تفسير انواع الاحلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ سنةقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «الرؤيا ثلاثة ٌ: بُشرى مِن اللّه، وتَحزِينٌ مِنَ الشيطانِ، والذي يُحَدِّثُ بهِ الإنسانُ نَفسَهُ؛ فَيَراهُ في مَنامِهِ».(1)
ما هي صفات الفئة الأولى من الأحلام الصادقة؟
تسرُ الرأي، ويحصل على راحة البال من بعد رؤيتها، ويعبّر عنها في الروايات الشريفة بالرؤية الصادقة أو الصالحة «هِي الرُّؤيا الصالحةُ يَراها المُؤمنُ أو يُرى لَهُ».(2)
وتكون نابعة من رحمة الله، ولها نوع من البشرى، ومن خلالها يطّلع المؤمن على بعض الأمور المرتبطة به، ويمكنه أن يصلح أموره، وهي جزء من النبوة، كما جاء عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال سمعته يقول: «رَأْيُ الْمُؤْمِنِ ورُؤْيَاهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ».(3)
وكان النبي صلى الله عليه وآله عند ما يلتقي بأصحابه يسألهم عن المبشرات، وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات؟ يعني به الرؤيا».(4)
هذه الأحلام مهمة وبالتأكيد يكون لها تعابير، ولكن هل يجب على الإنسان الالتزام بها؟ كلا، الأحلام ليست حجة، ولا يجب الالتزام بها ما عدا أحلام المعصومين عليهم السلام، فإنّها تكون نوع من الوحي، فلا يجب ترتيب أي أثر على الرؤية.
نعم، يوجد من يرتب أثر على الأحلام، ويحكم على نفسه بالالتزام بالرؤية، ويجعل اتخاذ قراراته بناء على أحلامه، فعلى سبيل المثال في قضية الزواج وغيرها، ولكن هذه الأمور غير معتبرة عند الشارع المقدس؛ لأنّ الدين مبتني على الدليل والبرهان والعقل والتعقل.
المبشّرات
هذه الأحلام عادة ما تختص بأولياء الله ورؤية الأحلام الصالحة والصادقة ليس بالأمر السهل؛ لأن رؤية هذه الأحلام عادة يتم رؤيتها بروح لطيفة وخالصة عن الشوائب، فقد روى أَبِو بَصِيرٍ عن الإمام الصادق عليه السلام قَالَ: «قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ والْكَاذِبَةُ مَخْرَجُهُمَا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، قَالَ: صَدَقْتَ أَمَّا الْكَاذِبَةُ الْمُخْتَلِفَةُ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرَاهَا فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي سُلْطَانِ الْمَرَدَةِ الْفَسَقَةِ، وإِنَّمَا هِيَ شَيْءٌ يُخَيَّلُ إِلَى الرَّجُلِ وهِيَ كَاذِبَةٌ مُخَالِفَةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا. وأَمَّا الصَّادِقَةُ إِذَا رَآهَا بَعْدَ الثُّلُثَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ مَعَ حُلُولِ الْمَلَائِكَةِ، وذَلِكَ قَبْلَ السَّحَرِ، فَهِيَ صَادِقَةٌ لَا تَخَلَّفُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- إِلَّا أَنْ يَكُونَ جُنُباً أَوْ يَنَامَ عَلَى غَيْرِ طَهُورٍ، ولَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ حَقِيقَةَ ذِكْرِهِ؛ فَإِنَّهَا تَخْتَلِفُ وتُبْطِئُ عَلَى صَاحِبِهَا».(5)
يجب علينا نحن عامة الناس ألّا نتوقع أن تكون أحلامانا كلها صادقة وواضحة، ولها تعابير خاصة بحيث يجب ترتيب أثر عليها. يمكن أن تكون هذه الأحلام نابعة عن أفكارنا وأحاسيسنا وما حدث علينا في يوم متعب، خاصة الأحلام التي تتكرر مرات عديدة، ومن خلال رؤية هذه الأحلام يمكن فهم عمق أفكارنا.
