مراحل تربية الطفل في نظر الامام الصادق عليه السلام
محمود الربيعي
منذ 16 سنةتربية الطفل بين التطرف والوسطية
قال الامام الصادق عليه السلام في تربية الابن: (اتركه سبعا وادبه سبعا وصاحبه سبعا)... وهذا التقسيم مدرسة مهمة في تربية وتنشئة الابناء.
ولالقاء الضوء على هذا القول فاننا سنمر على كل جزء من اجزاءه اثناء مراحل نمو الانسان وارتقاءه حيث يولد الانسان بعد ان يمر بمراحل النشوء والتطور داخل الرحم وهي نطفة ثم علقة ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة.. " ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم " سورة 22 الحج الاية 5..
من معاناة الحمل الى معاناة الولادة الى الارضاع " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس الا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فان ارادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وان اردتم ان تسترضعوا اولادكم فلا جناح عليكم اذا سلمتم ما اتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا ان الله بما تعملون بصير " سورة 2 البقرة الاية 233..
والتنشئة والتربية كل ساعة في الليل والنهار، سنة فسنة ، حتى يبلغ ويكبر وتكبر معه هموم والديه " واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن امري ذلك تاويل ما لم تسطع عليه صبرا " سورة 18 الكهف الاية 82..
فاما القسم الاول من قول الامام فيشير الى الاهتمام البالغ في السنوات السبع الاول من عمر الوليد حيث يحتاج الطفل الى المزيد من العناية لانه لايقوى على الكلام او التعبير، ولايتمكن من المشي او حمل الاشياء فهو يعتمد بشكل كلي على والديه... فهو يرضع من ثدي امه ويتبول ويتغوط، ويحتاج الى من ينظفه، ويمرض ويحتاج الى العناية، ويتصرف بدون وعي منه فيمد يده الى كل شئ حوله لايفهم ولايميز بين الاشياء، لذلك اكد الامام عليه السلام على ترك الطفل الوليد دون عقاب لسبع سنين وهي سنين عدم الادراك من اول عمره.
تاثير سلوك الوالدين والاسرة وثقافتهما على الطفل
وتربية الطفل تتوقف على سلوك والديه بالدرجة الاولى، وعلى سلوك المحيط الذي يلف بالطفل من بقية افراد الاسرة، فاذا كانت ثقافة الوالدين جيدة كانت التربية جيدة ، واما اذا كانت ثقافتهما ضعيفة كانت التربية ضعيفة، ومن المهم ان نذكر ان سلوك الوالدين ينبع من ثقافتهما والتي تعتمد على محصلة مايمتلكه كل منهما من الثقافة الدينية والاجتماعية العامة .. ومن المشكل ان تكون الثقافة الدينية ثقافة مهتزة بحيث لايفهم والديه الدين على الوجه الصحيح، ففي الثقافة الدينية والاجتماعية الغث والسمين .
الثقافة الخاطئة الموروثة واثرها في سلوك الطفل
وبعض الاباء والامهات يرثون ثقافة خاطئة مغلوطة من ابائهم ومجتمعاتهم، ويتصورون ان كل ماورثوه هو الصحيح وهو الصواب بحيث يصمون اذانهم عن سماع النصيحة ومن المهم ان نذكر بالعقد النفسية التي يعاني منها كل من الوالدين والتي تنعكس بصورة سيئة على سلوك الابناء، ومن ذلك اسلوب التخويف المفرط بشتى اشكاله وصوره كان ينظرا بشدة الى طفلهما او يضربانه وهو دون السنة من عمره احيانا، وذلك منتهى الحماقة والجهل بالتشريع او بنظم التربية، فبالرجوع الى قول الامام فانه ينهى عن الضرب او استخدام العنف ويدعو الى تركه من دون عقاب وانما التدخل لاجل العناية والرعاية من الطعام والشراب والملبس وحفظه من الاصابة بالمرض والاذى وتقديم العلاج والامن من العوارض المختلفة كالحرارة والبرد والحديد والكهرباء وغير ذلك من المخاطر. " يولد الانسان على الفطرة وانما ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه " حديث شريف.
دور التربية والتعليم في بناء شخصية الطفل
واما القسم الثاني من قول الامام وهو التاديب سبعا، ولايفهم من التاديب الضرب وانما يفهم منه التعليم والتربية والتوجيه ليميز الولد بين الحلال والحرام، والصح والخطا، والثواب والعقاب الى غير ذلك من الامور كالتعليم والتربية سواء في المدرسة او البيت الى غير ذلك من المؤسسات التربوية المختلفة.
الولد يمتص مكارم الاخلاق او مساؤئها ومذامها من مصاحبته لوالديه
واما القسم الثالث من قول الامام فهو الدعوة الى مصاحبة الابن لكي يمتص من ابويه مكارم الاخلاق ويتعلم منهما السلوك الجيد وكيفية التفاعل مع المجتمع في امور البيع والشراء والاجتماع.
لذا نخلص الى العوامل الايجابية والسلبية المؤثرة في حياة الطفل وتنشئته فيما يخص الابوين وحاجتهما الى:
اولا: الفهم الصحيح للقيم الدينية بحيث يؤدي الى التربية الصحيحة التي تعمل على استقرار شخصية الابن.
ثانيا: التخلص من الرواسب الاجتماعية الجاهلية الموروثة من المجتمع الذي عاشوا فيه قبل الزواج.
ثالثا: التخلص من العقد النفسية التي يعانون منها والخروج من حالة الازدواجية والنفاق والغرور والعجب بالنفس.
التعلیقات