وصول السيدة المعصومة الى عشِّ آل محمد
ياسر الشريعتي
منذ 10 سنواتهل يوم 23 ربيع الاول يجعلك تتذكّرين شيئا؟ في هذا اليوم جرى حدثا كبيرا على يد أحد نساء أهل البيت (عليهم السلام). هذا اليوم هو ذكرى وصول السيدة فاطمة المعصومة الى مدينة قم.
هيّا بنا لنتكلّم قليلا حول هذه السفرة المباركة.
بعد أن أمر المأمون الامام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) أن يخرج من المدينة، جمع عياله،وأمرهم بالبكاءعليه. ثم قال (عليه السلام) : أما إني لا أرجع إلى عيالي أبدا.
نعم هكذاأخرج الإمام ( عليه السلام ) من مدينة جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،أمام أخته المعصومة، وعيونها تفيض من الدمع،وقلبها مملوء بالحزن والأسى.
ومضت الأيام على مفارقة السيدة المعصومة لأخيها الإمام الرضا (عليه السلام)، فتسلمت منه كتابا يأمرها أن تلحق به فتجهزت للسفر إليه.
فسارت القافلة التي كانت تضم إثنين وعشرين علوياً ، وعلى رأسها السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) وإخوتها وبعض الخدم. فلمّا رأى المأمون جلال و عظمة هذه القافلة أرسل شرطته، فقتل من قتل ، وشرد من شرد.
فبعد هذه الفجيعة، فقدت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) سائر إخوتها ، فتذكّرت مصيبة عمتها زينب ( عليها السلام ) في كربلاء .
فانحنى ظهرها، وضعفت، واشتدّ بها المرض فسألت من حولها: كم بيننا وبين قم؟
قالوا : عشرة فراسخ.
فقالت : إحملوني إليها .
فخرج أشرافها لاستقبالها ، يتقدمهم موسى بن خزرج الأشعري ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، بقيت ( عليها السلام ) في دار موسى الأشعري سبعة عشر يوماً ، فما لبثت إلا هذه الأيام القليلة وتوفيت.
لورود السيدة المعصومة (عليها السلام) بقم ودفنها في هذه الارض، بركات كثيرة. توجَّه العلويون والسادة نحو هذه المدينة وزاد عدد الشيعة ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) في هذا البلد وتبعا لذلك صارت قم منزلا للعلماء وكبار الشخصیات حتى الآن.
فصارت قم من أشهر مدن الشيعة في العالم وتبدّلت الى عاصمة الثقافة الشيعية وتكوّنت فيها الحوزة العلمية وقدّمت أكبر العلماء في عالم الإسلام.
التعلیقات