تؤثر صحة الجسم أيضا على صحة نومنا. لقد ورد في كتب الطب التقليدية أن الشخص ذو المزاج المعتدل سيكون لديه أحلام جيدة، ولكن إذا كان مزاجه سيئًا، فسيكون لديه أحلام مزعجة، فعندما يتمرض الإنسان تكون لديه أحلام سيئة.
الحالة المزاجية لدى الشخص تؤثر أيضا على نومه، الأخلاط بمفردها تؤثر بشكل مباشر على رؤية الشخص، يتكون جسم الإنسان من أربعة أخلاط هي: الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء.
وهي التي تحدد صحة المرء ومزاجه. فالرؤية التي تكون من غلبة الطبع لها أشكال مختلفة، فرؤية من غلب عليه الدم للأنوار والزهر والحمر، والسرور. ورؤية من غلب عليه الصفراء للنيران، ورؤية صاحب البلغم للثلوج والمياه. ورؤية من غلب عليه السوداء الكهوف، والظلم والمخاوف.
الأحلام الحزينة والمخيفة
هناك نوعان من هذه الأحلام: بعضها له أصل إلهي وصحيحة، والغرض منها أن تكون مدركًا لحدث ما سوف يصيبك، كما حصل في قصة النبي يوسف -على نبينا وآله وعليه السلام- في السجن بخصوص تعبير الأحلام لأصحابه كما جاء في سورة يوسف. والأخرى الأحلام التي هي القائات من الشيطان، وتسبب الخوف والقلق لدى من يراها في المنام.
من الأمور المؤثرة في رؤية الأحلام والكوابيس المخيفة هي امتلاء المعدة من الطعام، وكثرة الأكل والشرب فتكون حصيلة ذلك رؤية أحلام مشوشة ومخيفة.
فمن الممكن أنه إذا راعينا أدب النوم نرى أحلاماً ذات مغزى، فعندما نتبع الآداب المروية عن أهل البيت عليهم السلام في قضية النوم والمنام يمكن أن نرى رؤية صادقة، ففي هذه الحالة يمكن الرجوع إلى المعبر.
هل يمكن أخذ تفاسير الرؤية من كتب المختصة لهذا الأمر، أم لا؟
حلم كل شخص خاص بالحالم نفسه، ووفقًا لعلماء النفس، يتم تفسير أحلام الجميع بناءً على الحالة المزاجية والمشاعر والعواطف والأحداث التي يمرون بها خلال النهار. فتجنب الرجوع إلى كتب تفسير الأحلام من دون علم ومعرفة.
ما مدى اعتبار كتب تعابير الرؤية؟
هناك كتب بين يدينا منسوبة لأصحابها ككتاب أبن سيرين والنبي دانيال -على نبينا وآله وعليه السلام- كما أن هناك تشكيكات في صحة انتساب هذه الكتب لمؤلفيها، وأن ثبت نسبتها لا يمكن لكل شخص عند مراجعة هذه الكتب يعرف تعبير حلمه بشكل دقيق وصحيح.
ما هو واجنبا اتجاه أحلامنا؟
الآن بعد ما عرفنا بمجرد الرجوع لكتب التفسر لا يمكننا الحصول على تعبير دقيق للأحلام، فكيف نعرف تعابيرها؟
إذا كان الحلم جيداً، نذهب إلى أهل الخير والمعرفة ونستفسرهم عن تعابير أحلامنا، مع علم أن هؤلاء الأشخاص عددهم قليل جداً، وإذا كان الحلم سيئاً، فعليك أن تنسى الأمر وتجنب إخبار الأخرين عنه، والصدقة تزيل آثار الأحلام السيئة؛ فتصدق، ولا تنقل حلمك لأي أحد.
إذا كان لديك حلم، ففسره بالخير وبشكل إيجابي، وإذا خطر على بالك شيء من أثر الحلم، فقم بدفع ما وقع في قلبك بالصدقة، فمن خلال الصدقة يمكن إزالة آثار الحلم.
