شهر رمضان فرصة للتربية الدينية
السيد حسين الهاشمي
منذ 7 أشهرإنّ شهر رمضان المبارك فرصة استثنائية من قبل الله تبارك وتعالى للاشتغال بالأمور الدينية بشكل أفضل. فكل شخص من أفراد المجتمع، يجد نفسه يجتذب أكثر فأكثر إلى المعنويات والأمور الدينية في هذا الشهر الفضيل. فعلى هذا يكون هذا الشهر المبارك، من أهم الفرص للعوائل والأبوين حتى يربوا أولادهم تربية دينية جيدة حتى تبقى معهم هذه التربية إلى آخر الحياة.
تشجيع الأولاد على الصيام
من أهم الاهتمامات النفسية والأمور التي تشغل بال الأبوين و الأسرة المسلمة في شهر رمضان المبارك هي تشجيع الأولاد على الصيام رغم كونهم في سن المراهقة. لأنهم يريدون أن يربّوا أولادهم تربية دينية حسنة. فأنّ تربية الأولاد من التكاليف الشرعية المجعولة على رقاب الوالدين من قبل الله سبحانه وتعالى. حيث نقرء في القرآن الكريم آياتاً متعددة حول تربية الأولاد من قبل الوالدين. مثلا يقول الله تبارك وتعالى: (يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَکمْ وَأَهْلِيکمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.1) فهذا أمر واضح من الله تبارك وتعالى للأبوين حول تربية الأولاد. وفي آية أخرى، يحكي الله تعالى قول لقمان الحكيم لإبنه ويرسم بشكل جميل، كيف يربي لقمان الحكيم إبنه وهو يقول: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يعِظُهُ يا بُنَي لَا تُشْرِک بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.2) فعلى هذا نشاهد الأبوين يحاولون تربية الأولاد وتعليمهم الصوم والصلاة. والأطفال في هذا المجال نوعان. قسم من الأطفال يميلون تلقائيًا إلى الصيام والصلاة بدون إحتياج إلى أيّ متابعة من الوالدين. لكن بعضهم يحتاج إلى المزيد من التشجيع والتدريب والمتابعة السليمة. ورد رواية عن الإمام الصادق عليه السلام حول كيفية تربية الأولاد في الأمور الدينية وكيفية التشجيع والتدريب والمتابعة لهم. فعنه عليه السلام (إنّا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم ، فإن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل ، فاذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعودا الصوم ويطيقوه ، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما أطاقوا من صيام ، فاذا غلبهم العطش أفطروا.3)
والحين يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال المهم وهو كيف يجب أن نجذب الأطفال إلى الصلاة والصيام منذ سن البلوغ حتى يترك أثرا في حياتهم ويبقى معهم إلى آخر الأعمار، سواء كان الآباء موجودين أم لا. فنربيهم بشكل يقومون بواجباتهم تجاه الله في كل الأحوال والأحيان. فنذكر طرقا لتشجيع الأطفال إلى فعل الواجبات الشرعية والأمور المعنوية بشكل صحيح ودائم.
طرق تشجيع الأطفال إلى فعل الواجبات كالصيام
الأول: التعليم التدريجي
النقطة الأولى هي أن يعلم الأبوين أن التعليم والتربية الدينية لا يحدث تلقائيا وبالمرّة، ولا يمكن أن نتوقع من الأطفال أن يستيقظوا من النوم في صبيحة يوم ويبدءوا بالصلاة والصوم ونحوها من الواجبات. مثلاً لو انتظرنا حتى تبلغ إبنتنا تسع سنوات ثم أخبرناها بالصلاة والصيام لن تلتزم بجميع الواجبات ولايمكنها فعل جميع الواجبات بالمرّة. فكل هذه العادات الإسلامية وتعليم القرآن وفعل التكاليف الشرعية وغيرها يجب أن تكون التزامات تدريجية. فإذا حدث ذلك مثلا قبل سن البلوغ ببضع سنوات فإنّ هذه التربية للوالدين سوف تكون بإتباع الأوامر الدينية ووفقاً لنظر الله سبحانه وتعالى.
وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام (إِنَّا نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِالصَّلَاةِ إِذَا كَانُوا بَنِي خَمْسِ سِنِينَ فَمُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ إِذَا كَانُوا بَنِي سَبْعِ سِنِينَ وَ نَحْنُ نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِالصَّوْمِ إِذَا كَانُوا بَنِي سَبْعِ سِنِينَ بِمَا أَطَاقُوا مِنْ صِيَامِ الْيَوْمِ إِنْ كَانَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ فَإِذَا غَلَبَهُمُ الْعَطَشُ وَ الْغَرَثُ أَفْطَرُوا حَتَّى يَتَعَوَّدُوا الصَّوْمَ وَ يُطِيقُوهُ فَمُرُوا صِبْيَانَكُمْ إِذَا كَانُوا بَنِي تِسْعِ سِنِينَ بِالصَّوْمِ مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ صِيَامِ الْيَوْمِ فَإِذَا غَلَبَهُمُ الْعَطَشُ أَفْطَرُوا.4) ولذلك فلا داعي لأن ينتظر الوالدان حتى يبلغ أطفالهم سن البلوغ والفريضة بل يمكنهم إجلاسهم إلى جانبهم أثناء الفطور والسحور حتى يعرّفونهم على الصيام قبل سن البلوغ بعدّة سنوات. لكن الأفضل الحفاظ على الاعتدال.
تشجيع الأولاد على الصيام
من أهم الاهتمامات النفسية والأمور التي تشغل بال الأبوين و الأسرة المسلمة في شهر رمضان المبارك هي تشجيع الأولاد على الصيام رغم كونهم في سن المراهقة. لأنهم يريدون أن يربّوا أولادهم تربية دينية حسنة. فأنّ تربية الأولاد من التكاليف الشرعية المجعولة على رقاب الوالدين من قبل الله سبحانه وتعالى. حيث نقرء في القرآن الكريم آياتاً متعددة حول تربية الأولاد من قبل الوالدين. مثلا يقول الله تبارك وتعالى: (يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَکمْ وَأَهْلِيکمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.1) فهذا أمر واضح من الله تبارك وتعالى للأبوين حول تربية الأولاد. وفي آية أخرى، يحكي الله تعالى قول لقمان الحكيم لإبنه ويرسم بشكل جميل، كيف يربي لقمان الحكيم إبنه وهو يقول: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يعِظُهُ يا بُنَي لَا تُشْرِک بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.2) فعلى هذا نشاهد الأبوين يحاولون تربية الأولاد وتعليمهم الصوم والصلاة. والأطفال في هذا المجال نوعان. قسم من الأطفال يميلون تلقائيًا إلى الصيام والصلاة بدون إحتياج إلى أيّ متابعة من الوالدين. لكن بعضهم يحتاج إلى المزيد من التشجيع والتدريب والمتابعة السليمة. ورد رواية عن الإمام الصادق عليه السلام حول كيفية تربية الأولاد في الأمور الدينية وكيفية التشجيع والتدريب والمتابعة لهم. فعنه عليه السلام (إنّا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم ، فإن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل ، فاذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعودا الصوم ويطيقوه ، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما أطاقوا من صيام ، فاذا غلبهم العطش أفطروا.3)
والحين يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال المهم وهو كيف يجب أن نجذب الأطفال إلى الصلاة والصيام منذ سن البلوغ حتى يترك أثرا في حياتهم ويبقى معهم إلى آخر الأعمار، سواء كان الآباء موجودين أم لا. فنربيهم بشكل يقومون بواجباتهم تجاه الله في كل الأحوال والأحيان. فنذكر طرقا لتشجيع الأطفال إلى فعل الواجبات الشرعية والأمور المعنوية بشكل صحيح ودائم.
