التخطيط لختم القرآن في شهر رمضان للنساء ربات البيوت
السيد حسين الهاشمي
منذ 23 ساعةقراءة القرآن في شهر رمضان لها أهمية كبيرة حيث إن شهر رمضان شهر نزول القرآن، وأنزل الله تعالى القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه. وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾ (1). فمن أهم العبادات التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى هي قراءة القرآن. وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: « لكل شئ ربيع وربيع القرآن شهر رمضان » (2). وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: « إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض فغرة الشهور شهر الله شهر رمضان ، وقلب شهر رمضان ليلة القدر ، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان ، فاستقبل الشهر بالقرآن » (3). وأيضا قد روي عن الإمام الرضا عليه السلام: « من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب الله عزوجل كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور » (4).
تعزيز العلاقة مع القرآن في شهر رمضان
فرصة شهر رمضان هي فرصة ذهبية لتعزيز العلاقة مع القرآن الكريم. وهناك بعض الطرق التي يمكننا من خلالها الاستفادة من هذا الشهر المبارك. إليكم بعض هذه الطرق.
تخصيص وقت يومي: حاولي تخصيص وقت محدد يوميًا لقراءة القرآن. سواء كان ذلك في الصباح بعد صلاة الفجر أو في المساء بعد الإفطار، اجعلي هذا الوقت جزءًا من روتينك اليومي.
التدبر والتفكر: لا تكتفِ بقراءة الآيات، بل حاولي أن تتأملي معانيها وتفكري في الدروس والعبر التي تحتويها. يمكنك استخدام كتب التفسير أو الاستماع إلى شروحات العلماء لتعميق فهمك.
القراءة الجماعية: إذا كان لديك عائلة أو أصدقاء، يمكنك تنظيم جلسات قراءة جماعية للقرآن. هذا يعزز الروح الجماعية ويجعل القراءة أكثر متعة.
الاستماع إلى القرآن: يمكنك الاستماع إلى تلاوات القرآن من خلال التطبيقات أو المواقع الإلكترونية. هذا سيساعدك على الاستمتاع بجمال الصوت والموسيقى القرآنية، ويعزز من حبك للقرآن.
التطبيق العملي: حاولي تطبيق ما تتعلمه من القرآن في حياتك اليومية. سواء كان ذلك من خلال الأخلاق، أو السلوك، أو التعامل مع الآخرين. هذا سيعزز من ارتباطك بكلام الله ويجعل تأثيره ملموسًا في حياتك.
تجشيع ربات البيت على قراءة القرآن
تشجيع ربات البيوت على قراءة القرآن، خاصة في شهر رمضان، يتطلب التركيز على واقعيات الحياة اليومية والانشغالات التي يواجهنها. ففي هذا السياق، نطرح النقاط التالية.
التخطيط المناسب: حتى مع الانشغالات اليومية، يمكن تخصيص أوقات معينة لقراءة القرآن. على سبيل المثال، يمكن قراءة آيات القرآن خلال فترات قصيرة مثل أثناء تحضير الطعام أو خلال فترات الاستراحة.
استخدام التكنولوجيا: من خلال استخدام التطبيقات والبرامج القرآنية، يمكن قراءة القرآن في أي وقت ومكان. يمكن أن تساعد هذه الأدوات في حمل القرآن على الهاتف المحمول والاستفادة منه في كل فرصة.
خلق بيئة مناسبة: حاولي إنشاء بيئة هادئة ومريحة لقراءة القرآن. يمكن أن تشمل هذه البيئة إضاءة مناسبة، وعطر لطيف، وهدوء، مما يساعد على زيادة التركيز.
تشجيع الأسرة: يمكن دعوة أفراد الأسرة للقراءة معك. سيساعد هذا ليس فقط في تعزيز علاقتك مع القرآن، بل أيضًا في تعزيز الروابط الأسرية.
تحويل القراءة إلى عادة: حاولي تحويل قراءة القرآن إلى عادة يومية. مع مرور الوقت، ستصبح هذه العادة جزءًا من حياتك، وستستطيعين حتى في الأيام المزدحمة تخصيص وقت لها.
تأثير قراءة القرآن على الهدوء الروحي والمعنوي
قراءة القرآن الكريم لها تأثير عميق ومباشر على الهدوء الروحي والمعنوي في الحياة اليومية. إليك بعض الجوانب التي توضح هذا التأثير.
الطمأنينة النفسية: قراءة القرآن تجلب الطمأنينة والسكينة للروح. الآيات القرآنية تحتوي على رسائل تدعو إلى الاطمئنان والثقة بالله، مما يساعد على تخفيف مشاعر القلق والتوتر. فإنه قد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ (5).
تعزيز الإيمان: تلاوة القرآن تعزز الإيمان بالله وتعمق الفهم لرسالاته. هذا الإيمان القوي يساهم في بناء الثقة بالنفس والشعور بالأمان الروحي، مما ينعكس إيجاباً على الحياة اليومية. كالاية الشريفة: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ (6).