ما هي صفات الفئة الأولى من الأحلام الصادقة؟
تسرُ الرأي، ويحصل على راحة البال من بعد رؤيتها، ويعبّر عنها في الروايات الشريفة بالرؤية الصادقة أو الصالحة «هِي الرُّؤيا الصالحةُ يَراها المُؤمنُ أو يُرى لَهُ».(2)
وتكون نابعة من رحمة الله، ولها نوع من البشرى، ومن خلالها يطّلع المؤمن على بعض الأمور المرتبطة به، ويمكنه أن يصلح أموره، وهي جزء من النبوة، كما جاء عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال سمعته يقول: «رَأْيُ الْمُؤْمِنِ ورُؤْيَاهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ».(3)
وكان النبي صلى الله عليه وآله عند ما يلتقي بأصحابه يسألهم عن المبشرات، وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات؟ يعني به الرؤيا».(4)
هذه الأحلام مهمة وبالتأكيد يكون لها تعابير، ولكن هل يجب على الإنسان الالتزام بها؟ كلا، الأحلام ليست حجة، ولا يجب الالتزام بها ما عدا أحلام المعصومين عليهم السلام، فإنّها تكون نوع من الوحي، فلا يجب ترتيب أي أثر على الرؤية.
نعم، يوجد من يرتب أثر على الأحلام، ويحكم على نفسه بالالتزام بالرؤية، ويجعل اتخاذ قراراته بناء على أحلامه، فعلى سبيل المثال في قضية الزواج وغيرها، ولكن هذه الأمور غير معتبرة عند الشارع المقدس؛ لأنّ الدين مبتني على الدليل والبرهان والعقل والتعقل.
المبشّرات
هذه الأحلام عادة ما تختص بأولياء الله ورؤية الأحلام الصالحة والصادقة ليس بالأمر السهل؛ لأن رؤية هذه الأحلام عادة يتم رؤيتها بروح لطيفة وخالصة عن الشوائب، فقد روى أَبِو بَصِيرٍ عن الإمام الصادق عليه السلام قَالَ: «قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ والْكَاذِبَةُ مَخْرَجُهُمَا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، قَالَ: صَدَقْتَ أَمَّا الْكَاذِبَةُ الْمُخْتَلِفَةُ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَرَاهَا فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي سُلْطَانِ الْمَرَدَةِ الْفَسَقَةِ، وإِنَّمَا هِيَ شَيْءٌ يُخَيَّلُ إِلَى الرَّجُلِ وهِيَ كَاذِبَةٌ مُخَالِفَةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا. وأَمَّا الصَّادِقَةُ إِذَا رَآهَا بَعْدَ الثُّلُثَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ مَعَ حُلُولِ الْمَلَائِكَةِ، وذَلِكَ قَبْلَ السَّحَرِ، فَهِيَ صَادِقَةٌ لَا تَخَلَّفُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- إِلَّا أَنْ يَكُونَ جُنُباً أَوْ يَنَامَ عَلَى غَيْرِ طَهُورٍ، ولَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ حَقِيقَةَ ذِكْرِهِ؛ فَإِنَّهَا تَخْتَلِفُ وتُبْطِئُ عَلَى صَاحِبِهَا».(5)
يجب علينا نحن عامة الناس ألّا نتوقع أن تكون أحلامانا كلها صادقة وواضحة، ولها تعابير خاصة بحيث يجب ترتيب أثر عليها. يمكن أن تكون هذه الأحلام نابعة عن أفكارنا وأحاسيسنا وما حدث علينا في يوم متعب، خاصة الأحلام التي تتكرر مرات عديدة، ومن خلال رؤية هذه الأحلام يمكن فهم عمق أفكارنا.
تؤثر صحة الجسم أيضا على صحة نومنا. لقد ورد في كتب الطب التقليدية أن الشخص ذو المزاج المعتدل سيكون لديه أحلام جيدة، ولكن إذا كان مزاجه سيئًا، فسيكون لديه أحلام مزعجة، فعندما يتمرض الإنسان تكون لديه أحلام سيئة.
الحالة المزاجية لدى الشخص تؤثر أيضا على نومه، الأخلاط بمفردها تؤثر بشكل مباشر على رؤية الشخص، يتكون جسم الإنسان من أربعة أخلاط هي: الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء.
