كيف تكون أول جلسة عند الطبيب النفسي؟

من الطبيعي أن تشعري بالتوتر عند التخطيط لأول زيارة للطبيب النفسي؛ لأنك لا تعرفين ماذا سيحدث في اللقاء وهل سيكون لديك الشجاعة للحديث عن أسرارك ومخاوفك أم لا؟
رغم أن الأمر قد يكون مقلقاً، إلا أنه لا يوجد ما يدعو للخوف؛ لأن الطبيب النفسي موجود لمساعدتك على فهم مشاعرك وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها بعد ذلك للتغلب على المرض. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على الطبيب النفسي المناسب لك، لكن صحتك العقلية تستحق استثمار الوقت والطاقة.
الاستعداد للموعد الأول لدى الطبيب النفسي

القلق طبيعي في هذا الموقف؛ لأنَّ مناقشة معلومات شخصية حساسة مع شخص غريب أمر مثير للتوتر لأي شخص. طبيبك النفسي هو متخصص مدرب وموجود لمساعدتك، وهناك خطوات يمكنك اتخاذها لإنجاح اللقاء الأول:
تجهيز الأوراق اللازمة

قبل موعدك الأول مع الطبيب النفسي، ستحتاجين إلى تقديم بعض المعلومات الأساسية عن شخصك، مثل معلومات التواصل معك، والتاريخ الطبي، ومعلومات التأمين. حددي أول موعد مع الطبيب النفسي في الوقت المناسب الذي يمكنك فيه إجراء محادثة مريحة مع طبيبك النفسي.
حددي مخاوفك مسبقاً

قبل أول موعد، قومي بإعداد قائمة بكل ما تشعرين به وأي أسئلة لديك لطبيبك. ستحتاجين أيضاً إلى تدوين أي تفاصيل حول المحفزات، بالإضافة إلى كيفية تأثير هذه المشاعر على حياتك. عندما تقومين بتحليل مشاعرك ومدى تأثيرها على حياتك اليومية، فإنك ترسمين صورة واضحة جداً للطبيب.
حاولي تجنّب توصيف وتصنيف مشاعرك أو محفزاتك أثناء التحدث إلى المعالج، دعي الطبيب يفعل ذلك. يمكن أن يتأثر المعالجون عن غير قصد بتصنيفاتك، مما يؤثر على تشخيصهم أو توصياتهم العلاجية.
كوني منفتحة وصادقة
يجب أن تكوني صريحة مع طبيبك النفسي. ويعني هذا التحدث عن معلومات حساسة ذات طبيعة شخصية للغاية. يمكنك مناقشة موضوعات مثل مشاعرك وعلاقاتك العائلية وحتى أخطائك.
توجيه أسئلة

إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات أو لم تفهمي شيئاً مما قاله طبيبك النفسي، فاطلبي التوضيح. يمكنك طرح الأسئلة، أو يمكنك كتابتها حتى تتمكني من مناقشتها لاحقاً.
إحضار شخص داعم

إذا كنت تشعرين بالقلق من أول لقاء بالطبيب النفسي، يمكنك إحضار صديق داعم أو أحد أفراد العائلة معك. يمكن لهذا الشخص تقديم الدعم العاطفي، كما يمكنه مساعدتك على تذكر ما يقوله الطبيب النفسي بعد الموعد.
دوّني ملاحظات

طبيعي أن تشعري بالإرهاق من كل المعلومات التي قد تتلقينها خلال الموعد الأول. لذا يجب تدوين الملاحظات طوال الجلسة. يساعدك هذا على تذكر ما ناقشته مع الطبيب، كما أنها طريقة رائعة للتأمل في كل جلسة والتفكير فيما يجب التحدث عنه خلال موعدك التالي.
بعد موعدك الأول

عند وصولك إلى المنزل بعد أول لقاء بالطبيب النفسي، يجب إضافة ملاحظات. بينما ما زالت الزيارة مؤثرة في ذهنك، قومي بتدوين ملاحظات عن الأشياء التي ترغبين في التحدث عنها بمزيد من التعمق في المستقبل أو المشاعر التي لم يكن لديك الوقت لمعالجتها أثناء الزيارة الأولى.
قيّمي اللقاء

اسألي نفسك ما إذا كنت تريدين الإستمرار في رؤية هذا الشخص أو ما إذا كنت تفضلين بدلاً من ذلك تغيير الطبيب. جزء مهم من الشفاء هو أن تكوّني علاقة قوية مع الطبيب النفسي.
اقرئي أيضاً كيف نتوقف عن إرضاء الناس على حساب أنفسنا؟
ماذا يقول الأطباء النفسيون في الموعد الأول؟

هناك بعض الاختلافات حسب الحالة، إلا أن هناك بشكل عام بعض الأسئلة التي يمكنك توقعها في أول جلسة. قد يطرح طبيبك النفسي أسئلة عامة حول صحتك العقلية والجسدية. بالتأكيد يرغب في معرفة تاريخ عائلتك وصحتك. بعد الحديث عن صحتك، سوف يتعمق في أسباب زيارتك للطبيب النفسي. إذا لزم الأمر، قد يطلب طبيبك النفسي بعض الاختبارات الصحية. يجب أن تعرفي أن التشخيص لن يتحقق من الجلسة الأولى، بينما يحتاج الطبيب إلى بعض الوقت ليساعدك.
ما هي الأسئلة التي يطرحها عليك الطبيب النفسي؟

خلال جلستك الأولى مع الطبيب النفسي، توقعي أن تتحدثي عن المشكلات الرئيسية التي تعانين منها. لا شك أن هذا قد يزيد من مشاعرك السلبية ويجعلك متوترة. قد يستفزك الطبيب لهدف محدد، إنها أمور طبيعية، تذكري أن طبيبك النفسي موجود لمساعدتك دون إصدار أحكام. إذا لم تكوني مستعدة للحديث عن موضوع ما، شاركي ما تشعرين به مع الطبيب.
ما هي مدة الجلسة مع الطبيب النفسي؟

من الطبيعي أن تكون جلستك الأولى مع الطبيب النفسي أطول من المعتاد. بشكل عام، يمكن أن تستمر من ساعة إلى ساعتين، في حين أن الموعد العادي يمكن أن يتراوح من 45 دقيقة إلى ساعة. أثناء استشارتك للطبيب النفسي، يطرح طبيبك النفسي الكثير من الأسئلة ويحاول الحصول على فهم كامل لحالتك وصحتك العقلية.
في بعض الحالات، قد يعطيك طبيبك النفسي بعض الواجبات المنزلية، مثل تدوين الملاحظات حول ما تشعرين به، أو قد يوصي باتباع عادات صحية مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتحديد مواعيد النوم.
بعد الاستشارة الأولية، سيقوم طبيبك النفسي بتقييم حالتك وتحديد خطة العلاج الأنسب. ضعي في اعتبارك أن هذه العملية قد تستغرق بعض الوقت، لذلك قد لا تتمكنين من الحصول على التشخيص وخطة العلاج في جلسة واحدة فقط.