طرق تشجيع الأطفال إلى فعل الواجبات كالصيام
الأول: التعليم التدريجي
النقطة الأولى هي أن يعلم الأبوين أن التعليم والتربية الدينية لا يحدث تلقائيا وبالمرّة، ولا يمكن أن نتوقع من الأطفال أن يستيقظوا من النوم في صبيحة يوم ويبدءوا بالصلاة والصوم ونحوها من الواجبات. مثلاً لو انتظرنا حتى تبلغ إبنتنا تسع سنوات ثم أخبرناها بالصلاة والصيام لن تلتزم بجميع الواجبات ولايمكنها فعل جميع الواجبات بالمرّة. فكل هذه العادات الإسلامية وتعليم القرآن وفعل التكاليف الشرعية وغيرها يجب أن تكون التزامات تدريجية. فإذا حدث ذلك مثلا قبل سن البلوغ ببضع سنوات فإنّ هذه التربية للوالدين سوف تكون بإتباع الأوامر الدينية ووفقاً لنظر الله سبحانه وتعالى.
وفي رواية عن الإمام الباقر عليه السلام (إِنَّا نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِالصَّلَاةِ إِذَا كَانُوا بَنِي خَمْسِ سِنِينَ فَمُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ إِذَا كَانُوا بَنِي سَبْعِ سِنِينَ وَ نَحْنُ نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِالصَّوْمِ إِذَا كَانُوا بَنِي سَبْعِ سِنِينَ بِمَا أَطَاقُوا مِنْ صِيَامِ الْيَوْمِ إِنْ كَانَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ فَإِذَا غَلَبَهُمُ الْعَطَشُ وَ الْغَرَثُ أَفْطَرُوا حَتَّى يَتَعَوَّدُوا الصَّوْمَ وَ يُطِيقُوهُ فَمُرُوا صِبْيَانَكُمْ إِذَا كَانُوا بَنِي تِسْعِ سِنِينَ بِالصَّوْمِ مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ صِيَامِ الْيَوْمِ فَإِذَا غَلَبَهُمُ الْعَطَشُ أَفْطَرُوا.4) ولذلك فلا داعي لأن ينتظر الوالدان حتى يبلغ أطفالهم سن البلوغ والفريضة بل يمكنهم إجلاسهم إلى جانبهم أثناء الفطور والسحور حتى يعرّفونهم على الصيام قبل سن البلوغ بعدّة سنوات. لكن الأفضل الحفاظ على الاعتدال.
الثاني: إستخدام الوسائل المساعدة
من أكثر الطرق التعليمية التي تفيد في تربية الأطفال هي استخدام القصص والحكايات التي تخاطب خيال الطفل، وتعد من أهم وسائل غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال. يمكنكم أن تختاروا من القصص ما تشاءون وتحكوه لطفلكم قبل النوم، أو أن تشاهدوا معه أحد تلك القصص المصورة الموجودة على اليوتيوب وأن تحكوا لطفلكم مثلا كيف ومتى فرض الصيام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن أفضل الأفكار هي إقامة المسابقات بين الأطفال الأكبر لتشجع الطفل الأصغر على الصوم ومشاركة الكبار.
وأيضا أحد الوسائل هي طلب المساعدة من الأطفال. شهر رمضان شهر الكرم. لذا يكثر فيه إعداد أصناف كثيرة من المأكولات والمشروبات المختلفة، فيمكنكم أن تشجعوا طفلكم على الصيام من خلال جعله يساعدكم في إعدادها. بحسب سن الطفل يمكنكم البدء معه في الأعمال. مثلا إن كان طفلكم في سنّ صغير إجعلوه يحضر لكم الأدوات من المطبخ ويقوم بتنظيفها وغسلها، وإن كان أكبر، يمكنه شراء بعض الأغراض من المحلات المجاورة.
كل هذا من شأنه أن يربط طقوس شهر رمضان اليومية بالفرحة والبهجة اللذان يؤثران إيجابيًا على شعور الطفل بشهر رمضان ويشجعه على الصيام به.