وهي التي تحدد صحة المرء ومزاجه. فالرؤية التي تكون من غلبة الطبع لها أشكال مختلفة، فرؤية من غلب عليه الدم للأنوار والزهر والحمر، والسرور. ورؤية من غلب عليه الصفراء للنيران، ورؤية صاحب البلغم للثلوج والمياه. ورؤية من غلب عليه السوداء الكهوف، والظلم والمخاوف.
الأحلام الحزينة والمخيفة
هناك نوعان من هذه الأحلام: بعضها له أصل إلهي وصحيحة، والغرض منها أن تكون مدركًا لحدث ما سوف يصيبك، كما حصل في قصة النبي يوسف -على نبينا وآله وعليه السلام- في السجن بخصوص تعبير الأحلام لأصحابه كما جاء في سورة يوسف. والأخرى الأحلام التي هي القائات من الشيطان، وتسبب الخوف والقلق لدى من يراها في المنام.
من الأمور المؤثرة في رؤية الأحلام والكوابيس المخيفة هي امتلاء المعدة من الطعام، وكثرة الأكل والشرب فتكون حصيلة ذلك رؤية أحلام مشوشة ومخيفة.
فمن الممكن أنه إذا راعينا أدب النوم نرى أحلاماً ذات مغزى، فعندما نتبع الآداب المروية عن أهل البيت عليهم السلام في قضية النوم والمنام يمكن أن نرى رؤية صادقة، ففي هذه الحالة يمكن الرجوع إلى المعبر.
هل يمكن أخذ تفاسير الرؤية من كتب المختصة لهذا الأمر، أم لا؟
حلم كل شخص خاص بالحالم نفسه، ووفقًا لعلماء النفس، يتم تفسير أحلام الجميع بناءً على الحالة المزاجية والمشاعر والعواطف والأحداث التي يمرون بها خلال النهار. فتجنب الرجوع إلى كتب تفسير الأحلام من دون علم ومعرفة.
ما مدى اعتبار كتب تعابير الرؤية؟
هناك كتب بين يدينا منسوبة لأصحابها ككتاب أبن سيرين والنبي دانيال -على نبينا وآله وعليه السلام- كما أن هناك تشكيكات في صحة انتساب هذه الكتب لمؤلفيها، وأن ثبت نسبتها لا يمكن لكل شخص عند مراجعة هذه الكتب يعرف تعبير حلمه بشكل دقيق وصحيح.
ما هو واجنبا اتجاه أحلامنا؟
الآن بعد ما عرفنا بمجرد الرجوع لكتب التفسر لا يمكننا الحصول على تعبير دقيق للأحلام، فكيف نعرف تعابيرها؟
إذا كان الحلم جيداً، نذهب إلى أهل الخير والمعرفة ونستفسرهم عن تعابير أحلامنا، مع علم أن هؤلاء الأشخاص عددهم قليل جداً، وإذا كان الحلم سيئاً، فعليك أن تنسى الأمر وتجنب إخبار الأخرين عنه، والصدقة تزيل آثار الأحلام السيئة؛ فتصدق، ولا تنقل حلمك لأي أحد.
إذا كان لديك حلم، ففسره بالخير وبشكل إيجابي، وإذا خطر على بالك شيء من أثر الحلم، فقم بدفع ما وقع في قلبك بالصدقة، فمن خلال الصدقة يمكن إزالة آثار الحلم.
1ـ بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء: العلامة المجلسي جلد: 61 صفحه: 191.
2ـ بحار الأنوار - ط مؤسسة الوفاء: العلامة المجلسي جلد: 61 صفحه: 180.
3ـ الكافي- ط الاسلامية: الشيخ الكليني جلد: 8 صفحه: 90.
4ـ بحار الأنوار - ط مؤسسة الوفاء: العلامة المجلسي جلد: 61 صفحه: 177.
5ـ الكافي- ط الاسلامية: الشيخ الكليني / المجلّد: 8 / الصفحة: 91.
التعلیقات