معاناة المسلمين في شعب أبي طالب عليه السلام
زينب الكواظمة
منذ 4 سنواتلما رأت قريش عزة النبي صلى اللّه عليه وآله بمن معه، وعزة أصحابه في الحبشة، وانتشار الإسلام في القبائل،(1) وأن جميع جهودها في محاربة الإسلام قد باءت بالفشل، حاولت أن تقوم بتجربة جديدة، وهي الحصار الاقتصادي والاجتماعي ضد بني هاشم، وأبي طالب؛ فإما أن يرضخوا لمطالبها في تسليم محمد لها للقتل، وإما أن يتراجع محمد صلى اللّه عليه وآله نفسه عن دعوته.
وإما أن يموتوا جوعاً وذلاً، مع عدم ثبوت مسؤولية محددة على أحد في ذلك، يمكن أن تجر عليهم حربا أهلية، ربما لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها، وعواقبها السيئة.
فكتبوا صحيفة تعاقدوا فيها على عدم التزوج والتزويج لبني هاشم، وبني المطلب، وأن لا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، وأن لا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور، أو يسلموا لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله؛ ليقتلوه. وكان ذلك في أول سنة السابعة من البعثة في اليوم الأول من شهر محرم الحرام.
وأمر أبو طالب بني هاشم أن يدخلوا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله الشعب ومعهم بنو المطلب بن عبد مناف، باستثناء أبي لهب لعنه اللّه وأخزاه.
واستمروا فيه إلى السنة العاشرة، ووضعت قريش عليهم الرقباء حتى لا يأتيهم أحد بالطعام، وكانوا ينفقون من أموال خديجة، وأبي طالب، حتى نفدت، حتى اضطروا إلى أن يقتاتوا بورق الشجر.
وكان صبيتهم يتضاغون جوعا، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب، ويتذاكرون ذلك فيما بينهم، فبعضهم يفرح، وبعضهم يتذمم من ذلك.(2)
وملخص الكلام: إن قريشا قد قطعت عنهم الأسواق، فلا يتركون لهم طعاما يقدم مكة، ولا بيعا إلا بادروهم إليه، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله.(3)
دور أمير المؤمنين عليه السلام في الشعب
كان علي أمير المؤمنين عليه السلام أثناءها يأتيهم بالطعام سراً من مكة، من حيث يمكن، ولو أنهم ظفروا به لم يبقوا عليه، كما يقول الإسكافي وغيره.(4) وكان أبو طالب رضوان اللّه تعالى عليه يخاف على النبي صلى اللّه عليه وآله كثيرا؛ فإذا أخذ الناس مضاجعهم، اضطجع النبي صلى اللّه عليه وآله على فراشه، حتى يرى ذلك جميع من في شعب أبي طالب، فإذا نام الناس جاء وأقامه، وأضجع ابنه عليا مكانه.(5)
فضل السيدة خديجة سلام الله عليها
قال الذهبي: «ومناقبها جمّة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة جليلة دَينة مصونةً كريمةً، من أهل الجنة، وكان النبي يُثني عليها، ويُفضّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويُبالغ في تعظيمها، بحيث إنّ عائشة كانت تقول: ما غِرت من امرأة ما غرت من خديجة، من كثرةِ ذِكر النبي لها، ومن كرامتها عليه أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قطّ، ولا تسرّى إلى أن قضت نحبها، فحزن لفقدها، فإنها كانت نعم القرين، وكانت تنفق عليه من مالها، ويتجر هو لها. وقد أمره الله أن يُبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».(6)
وكانت تصرف أموالها لسد رمق ذلك المسلم، الذي يعاني أعظم المشاق والآلام، في سبيل إسلامه وعقيدته، هذا المسلم الذي لم تتورع قريش عن محاربته بكل ما تملكه من أسلحة لا إنسانية ولا أخلاقية، حتى بالفقر والجوع.
فكانت تلك الأموال تسد رمق من يتعرض للأخطار الكبيرة، وتخدم الإسلام عن هذا الطريق.
