دور المرأة في الإسلام: اقتصاد، ثقافة وأمن اجتماعي
حقوق المرأة
منذ 8 ساعاتفي عالم اليوم، حيث تواجه المرأة تحديات كبيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، يصبح فهم دورها الحقيقي في الإسلام ضرورة لكل امرأة طموحة ومهتمة بحياتها وأسرتها. هذا المقال يأخذكِ في رحلة ممتعة لاكتشاف كيف ساهمت النساء في بناء الاقتصاد، الثقافة، والأمن الاجتماعي، بدءاً من السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وكيف يمكن لكل امرأة اليوم أن تكون ركيزة صلبة لمجتمعها وأسرتها من خلال الحفاظ على القيم والأخلاق الإسلامية. قراءة هذا المقال ستمكّنك من فهم دورك وتأثيرك في عالمك اليومي.
دور المرأة في المجال الاقتصادي والثقافي من منظور القرآن
على خلاف عصر الجاهلية وبعض التيارات، جعل الإسلام للمرأة استقلالاً اقتصادياً، فهي مالكة لمالها ملكيةً تامّة ولها الحق في التصرّف فيه كيف تشاء. ومن أمثلة ذلك:
السيدة خديجة، حامية رسول الله
في المجال الاقتصادي أيضاً، كان للنساء كما للرجال دور تاريخي. فحضور السيدة خديجة سلام الله عليها زوجة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله في الساحة الاقتصادية يعبّر عن هذه الحقيقة. كانت خديجة سلام الله عليها من النساء الثريات والمشهورات في قريش.
وكانت عفّتها، وشرفها العائلي، وكمالاتها النفسانية، وفضائلها الأخلاقية مضرب المثل عند الخاص والعام، وكانوا يلقّبونها بـ «الطاهرة» و«سيّدة قريش». قبل زواجها وإيمانها بدين النبي، أدّت حضورها الاجتماعي بشكل جيّد، فحازت استقلالاً اقتصادياً، وحصلت على أموال كثيرة من طريق التجارة، وأصبحت تاجرة ناجحة وماهرة استطاعت أن تدير نشاطاً اقتصادياً مزدهراً في المجتمع.
تزوّجت بالنبي صلى الله عليه وآله وقضت حوالي خمسٍ وعشرين سنة من حياتها إلى جانبه بصفاءٍ ومودّة. وبعد الزواج صارت من أعظم أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله ودين الإسلام، وقدّمت له العون الكثير في مسيرة رسالته.
إنّ خديجة الكبرى أوّل امرأة آمنت بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، وأوّل امرأة صلّت جماعة في مكة خلف النبي الكريم صلى الله عليه وآله ، وأوّل امرأة أعلنت إيمانها في مكة بين المشركين. وهي المرأة الوحيدة التي بذلت كل أموالها لرسول الله صلى الله عليه وآله ومن أجل تحقيق أهدافه. هذه السيّدة الجليلة، مع ما كانت تملكه من ثروة، صبرت ثلاث سنوات من الحصار الشديد في شعب أبي طالب طلباً لرضا الله، وأنفقت كل أموالها لإنقاذ المسلمين ودعم الإسلام.
الاستقلال الاقتصادي للمرأة
القرآن الكريم جعل للمرأة كما للرجل استقلالاً اقتصادياً، بمعنى أنّها تستطيع شرعاً وقانوناً التصرّف في أموالها وممتلكاتها، وأن تدخل ميادين التجارة والاقتصاد. وقد دلّت آيات في القرآن على اعتبار السعي الاقتصادي وملكية ثمرة العمل، وأثبتت ملكية النساء صراحة:
﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ (١).
في ثقافة العرب في الجاهلية، كان الإرث لمن يقدر على القتال في ساحة الحرب؛ ولم يكن ذلك إلا للرجال. وفي مثل هذا الجوّ، صرّح القرآن بذكر «النساء» في مقابل «الرجال» في جملة مستقلّة، ليبيّن حكم إرث المرأة إلى جانب حكم إرث الرجل. وفي آية أخرى اعترف القرآن بملكية ثمرة عمل المرأة وما تكتسبه من طريق الصناعة والحرفة: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ (٢).
