ما هي طريقة علاج الرياء؟
موقع مفتاح
منذ 8 سنواتالرياء هو عبارة عن أن يقصد الإنسان عن طريق إراءة أعماله الحسنة للآخرين
الحصول علي الاعتبار و المنزلة عندهم. و الرياء يقابل الاخلاص.
و هناك مجموعة من الطرق لعلاج ا الرياء ، منها:
التفكّر في سخط الله و غضبه علي عمل الرياء، و الالتفات الي تفاهة مدح الناس و ثنائهم، و الالتفات الي نقضهم للوعود و عدم وفائهم و إهمالهم و ضعفهم في التقييم و التقدير، و الالتفات الي قدرة الله علي تسخير القلوب و قدرتهله علي فضح المرائين و الالتفات الي أن الرياء يحبط الأجر و الثواب الاخروي لأعمال الإنسان. و تعويد النفس وتوطينها علي القيام بالأفعال الحسنة سراً.
و الملاحظة المهمة هنا هي أنه في كثير من الموارد لا يكون الاتيان بالعمل بصورة علنية رياءً، بل يكون بقصد أداء التكليف، و لكن الشيطان يوسوس للإنسان ليحرمه من بركات المشاركة في أداء أفعال الخير و العبادات الجماعية، فيجب معرفة هذه الموارد و إهمال وسوسة الشيطان و اداؤها بصورة علنية ارغاماً له.
و يجب الالتفات الي أن اظهار العمل الحسن و الاجهار به في بعض الموارد ليس فقط لا يعدّ رياءً و مبغوضاً، بل يكون أمراً مطلوباً؛ مثل أداء الأعمال الصالحة و الحسنة بقصد ترغيب الآخرين و تشجيعهم أو بقصد تبليغ الدين أو مقابلة وساوس الشيطان.
مفصل:
الرياء هو عبارة عن أن يقصد الإنسان عن طريق إرائة أعماله الحسنة للآخرين لنيل الحظوة و المنزلة عندهم،[۱] فإذا قام بالعبادة أو فعل فعلاً حسناً و أدّي عملاً صالحاً فإن هدفه من ذلك هو أن يطّلع الناس علي عمله فيمدحونه و يكرمونه و يعتبرونه إنساناً صالحاً.
و في مقابل الرياء، الاخلاصالذي هو عبارة عن اخلاص القصد و النية لله تعالي و خلّو النية من كل ما سوي الله و أن يؤتي بجميع الأعمال بقصد اطاعة أمر الله و نيل الرضا الإلهي فقط.
طرق معالجة الرياء:
و من طريق معالجة الرياء ما يلي:
۱- الالتفات الي سخط الله و غضبه: إن الرياء في أداء العبادات و الأوامر الإلهية يعدّ في الحقيقة استهزاءً و سخريةً بأوامر الله و يؤدي الي غضب الله.
٢- الالتفات الي تفاهة ثناء الناس و تكريمهم في قبال رضا الله القادر المتعال و ثوابه، فإذا قارن الإنسان ثناء الناس و مدحهم الزائل مع الثواب الإلهي الباقي فإنه سوف لن يعمل أبداً من أجل نيل مدح الناس و ثنائهم.
۳- الالتفات الي نكران الناس و عدم وفائهم بالوعود و إهمالهم، فإذا التفت الانسان الي أن كثيراً من الناس يتنكّرون للخدمات التي تقدم لهم، بل لا يفكّرون أصلاً بالخدمات و أعمال المعروف التي تعمل من أجلهم فضلا عن التفكير برد الجميل، و بعض الذين ينوون ردّ الجميل ليس لهم القدرة و الامكانية علي ذلك، و الذين يتمكّنون من تقديم الشكر لا يكون لتشكرهم قيمة مهمة. في المقابل يرى الله تعالي لا يترك أي عمل خير إذا كان خالصاً من دون جزاء و ثواب و لا ينسي أي عمل لأنه العليم بكل شيء و هو قادر علي كل شيء و علي اعطاء الثواب علي كل عمل، فحينئذ لابد له ان يرجح الرضا الالهي والاخلاص له و التعامل معه.
۴- الالتفات الي قدرة الله علي تسخير القلوب و الأرواح؛ فالإنسان بطبيعته يحبّ أن يمتدحه الناس و يذكرونه بخير، و لكن يجب الالتفات الي أن جلب قلوب الناس و حبّهم نحو الأشخاص الذين يقومون بأفعال الخير عن اخلاص هو بيد الله، فإذا اخلصوا بأعمالهم فإنهم سينالون حتماً مدح الناس و تقديرهم أيضاً.
۵- الالتفات الي قدرة الله علي فضح المرائين و تعريتهم أمام الناس، فالذي يعلم بأنه لو التفت الناس الي أن هذا المصلي الذي يصلي بخشوع أو ينفق في أعمال البر، ليست نيته خالصة، فإنه لا يشكره علي ذلك أحد، فإنه لا يكون مستعداً أبداً لأن يضييع أتعابه بسبب الرياء.
۶- الالتفات الي أن الرياء يحبط الأجر و الثواب الاخروي لأعمال الإنسان، فإن من يلتفت الي أن العمل الذي يكون فيه ذرة رياء،فإنه لا يكون له أية قيمة عند الله تعالي و لا ينال أي أجر عليه، فإنه سوف يعرف بأن العمل الريائي هو أكبر الضرر و الخسارة.
۷- تعويد النفس علي أداء الأعمال الصالحة في الخفاء.[٢] و هذا اسلوب عملي للتخلّص من آفة الرياء.
و يجب الالتفات الي أن اظهار العمل الحسن و الاجهار به في بعض الموارد، ليس فقط لا يعد رياءً و مبغوظاً بل يكون أمراً مطلوباً جداً.
۱- أداء الأعمال الصالحة علناً بقصد ترغيب الآخرين و تشجيعهم.
٢- أداء العبادات و الأعمال علناً بقصد تبليغ الدين، لأن من الواضح أنه لا معني للتبليغ المخفي.
و الملاحظة المهمة هنا هي أنه في كثير من الموارد لا يكون الاتيان بالعمل بصورة علنية رياءً، بل يكون القصد أداء التكليف، و لكن الشيطان يوسوس للإنسان ليحرمه من بركات الاشتراك في أداء أفعال الخير و العبادات الجماعية، فيجب معرفة هذه الموارد و إهمال وسوسة الرياء و اداؤها بصورة علنية ارغاماً للشيطان، لأن كثيراً من الأعمال اليوم مثل المشاركة في صلاة الجمعة و الجماعات و الصلاة في المسجد و ... هي من الامور الاعتيادية و ليس فيها جنبة رياء.
المصادر:
[۱] النراقي، الملا أحمد، معراج السعادة، ص۴۷٢ و ۴۷۳.
[٢] نفسه، ص۴۸۳ و ما بعدها.
التعلیقات