إسأل نفسك: هل تشعر بحضوره؟
موقع فاطمة
منذ 8 سنواتبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل
مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من دعاء الندبة: "... بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا...". عبارة طالما استوقفت الداعين والمواظبين على قراءة دعاء الندبة. عبارة تحير الألباب، وخطاب يثير في النفوس أسئلة حائرة تبحث عن أجوبة شافية. والحقيقة أننا في قراءتنا ليس فقط لدعاء الندبة بل لكثير من الأدعية والزيارات كما في غير هذه الفقرة من دعاء الندبة نلاحظ في العلاقة مع القائم عجل الله فرجه الشريف جملة من العبارات التي تؤكد الحضور الشريف للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وتتحدث عن جملة من المعالم منها:
* الأول: هو موجود وحاضر:
فعن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في رواية: "...إن غاب عن الناس شخصه في حال هدنةً لم يغب ثبوت علمه فإذا به قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون". فهو على حد الرواية موجود وهو يقين لا شك فيه بهذا اليقين تثبت قلوب المؤمنين - وحضوره دائم فمن زيارة الناحية المقدسة يخاطبرحمه الله جده الحسين عليه السلام: "... فلأندبنك صباحاً ومساءً..".
* الثاني: وجود وحضور مؤثر وفاعل:
ففي رواية أن جابر بن عبد الله الأنصاري سأل النبي: هل ينتفع الشيعة بالقائم في غيبته فقال صلى الله عليه وآله: "أي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب". فإذا هو موجود وحاضر كحضور وفاعلية الشمس وإن حال الغمام دونها فنورها يصل ودفئها يصل وإن غاب عن العين جرم الشمس. وعلى هذا ليس المقصود من الغيبة هو انه لا يرى بل لا يعرف بشخصه ولذا فيما روي من الأخبار أنه عليه السلام: "إذا ظهر قال الناس إنا قد رأيناه قبل هذا..."
* الثالث: حيٌّ لا يموت حتى ينجز المهمة:
في زيارة اوردها السيد ابن طاووس في مصباح الزائر: "... اشهد أن الله اصطفاك صغيراً وأكمل لك علومه كبيراً، وانك حيٌ لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت". فإذاً الزيارة تؤكد ضرورة اليقين والشهادة بذلك اليقين على بقائه حياً حتى ينجز وعد الله يملأها بالعدل والقسط.
* الرابع: يمكن رؤيته:
في الكثير من الزيارات والأدعية هناك ثابت أساس هو طلب رؤيته ومرافقته. فمن الشوق والسؤال عن إمكانية ذلك وطريق ذلك في دعاء الندبة "... هل من سبيل إليك يا بن احمد فتُلقى...". إلى طلب التوفيق لرؤية وجهه النوراني في دعاء العهد: "اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة مني إليه...". إلى طلب التوفيق لهذه الرؤية إن لم يكن في الحياة فبعد الممات: ومن زيارة "... اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد المنون...".
الخامس: حي وشاهد:
في مصباح الزائر لابن طاووس من دعاء الزيارة الثالثة له رحمه الله: "اللهم وصل على وليك المحيي سنتك... وخليفتك في أرضك وشاهدك على عبادك...". فهو ليس شاهداً فقط بل هو عين الله الناظرة إلى الخلق بإذنه تعالى. وعن نفس الكتاب في دعاء الانصراف من حرمه الشريف: "... اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك والناطق بحكمتك، وعينك الناظرة بإذنك وشاهدك على عبادك...". وهو بمرأى ومسمع: "... السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع الذي بعين الله مواثيقه وبيد الله عهوده وبقدرة الله سلطانه". السادس من فوائد وجوده حفظ نظام الوجود: "إذ لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها" ولذا ورد دعاء بعد زيارة ال ياسين "... يا وقاية الله وستره وبركته..".
* خاتمة:
ولذا فإن السعي لرؤيته بعد وجوده كان دائماً غاية كل محب ومؤمن وصالح وقد اتلف الكثير أعمارهم وهجروا الأوطان والأهل والديار وهاموا بحثاً عنه سلام الله عليه علهم يروون عطشهم بنظرة بلحظة لقاء ولسان حالهم ينادي بما جاءت به الزيارة "... أعنِّي أدنني أدركني صلني بك ولا تقطعني".
التعلیقات