وبناءً عليه، فالمرأة مثل الرجل مالكةٌ لما تكسبه من طريق العمل والجهد المادي. وفي القرآن آيات كثيرة تشير إلى استقلال المرأة الاقتصادي ودورها وحضورها في المجال الاقتصادي، ولكن ذكرها وتفصيلها خارج عن نطاق هذا البحث (٣).
دور المرأة في المجال الثقافي
كما كان للنساء دور تاريخي في المجالات السياسية والاقتصادية والعقائدية، فقد كان لهنّ أيضاً دور في المجالات الثقافية المختلفة مثل: الأدب والفن، التعليم والتربية، التحصيل العلمي، الحجاب والقيم والمعايير الاجتماعية، حيث يمكن أن يكنّ لهنّ أدوار إيجابية أو سلبية. المرأة، من خلال الحفاظ على الثقافة والمعايير الاجتماعية، تستطيع أن تهيّئ أجواء الأمن والطمأنينة الروحية للناس.
دور السيدة فاطمة عليها السلام في المجال الثقافي
كما كان للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دور بارز في المجال السياسي، فقد كانت أيضاً شخصية لامعة في المجال الثقافي. فقد كان الصحابة، في أوقات فراغهم، يجتمعون حولها ليتعلّموا منها الحكم الثمينة والنصائح القيّمة. و كانت لها معرفة كاملة بالأحكام الفقهية والشريعة، ونقلت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله.
دور المرأة في تخريب الثقافة والمعايير الإسلامية
وكما للمرأة دور مؤثّر في نشر الثقافة والمعايير الإسلامية، فإنّ لها أيضاً القدرة على تخريبها وإضعافها، مما يترك آثاراً لا تُعالج في جسد الأمة الإسلامية. فالنساء، من خلال كسر المعايير، يمكن أن يتسبّبن بأضرار نفسية واجتماعية لأنفسهن وللآخرين، ومن الآثار السلبية لذلك:
سلب الأمن العام
الأمن ليس ظاهرةً أحادية البعد تنحصر في الأمن العسكري أو الاقتصادي أو السياسي، بل هو ظاهرة متعددة الأبعاد تشمل الأمن الفكري والنفسي والعقائدي للأفراد أيضاً.
إنّ التبرج وكسر المعايير من قِبَل النساء، وما يتبعه من مظاهر مثل التزين، والظهور بمفاتنهنّ، والدلال وما شابه ذلك، يضع الرجال، خصوصاً الشباب، في حالة إثارة دائمة، وهي إثارة تؤدي إلى إنهاك أعصابهم وخلق توتر عصبي مرضي، وقد تكون مصدراً لأمراض نفسية. وهذا الأمر ظاهر تماماً في الغرب بسبب حرمانهم من تعاليم الإسلام.
ديانا راسل، وهي عالمة اجتماع مشهورة، أجرت مقابلات مع تسعمئة امرأة تم اختيارهن عشوائياً حول تجاربهنّ المريرة في سوء المعاملة والاعتداء الجنسي والأضرار النفسية. وكانت نتائج هذه المقابلات كالتالي: من بين كل أربع نساء، تعرّضت واحدة منهن لاعتداء جنسي، ومن بين كل ثلاث نساء، تعرّضت واحدة منهن في طفولتها لسوء معاملة جنسية (٤).
إنّ إيجاد الأمن الاجتماعي أمر عقلائي لا يختص بالمجتمع المسلم؛ بل كل مجتمعٍ وحكومة يكون هدفها الأول توفير الأمن وتهيئة أجواء الراحة والطمأنينة للناس. وفي المجتمع الإسلامي، يُعتبر الحجاب أمراً مقدساً وقيمةً، بينما تُعدّ السفور قيمة سلبية ومخلّة بالأمن الاجتماعي. وقد أولى القرآن الكريم أهمية خاصة لهذه المسألة، وحذّر البشر من آثار انعدام الأمن بسبب السفور فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٥).
