الاكتئاب… هل يمكن الشفاء منه؟
موقع مجلتي
منذ 8 سنواتتولي الأوساط العلميّة اهتماماً شديداً بمرض الاكتئاب وبأساليب علاجه، حتّى يتمكّن المريض من ممارسة حياتهاليوميّة ونشاطاته بصورة طبيعية. فعلى
الرغم من إصابة نسبة لا بأس بها من الناس بهذا المرض الذي يسمّى “مرض العصر”، إلا أنّ علاجه بات سهلاً ومتاحاً للجميع.
أعراضه
تشير منى رضا، استشاريّة الصحّة النفسية، إلى أنّ علاج الاكتئاب يختلف بحسب درجة حدّته، مؤكّدة أنّ “كثيرة هي أعراض الاكتئاب، لكنّها تختلف من فرد إلى آخر”. ولعلّ أبرز أعراض الاكتئاب هو اضطراب النوم. فقد تقلّ ساعات نوم الشخص، أو يصعب عليه الاستسلام للنعاس، أو يصبح نومه متقطّعاً، فيستيقظ من غفوته، ثمّ يتعذّر عليه بعدها العودة مجدّداً إلى عالم الأحلام. وأحياناً قد يستيقظ المرء المصاب بالاكتئاب في أوقات مبكرة على غير عادته، مع مزاج سيّئ، حيث لا يستطيع أن يعود إلى النوم. وفي حالات أخرى، قد تزيد ساعات النوم عن المعتاد، من دون حتّى الشعور بالراحة. ومن أعراض الاكتئاب الأخرى اضطراب في الشهيّة، فإمّا تقلّ هذه الأخيرة عند الشخص المكتئب، فيفقد كثيراً من وزنه؛ أو تزيد عن حدّها. وهنا يشعر المريض بإحساس دائم بالذنب، يلوم فيه نفسه، وبرغبة في البكاء فعلاً، وقد يفقد القدرة على الابتهاج، فلا تعود الأشياء التي كانت تسعده تحمل نفس المعنى بالنسبة له، ليميل إلى العزلة ويتجنّب الاختلاط بالآخرين، حتّى الأصدقاء. وعندما تزيد معه هذه العوارض، يبدأ بالتفكير بأنّه لم يعد هناك معنى أو طعماً للحياة، وبأنّه لا يستحقّ أن يعيشها. أمّا إذا زادت حالة الاكتئاب لديه أكثر، فيبدأ بالتفكير بالانتحار، وقد يحاول الانتحار فعلاً.
يشار إلى أنّ 60 % من حالات الاكتئاب يصاحبها قلق ومعه أعراض القلق الفيسيولوجيّة، مثل زيادة دقّات القلب ونشفان الريق (اللعاب) وتعرّق في اليدين وزيادة تعرّق في الوجه. أمّا لدى النساء، فيصاحب الاكتئاب اضطراب في الدورة الشهريّة، ولدى الرجال ضعف في القدرة الجنسية، ولدى الطرفين ضعف في الرغبة الجنسيّة أو انعدامها.
الاكتئاب المبتسم
من جانبها، تؤكّد الدكتورة هبة العيسوي، استشاريّة الصحّة النفسية، أنّ هناك نوعاً من الاكتئاب، هو الأكثر انتشاراً هذه الأيّام، يسمّى “الاكتئاب المبتسم” أو “الاكتئاب المقنّع”، حيث قد لا يشعر المرء بأنّه مكتئب، إنّما تظهر عليه أعراض الاكتئاب، على شكل اضطرابات فيسيولوجيّة. فنراه يشكو من آلام في الظهر والبطن أو غيرها، من دون أن يكون هناك أيّ مبرّر لها، وبالتالي قد يتوهّم بأنّ لديه مرضاً خطيراً أو خبيثاً.
أسبابه
وفقاً للدكتورة هبة العيسوي، تُعتبر أسباب الاكتئاب مجهولة حتّى الآن، إذ لا يستطيع أحد أن يحدّد على وجه الدقّة هذه العوامل. قديماً، كانوا يقسّمون الاكتئاب إلى ذهنيّ وعصبيّ، أو إلى اكتئاب ارتكاسي، أيّ كردّ فعل على ظروف الحياة المعاكسة. أمّا اليوم، فلم تعد لهذه التسميات أهمّية أو أساساً. فقد يحدث هذا المرض أحياناً نتيجة عوامل وراثية أو خلقيّة، أيْ أن يولد الشخص ولديه استعداد للإصابة بالاكتئاب، حيث يشهد العديد من العلماء أنّه في حالة إصابة أحد الوالدين أو كلاهما بالاكتئاب، تزداد فرصة إصابة الشخص به أكثر من غيره.
التعلیقات