سفرة العباس بن علي باب الحوائج
زهراء الكواظمة
منذ سنتينبسط الموائد النذرية من الطقوس التي تقام لمناشدة الأئمة والمقربين من الله تعالى، وجعلهم هم الوسيلة في طلب الحاجات؛ لكونهم أقرب إلى الله تعالى وهو الذي أمر باتخاذ الوسيلة إليه، كما قال في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.(1) فينبغي للمؤمن الطلب والسؤال من الله وأن يجعل باب الحوائج العباس بن علي عليهما السلام الوسيلة التي تقرب إلى الله تعالى؛ وذلك لما عنده من عظمة ومقام عند الله تعالى، وما يتمتع بها من كمال الصدق والعبودية.
سفرة باب الحوائج ابي الفضل العباس عليه السلام
عادتا يكون لون السفرة التي تفرش لباب الحوائج أبي الفضل عليه السلام بيضاء أو خضراء، وتجعل على الأرض وتوضع عليه المواد الغذائية. ولتزيين السفرة يستخدم شموع مختلفة أو مصابيح صغيرة لإعطاء المزيد من الجمال إلى مائدتك، كما يمكنك أيضًا استخدام أساليب مختلفة للقيام ببعض الأعمال التي تكثر من زخرفة هذه المائدة. حاول ترتيب أوعية الطعام بأفضل طريقة على السفرة، حيث يسهل الوصول إليها بالإضافة إلى جمال الحاصل.
يشرع المجلس عادة بقراءة آيات من القرآن الكريم، ومن ثم زيارة عاشوراء وزيارة العباس بن علي عليه السلام، ومن ثم تذكر مصائبه الحزينة، وما جرى عليه في يوم عاشوراء؛ كل ذلك تعظمياً لشعائر الله، وبعد انتهاء مجلس عزاء قمر العشيرة عليه السلام، يأخذ كل من المشاركين شمعة من السفرة، ويشعلها بنية تسهيل أمره وقضاء حوائجه، وينذر إذا قضى الله حاجته ببركة توسله بقمر العشيرة عليه السلام أيضاً يقوم بإعداد مثل هذه السفرة.
عن ابْنُ شَهْرَآشُوبَ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: « ﴿ وابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾: أَنَا وَسِيلَتُهُ».(2)
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قَالَ: «فِي الْجَنَّةِ لُؤْلُؤَتَانِ إِلَى بُطْنَانِ الْعَرْشِ، إِحْدَاهُمَا بَيْضَاءُ، والْأُخْرَى صَفْرَاءُ، فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ، أَبْوَابُهَا وأَكْوَابُهَا مِنْ عِرْقٍ وَاحِدٍ، فَالْبَيْضَاءُ: اَلْوَسِيلَةُ لِمُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ، والصَّفْرَاءُ لِإِبْرَاهِيمَ وأَهْلِ بَيْتِهِ».(3)
لقب باب الحوائج
وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا، وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الأيام، وكوارث الزمان، وكان ولدي محمد الحسين ممن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه.
إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم؛ وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام، والذبّ عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة، وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق.(4)
العباس بن علي في أحاديث المعصومين عليهم السلام
جاء في الخبر عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: «رَحِمَ اللَّهُ الْعَبَّاسَ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، فَلَقَدْ آثَرَ، وأَبْلَى، وفَدَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى قُطِعَتْ يَدَاهُ؛ فَأَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهِمَا جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا جَعَلَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وإِنَّ لِلْعَبَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى لَمَنْزِلَةً يَغْبِطُهُ بِهَا جَمِيعُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».(5)
جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «كان عمّي العبّاس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً ...».(6)
ولقد ورد عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كلمة رائعة في حقّ عمّه العبّاس عليه السلام، حيث جاء فيها: «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد، وحكيم بن الطفيل الطائي...».(7)
وهنا نذكر كرامة لباب الحوائج قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام عن كتاب العباس بن علي عليهما السلام للسيد المقرّم، حيث قال:
ما يحدّث به الشيخ الجليل العلاّمة المتبحّر الشيخ عبد الرحيم التستري المتوفى سنة 1313 هـ، وهو من تلامذة الشيخ الأنصاري أعلى اللّه مقامه، قال:
زرت الإمام الشهيد أبا عبد اللّه الحسين عليه السلام، ثُمّ قصدت أبا الفضل العبّاس، وبينا أنا في الحرم الأقدس إذ رأيت زائراً من الأعراب ومعه غلام مشلول، وربطه بالشباك، وتوسّل به وتضرّع، وإذا الغلام قد نهض، وليس به علّة، وهو يصيح: شافاني العبّاس، فاجتمع الناس عليه، وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها.