توجيه السلوك: القرآن يحتوي على توجيهات وأخلاقيات تساعد الأفراد في اتخاذ قرارات صائبة في حياتهم. هذه التوجيهات تساهم في تحسين العلاقات الاجتماعية وتعزيز السلوك الإيجابي. كالآية الشريفة: ﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ (7).
الإيجابية والتفاؤل: الآيات القرآنية تحمل رسائل الأمل والتفاؤل، مما يساعد في تعزيز نظرة إيجابية تجاه الحياة. هذا التفاؤل يساهم في تقليل مشاعر الإحباط والقلق.
التواصل الروحي: قراءة القرآن تعتبر شكلًا من أشكال العبادة والتواصل مع الله. هذا التواصل يخلق شعورًا بالتقرب من الله ويزيد من الوعي الروحي، مما يساهم في الهدوء الداخلي.
تقسيم أوقات القراءة
تقسيم وقت قراءة القرآن يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعزيز العلاقة مع القرآن الكريم، خاصةً في ظل الانشغالات اليومية.
الصباح بعد صلاة الفجر: بعد صلاة الفجر، حين يكون المنزل أكثر هدوءًا. فحاولي قراءة 5 إلى 10 صفحات. هذا الوقت يمنحك فرصة للتأمل في الآيات والاستفادة من الطاقة الروحية في بداية اليوم.
بعد الظهر أو العصر: خلال فترة الاستراحة أو عندما تكون الأعمال المنزلية أقل يمكنك قراءة عدد من الصفحات حسب الوقت المتاح، أو حتى قراءة آيات قصيرة.
قبل النوم: قبل النوم بعد انتهاء جميع الأعمال اليومية. حاولي قراءة 5 إلى 10 صفحات مع تدبر المعاني. قراءة القرآن قبل النوم تساعد على الهدوء وتهيئة النفس للراحة، مما يجعل النوم أكثر سكينة.
جدول البرامج اليومي لقراءة القرآن
إذا كان القرآن يحتوي على حوالي 600 صفحة، فإن الختم الكامل يتطلب قراءة حوالي 20 صفحة يوميًا. إليك كيف يمكنك تنظيم وقتك لتحقيق هذا الهدف.
الزمان الفعالية عدد صفحات القرآن
بعد صلاة الفجر قراءة القرآن والتدبر 5 إلى 10 صفحات
الصبح إلى الظهر فعاليات المنزل -
بعد الظهر قراءة القرآن في زمن الراحة 5 صفحات
العصر تهيئة الإفطار والسحور -
بعد صلاة المغرب والإفطار قراءة القرآن مع العائلة 5 إلى 10 صفحات
قبل النوم قراءة القرآن والتدبر فيه 5 صفحات
الملاحظات
الأول: حاولي أن تكون في مكان هادئ أثناء القراءة، مما يسهل عليك التركيز والتفكر في معاني الآيات.
الثاني: يمكنك تدوين الآيات أو الأفكار التي تثير انتباهك أثناء القراءة، مما يساعد على التعلم والتذكر.
الثالث: تقسيم الأعمال المنزلية إلى أجزاء صغيرة مع تخصيص أوقات قصيرة لقراءة القرآن يمكن أن يكون طريقة فعالة لزيادة الإنتاجية وتوفير الوقت للعبادة.
الرابع: استغلال أوقات الانتظار، مثل تلك التي تقضيها أثناء طهي الطعام، هو وسيلة فعالة لزيادة وقت قراءة القرآن دون الحاجة لتخصيص وقت كبير. مثلا عندما تكونين في المطبخ لطهي الطعام، يمكنك الاستفادة من الوقت الذي تحتاجه الطعام للطهي، لقراءة بعض الآيات.
الخامس: يمكنك استخدام تطبيقات القرآن الكريم على الهاتف المحمول. هذا يسهل عليك قراءة القرآن في أي وقت، بما في ذلك أثناء الطهي أو القيام بأعمال منزلية أخرى. لكن تأكدي من أن الهاتف في مكان آمن بعيدًا عن الماء والسخونة.
السادس: حاولي جعل هذه العادة (قراءة القرآن) جزءًا من روتينك اليومي. مع الوقت، ستلاحظين أنك قد تمكنت من قراءة عدد كبير من الآيات دون الحاجة لتخصيص وقت كبير.
السابع: الإعداد المسبق قبل بدء الطهي، حددي عدد الآيات أو الصفحات التي تنوين قراءتها أثناء الوقت الذي ستقضينه في المطبخ. هذا سيساعدك على البقاء منظمًا ويعزز من قدرتك على تحقيق أهدافك القرآنية.
هذه كانت بعض الاقتراحات والملاحظات لربات البيت حتى يتمكنن من تخطيط الختم القرآن في شهر رمضان المبارك.
1) سورة البقرة / الآية: 185.
2) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 96 / الصفحة: 386 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
3) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 96 / الصفحة: 386 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
4) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 96 / الصفحة: 341 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
5) سورة الرعد / الآية: 28.
6) سورة الطلاق / الآية: 2 و 3.
7) سورة الرعد / الآية: 25.
التعلیقات