و هذا معنى قولهم: إن الإسلام قام بأموال خديجة.
وإما أن يموتوا جوعاً وذلاً، مع عدم ثبوت مسؤولية محددة على أحد في ذلك، يمكن أن تجر عليهم حربا أهلية، ربما لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها، وعواقبها السيئة.
فكتبوا صحيفة تعاقدوا فيها على عدم التزوج والتزويج لبني هاشم، وبني المطلب، وأن لا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، وأن لا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور، أو يسلموا لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله؛ ليقتلوه. وكان ذلك في أول سنة السابعة من البعثة في اليوم الأول من شهر محرم الحرام.
وأمر أبو طالب بني هاشم أن يدخلوا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله الشعب ومعهم بنو المطلب بن عبد مناف، باستثناء أبي لهب لعنه اللّه وأخزاه.
واستمروا فيه إلى السنة العاشرة، ووضعت قريش عليهم الرقباء حتى لا يأتيهم أحد بالطعام، وكانوا ينفقون من أموال خديجة، وأبي طالب، حتى نفدت، حتى اضطروا إلى أن يقتاتوا بورق الشجر.
وكان صبيتهم يتضاغون جوعا، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب، ويتذاكرون ذلك فيما بينهم، فبعضهم يفرح، وبعضهم يتذمم من ذلك.(2)
وملخص الكلام: إن قريشا قد قطعت عنهم الأسواق، فلا يتركون لهم طعاما يقدم مكة، ولا بيعا إلا بادروهم إليه، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله.(3)
دور أمير المؤمنين عليه السلام في الشعب
كان علي أمير المؤمنين عليه السلام أثناءها يأتيهم بالطعام سراً من مكة، من حيث يمكن، ولو أنهم ظفروا به لم يبقوا عليه، كما يقول الإسكافي وغيره.(4) وكان أبو طالب رضوان اللّه تعالى عليه يخاف على النبي صلى اللّه عليه وآله كثيرا؛ فإذا أخذ الناس مضاجعهم، اضطجع النبي صلى اللّه عليه وآله على فراشه، حتى يرى ذلك جميع من في شعب أبي طالب، فإذا نام الناس جاء وأقامه، وأضجع ابنه عليا مكانه.(5)
فضل السيدة خديجة سلام الله عليها
قال الذهبي: «ومناقبها جمّة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة جليلة دَينة مصونةً كريمةً، من أهل الجنة، وكان النبي يُثني عليها، ويُفضّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويُبالغ في تعظيمها، بحيث إنّ عائشة كانت تقول: ما غِرت من امرأة ما غرت من خديجة، من كثرةِ ذِكر النبي لها، ومن كرامتها عليه أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قطّ، ولا تسرّى إلى أن قضت نحبها، فحزن لفقدها، فإنها كانت نعم القرين، وكانت تنفق عليه من مالها، ويتجر هو لها. وقد أمره الله أن يُبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».(6)
وكانت تصرف أموالها لسد رمق ذلك المسلم، الذي يعاني أعظم المشاق والآلام، في سبيل إسلامه وعقيدته، هذا المسلم الذي لم تتورع قريش عن محاربته بكل ما تملكه من أسلحة لا إنسانية ولا أخلاقية، حتى بالفقر والجوع.
فكانت تلك الأموال تسد رمق من يتعرض للأخطار الكبيرة، وتخدم الإسلام عن هذا الطريق.
و هذا معنى قولهم: إن الإسلام قام بأموال خديجة.
1ـ سيرة مغلطاي ص 23، وراجع سيرة ابن هشام ج 1 ص 375، وتاريخ الخميس ج 1 ص 297.
2ـ الصحيح من سيرة النبي الأكرم: ج 3، ص 328.
3ـ البداية والنهاية: ج 3، ص 84.
4ـ شرح النهج للمعتزلي: ج 13، ص 256.
5ـ شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 256 وج 14 ص 64، والغدير ج 7 ص 357 و358.
6ـ سير أعلام النبلاء:ج 2، ص 110.
التعلیقات