دروس في الحياة تتعلمها المرأة من الرجل
موقع تبيان
منذ 10 سنواتإذا كانت المرأة هي التي تتكفل بتربية وتعليم الرجل صغيراً، وتهذيبه وتأديبه كبيراً، فلا مانع من أن تتحلى بالروح الرياضية،
لتتعلم من نصفها الآخر "الرجل"، بعض الصفات والخصال التي كانت السبب الأساسي في تعلقها به، إلى جانب الزمن بالطبع، وذلك لكي تضمن مزيداً من النجاح والتألق والكمال وتشق طريقها في الحياة بثقة وتفاول، وتستطيع أن تربي الأجيال الجديدة من الصغار، والأجيال الحالية من الرجال "الكبار"!- الدرس الأوّل: أنا أوّلاً
معظمنا ينتقد الرجال لأنّهم يضعون أنفسهم واهتماماتهم ومصالحهم في المقام الأوّل.
والحقيقة أن ذلك الانتقاد يأتي من المرأة التي تعتقد خطأ أن اهتمام الرجل بنفسه لابدّ من أن يكون على حساب اهتمامه بالآخرين، أو بها هي بالذات. ولكن الاهتمام بالذات يختلف عن الأنانية، فهو نابع من رغبة صحيحة من شريك حياتك في أن يملأ ينبوعاً بداخله، وعندما يمتلئ ذلك الينبوع سيزيد من خبرة صاحبه بالحياة، وسيفيض عليكِ أيضاً عطاء ومحبة وخيراً ورفاهية، لذلك اجعلي محبتكِ لنفسكِ جزءاً أساسياً، ولكي تحبي الآخرين اهتمي بنفسك، لكي تستطيعي مواصلة العطاء، ولكي لا تعتمدي أن تشعري بأنّكِ بحاجة إلى أحد.
- الدرس الثاني: الصراحة راحة
يستفيد الرجال كثيراً من هذه الصفة، فهم يسدون النصيحة إلى بعضهم بعضاً لكن في إطار من الإخلاص والصدق والذوق والتهذيب.
حاولي أن تكون أمينة في إسداء النصيحة أو إبداء الرأي مهما خالف ذلك الآخرين أو ضايقهم، لكن غلفي أمانتك بعبارات صادقة لا صادمة، وكوني واضحة في عباراتك، ربما يغضب منك بعضهم أحياناً، ولكنهم سيعرفون في قرارة أنفسهم أنكِ إنسانة صادقة، شريفة، وأمينة تستحق أن تكون محلاً وأهلاً للثقة، كما أن صدقكِ وصراحتكِ سيجعلانكِ تتحررين من عبء الشعور بالذنب، ويمنعان تراكم أيّة مشاعر سلبية في داخلك، بالإضافة إلى أن صراحتكِ مع الآخرين ستنعكس بالضرورة لتصبح صراحة مع النفس ستفيدك من دون أدنى شك.
اجعلي صراحتك وصدقك وأمانتك مثل قطعة شوكولاتة لذيذة ينبغي أن تغلفيها بمظهر جميل وبراق هو الهدوء والذوق والأدب.
- الدرس الثالث: اعرفي عيوبك
يدرك الرجل أن لديه جوانب ضعف وأخطاء في شخصيته، ويعترف بذلك بينه وبين نفسه وأمام الآخرين أيضاً، بينما تجاهد المرأة لكي تثبت لنفسها وللآخرين أنّها امرأة "كاملة مكملة" ومنزهة عن العيوب والأخطاء!
والحقيقة أن اعترافنا بعيوبنا لا يمسنا بشيء أو يضرنا، بل على النقيض، يجعلنا غير معرضين للتأثر بها، وأكثر مقاومة لها، كما يخلق حالة من التعاطف معنا.
إنّ المرأة التي تصر على أنها "خالية من العيوب" تكون أكثر قسوة في الحكم على الآخرين، ويصيبها الضرر بإنكارها المستمر، ومحاولاتها الدووبة لإخفاء تلك العيوب أو نقاط الضعف، لذلك كوني واقعية وصريحة مع نفسك حتى لا تدمرك عيوبك.
