الفقيرة الغنية
السيد حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتكانوا يُنادونها بالطاهرة، وكانت سيّدة نساء قريش، کان لها من الأموال والمواشي شيء لا يحصی… ليس بمکّة أکثر مالاً منها…کان لها في کل ناحية عبيد ومواشي، حتی قيل أنّ لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في کل مکان، وکان لها في کل ناحية تجارة وفي کل بلد مثل مصر والحبشة وغيرها… وکان لها دار واسعة تسع أهل مکّة جميعاً.(1)
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حقّها: "لا والله ما أبدلني الله خيراً منها؛ آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء".(2)
نعم، السيّدة خديجة أفدت كلّ ما لديها في سبيل الإسلام حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله) في حقها: "ما قام ولا استقام ديني إلّا بشيئين: مال خديجة، وسيف علي ابن أبي طالب".(3) لكنّ لم يؤثّر كل هذا في تعاملها مع زوجها. فعندما دخلا على عمها، وخطب أبو طالب الخطبة المعروفة، وعقد النكاح، فلمّا قام الرسول (صلى الله عليه وآله) ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة: "إلى بيتك، فبيتي بيتك وأنا جاريتك".(4)
كانت (رضوان الله عليها) في قمة الأدب والأخلاق والاحترام تجاه زوجها الرسول (صلى الله عليه وآله)، فكما أنّه كان يعزّها ويحترمها، كانت سلوكها كذلك تجاهه، وهذا درسٌ مهم ينبغي الانتباه إليه والامتثال به، وهو ألّا يؤدي الوضع المالي والاجتماعي للمرأة إلى التفوق على زوجها أبداً، بل يجب على المرأة أن تضع وضعها المالي ومكانتها الاجتماعية في خدمة تنمية ونمو الأسرة.
كانت تستخدم السيّدة خديجة كل قواها لإدارة شؤون المنزل وفقاً لما يريده النبي (صلى الله عليه وآله)، فعلى سبيل المثال بما أنّها كانت تدرك مدى اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بالعبادة، كانت تهيء أجواءاً للنبي (صلى الله عليه وآله)؛ لكي يستطيع أن يعبد الله، ويسبّحه من دون إجهاد وقلق، فنستطيع أن نصل من خلال هذه السلوك إلى أنّ إذا كانت المرأة المسلمة ترضي زوجها في جميع جوانب الحياة، فسوف تتحول الأسرة إلى بيئة آمنة وسلمية لتحقيق سعادة العائلة وازدهارها.
أحد الأمثلة الأخرى في بيان محبّة السيّدة خديجة للنبي (صلى الله عليه وآله)، كان التعبير عن مودّتها ومحبّتها لحبيبها، حتى أنشدت هذين البيتين المنسوب إليها؛ لتكشف عن مدى حبها تجاه:
فلو أنّني أمشيت في کل نعمة
ودامت لي الدنيا وملك الأکاسرة
فما سويت عندي جناح بعوضة
إذا لم يکن عيني لعينك ناظرة(5)
فبيّنت السيّدة خديجة كمال حبّها واحترامها للنبي (صلى الله عليه وآله)، فهذه السلوك في التعبير اللساني للحبّ في العائلة هو أحد الطُرُق لإدارة الشؤون العائلية.
فمجموع سلوك السيّدة خديجة (سلام الله عليها) حيال حياتها وزوجها يمكن أن تكون أساساً ومبدءاً لإدارة شؤون العائلة.
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حقّها: "لا والله ما أبدلني الله خيراً منها؛ آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء".(2)
نعم، السيّدة خديجة أفدت كلّ ما لديها في سبيل الإسلام حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله) في حقها: "ما قام ولا استقام ديني إلّا بشيئين: مال خديجة، وسيف علي ابن أبي طالب".(3) لكنّ لم يؤثّر كل هذا في تعاملها مع زوجها. فعندما دخلا على عمها، وخطب أبو طالب الخطبة المعروفة، وعقد النكاح، فلمّا قام الرسول (صلى الله عليه وآله) ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة: "إلى بيتك، فبيتي بيتك وأنا جاريتك".(4)
كانت (رضوان الله عليها) في قمة الأدب والأخلاق والاحترام تجاه زوجها الرسول (صلى الله عليه وآله)، فكما أنّه كان يعزّها ويحترمها، كانت سلوكها كذلك تجاهه، وهذا درسٌ مهم ينبغي الانتباه إليه والامتثال به، وهو ألّا يؤدي الوضع المالي والاجتماعي للمرأة إلى التفوق على زوجها أبداً، بل يجب على المرأة أن تضع وضعها المالي ومكانتها الاجتماعية في خدمة تنمية ونمو الأسرة.
كانت تستخدم السيّدة خديجة كل قواها لإدارة شؤون المنزل وفقاً لما يريده النبي (صلى الله عليه وآله)، فعلى سبيل المثال بما أنّها كانت تدرك مدى اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بالعبادة، كانت تهيء أجواءاً للنبي (صلى الله عليه وآله)؛ لكي يستطيع أن يعبد الله، ويسبّحه من دون إجهاد وقلق، فنستطيع أن نصل من خلال هذه السلوك إلى أنّ إذا كانت المرأة المسلمة ترضي زوجها في جميع جوانب الحياة، فسوف تتحول الأسرة إلى بيئة آمنة وسلمية لتحقيق سعادة العائلة وازدهارها.
أحد الأمثلة الأخرى في بيان محبّة السيّدة خديجة للنبي (صلى الله عليه وآله)، كان التعبير عن مودّتها ومحبّتها لحبيبها، حتى أنشدت هذين البيتين المنسوب إليها؛ لتكشف عن مدى حبها تجاه:
فلو أنّني أمشيت في کل نعمة
ودامت لي الدنيا وملك الأکاسرة
فما سويت عندي جناح بعوضة
إذا لم يکن عيني لعينك ناظرة(5)
فبيّنت السيّدة خديجة كمال حبّها واحترامها للنبي (صلى الله عليه وآله)، فهذه السلوك في التعبير اللساني للحبّ في العائلة هو أحد الطُرُق لإدارة الشؤون العائلية.
فمجموع سلوك السيّدة خديجة (سلام الله عليها) حيال حياتها وزوجها يمكن أن تكون أساساً ومبدءاً لإدارة شؤون العائلة.
1) بحار الأنوار، ج16، ص22.
2) الإستيعاب لإبن عبد البر، ج4، ص1824.
3) فاطمة والمفضلات من النساء، هامش ص 79.
4) الخرائج والجرائح، ج1، ص140.
5) مستدرك سفينة البحار، ج5، ص441.
التعلیقات