هو ؟ فقال : هو الشيء يخرجه الرّجل من ماله إن شاء أكثر ، وإن شاء أقلّ ، على قدر ما يملك ، فقال له الرّجل : فما يصنع به ؟ فقال : يصل به رحما ، ويقوي به ضعيفاً ، ويحمل به كلاًّ ، أو يصل به أخاً له في الله ، أو لنائبة تنوبه ، فقال الرّجل : الله أعلم حيث يجعل رسالته » (٢).
وعن سماعة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « الحقّ المعلوم ليس من الزّكاة ، هو الشيء تخرجه من مالك إن شئت كلّ جمعة ، وإن شئت كلّ شهر ، ولكلّ ذي فضل فضله ، وقول الله عزّ وجلَّ : ( إِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) (١) فليس هو من الزكاة ، والماعون ليس من الزكاة ، هو المعروف تصنعه ، والقرض تقرضه ومتاع البيت تعيره ، وصلة قرابتك ليس من الزكاة ، وقال الله عزّ وجلّ : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ) فالحق المعلوم غير الزّكاة ، وهو شيء يفرضه الرّجل على نفسه ، يجب أن يفرضه على قدر طاقته ووسعه » (٢).
****************************
(١) سورة المعارج : ٧٠ / ٢٤ ـ ٢٥.
(٢) الكافي ٣ : ٥٠٠ / ١١.
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٧١.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٤٨ / ١٦٦٦.
التعلیقات