فضل تسبيح فاطمة الزهراء صلوات الله عليها
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتإن الأذكار الواردة في مصادرنا الحديثية كثيرة، وذكر لكل منها فضل وثواب، حتى يجعل روح الإنسان يشتاق إلى العروج المعنوي وتُجلي قلبه، ولكن هناك أذكار لها فوائد أعظم وأكثر من الأذكار الأخرى، ولها ميزات خاصة لا يضاهيها شيء من العبادات، ومن هذه الأذكار التي جعلت لها مكانة رفيعة وأهمية خاصة عند أئمة المذهب عليهم السلام، حيث تكلموا عنها بمفردها تسبيح السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وذكروا لها خصوصيات منفردة.
كيف نُسبت هذه التسبيحة للزهراء صلوات الله عليها
قد جاء في الخبر أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول الله، وقلت لفاطمة: "اذهبي إلى رسول الله، واسأليه أن يعطينا خادماً؛ ليساعدك في أعمال المنزل". فذهبت فاطمة إلى الرسول، فقال رسول الله : "يا فاطمة ، أُعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها: تكبرين اللَّه بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وتسبحين اللَّه ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك ب(لا إله إلا اللَّه)، وذلك خير لك من الذي أردتِ ومن الدنيا وما فيها"، فلزمت صلوات اللَّه عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونُسب إليها». (1)
فضل تسبيح الزهراء صلوات الله عليها
قال الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ سَبَّحَ تَسْبِیحَ فَاطِمَةَ عليها السلام قَبْلَ أَنْ یثْنِي رِجْلَیهِ مِنْ صَلاَةِ اَلْفَرِیضَةِ غُفِرَ لَهُ وَیبْدَأُ بِالتَّکبِیر». (2)
وقال الإمام الصادق عليه السلام: «تَسْبِیحُ اَلزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ عليها السلام فِي دُبُرِ کلِّ صَلاَةٍ أَحَبُّ إِلَيّ مِنْ صَلاَةِ أَلْفِ رَکعَةٍ فِي کلِّ یوْمٍ». (3)
وقال الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ سَبَّحَ تَسْبِیحَ فَاطِمَةَ عليها السلام، فَقَدْ ذَکرَ اَللَّهَ اَلذِّکرَ اَلْکثِیرَ». (4)
وقال الإمام الصادق عليه السلام:«إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات فكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر، وتسبح إلى أن قُتل حمزة بن عبد المطلب عليه السلام، فاستعملت تربته، وعُملت المسابيح، فاستعملها الناس. فلمّا قُتل الحسين عليه السلام عُدل بالأمر إليه، فاستعملوا تربته؛ لما فيها من الفضل والمزية». (5)
شروط كمال التسبيح:
منها التوجّه والخشوع في التسبيح، المباشرة بالتسبيح بعد الصلاة وقبل النوم، الموالاة في التسبيح بمعنى عدم الفصل والقطع بين الأذكار، يستحب التسبيح بالسبحة المتخذة من تربة الإمام الحسين عليه السلام.
أهمّية العدد:
وإن للعدد أهمّية خاصة يجب مراعته مثل مفتاح الدولة أو المدينة حيث تريد الاتصال اذا زدت أو نقصت رقم لا يفتح لك الاتصال لمن تريده، فلا تحصل على المطلوب، فكذلك العدد في الأذكار يجب أن يكون مطابقا لما جاء عن المعصوم عليه السلام لا يزيد ولا ينقص عما ذكر؛ لنستفيد منه الاستفادة المطلوبة.
1ـ دعائم الاسلام: ج ١ ص ١٦٨؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 336.
2ـ بحار الأنوار: ج82، ص328.
3ـ ثواب الأعمال: ص ١٤٩؛ بحار الأنوار: ج82، ص332.
4ـ مجمع البيان: ج 8، ص 362 في آية الأحزاب 42؛ بحار الأنوار: ج83، ص331
5ـ مكارم الأخلاق: ص 326؛ بحار الأنوار: ج 82، ص 333.
التعلیقات