مصائب السيدة زينب عليها السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 9 أشهرلم أنس لا واللهِ زينبَ إذ مشت
وهي الوقورُ إليه مشيَ المسرع
تدعوه والأحزانُ ملأُ فؤادِها
والطرفُ يسفح بالدموع الهُمَّع
أأخيَّ مالكَ عن بناتِك معرضا
والكلُ منك بمنظرٍ وبمسمع
أأخيَّ ما عودتني منكَ الجفا
فعلام تجوفي وتجفو مَن معي
أنعِم جوابا يا حسينُ أما ترى
شمرَ الخنا بالسوط كسَّر أضلعي
فأجابها من فوق شاهقةِ القنا
قُضيَ القضاءُ بما جرى فاسترجعي
وتكفَّلي حالَ اليتامى وانظري
ما كنتُ أصنعُ في حماهمْ فاصعني
وهي الوقورُ إليه مشيَ المسرع
تدعوه والأحزانُ ملأُ فؤادِها
والطرفُ يسفح بالدموع الهُمَّع
أأخيَّ مالكَ عن بناتِك معرضا
والكلُ منك بمنظرٍ وبمسمع
أأخيَّ ما عودتني منكَ الجفا
فعلام تجوفي وتجفو مَن معي
أنعِم جوابا يا حسينُ أما ترى
شمرَ الخنا بالسوط كسَّر أضلعي
فأجابها من فوق شاهقةِ القنا
قُضيَ القضاءُ بما جرى فاسترجعي
وتكفَّلي حالَ اليتامى وانظري
ما كنتُ أصنعُ في حماهمْ فاصعني
السيدة زينب عليها السلام تركّب النساء على النياق
قال الراوي : لما كان اليوم الحادي عشر من المحرم أمر ابن سعد بأن تحمل النساء على الاقتاب بلا وطاء، فقدمت النياق إلى حرم رسول الله وقد أحاط القوم بهن وقيل لهن: تعالين واركبن فقد أمر ابن سعد بالرحيل، فلما نظرت زينب إلى ذلك قالت:
سود الله وجهك يا ابن سعد في الدنيا والآخرة، أتأمر هؤلاء القوم بأن يُركِّبونا ونحن ودائع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقل لهم يتباعدون عنا يركِّب بعضنا بعضا فقال: تنحَّوا عنهن.
فتقدمت زينب ومعها أم كلثوم وجعلت تنادي كل واحدة من النساء باسمها وتركبها على المحمل حتى لم يبق أحد سوى زينب عليها السلام فنظرت يمينا وشمالا فلم ترى أحدا سوى زين العابدين عليه السلام وهو مريض فأتت إليه وقالت: قم يابن أخي اركب الناقة فقال: يا عمتاه إركبي أنتي ودعيني أنا وهؤلاء القوم، فرجت إلى ناقتها فالتفتت يمينا وشمالا فلم ترى إلا أجسادا على الرمال ورؤوسا على الأسنة بأيدي الرجال فصرخت وقالت: وا غربتاه، وا أخاه، وا حسيناه، وا عباساه، وا ضيعتنا بعدك أبا عبد الله.
قال الراوي: فلما نظر الإمام زين العابدين عليه السلام إلى ذلك لم يتمالك نفسه دون أن قام وهو يرتعش من الضعف فأخذ بعصاة يتوكأ عليها وأتى إلى عمته وثنى ركبته وقال: إركبي فلقد كسرت قلبي وزدت كربي فأخذ ليركبها فارتعش من الضعف وسقط على الأرض، فلما رآه الشمر أتى إليه وبيده سوط فضربه، والإمام ينادي وا جداه، وا محمداه، وا علياه، وا حسناه، وا حسيناه، فبكت زينب وقالت: ويلك يا شمر، رفقا بيتيم النبوة، وسليل الرسالة، وحليف التقى، وتاج الخلافة، فلم تزل تقول كذا حتى نحَّته عنه ، وكأني بها تنادي أباها أمير المؤمنين عليه السلام :
سود الله وجهك يا ابن سعد في الدنيا والآخرة، أتأمر هؤلاء القوم بأن يُركِّبونا ونحن ودائع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقل لهم يتباعدون عنا يركِّب بعضنا بعضا فقال: تنحَّوا عنهن.
فتقدمت زينب ومعها أم كلثوم وجعلت تنادي كل واحدة من النساء باسمها وتركبها على المحمل حتى لم يبق أحد سوى زينب عليها السلام فنظرت يمينا وشمالا فلم ترى أحدا سوى زين العابدين عليه السلام وهو مريض فأتت إليه وقالت: قم يابن أخي اركب الناقة فقال: يا عمتاه إركبي أنتي ودعيني أنا وهؤلاء القوم، فرجت إلى ناقتها فالتفتت يمينا وشمالا فلم ترى إلا أجسادا على الرمال ورؤوسا على الأسنة بأيدي الرجال فصرخت وقالت: وا غربتاه، وا أخاه، وا حسيناه، وا عباساه، وا ضيعتنا بعدك أبا عبد الله.