- الدرس الرابع: آداب الخلاف
من الشائع أنّ الرجال أكثر وضوحاً ونقاءً في خصوماتهم، مقارنة بالنساء، وسواء كان العراك بالكلمات أو اللكمات فإنّه ينتهي على الفور، ويعتذر كل منهما للآخر بوساطة الأصدقاء المشتركين أو أولاد الحلال. وبالتأكيد إن بعض الرجال يتصفون بضيق الأفق والسلبية في العداوة وحمل الضغينة وتخزينها واجترارها تماماً مثل النساء.
ولكن المرأة ينبغي أن تتبع النموذج الجيِّد للرجال، فتتحدث بصراحة وتفكر ولا تستسلم حتى تعبر عن رأيها ووجهة نظرها.. فإذا اعتذر الخصم تقبلي اعتذاره، وسامحيه، وقاومي كل إغراءات الكراهية والعداء، أما إذا لم يعتذر فحاولي أن تحمي نفسك بتخفيض مستوى علاقتك معه أو ارتباطك به، وتخلي عن دور الضحية حتى لا تتراكم الأحقاد في داخلك.
- الدرس الخامس: أمومة جريئة
يعاني كثير من الأطفال والمراهقين، القيود الشديدة التي تفرضها الأُمّهات بدافع الخوف الشديد، والمبالغ فيه أحياناً عليهم. وعلى الناحية الثانية يبدو الآباء أكثر جرأة وشجاعة وجسارة، إذ إن قائمة الممنوعات عندهم لا تتجاوز بضع كلمات أو أسطر، بينما نجدها عند الأُمّهات كتباً ومجلدات ومعلقات وأوامر ونواهي لا حد لها: ممنوع السفر.. ممنوع السهر.. ممنوع عبور الشارع وممنوعة الرحلات.. ممنوع الخروج بمفردك أو مع الأصدقاء، ومع مرور الوقت تكثر وتكبر الممنوعات وكأنّها تزيد مع زيادة الحب، خوفاً من المرض ومن الطريق ومن الآخرين ومن المجهول. وبالتأكيد إن قليلاً من الحذر جيِّد، ولكن من الخطأ أن تحبسي خيال الطفل في غرفته أو في اللعب فقط أمام باب المنزل.
هذا الحذر المبالغ فيه يعلم الطفل الخوف، وقد يصيبه بالعقد ويحد من إبداعه، ومن استقلاليته وحرِّيته، كما يبدل فضوله وحبه للاستكشاف إلى عصبية ونوبات غضب. المطلوب أن تقلد المرأة الرجل في تعامله العقلاني والرشيد مع المخاطر، لأنّ الأنشطة التي نرى أنها تضر الطفل ستجعله في الحقيقة أكثر حيوية وصحة ونشاطاً.
- الدرس السادس: نعم نستطيع
من أبرز صفات الرجل أنّه يثق بقدراته، ويحاول دائماً أن يجرب ويتعلم، ويعلم أنّه يقدر على العمل والإنجاز حتى وإن كانت احتمالات الفشل كبيرة، وهي احتمالات طبيعية منطقية فلا يوجد شيء مضمون النجاح 100% إلا في ما ندر!
وللأسف لاتزال نظرية "البنت الطيبة" التي تقول دائماً "نعم وحاضر"، ولا تقول أبداً "لا" سائدة بيننا، فهي لا تعارض أو تناقش، كما أنها مطيعة، وتتصرف وفقاً لرغبات الآخرين بحيث لا تخيب آمالهم فيها أبداً! فالمرأة تشعر بالخجل، وربّما العار إذا خالفت الصورة النمطية، التي رسمها لها المجتمع، ولكن حواء لكي تنجح وتنعم بالسعادة ينبغي أن تتغلب على خجلها، وتقهر ترددها، وأن تجرب بنفسها وتكتسب الثقة بقدراتها وتحاول أن تعيش الحياة بما تستحق من اهتمام واحترام ورعاية وثقة بالنفس واستقلالية.
- الدرس السابع: لا تتجاهلي حدسك
عندما يشعر الرجل بأنّه غير مرتاح لأمر ما.. لا يفعله من دون أن يضطر إلى تبرير ذلك، بينما يمنع الحياء والخجل المرأة من الانسحاب من موقف تشعر فيه بأن هناك من يستغلها أو يخدعها.
لذلك عندما تتعرضين لمثل هذا الموقف، أنصتي إلى صوت حدسك وانصرفي، أو امتنعي عن التعامل مع شخص لا تستريحين له.
التعلیقات