ضرب امرأة لمحبتها فاطمة الزهراء عليها السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 11 شهرعن بشار المكاري قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد (1) وهو يأكل فقال يا بشار ادن فكل فقلت هنأك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني فقال لي بحقي لما دنوت فأكلت قال فدنوت فأكلت فقال لي حديثك قلت رأيت جلوازا (2) يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلا صوتها المستغاث بالله ورسوله ولا يغيثها أحد قال ولم فعل بها ذلك قال سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت : ( لعن الله ظالميك يا فاطمة ) فارتكب منها ما ارتكب.
قال : فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عز وجل ونسأله خلاص هذه المرأة قال ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة صار إلينا حيث كنا قال فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ثم رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال ـ أنت الله إلى آخر الدعاء قال فخر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال قم فقد أطلقت المرأة.
قال : فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان فقال له عليه السلام ما الخبر قال قد أطلق عنها قال كيف كان إخراجها قال ـ لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها ما الذي تكلمت قالت عثرت فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل قال فأخرج مائتي درهم وقال خذي هذه واجعلي الأمير في حل فأبت أن تأخذها فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها.
فقال أبو عبد الله عليه السلام أبت أن تأخذ المائتي درهم قال نعم وهي والله محتاجة إليها قال فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير قال فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام فقالت بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام فقلت لها رحمك الله والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها قال فصبرنا حتى أفاقت وقالت أعدها علي فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ثم قلنا لها خذي هذا ما أرسل به إليك وأبشري بذلك فأخذته منا وقالت : سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحدا توسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده.
قال فرجعنا إلى أبي عبد الله عليه السلام فجعلنا نحدثه بما كان منها فجعل يبكي ويدعو لها ثم قلت ليت شعري متى أرى فرج آل محمد عليهم السلام قال يا بشار إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك يصل إلى ولد بني فلان (3) مصيبة سواء فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان ولا مرد لأمر الله. (4)
قال : فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عز وجل ونسأله خلاص هذه المرأة قال ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة صار إلينا حيث كنا قال فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ثم رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال ـ أنت الله إلى آخر الدعاء قال فخر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال قم فقد أطلقت المرأة.
قال : فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان فقال له عليه السلام ما الخبر قال قد أطلق عنها قال كيف كان إخراجها قال ـ لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها ما الذي تكلمت قالت عثرت فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل قال فأخرج مائتي درهم وقال خذي هذه واجعلي الأمير في حل فأبت أن تأخذها فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها.
فقال أبو عبد الله عليه السلام أبت أن تأخذ المائتي درهم قال نعم وهي والله محتاجة إليها قال فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير قال فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام فقالت بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام فقلت لها رحمك الله والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها قال فصبرنا حتى أفاقت وقالت أعدها علي فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ثم قلنا لها خذي هذا ما أرسل به إليك وأبشري بذلك فأخذته منا وقالت : سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحدا توسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده.
قال فرجعنا إلى أبي عبد الله عليه السلام فجعلنا نحدثه بما كان منها فجعل يبكي ويدعو لها ثم قلت ليت شعري متى أرى فرج آل محمد عليهم السلام قال يا بشار إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك يصل إلى ولد بني فلان (3) مصيبة سواء فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان ولا مرد لأمر الله. (4)
ويل لقوم حاربوا ابنةَ أحمدِ
هتكوا حماها قبل دفنِ محمدِ
فغدت تنادي بقلبٍ مكمدِ
أيَّ الرزايا أتقي بتجلدي
هي في النوائب ما حييت قريني
وأيضا:
من مبلغٌ عني الزمانَ عتابا
ومقرَّعٌ مني له أبوابا
دهرٌ تعامى عن هداه كأنه
أصحابُ أحمد أخلفوا مذ غابا
يا بابَ فاطمَ لا طُرقتَ بريبة
ويدُ الهدى سَدَلَتْ عليكَ حجابا
أولستَ أنت بِكل آنٍ مهبطَ الـ
ـملاك فيكَ تُقبِّلُ الأعتابا
نفسي فداك أَمَا علمتَ بفاطمٍ
وقفَتْ وراكَ تُناشد الأصحابا
أو ما رققتَ لضلعها لما انحنى
كسرا وعنه تزجُرُ الخطَّابا
أفهل درى المسمارُ حين أصابها
من قبلها قلبَ النبيِّ أصابا
عتبي على الأعتابِ اُسقط محسنٌ
فيها وما انهالت لذاك ترابا
1ـ الطبرزد : نوع من التمر سمى به لشدة حلاوته تشبيها بالسكر الطبرزد.
2ـ الجلواز : الشرطى الذي يحف في الذهاب والمجيء بين يدي الامير جمع جلاوزة.
3ـ بيان : المراد ببني فلان بني العباس وكان ابتداء وهي دولتهم عند وفاة أبي الحسن العسكري 7 والبطان للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير ويقال التقت حلقتا البطان للأمر إذا اشتد.
4ـ بحار الأنوار / العلامة المجلسي / المجلّد : 47 / الصفحة : 381 / ط مؤسسة الوفاء.
التعلیقات