سيد محمد سبع الدجيل
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتيقول صاحب كتاب مفاتيح الجنان الشيخ عباس القمي -رحمه الله- في كتابه: واعلم أيضاً أنّ للسيد محمد بن الإمام علي النقي عليه السلام مزار مشهور قرب قرية (البلد) وهو معروف بالفضل والجلال وبما يبديه من الكرامات الخارقة للعادات، ويتشرف بزيارته عامة الخلائق ينذرون له النذور ويهدون إليه الهدايا الكثيرة ويسألون عنده حوائجهم. والعرب في تلك المنطقة تهابه، وتخشاه، وتحسب له الحساب، وقد برز منه –كما- يحكى كرامات كثيرة لا يسع المقام ذكرها، ويكفيه فضلاً وشرفاً أنّه كان أهلا للإمامة وكان أكبر أولاد الإمام الهادي عليه السلام؛ وقد شق جيبه في عزائه الإمام الحسن العسكري عليه السلام.(1)
وكان شيخنا ثقة الإسلام النوري -نور الله مرقده- يعتقد في زيارته اعتقاداً راسخاً، وهو قد سعى لتعمير بقعته الشريفة وضريحه، وكتب على ضريحه الشريف هذا مرقد السيد الجليل أبي جعفر محمد ابن الإمام أبي الحسن علي الهادي عليه السلام عظيم الشأن جليل القدر. وكانت الشيعة تزعم أنّه الإمام بعد أبيه عليه السلام، فلمّا توفى نصّ أبوه على أخيه أبي محمد الزّكي عليه السلام، وقال له : «أحدث للهِ شكراً فقد أحدث فيك أمراً».(2) خلّفه أبوه في المدينة طفلاً، وقدم عليه في سامراء مشتداً، ونهض إلى الرجوع إلى الحجاز، ولما بلغ (بلد) على تسعة فراسخ مرض، وتوفى، ومشهده هناك. ولما توفي شق أبو محمد عليه السلام عليه ثوبه، وقال في جواب من عابه عليه: «قد شق موسى على أخيه هارون»،(3) وكانت وفاته حوالي سنة 252 للهجرة.(4)
سبع الدجيل
لُقّب بـ (سبع الدجيل)؛ لأنه كان يحمي زوّاره من اللصوص وقطّاع الطرق، فكان لا ينال أحداً من زائريه أيّ أذى حينما يقصده، وهذا اللقب من أشهر ألقابه، ورُوي أن سبب إطلاق هذا اللقب عليه: إن قبره الشريف كان مكاناً خالياً من الناس وقراهم، وهو يبعد عن بلد بـ (خمسة كيلومترات)، ومن المعلوم إن مثل هذه المناطق الخالية تكون مرتعاً للصوص وقطاع الطرق، فكان الزائرون لمرقده الشريف يشاهدون سبعاً –أسداً- ضارياً يجوب الأرض حول القبر، وهو لا يدع أحداً من اللصوص يصل الى زوّاره بسوء حتى قال الشاعر في ذلك:
سبع الدجيل
لُقّب بـ (سبع الدجيل)؛ لأنه كان يحمي زوّاره من اللصوص وقطّاع الطرق، فكان لا ينال أحداً من زائريه أيّ أذى حينما يقصده، وهذا اللقب من أشهر ألقابه، ورُوي أن سبب إطلاق هذا اللقب عليه: إن قبره الشريف كان مكاناً خالياً من الناس وقراهم، وهو يبعد عن بلد بـ (خمسة كيلومترات)، ومن المعلوم إن مثل هذه المناطق الخالية تكون مرتعاً للصوص وقطاع الطرق، فكان الزائرون لمرقده الشريف يشاهدون سبعاً –أسداً- ضارياً يجوب الأرض حول القبر، وهو لا يدع أحداً من اللصوص يصل الى زوّاره بسوء حتى قال الشاعر في ذلك:
يـنـامُ قـريــــــراً عـنـدكَ الـوفـدُ إنـه
يُـهـابُ فـلا يـدنـو إلـى ضـيــــــــفِـكَ الـلـصُّ
لـعـمـركَ قـد خـافـوكَ حـيـاً ومـيـتـاً
لـعـمـركَ قـد خـافـوكَ حـيـاً ومـيـتـاً
وهـلْ قـبـلَ هـذا خِـيـفَ فـي رمـسـهِ شـخـصُ
ومن ألقابه أيضاً: سبع الجزيرة، والبعّاج، وأبو جاسم، وأبو البرهان؛ لوضوح كراماته ودلالة قربه من الله تعالى، وأبو الشارة، وأخو العباس؛ لكراماته التي حباه الله بها، فكلاهما باب الحوائج.
وقال السيّد محمّد جمال الدين الكلبايكاني رحمه الله:
مرقدٌ في الدُّجَيل مَن زارَه
كان لآل النبي فيه مواسي
كم له من مناقبَ قد تجلّتْ
كم له من مناقبَ قد تجلّتْ
بسَناها للدهر كالنبراسِ
لم أشفّعْه في أُموريَ إلّا
لم أشفّعْه في أُموريَ إلّا
وقضاها الإله دون مكاسِ
فاقضِ يا سيّدي حوائجَ عبدٍ
فاقضِ يا سيّدي حوائجَ عبدٍ
مُوثَقٍ بالذنوب والإفلاسِ
إن تخب في مُناك زُرْه فتحظى
إن تخب في مُناك زُرْه فتحظى
عنده بالمُنى عقيب الباسِ
1ـ إرشاد المفيد: ج ٢، ص ٣١٨.
2ـ بصائر الدرجات: ص ٤٧٣.
3ـ مناقب ابن شهرآشوب: ج ٤، ص ٤٦٧.
4ـ مفاتيح الجنان: ص 626.
التعلیقات