الثالث: تعليم الأطفال بفعل الأبوين
يجب أن يقوم الآباء بتعليم أبنائهم وأطفالهم حب الصيام والتعود على الصيام من خلال تنظيم مجالس الذكر لأهل لبيت عليهم السلام المختلفة في المنزل، والصلاة والصيام، والتجمع على مائدة الإفطار والسحور وتلاوة القرآن معًا حتى يشاهد الأطفال هذه الأعمال من الأبوين ويتعلموا ويشتاقوا في فعل هذه العبادات والواجبات مع الأبوين وبقية أعضاء العائلة. فمن الأفضل تعليم الأطفال أهمية الصيام بالقول والممارسة من خلال أنشطتنا الخاصة. وفي هذه الحالة لن ينسى الأطفال أبدًا فعل الآباء الذين يصومون رغم كل انشغالاتهم الدنيوية، والحرّ والبرد، والعمل اليومي والتعب، وفي هذه الحالة، يجعلون الآباء والأمهات قدوة لهم في الإكتراث بالأفعال العبادية والواجبات الشرعية. ويجب أن لايكون هذه الأعمال والمجالس جبرياً وإكراهياً على الأطفال. لأن الإجبار والإكراه ينتج العكس في أغلب الأوقات. فعلى الأبوين أن يفعلوا هذه الأفعال بكيفية يشتاق الطفل بنفسه أن يفعل هذه الأفعال ويشارك في هذه المجالس.
الرابع: تعليم أهمية الصيام وشهر رمضان
النقطة الحائزة للأهمية هي أن يفهم الأطفال أهمية الصيام وقيمة الصيام عند الله تبارك وتعالى.
يقول أحد مستشاري الأمور المعنوية في هذا المجال:( إن أفضل طريقة لتشجيع الأبناء على القيام بواجباتهم هي حكاية محاسن هذا العمل وقيمة الأعمال الحسنة والقيام بالواجبات. ومن الأفضل أثناء الصيام أن تخبر الأطفال عن النِعَم التي أنعم الله بها علينا وتغيير النفس. على سبيل المثال، نقول للأطفال أنه لا توجد بركات في أشهر أخرى مثل شهر رمضان ومائدتنا مليئة بالبركات الإلهية في هذا الشهر العظيم. أخبروهم بنتائج أعمال الحسنة وأنه كيف يكافؤ الله المحسنين في الدينا والآخرة. خلال شهر رمضان والصيام، يجب أن نتصرف بطريقة تجعل أطفالنا يستنتجون أن شهر رمضان والصيام أفضل الشهور ويشجعهم هذه التصرفات إلى الصيام وحبّ شهر رمضان.)
الخامس: المواظبة على تغذية الأطفال في فترة الصيام
إذا كان لدينا مراهق صائم في هذه الفترة، فيجب علينا الاهتمام بتغذيته أثناء الإفطار حتى الفجر، من المشروبات المغذية والصحية والطعام المناسب والخفيف، ولا يجب أن نعتبر تغذية المراهقين مثل البالغين. لأن أجسام المراهقين والأطفال الذين بدءوا بالصيام في هذه السنة، غير معتادة على الصيام وعدم الأكل والشرب مدة عديدة. فيجب أن يتغذوا بشكل صحيح حتى لايسبب الصيام لهم أمراض شديدة ولاتؤدي هذه الأمراض إلى الإبتعاد عن الصيام نفسيا وحتى لايرتسم صورة سيئة للصيام وشهر رمضان في أذهن الأطفال.
هذه كانت القليل من الأمور التي تساعدكم في تشجيع الأطفال للصيام. أرجوا أن لاتنسونا من صالح أدعيتكم في هذا الشهر المبارك.
1) سورة التحريم، الآية 6.
2) سورة لقمان، الآية 13.
3) العاملي، الشيخ حرّ، وسائل الشيعة، ج10، قم، نشر مؤسسة آل البيت، ص234.
4) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج3، طهران، نشر دار الكتب الإسلامية، 1407ق، ص409.
التعلیقات