فلمّا أبصرت هذا بعيني تقدّمت نحو الشباك، وعاتبته عتاباً مقذعاً، وقلت: يغتنم المعيدي الجاهل منك المُنى، وينكفأ مسروراً، وأنا مع ما أحمله من العلم والمعرفة فيك، والتأدّب في المثول أمامك، أرجع خائباً لا تقضي حاجتي؟! فلا أزورك بعد هذا أبداً، ثُمّ راجعتني نفسي، وتنبّهت لجافيّ عتبي، فاستغفرت ربي سبحانه ممّا أسأت مع (عباس اليقين والهداية).
ولمّا عُدت إلى النجف الأشرف أتاني الشيخ المرتضى الأنصاري قدّس اللّه روحه الزاكية، وأخرج صرّتين، وقال: هذا ما طلبته من أبي الفضل العبّاس، اشتري داراً، وحجّ البيت الحرام، ولأجلهما كان توسّلي بأبي الفضل.(8)
وقال الشيخ محمّد السماوي في هذه المناسبة شعراً:
ومَا عَجِبتُ مَن أبي الفَضلِ كَما
عَجبتُ مِن أُستَاذِنَا إذ عَلَما
لأنّ شِبلَ المُرتَضى لَم يَغرب
إذا أتى بمُعجِز أو معْجَبِ
بِكُلِّ يَوم بَل بِكُلِّ سَاعة
لَمِن أتَاهُ قَاصِداً رِبَاعَهُ
وهُوَ مِن الشَيخِ عَجِيبُ بَيّنُ
لكن نُورَ اللّهِ يَرنوُ المُؤمِن
سفرة باب الحوائج ابي الفضل العباس عليه السلام
عادتا يكون لون السفرة التي تفرش لباب الحوائج أبي الفضل عليه السلام بيضاء أو خضراء، وتجعل على الأرض وتوضع عليه المواد الغذائية. ولتزيين السفرة يستخدم شموع مختلفة أو مصابيح صغيرة لإعطاء المزيد من الجمال إلى مائدتك، كما يمكنك أيضًا استخدام أساليب مختلفة للقيام ببعض الأعمال التي تكثر من زخرفة هذه المائدة. حاول ترتيب أوعية الطعام بأفضل طريقة على السفرة، حيث يسهل الوصول إليها بالإضافة إلى جمال الحاصل.
يشرع المجلس عادة بقراءة آيات من القرآن الكريم، ومن ثم زيارة عاشوراء وزيارة العباس بن علي عليه السلام، ومن ثم تذكر مصائبه الحزينة، وما جرى عليه في يوم عاشوراء؛ كل ذلك تعظمياً لشعائر الله، وبعد انتهاء مجلس عزاء قمر العشيرة عليه السلام، يأخذ كل من المشاركين شمعة من السفرة، ويشعلها بنية تسهيل أمره وقضاء حوائجه، وينذر إذا قضى الله حاجته ببركة توسله بقمر العشيرة عليه السلام أيضاً يقوم بإعداد مثل هذه السفرة.
عن ابْنُ شَهْرَآشُوبَ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: « ﴿ وابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾: أَنَا وَسِيلَتُهُ».(2)
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قَالَ: «فِي الْجَنَّةِ لُؤْلُؤَتَانِ إِلَى بُطْنَانِ الْعَرْشِ، إِحْدَاهُمَا بَيْضَاءُ، والْأُخْرَى صَفْرَاءُ، فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ، أَبْوَابُهَا وأَكْوَابُهَا مِنْ عِرْقٍ وَاحِدٍ، فَالْبَيْضَاءُ: اَلْوَسِيلَةُ لِمُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ، والصَّفْرَاءُ لِإِبْرَاهِيمَ وأَهْلِ بَيْتِهِ».(3)
لقب باب الحوائج
وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا، وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الأيام، وكوارث الزمان، وكان ولدي محمد الحسين ممن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه.
إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم؛ وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام، والذبّ عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة، وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق.(4)
العباس بن علي في أحاديث المعصومين عليهم السلام
جاء في الخبر عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: «رَحِمَ اللَّهُ الْعَبَّاسَ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، فَلَقَدْ آثَرَ، وأَبْلَى، وفَدَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى قُطِعَتْ يَدَاهُ؛ فَأَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهِمَا جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا جَعَلَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وإِنَّ لِلْعَبَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى لَمَنْزِلَةً يَغْبِطُهُ بِهَا جَمِيعُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».(5)
جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «كان عمّي العبّاس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً ...».(6)
ولقد ورد عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كلمة رائعة في حقّ عمّه العبّاس عليه السلام، حيث جاء فيها: «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد، وحكيم بن الطفيل الطائي...».(7)
وهنا نذكر كرامة لباب الحوائج قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام عن كتاب العباس بن علي عليهما السلام للسيد المقرّم، حيث قال:
ما يحدّث به الشيخ الجليل العلاّمة المتبحّر الشيخ عبد الرحيم التستري المتوفى سنة 1313 هـ، وهو من تلامذة الشيخ الأنصاري أعلى اللّه مقامه، قال:
زرت الإمام الشهيد أبا عبد اللّه الحسين عليه السلام، ثُمّ قصدت أبا الفضل العبّاس، وبينا أنا في الحرم الأقدس إذ رأيت زائراً من الأعراب ومعه غلام مشلول، وربطه بالشباك، وتوسّل به وتضرّع، وإذا الغلام قد نهض، وليس به علّة، وهو يصيح: شافاني العبّاس، فاجتمع الناس عليه، وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها.
فلمّا أبصرت هذا بعيني تقدّمت نحو الشباك، وعاتبته عتاباً مقذعاً، وقلت: يغتنم المعيدي الجاهل منك المُنى، وينكفأ مسروراً، وأنا مع ما أحمله من العلم والمعرفة فيك، والتأدّب في المثول أمامك، أرجع خائباً لا تقضي حاجتي؟! فلا أزورك بعد هذا أبداً، ثُمّ راجعتني نفسي، وتنبّهت لجافيّ عتبي، فاستغفرت ربي سبحانه ممّا أسأت مع (عباس اليقين والهداية).
ولمّا عُدت إلى النجف الأشرف أتاني الشيخ المرتضى الأنصاري قدّس اللّه روحه الزاكية، وأخرج صرّتين، وقال: هذا ما طلبته من أبي الفضل العبّاس، اشتري داراً، وحجّ البيت الحرام، ولأجلهما كان توسّلي بأبي الفضل.(8)
وقال الشيخ محمّد السماوي في هذه المناسبة شعراً:
ومَا عَجِبتُ مَن أبي الفَضلِ كَما
عَجبتُ مِن أُستَاذِنَا إذ عَلَما
لأنّ شِبلَ المُرتَضى لَم يَغرب
إذا أتى بمُعجِز أو معْجَبِ
بِكُلِّ يَوم بَل بِكُلِّ سَاعة
لَمِن أتَاهُ قَاصِداً رِبَاعَهُ
وهُوَ مِن الشَيخِ عَجِيبُ بَيّنُ
لكن نُورَ اللّهِ يَرنوُ المُؤمِن
1ـ سورة المائدة: الآية 35.
2ـ مناقب آل أبي طالب - ط علامة / لابن شهرآشوب /المجلّد: 3 / الصفحة: 75.
3ـ البرهان في تفسير القرآن / السيد هاشم البحراني / المجلّد: 2 / الصفحة: 294.
4ـ العباس بن علي عليهما السلام / باقر شريف القرشي / الصفحة: 35.
5ـ الخصال / الشيخ الصدوق / المجلّد: 1 / الصفحة: 68.
6ـ العباس بن علي عليهما السلام / باقر شريف القرشي / الصفحة: 41.
7ـ بطل العلقمي / الشيخ المظفر / المجلّد: 2 / الصفحة: 311.
8ـ العبّاس عليه السلام / السيد عبد الرزاق المقرّم / الصفحة: 215.
التعلیقات