في صدر الإسلام، كان من المعتاد أن الإماء يخرجن من بيوتهنّ دون ستر الرأس والعنق، وبما أنّ وضعهن الأخلاقي لم يكن حسناً، فقد كان بعض الشباب الطائشين يضايقونهن. وهنا أُمر النساء الحرائر المسلمات أن يلتزمن الحجاب الإسلامي الكامل ليميزن عن الإماء، فلا يجد الفساق ذريعة لمضايقتهن. والمقصود من ذلك ليس إعطاء الحق للأوباش في مضايقة الإماء، بل هو سلب الذريعة من أيدي الفاسدين. والهدف هو أن لا تكون النساء المسلمات متساهلات أو لا مباليات بالحجاب، كما تفعل بعض النساء غير الملتزمات اللواتي، رغم ارتدائهن الحجاب، يظهرن أجزاء من أجسادهن، فيثيرن بذلك انتباه الفساق.
مع أنّه قيل إنّ الإماء يمكن أن يكشفن رؤوسهن، إلا أنّ إباحة كشف رؤوسهن مسألة قابلة للتأمل ينبغي بحثها في موضعها الخاص.
وقد تحدّث الإمام علي عليه السلام عن دور الالتزام بالمعايير الإسلامية في تحقيق الأمن النفسي للمجتمع، فقال مخاطباً الإمام الحسن عليه السلام:
« اكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَاهُنَّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ خَيْرٌ لَكَ وَ لَهُنَّ مِنَ الِارْتِيَابِ » (٦).
اختلال النظام الاجتماعي
النظام الاجتماعي واستقرار المجتمع من الأهداف المهمة للنظام الإسلامي. فالنظام الاجتماعي يشكّل أساس الحياة الاجتماعية للبشر، وإلا فإن الفوضى ستسود حياة الإنسان. ومن بين الأمور التي تهدّد هذا الأساس: السفور وكسر المعايير.
الأسرة
تشكّل الأسرة أساس وأهم نظام اجتماعي للإنسان. ففي ظل هذا الكيان المقدس، يُنشأ المجتمع الصحي وتُربّى الأجيال. ويمكن للسفور أن يحوّل هذا الكيان إلى جحيمٍ متأجج ويُفكك أفراده. وتُظهر الإحصاءات المؤكدة والمستندة أنّ زيادة العري في العالم تتزامن مع ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال الأسري بشكل مستمر.
في بيئة تُراعى فيها المعايير الاجتماعية والشروط الإسلامية الأخرى، يكون الزوجان مرتبطين ببعضهما، ومشاعرهما وحبهما وعواطفهما مخصّصة لبعضهما، لذا يكون الطلاق والانفصال أقل. ولكن في سوق العري المفتوح، حيث تتحوّل النساء فعلياً إلى سلعة مشتركة على الأقل في مرحلة ما قبل الجماع، فإنّ قداسة العهد الزوجي تصبح بلا معنى، وتتفكك الأسر بسرعة كخيوط العنكبوت، ويصبح الأطفال بلا مأوى.
تهديد النظام الاجتماعي
لا يقتصر أثر السفور على النظام الأسري فحسب، بل يهدّد النظام الاجتماعي للمجتمع والدولة أيضاً. فإذا انتقل السفور والمتع الجنسية من البيت إلى الأماكن العامة، والمكاتب، ومكان العمل، فإن النظام والنشاط الاجتماعي يتأذى، ويُشلّ قوى العمل في المجتمع، لأن تهيئة أسباب المتع غير الشرعية تدفع المجتمع نحو الفساد.
وقد حرّم القرآن الكريم حضور النساء في الساحة الاجتماعية بشكل عارٍ أو مكشوف الرأس، واعتبر هذه الصفة من صفات النساء في الجاهلية: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ (٧)
(التبرج) يعني الظهور أمام الناس، وكما يظهر البرج للعيان، وكلمة (الجاهلية الأولى) تعني الجاهلية قبل البعثة. (٨)
التشجيع على الفسق والفجور
يقول القرآن الكريم: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ (٩).
