زيارة الغدير
شبكة تبيان
منذ 8 سنواتمن أهم زيارات الأئمة الطاهرين ـ عند الشيعة الإمامية ـ زيارة الغدير فقد اهتموا بها اهتماماً بالغاً ، لانها رمز لذلك اليوم الخالد في دنيا الاسلام ، ذلك اليوم الذي قرّر فيه الرسول (صلى الله عليه وآله) المصير الحاسم لأمته ، فنصب الإمام أمير المۆمنين(عليه السلام) خليفة على المسلمين
.وقد زار الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) جدّه أمير المۆمنين في السنة التي أشخصه فيها المعتصم من يثرب إلى سر من رأى[1].
نعم زاره بهذه الزيارة التي هي من أروع وأجل الزيارات ، فقد تحدّث فيها عن فضائل الإمام أمير المۆمنين (عليه السلام) وما عاناه في عصره من المشاكل السياسية والاجتماعية.
وإليك بعض ما حفلت به هذه الزيارة التي هي من ملاحم أهل البيت(عليهم السلام) :
1 ـ تحدّث الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) في زيارته (الغديرية) عن أنّ جده الإمام أمير المۆمنين (عليه السلام) هو أول من أسلم وآمن بالله واستجاب لدعوة نبيه ، قال (عليه السلام) مخاطباً جدّه :
« وأنت أوّل من آمن بالله وصلى له ، وجاهد ، وأبدى صفحته في دار الشرك ، والارض مشحونة ضلالة والشيطان يعبد جهرة...» .
لقد تظافرت الأخبار بأن الإمام أمير المۆمنين (عليه السلام) هو أول من أذعن لرسالة خاتم النبيّين ، واستجاب لنداء الله ودعى الى دين الله بعد رسول الله ، فقد روى ابن اسحاق، قال :
كان أول ذكر آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) وصلى معه ، وصدق بما جاءه من عند الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يومئذ ابن عشر سنين[2].
وروى الطبراني بسنده عن أبي ذرّ قال : أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فقال : «هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة...» [3] .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعائشة : «هذا علي بن أبي طالب أول الناس ايماناً » [4] .
وكثير من أمثال هذه الاخبار قد اعلنت ذلك .
2 ـ وتحدث الإمام (عليه السلام) في زيارته عن جهاد الإمام أميرالمۆمنين(عليه السلام) وبسالته وشجاعته وصموده في الحروب قائلاً :
« ولك المواقف المشهودة ، والمقامات المشهورة ، والأيام المذكورة يوم بدر ، ويوم الأحزاب (... وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا* هنالك اُبتلي المۆمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً* وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً* واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم بها فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلاّ فراراً )[5].
وقال الله تعالى : ( ولما رأى المۆمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا ايماناً وتسليماً )[6] .
فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ، وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وكفى الله المۆمنين القتال ، وكان الله قوياً عزيزاً ، ويوم أحد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اُخراهم وانت تذود بهم المشركين عن النبي (صلى الله عليه وآله) ذات اليمين وذات الشمال حتى ردّهم الله تعالى عنها خائفين ونصر بك الخاذلين.
ويوم حنين على ما نطق به التنزيل ( اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المۆمنين ) . والمۆمنون انت ومن يليك ، وعمك العباس ينادي المنهزمين يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ، فاستجاب له قوم قد كفيتهم المۆونة وتكلفت دونهم المعونة ، فعادوا آيسين من المثوبة ، راجين وعد الله تعالى بالتوبة ، وذلك قول الله جل ذكره : ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ) . وأنت حائز درجة الصبر ، فائز بعظيم الأجر .
ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين ، وقطع دابر الكافرين ـ والحمدلله رب العالمين ـ ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار ، وكان عهد الله مسۆولاً.
واضاف الإمام قائلاً : وشهدت مع النبي (صلى الله عليه وآله) جميع حروبه ومغازيه ، تحمل الراية امامه ، وتضرب بالسيف قدامه ، ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الاُمور أمّرك في المواطن ، ولم يكن عليك أمير...» .
3 ـ وعرض الإمام في زيارته إلى مبيت الإمام على فراش النبي(صلى الله عليه وآله) ، ووقايته له بنفسه حينما اجمعت قريش على قتله ، فكان الإمام الفدائي الأول في الاسلام ، يقول (عليه السلام) :
« وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح (عليه السلام) اذ أجبت كما أجاب ، وأطعت كما أطاع اسماعيل محتسباً صابراً اذ قال : ( يابنيّ إني أرى في المنام أني اذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تۆمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ).
وكذلك انت لما أباتك النبي (صلى الله عليه وآله) وأمرك ان تضطجع في مرقده واقياً له بنفسك اسرعت إلى اجابته مطيعاً ، ولنفسك على القتل موطناً فشكر الله تعالى طاعتك وأبان من جميل فعلك بقوله جلّ ذكره : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )[7] .
اعداد: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
المصادر:
[1] مفاتيح الجنان : 363 .
[2] السيرة النبوية، ابن اسحاقة : 1/262 وعنه في الطبري : 2/312.
[3] فيض القدير : 4 / 358 .
[4] الاستيعاب : 2 / 759 .
[5] الأحزاب (33): 10 ـ 13 .
[6] الأحزاب (33): 22 .
[7] راجع حياة الإمام علي الهادي(عليه السلام): 140 ـ 147 .
التعلیقات