ختان الإناث : قراءة علمية
ريحانة
منذ أسبوعليست كل العطل مليئة بالهدايا والأفراح؛ أحيانًا تعود الفتاة بذاكرة مختلفة، بحدثٍ يرافقها طيلة العمر. كاترين منغاني، فتاة كينية تبلغ من العمر 12 عامًا، عادت من نيروبي إلى قريتها لقضاء عطلة عيد الميلاد، لكنها واجهت تجربة شكّلت نقطة تحوّل في حياتها.
لمحة واقعية عن ختان الإناث
يُمارَس الختان، أو ما يُعرف أحيانًا بـ«تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية»، في عدد من المجتمعات في إفريقيا وآسيا، وبعض الجاليات المهاجرة حول العالم. وتتباين الدوافع بين ثقافية واجتماعية، وقد تكون دينية أو صحية في بعض السياقات. ويُعدّ الموضوع محل نقاش واسع في الأوساط الصحية والحقوقية.
بحسب تقارير منظمة اليونيسف، فإن ما يزيد عن 302 مليون فتاة وامرأة حول العالم تعرّضن لشكلٍ من أشكال ختان الإناث، من بينهن 25 مليونًا أُجري لهنّ هذا الإجراء على يد عاملين صحيين، ما يشير إلى انتشار ما يُعرف بـ«الختان الطبي».
الدول التي تظهر فيها الممارسة
تشير البيانات المستخلصة من الدراسات الوطنية واستطلاعات اليونيسف إلى أنّ ختان الإناث يُمارَس في أكثر من 30 دولة، أبرزها:
الصومال
السودان
مالي
غينيا
مصر
كينيا
إثيوبيا
إندونيسيا
وبعض الجاليات في أوروبا وأمريكا
تتباين معدلات الانتشار حسب المناطق، والعوامل المؤثرة تشمل الانتماء العرقي، الانتماء الديني، مستوى التعليم، والموقع الجغرافي.
التوزيع الجغرافي للختان الطبي في العالم
تعود أعلى معدلات الختان الطبي إلى خمس دول: مصر (٣٨٪)، السودان (٦٧٪)، غينيا (١٥٪)، كينيا (١٥٪) ونيجيريا (١٣٪).
تُعدّ قارة إفريقيا صاحبة النسبة الأكبر من إجمالي عدد حالات الختان الطبي في العالم، حيث تضمّ أكثر من ١٤٤ مليون حالة.
تأتي آسيا في المرتبة التالية، حيث تُسجَّل فيها أكثر من ٨٠ مليون حالة، منها ستة ملايين في دول منطقة الشرق الأوسط.
كما تشير التقديرات إلى وجود ما بين مليون إلى مليونين من النساء اللواتي خضعن لهذا التقليد في مجتمعات صغيرة ودول تُعدّ وجهات للمهاجرين في بقية أنحاء العالم.
التصنيفات الطبية للختان حسب منظمة الصحة العالمية
النوع الأول: الاستئصال الجزئي أو الكلي للبظر
يتضمّن إزالة البظر أو الجلد المحيط به، ويُعرف بـ«الختان البسيط».
النوع الثاني: القطع الأوسع
يشمل إزالة البظر بالإضافة إلى الشفرين الصغيرين، وقد يتضمّن الشفرين الكبيرين.
النوع الثالث: التضييق أو الخياطة (الإنفبيوليشن)
يتضمّن إزالة الشفرين الكبيرين أو الصغيرين وخياطتهما جزئيًا لترك فتحة صغيرة لخروج البول والحيض.
النوع الرابع: ممارسات متنوعة أخرى
ويشمل أشكالًا غير مصنّفة مثل: الثقب، الحرق، الكشط، أو الوخز.
هذه التصنيفات تهدف إلى تسهيل الفهم السريري والبحثي، وهي لا تعبّر بالضرورة عن السياق الثقافي والاجتماعي الذي يُمارَس فيه الختان.
من التجربة الفردية إلى العمل المجتمعي
كاترين منغاني، وبعد مرور سنوات على تجربتها في الطفولة، اختارت أن تتخصّص في مجال التمريض، وتقوم اليوم بتقديم التوعية الصحية في مناطق مختلفة من كينيا. من خلال مشاركتها، تسعى إلى نقل المعرفة والتجربة، والمساهمة في الحوار المجتمعي حول صحة الفتيات والممارسات التقليدية.
النتيجة
ختان الإناث هو ظاهرة اجتماعية ذات جذور تاريخية عميقة في عدد من الثقافات والمجتمعات، وتُناقَش اليوم في الأوساط العلمية والطبية من زوايا متعددة. فهم السياق، والاعتماد على بيانات دقيقة، والاستماع إلى تجارب النساء، يشكّل مدخلًا أساسيًا لأي نقاش مسؤول حول هذه الممارسة.
أسئلة وأجوبة:
1. ما هو المقصود بختان الإناث من منظور طبي؟
هو مصطلح يُطلق على إجراءات تتضمّن إزالة جزئية أو كلية لأجزاء من الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة، ويُصنّف طبياً إلى أربعة أنواع.
2. ما هي أبرز الدول التي تسجّل معدلات مرتفعة في ممارسة الختان؟
تشمل دولًا في إفريقيا مثل السودان والصومال ومصر، وأخرى في آسيا مثل إندونيسيا، إضافة إلى بعض الجاليات في الغرب.
3. ما دور المؤسسات الصحية في هذه الظاهرة؟
تشير الإحصاءات إلى أن نسبة من هذه الممارسات يتم تنفيذها من قِبل طواقم طبية، وهو ما يطرح تساؤلات أخلاقية ومهنية في بعض السياقات.
4. هل تتفق المجتمعات المختلفة على أسباب ممارسة الختان؟
لا، تختلف الأسباب بحسب الخلفية الثقافية والدينية والاجتماعية، ويُعتبر الختان في بعض المجتمعات طقس عبور، وفي أخرى وسيلة لضبط السلوك.
5. كيف تسهم تجارب النساء مثل كاترين في النقاش العام؟
من خلال مشاركتهن الصادقة، تسهم هذه الأصوات في تعميق الفهم المجتمعي وتوسيع الحوار حول صحة الفتيات والخيارات التربوية.
دعوة للتفكير
ختان الإناث ليس مجرد مصطلح طبي أو عنوان إخباري، بل تجربة حيّة تمرّ بها فتيات ونساء في مختلف أنحاء العالم. سواء كنا نؤيد أو نعارض هذه الممارسة، تبقى المعرفة الدقيقة والسياق العلمي والتواصل الإنساني المفتاح لفهم أعمق وبحث مسؤول.
التعلیقات