كيف لا يتحول ضيق ما بعد الولادة إلى اكتئاب؟
موقع سوبر ماما
منذ 8 سنواتبالرغم من أن وصول طفل جديد من أكثر اللحظات سعادة في حياة الأم وتجربة فريدة من نوعها تخوض الأم غمارها نفسيًا وجسمانيًا بعد انتظار
دام تسعة أشهر بشوق ولهفة، إلا أن بعض الأمهات تمر بعد الولادة بفترات ضيق قد تتحول عند بعضهن إلى اكتئاب إذا لم يتم تدارك الأمر.
لذا، دعينا نصحبك في جولة عزيزتي "سوبر ماما" لتتعرفي على ضيق ما بعد الولادة وأسبابه وأعراضه، وما يمكنك اتباعه لتقللي من فرص تحوله إلى مرض اكتئاب ما بعد الولادة.
ما هو ضيق ما بعد الولادة؟
هي حالة مؤقتة من الحزن والضيق تصيب من 50% إلى 80% من الأمهات بعد بضعة أيام من الولادة، وهي حالة ومشاعر طبيعية جدًا في أول أسبوعين بعد الولادة، وتبدأ أعراضه في اليوم الثالث والرابع من الولادة، وتزداد سوءًا من اليوم الخامس إلى السابع، وتختفي بعد اليوم الثاني عشر، ويتخلل هذه الفترة أوقات تكون فيها الأم طبيعية. وهي حالة تختفي من تلقاء نفسها، ولا تحتاج إلى أي علاج سوى الدعم العاطفي من الزوج والأهل والاطمئنان بأنها مجرد حالة غالبا ستنتهي خلال عدة أيام بعد الولادة بالحصول على قسط كافِ من الراحة كلما هيأت لك الظروف ذلك، والاستعداد النفسي للتغلب عليها، فمجرد معرفتك بإمكان حدوثها يجعلك أكثر استعدادًا لمواجهتها وتخطيها.
أعراض ضيق ما بعد الولادة
- تنتابك رغبة في البكاء دون سبب محدد.
- شعورك بالقلق الدائم على طفلك وعلى نفسك.
- معاناتك من تقلبات في المزاج وعصبية زائدة وتوتر وقلق.
- إصابتك بالإرهاق والأرق وعدم القدرة على النوم.
- شعورك بعدم الارتياح بشكل عام.
- نقصان في شهيتك.
أسباب أو عوامل ضيق ما بعد الولادة
- تضارب مشاعرك بين الفرح الشديد بمولودك والمعاناة أثناء الولادة وآلامها المبرحة.
- شعورك بالقلق على صحة طفلك ومن المسؤوليات الجديدة التي أضيفت على عاتقك كأم.
- التغييرات الكبيرة في مستويات الهرمون التي تظهر بعد الولادة.
- تغير شكل جسمك بشكل كبير وذبول وجهك وبهتانه وظهور الهالات السوداء تحت عينيك.
- احتقان الثديين لامتلاؤهما بالحليب وحدوث ألم بهما.
- خوفك من عدم القدرة على تنفيذ دور الأم بشكل جيد لطفلك.
- اصطدامك بالواقع الحقيقي بتعدد مسؤولياتك كأم ودورك في المنزل وتجاه زوجك.
- توتر أعصابك من بكاء الطفل وخوفك من عدم القدرة على تهدئته أو التعامل معه بشكل صحيح.
- عدم حصولك على قسط كاف من النوم وتغير مواعيده حسب نوم مولودك.
كيف لا يتحول الضيق لاكتئاب ما بعد الولادة؟
يعد اكتئاب ما بعد الولادة حالة أخطر من الضيق، ويصيب 10% من الأمهات، وهو استمرار لحالة الضيق لمدة تزيد على أسبوعين مع تطورها وتفاقمها، وأحيانًا يكون هناك أسباب لذلك، ولكن في الغالب تحدث هذه الحالة بشكل مفاجئ بدون أسباب معينة، وهي ميل إلى التفكير السلبي يصيب 10% من الأمهات لمدة تزيد على أسبوعين وتظهر أعراضه بصورة مفاجئة وقوية في أي وقت خلال أول شهرين بعد الولادة. ويحتاج إلى مساعدة طبية متخصصة لعلاجه.
وعلى الرغم من أنه قد يحدث بشكل مفاجئ ودون وجود أسباب محددة، إلا أن هناك بعض النصائح يمكنك اتباعها للتقليل من فرص تحول هذا الضيق إلى اكتئاب ما بعد الولادة.
- تأكدي من تناول وجباتك بشكل منتظم ومن التغذية الكافية وتناول الأطعمة الصحية وكميات كبيرة من الماء والسوائل والحليب حتى تمنع شعورك بالإرهاق فتساعدك على التخلص من الضيق بدلًا من تفاقم الأمر وتحوله لاكتئاب.
- تعرفي على أعراض الاكتئاب في مراحل متقدمة للبدء في العلاج قبل تفاقم الأمر.
- انتهزي أي فرصة لتحصلي على قسط من الراحة والنوم حتى وإن كانت غفوة لمدة دقائق.
- لا تترددي في طلب المساعدة إذا داهمك ضيق ما بعد الولادة.
- عبري عن مشاعرك مع زوجك أو صديقتك أو والدتك أو أي شخص قريب منك يتفهم ما تمرين به من ضيق ويمكنه استيعاب معاناتك، واحتواؤك.
- اعلمي أنك بحاجة إلى بعض الوقت لتتعافي فلا تقسي على نفسك وتحمليها أكثر من طاقتها.
- استشيري طبيبك بشأن حقن الأم بهرمون البروجيستيرون بعد الولادة الذي يؤدي إلى تخفيف مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- مارسي أي هواية تفضلينها ولو لمدة نصف ساعة يوميًا.
- اهتمي بنفسك وبمظهرك واختاري ملابس تناسب جسمك بعد الولادة؛ لأن المظهر الجميل يساعد على تحسين حالتك النفسية.
- مارسي بعض التمارين الرياضية البسيطة بعد الولادة بـ 24 ساعة تحت إشراف طبيبك.
وأخيرًا، لا تخافي عزيزتي "سوبر ماما"، واعلمي أن الأمومة ليست أمرًا سهلًا، وتحتاج منك بعض الوقت والصبر والمجاهدة؛ لتهيئة نفسك لاستقبال مولودك الجديد، والتمكن من التعامل معه على نحو صحيح، وأن هذه الأعراض المصاحبة ما هي إلا حالات مؤقتة يمكن تجاوزها وعلاجها.
التعلیقات