مرحبًا بكم !
سنتحدث اليوم عن موضوع مهم ومثير للجدل – وهو "حكم الإسلام في جماع المرأة في دبرها".
تحظى هذه المسألة بمناقشات كبيرة في مجتمعنا اليوم، وسنحاول فهم القوانين والمفاهيم الإسلامية المتعلقة بها.
ففي البداية، يجب أن نفهم أن الإسلام هو دين شامل يرشد المسلمين في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الزوجية.
إذ ينص القرآن الكريم والسنة النبوية على مبادئ وقواعد توجيهية لهذه العلاقات.

وأما بالنسبة إلى الحكم الشرعي في مسألة إتيان المرأة من الدبر، فقد اختلفت آراء الفقهاء في الحكم من حيث الحرمة والكراهة، والكراهة الشديدة، لكن المشهور بين فقهاء الشيعة الإمامية جواز ذلك بشرط رضا الزوجة، ولكن على كراهة شديدة.
وقد أجاب المرجع الديني سماحة السيد علي السيستاني حفظه الله في خصوص هذه المسألة:
لا يجوز على الأحوط وجوبًا من دون رضاها ويكره برضاها كراهة شديدة.

 

كل ذلك اعتمادًا على الأحاديث الشريفة التي تستنبط منها الأحكام وفقًا للقواعد الفقهية والأصولية.
فعن عبد الله بن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يأتي المرأة في دبرها؟ قال: لا بأس إذا رضيت. قلت: فأين قول الله عز وجل: "فأتوهن من حيث أمركم الله"؟
قال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله إن الله تعالى يقول: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم".
إن الله عز وجل حدد موضعا خاصا للعملية الجنسية تتوفر فيه كل المواصفات الكفيلة بإيصال الزوجين إلى ذروة المتعة الجنسية وهو الفرج أو المهبل، وجعل الله جل جلاله أحكاما للاتصال الجنسي، كما وسن آدابا للاستمتاعات الزوجية.
ونحن نؤمن بأن الأزواج الملتزمين بهذه القوانين والسنن يضمنون لأنفسهم سلامة معاشرتهم الجنسية إلى جانب حصولهم على أعلى درجات المتعة الجنسية السليمة، ويجنبون أنفسهم سلبيات وأضرار السلوك الجنسي الخاطئ.
وفي الختام، يجب على الزوجين أن يتفاهما ويحترما حقوق بعضهما البعض في العلاقة الزوجية، مع مراعاة قيم الحياء والاحترام المشترك. ونتمنى أن يكون هذا المقال قد ساهم في توضيح هذا الموضوع بشكل أفضل.
وإذا كنتم ترغبون في المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع أو أي موضوع آخر، فلا تترددوا في ترك تعليقاتكم واقتراحاتكم في أسفل المقال وسنكون سعداء بالرد عليها.