أثر الدين في الحياة الشخصية
موقع الوارث
منذ 8 سنواتبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى
.
لحياة الانسان أصل وفروع، ومتن وهوامش، فالأصل ذات الانسان نفسها، والفروع والهوامش متعلقاتها من المال والمقام والزوج والأولاد والأقارب.
وبسبب حب الانسان لذاته ومتعلقاتها صارت حياته مقترنة بآفتين: الغم والحزن، والخوف والقلق، الغم والحزن لما يفقده، والخوف والقلق على ما يجده خشية أن يفقده.
والإيمان بالله يزيل هاتين الآفتين من جذورهما، لأن الإيمان بالله العالم القادر الحكيم الرحيم يدفع الانسان إلى القيام بوظائفه المقررة له، وعندما يؤدي وظائف عبوديته لربه، يعلم أن الله تعالى بعناية حكمته ورحمته سيوصله إلى ما هو خير وسعادة له، ويقيه من موجبات شره وشقائه.
بل إن الانسان إذا وجد الحقيقة التي كل حقيقة دونها مجاز، وكل ما سواها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، لم يبق له ضالة، وبإيمانه ب {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} (1) لا يبقى في نفسه أية جاذبية للحطام الدنيوي ليغتم من فقده، أو يستوحش من زواله {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} (2).
إن الذي يوجب انهيار أعصاب الانسان في الحياة الدنيا هو الإضطرابات الحاصلة من الفرح بالظفر بالعلائق المادية، والحزن والقلق من عدم الوصول إليها.
والشئ الوحيد الذي يوفر للإنسان الأمن من طوفان الأمواج العاتية في حياته، ويرسي سفينته في مرسى الأمان، هو الإيمان بالله عز وجل {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} (3)، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (4).
(1) سورة النحل: 96.
(2) سورة يونس: 62، 63، 64.
(3) سورة الحديد: 23.
(4) سورة الرعد: 28.
التعلیقات