قال الراوي: فلما نظر الإمام زين العابدين عليه السلام إلى ذلك لم يتمالك نفسه دون أن قام وهو يرتعش من الضعف فأخذ بعصاة يتوكأ عليها وأتى إلى عمته وثنى ركبته وقال: إركبي فلقد كسرت قلبي وزدت كربي فأخذ ليركبها فارتعش من الضعف وسقط على الأرض، فلما رآه الشمر أتى إليه وبيده سوط فضربه، والإمام ينادي وا جداه، وا محمداه، وا علياه، وا حسناه، وا حسيناه، فبكت زينب وقالت: ويلك يا شمر، رفقا بيتيم النبوة، وسليل الرسالة، وحليف التقى، وتاج الخلافة، فلم تزل تقول كذا حتى نحَّته عنه ، وكأني بها تنادي أباها أمير المؤمنين عليه السلام :
يا طارش عجّل ابمكتوب
لبونه الصميده داحي البوب
او من تصل گله اگعد يمندوب
ترضه ابعزيزك يظل مسلوب
عاري او لا خلَّوا عليه ثوب
او زين العباد ابحبل مسحوب
عادت زلم طالب او مطلوب
لاكن بناتك شهلن اذنوب
راحن سبايا او گطعن ادروب
والأطفال تشكي العطش وتلوب
وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن .
قال الراوي : فأشرفت امرأة من الكوفيات فقالت من أي الأسارى أنتن فقُلنَ نحن أسارى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهن ملاء وأزرا ومقانع وأعطتُهن فتغَطّين .
قَالَ بَشِيرُ بْنُ خُزَيْمٍ الْأَسَدِيُّ وَ نَظَرْتُ إِلَى زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ وَ لَمْ أَرَ خَفِرَةً وَ اللَّهِ أَنْطَقَ مِنْهَا كَأَنَّهَا تَفَرَّعُ مِنْ لِسَانِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ قَدْ أَوْمَأَتْ إِلَى النَّاسِ أَنِ اسْكُتُوا فَارْتَدَّتِ الْأَنْفَاسُ وَ سَكَنَتِ اْلْأَجْرَاسُ ثُمَّ قَالَتْ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الصَّلَاةُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الْأَخْيَارِ.
أَمَّا بَعْدُ : يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، يَا أَهْلَ الْخَتْلِ وَ الْغَدْرِ أَ تَبْكُونَ فَلَا رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ وَ لَا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَلَا وَ هَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلَفُ وَ النَّطَفُ وَ الصَّدْرُ الشَّنَفُ وَ مَلَقُ الْإِمَاءِ وَ غَمْزُ الْأَعْدَاءِ أَوْ كَمَرْعًى عَلَى دِمْنَةٍ أَوْ كَفِضَّةٍ عَلَى مَلْحُودَةٍ أَلَا سَاءَ مَا قَدَّمَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَ فِي الْعَذَابِ أَنْتُمْ خَالِدُونَ أَ تَبْكُونَ وَ تَنْتَحِبُونَ إِي وَ اللَّهِ فَابْكُوا كَثِيراً وَ اضْحَكُوا قَلِيلًا فَلَقَدْ ذَهَبْتُمْ بِعَارِهَا وَ شَنَارِهَا وَ لَنْ تَرْحَضُوهَا بِغَسْلٍ بَعْدَهَا أَبَداً وَ أَنَّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سَلِيلِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنِ الرِّسَالَةِ وَ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَلَاذِ خِيَرَتِكُمْ وَ مَفْزَعِ نَازِلَتِكُمْ وَ مَنَارِ حُجَّتِكُمْ وَ مَدَرَةِ سُنَّتِكُمْ أَلَا سَاءَ مَا تَزِرُونَ وَ بُعْداً لَكُمْ وَ سُحْقاً فَلَقَدْ خَابَ السَّعْيُ وَ تَبَّتِ الْأَيْدِي وَ خَسِرَتِ الصَّفْقَةُ وَ بُؤْتُمْ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْكُمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ وَيْلَكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَ تَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ فَرَيْتُمْ وَ أَيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَبْرَزْتُمْ وَ أَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ وَ أَيَّ حُرْمَةٍ لَهُ انْتَهَكْتُمْ وَ لَقَدْ جِئْتُمْ بِهَا صَلْعَاءَ عَنْقَاءَ سَوْآءَ فَقْمَاءَ وَ فِي بَعْضِهَا خَرْقَاءَ شَوْهَاءَ كَطِلَاعِ الْأَرْضِ أَوْ مِلْءِ السَّمَاءِ أَ فَعَجِبْتُمْ أَنْ مَطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَ أَنْتُمْ لَا تُنْصَرُونَ فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكُمُ الْمَهْلُ فَإِنَّهُ لَا يَحْفِزُهُ الْبِدَارُ وَ لَا يُخَافُ فَوْتُ الثَّارِ وَ إِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالْمِرْصادِ.
قَالَ الرَّاوِي:
فوالله لقد رأيت الناس يؤمئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي اخضلت لحيته وهو يقول :
بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونسائكم خير النساء ونسلُكم خير نسل لا يُخزى ولا يُبزى (1).
چنت ما ينسمع يا ناس صوتي
عقيله امخدره او مرفوع صيتي
عالي المجد بين الناس بيتي
تاليها ابيسر ما بين غدَّر
يا عباس خويه يا شفيه
منته اللي جبتني الغاضريه
چي ترضى أظل عگبك سبيه
لبن زياد واعليه ايتفكَّر
1ـ اللهوف على قتلى الطفوف / السيد بن طاووس / المجلّد : 1 / الصفحة : 149.
التعلیقات