و(الإبداء) يعني الإظهار، والمقصود بزينة النساء: أماكن الزينة، لأن إظهار الزينة نفسها مثل الأقراط والأساور ليس حراماً، والمقصود هو إظهار مكان الزينة (١٠).
ومن آثار كسر المرأة للمعايير تشجيع الفسق في المجتمع؛ فالحضور المتبرّج وإظهار أماكن الزينة لغير المحارم في الأماكن العامة هو صرخة صامتة للفساد. فالنساء بحضورهنّ الفاسد والمثير للشهوة بين الناس يقلّلن الحساسية تجاه القيم الإسلامية مثل العفاف والحياء، ويشكّلن نوعاً من الثقافة على الفسق، ويقولون للآخرين: كونوا مثلنا. وهذا لا يفسد الجنس الموافق فقط، بل يجذب الجنس المخالف أيضاً ويؤثر على شباب المجتمع.
ويأمر القرآن الكريم الرجال أيضاً بالالتزام بالمعايير والقيم الإسلامية وحفظ البصر عن المحارم: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (١١).
إنّ الثقافة الفاسدة للنساء تؤدي إلى تقليد الرجال للنساء والعكس، وهذا واضح في المجتمعات الغربية. وللأسف، يُلاحظ هذا أحياناً في بعض المجتمعات الإسلامية، حيث يزيّن بعض الرجال وجوههم مثل النساء، بينما يحرم التقليد بين الرجال والنساء.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
« سَيَأْتِي أَقْوَامٌ يَأْكُلُونَ طَيِّبَ الطَّعَامِ وَأَلْوَانَهُ، وَيَرْكَبُونَ الدَّوَابَّ وَيَتَزَيَّنُونَ بِزِينَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهِمْ، وَيَتَبَرَّجُونَ تَبَرُّجَ النِّسَاءِ وَزِينَتِهِنَّ مِثْلَ زِيِّ الْمَمْلُوكِ الْجَبَّارَةِ، هُمْ مُنَافِقُو هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ » (١٢).
النتيجة
المرأة في الإسلام ليست مجرد متلقية، بل هي فاعلة ومؤثرة في جميع مجالات الحياة. باستقلالها الاقتصادي، وحفاظها على القيم والثقافة الإسلامية، والتزامها بالحجاب والآداب، تستطيع أن تكون قوة إيجابية تبني الأسرة والمجتمع وتساهم في استقرار الحياة الاجتماعية. دور المرأة يتجاوز البيت ليشمل المجتمع بأسره، ويصبح الحفاظ على المبادئ الإسلامية أساساً للسلامة والأمن لكل فرد.
كوني المرأة المؤثرة في حياتك وحياة من حولك.
حافظي على القيم الإسلامية في حياتك اليومية.
اعملي على تعزيز التعليم والثقافة لأطفالك وأسرتك.
كوني قدوة في الالتزام بالحجاب والأخلاق الإسلامية.
ساهمي في بناء مجتمع آمن ومتماسك من خلال حضورك الإيجابي والتزامك بالقيم.
(ترجمة كتاب "الدور التاريخي للمرأة من منظور القرآن" تأليف السيّد إبراهيم حسيني، من الصفحة 75 إلى الصفحة 84).
1. النساء: 7.
2. النساء: 32.
3. النساء: 2 / الطلاق: 2 / النساء: 28 و 128 / البقرة: 229 و 237
4. دور النساء في عصر الإمام علي عليه السلام / جمع من الكتاب / الصفحة : 95.
5. الأحزاب: 59.
6. الكافي / دار الطباعة الإسلامية/ الشيخ الكليني / المجلد: 5 / الصفحة: 338.
7. الأحزاب: 33.
8. الميزان في تفسير القرآن / السيد محمد حسين الطباطبائي / المجلد 16/ تحت الآية 33 من سورة الأحزاب.
9. النور: 31
10. الميزان في تفسير القرآن / السيد محمد حسين الطباطبائي / المجلد 15 / تحت الآية 31 من سورة النور.
11. النور: 30
12. وسائل الشيعة / الشيخ حر العاملي / المجلد: 15 / الصفحة: 343.
التعلیقات