الحرب النفسية ضد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
الشیخ مهدی المجاهد
منذ 4 سنواتعندما يعجز الخصم عن مقارعة الفكر بالفكر، ولم تكن له مبادئ إنسانية، ويكون غير ملتزم بالأخلاق الحسنة، فيرى نفسه سوف يخسر المواجهة؛ فيشرع بذم الطرف المقابل وإشاعة التهم والبهتان عليه، ويبدء بحرب نفسية ضد الطرف المقابل، وهذا ما فعلته قريش ضد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
اذ إنها لم تستطع منع الناس من اعتناق الإسلام، مما استدعى من قادة قريش التوافق على القيام بحرب نفسية على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وإثارة الإشاعات والتشهير به، ولعل اتهام قادة قريش لرسول الله صلى الله عليه واله بالسحر لتوصيف حالة لم يقدروا على فهمها، كان الهدف واضحاً من خلال ذلك هو التشكيك برسول الله في محاولة لنزع المصداقية عنه؛ لتفرض على القبائل حذراً وضغوطاً بعدم الاستماع له.
وفي يومنا هذا نرى مرة أخرى مواجهة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ومس شخصيته المباركة؛ لعجزهم عن مقارعة الفكر الإسلامي وعدم استطاعهتم منع الناس من اعتناق الدين الإسلامي.
نعم، هناك ثغرات عند بعض من ينتسبون للإسلام بحيث شوهوا سمعة هذا الدين الحنيف، وبنقل خزعبلات في كتبهم وعن شخصياتهم الدنية قد ساهموا في تشويه صورة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. وقد أخذ الخصم هذه الأمور درعاً له يتستر خلفها، ويفرض رأيه الفاسد محتجا لفعل بعض الشرامذة التي تنسب أفعالها بالإسلام والنبي الرحمة صلى الله عليه وآله، وهم يعلمون أن الإسلام منهم بريء.
المنافقون واليهود
مع أنّ الغالبية الساحقة من أبناء المدينة المنورة كانوا بين من دخل في الدين الإسلامي وبين مؤيد له إلاّ أنّ ذلك لا يعني أن المدينة وما يحيط بها قد خضعت لسلطة الدين الجديد، فقد شعر عبد الله بن أبي الذي كان على وشك التصدي للرئاسة وتاج الحكم الذي أعدّ له؛ ليصبح الرجل الأول في المدينة بأنّ الفرصة قد ضاعت منه، وأنّ قدوم النبي الأكرم صلى
الله عليه وآله إلى المدينة حرمته من نيل الفرصة الذهبية التي توفرت أمامه بعد المعارك الطاحنة التي حدثت بين الأوس والخزرج، فلم يجد أمامه إلاّ التظاهر بالإسلام والتخطيط في السر للقضاء على الدين الجديد من خلال التآمر مع يهود المدينة.
وقد حذّر القرآن الكريم من خطر هذه المجموعة التي أطلقت عليها أولى الآيات المدنية عنوان المنافقين، وبيّنت أن خطرهم على الرسالة أشدّ من خطر اليهود؛ لتظاهرهم بالدين واختلاطهم في صفوف المسلمين، مما يوفر لهم الأرضية المناسبة للتخفي والاستفادة من معطيات الدين الجديد من جهة وضربه من جهة أخرى.(1)
وإلى يومنا هذا نجد المنافقين الذين لا يرتبطون بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله والإسلام يفعلون ما يأمرهم به اليهود في تشويه هذا الدين الحنيف، ونجد من يساعدهم، ويعطي لهم الأمول؛ لكي ينسبون أفعال هؤلاء الشرذمة إلى الإسلام، ثم يطبلون، وينكرون هذه الأفعال الإجرامية بمؤامرة منهم وخطط مسبقة.
1ـ تاريخ تحليلي اسلام: ص 68.
التعلیقات