الرباب زوجة الحسين عليه السلام
موقع شبكة الامام رضا عليه السلام
منذ 7 سنواتهي
بنت امرئ القيس بن عَدِيّ بن أوس.. كما ذكر ابن سعد في ( الطبقات الكبرى ـ في ضمن ترجمة الإمام الحسين عليه السلام )،
وذكر أنّ لقبها الكلبيّة وينتهي نسبها إلى قُضاعة ( يراجع: نسمة السَّحَر بذكر من تشيّع وشعر للصنعاني اليمني ـ عنه: أعيان الشيعة للسيّد محسن الأمين 449:6، والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني 139:16 )، أمّا أمّها فهي هند بنت الربيع بن مسعود.. بن كُلَيب ( الأغاني 139:16 ).
وهي
زوجة سيّد شباب أهل الجنّة أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، وكان أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام قد خطبها من أبيها على ابنه الحسين فزوجّه إيّاها ( أعيان الشيعة 449:6 ). قيل: إنّ أبا امرئ القيس بن عَدِيّ كان نصرانيّاً من عرب الشام، فلمّا أسلم وُلّي على قومه من قُضاعة، فما أمسى حتّى خطب الإمام عليٌّ ابنتَه الرباب لولده أبي عبدالله الحسين عليه السلام، فتزوجّها فولدت له « سكينة » و « عبدالله الرضيع » الذي قُتل يومَ الطفّ بسهم حرملة وأمُّه الرباب تنظر إليه! ( جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسيّ:457 ).
وكانت الرباب
رضوان الله عليها من خيار النساء وأفضلِهِنّ ( الأغاني 141:16 )، ومن خيارهنّ أدباً وعقلاً ( أعيان الشيعة 449:6 ـ عن: نسمة السحَر )، حتّى لقد أحبّها الإمام الحسين عليه السلام وأُعجب بها، فقال فيها شعراً نُسب إليه فيها وفي ابنته سكينة ابنتها، منه قوله عليه السلام:
لَعَمْرُك إنّني لأُحبُّ داراً تَحُلّ بها سكينةُ والربابُ
أحبُّهما وأبذُل جُلَّ مالـي وليس للائمي فيها عقابُ
( شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار للقاضي النعمان بن محمد:13 ـ 14، تذكرة خواصّ الأمّة لسبط ابن الجوزي:233، البداية والنهاية لابن كثير 209:8، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي:183 ).
أمّا وفاؤها رضوان الله عليها فقد جذب الإعجاب والإكبار، فقد رافقت الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء تمضي معه في ركبه الاستشهادي، حتّى إذا استُشهِد سلام الله عليه وجَدت عليه وجداً شديداً، فقيل: قامت على قبره سنةً كاملةً ثم انصرفت ( البداية والنهاية لابن كثير 209:8 )، وقيل: أخذت رأسه القدسيَّ فوضعته في حِجرها وقبّلَتْه وقالت:
واحُسَيناً فلا نَسِيتُ حسينـاً أقصَدَته أسنّـةُ الأعـداءِ!
غادروه بكربلاءَ صريعـاً لا سقَى اللهُ جانبَي كربلاءِ!
( تذكرة خواصّ الأمّة لسبط ابن الجوزي:233، منتهى الآمال للمحدّث الشيخ عباس القمّي 737:1 ).
وقيل: إنّها ندبت أبا عبدالله السبط الشهيد الحسين عليه السلام تبكيه تحت الشمس لا تستظلّ بسقف تُواسيه كما قُتل تحت الشمس ولم يُواره أحد.
ثمّ خطبها الأشراف فرفضت، وهي العالمة أنّ ذلك لا يصحّ من زوجات الأولياء، وقد أجابت: ما كنتُ لأتّخذ حَمْواً بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. وعادت ترثي الحسينَ وتتشوّقه:
إنّ الذي كان نوراً يُستضاءُ بـهِ بكربلاءَ قتيـلٌ غيـرُ مدفـونِ
سِبطَ النبيِّ جزاك اللهُ صالحـةً عنّا، وجُنِّبتَ خُسرانَ الموازينِ
قد كنتَ لي جبلاً صعباً ألوذُ بهِ وكنتَ تَصحَبُنا بالرَّحْمِ والدِّيـنِ
مَن لليتامى.. ومَن للسائلين غداً يُغني، ويأوي إليه كلُّ مِسكينِ ؟!
واللهِ لا أبتغي صِهْراً بِصِهرِكُـمُ حتّى أُغيَّبَ بين الرملِ والطيـنِ
( أعلام النساء رضا كحالة:439، الأغاني 141:16، منتهى الآمال 335:1 ).
أمّا وثاقتها فيكفيها قول المحقّق الرجالي الشيخ عبدالله المامقاني في ( تنقيح المقال 78:3 ): إنّ الرباب يُعتمَد على روايتها غاية الاعتماد.
رضوان الله عليها، وجعل دموع مآقيها، درجاتٍ عالياتٍ في سُلّم مراقيها، وحَشَرها الله تعالى مع مَن والت محمدٍ وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم.
التعلیقات