الحياء من الله ومن الخلق
الشيخ علي المشكيني
منذ 10 سنوات
الحياء ملكة انقباض النفس عن القبيح وانزجارها عن كل فعل أو ترك تعده سيئاً
، وإذا نسب إلى الله تعالى فالمراد به : التنزيه عملاً عن القبيح ، وترتيب أثر الانقباض فهو في الخلق من صفات الذات ، وفي الخالق من صفات الفعل كالرؤوف والرحيم وهذه الصفة إذا كان متعلقها القبائح الشرعية والعقلية من أفضل الصفات والملكات الانسانية ، وقد ورد في فضلها وكونها من آثار الإيمان ، وكون تركها خروجاً عن الإيمان ، نصوص كثيرة مستفيضة أو متواترة.
فورد عن النبي الأقدس وأهل بيته عليهمالسلام : أن الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، (1) ( وكلمة « من » للسببية ، والمعنى : أن الحياء من آثار الإيمان وشؤونه ، فإنه مسبب عن الاعتقاد بالتوحيد وما أنزله تعالى على رسله ، فالإذعان بذلك يوجب إنزجار النفس عن جميع ما حرمه الدين ومنعه ).
وأن الحياء والإيمان مقرونان في قرن ، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه (2).
وأنه لا إيمان لمن لا حياء له (3).
وأن الحياء حياءان : حياء عقل وحياء حمق ، فحياء العقل هو العلم ، وحياء الحمق هو الجهل (4). ( حياء العقل هو الحياء الذي منشأه تعقل قبح الشيء عقلاً أو شرعاً ، وهذا ممدوح معلول للعلم ، وحياء الحمق ما كان منشأه اتباع العادات والرسوم غير المضاة من الشرع : كالحياء عن تعلّم بعض المسائل العلمية والشرعية ، وهذا جهل مذموم ، ولذا قيل : إن الحياء منه ضعف ومنه قوة وإيمان ).
وأن من رق وجهه رق علمه (5) ( أي : من استحيى من السؤال قل علمه ).
وأن الحياء من الأوصاف التي من كن فيه بدل الله سيئاته حسنات (6) ( والمعنى : أن الحياء يجره بالأخرة إلى التبة فيمحوا الله سوابق معاصيه ويبدل مكانها لواحق الطاعات أو أن ملكة المعصية في النفس تتبدل بملكة الحسنة وللآية الشريفة أي « إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات » (7) معان آخر ).
وأن رسول الله قال : لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت (8).
وقال 6 : استحيوا من الله حق الحياء (9).
وأن الله يحب الحييّ المعفف (10).
وأنه ما كان الحياء في شيء إلا زانه (11).
وأن الحياء خير كله (12).
وأن أول ما ينزع الله من العبد الحياء ، ثم الأمانة ، ثم الدين فيصير شيطاناً لعيناً (13).
وأنه استحي من الله لقربه منك (14).
وأنه قرن الحياء بالحرمان (15).
وأن من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه (16).
__________________________________
1 ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٦ وج١١ ، ص٣٣٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٩ وج٧٧ ، ص١٦٠.
2 ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣١.
3 ـ الوافي : ج٤ ، ص٤٣٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣١.
4 ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٧ ، ص١٤٩.
5 ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٠.
6 ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٢.
7 ـ الفرقان : ٧٠.
8 ـ الأمالي : ج١ ، ص٤١٢ ـ عيون أخبار الرضا ( ع ) : ج٢ ، ص٥٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٣.
9 ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٣.
10 ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٤.
11 ـ روضة الواعظين : ص٤٦٠ ـ مستدرك الوسائل : ج٨ ، ص٤٦٥.
12 ـ من لا يحضره الفقيه : ج٤ ، ص٣٧٩ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٩ و٣٣٥.
13 ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٥.
14 ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٦.
15 ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٧ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٤ ، ص٤٩٣.
16 ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٢٣ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ، ص٥١٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣٧.
التعلیقات