قطام شريكة بن ملجم في قتل أمير المؤمنين صلوات الله عليه
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتعن الزّبير بن بكّار قال: «كان من بقي من الخوارج تعاقدوا على قتل عليّ ومعاوية، وعمرو بن العاص، فخرج لذلك ثلاثة، فكان عبد الرّحمن بن ملجم هو الّذي التزم لهم قتل عليّ، فدخل الكوفة عازما على ذلك، واشترى سيفا لذلك بألف دينار، وسقاه السّم- فيما زعموا- حتّى لفظه، وكان في خلال ذلك يأتي عليّا يسأله، ويستحمله، فيحمله إلى أن وقعت عينه على قطام (1) -امرأة فائقة الجمال وكانت على مذهب الخوارج، وكان عليّ قد قتل أباها وإخوتها بالنّهروان- فخطبها ابن ملجم، فقالت له: آليت أن لا أتزوّج إلّا على مهر لا أريد غيره.
فقال: ما هو؟.
قالت: ثلاثة آلاف دينار، وقتل عليّ بن أبي طالب.
فقال: واللّه! لقد قصدت لقتل عليّ والفتك به، وما أقدمني هذا المصر غير ذلك، ولكنّي لمّا رأيتك آثرت تزويجك.
فقالت: ليس إلّا الّذي قلت لك.
قال: وما يغنيك أو يغنيني منك قتل عليّ، وأنا أعلم أنّي إن قتلته لم أفت؟
فقالت: إن قتلته، ونجوت فهو الّذي أردت، فتبلغ شفاء نفسي، ويهنيك العيش معي، وإن قتلت فما عند اللّه خير من الدّنيا وما فيها.
فقال: لك ما اشترطت.
فقالت له: سألتمس لك من يشدّ ظهرك. فبعثت إلى ابن عمّ لها يدعى وردان ابن مجالد، فأجابها.
و لقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي.
فقال: يا شبيب، هل لك في شرف الدّنيا والآخرة؟
قال: وما هو؟
قال: تساعدني على قتل عليّ بن أبي طالب.
قال: ثكلتك أمّك، لقد جئت شيئا إدّا، كيف تقدر على ذلك؟
قال: إنّه رجل لا حارس له، ويخرج إلى المسجد منفردا دون من يحرسه، فنكمن له في المسجد، فإذا خرج إلى الصّلاة قتلناه، فإن نجونا نجونا، وإن قتلنا سعدنا بالذّكر في الدّنيا وبالجنّة في الآخرة.
فقال: ويلك! إنّ عليّا ذو سابقة في الإسلام مع النّبيّ، واللّه! ما ينشرح صدري لقتله.
قال: ويلك! إنّه حكّم الرّجال في دين اللّه، وقتل إخواننا الصّالحين، فنقتله ببعض من قتل، ولا تشكّنّ في دينك، فأجابه.
وأقبلا حتّى دخلا على قطام وهي معتكفة في المسجد الأعظم في قبّة ضربتها لنفسها، فدعت لهم، وأخذوا أسيافهم، وجلسوا قبالة السّدّة حتّى يخرج منها عليّ، فخرج عليّ إلى الصّلاة -صلاة الصّبح- فبدره شبيب، فضربه، فأخطأه، وضربه ابن ملجم على رأسه، وقال: «الحكم للّه يا عليّ لا لك، ولا لأصحابك.
فقال عليّ: «لا يفوتنّكم الكلب. فشدّ النّاس عليه من كلّ جانب، فأخذوه، وهرب شبيب خارجا من باب كندة. فلمّا أخذ قال عليّ: «احبسوه، فإن متّ فاقتلوه، ولا تمثّلوا به، وإن لم أمت فالأمر إليّ في العفو أو القصاص». (2)
فقال: ما هو؟.
قالت: ثلاثة آلاف دينار، وقتل عليّ بن أبي طالب.
فقال: واللّه! لقد قصدت لقتل عليّ والفتك به، وما أقدمني هذا المصر غير ذلك، ولكنّي لمّا رأيتك آثرت تزويجك.
فقالت: ليس إلّا الّذي قلت لك.
قال: وما يغنيك أو يغنيني منك قتل عليّ، وأنا أعلم أنّي إن قتلته لم أفت؟
فقالت: إن قتلته، ونجوت فهو الّذي أردت، فتبلغ شفاء نفسي، ويهنيك العيش معي، وإن قتلت فما عند اللّه خير من الدّنيا وما فيها.
فقال: لك ما اشترطت.
فقالت له: سألتمس لك من يشدّ ظهرك. فبعثت إلى ابن عمّ لها يدعى وردان ابن مجالد، فأجابها.
و لقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي.
فقال: يا شبيب، هل لك في شرف الدّنيا والآخرة؟
قال: وما هو؟
قال: تساعدني على قتل عليّ بن أبي طالب.
قال: ثكلتك أمّك، لقد جئت شيئا إدّا، كيف تقدر على ذلك؟
قال: إنّه رجل لا حارس له، ويخرج إلى المسجد منفردا دون من يحرسه، فنكمن له في المسجد، فإذا خرج إلى الصّلاة قتلناه، فإن نجونا نجونا، وإن قتلنا سعدنا بالذّكر في الدّنيا وبالجنّة في الآخرة.
فقال: ويلك! إنّ عليّا ذو سابقة في الإسلام مع النّبيّ، واللّه! ما ينشرح صدري لقتله.
قال: ويلك! إنّه حكّم الرّجال في دين اللّه، وقتل إخواننا الصّالحين، فنقتله ببعض من قتل، ولا تشكّنّ في دينك، فأجابه.
وأقبلا حتّى دخلا على قطام وهي معتكفة في المسجد الأعظم في قبّة ضربتها لنفسها، فدعت لهم، وأخذوا أسيافهم، وجلسوا قبالة السّدّة حتّى يخرج منها عليّ، فخرج عليّ إلى الصّلاة -صلاة الصّبح- فبدره شبيب، فضربه، فأخطأه، وضربه ابن ملجم على رأسه، وقال: «الحكم للّه يا عليّ لا لك، ولا لأصحابك.
فقال عليّ: «لا يفوتنّكم الكلب. فشدّ النّاس عليه من كلّ جانب، فأخذوه، وهرب شبيب خارجا من باب كندة. فلمّا أخذ قال عليّ: «احبسوه، فإن متّ فاقتلوه، ولا تمثّلوا به، وإن لم أمت فالأمر إليّ في العفو أو القصاص». (2)
1. الإرشاد للشّيخ المفيد: ج 1، ص 18 قطام بنت الأخضر التّيميّة، وذكر الطّبري في تأريخه: ج ، ص 110 قطام ابنة الشّجنة، كما في بعض مصادر الكتاب.
2ـ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ج 1، ص 536؛ جواهر التاريخ: ج 1، ص 474.
التعلیقات