فلنعرف الهَلَع
فرزانه شهبازي
منذ 3 سنواتنوبة الهَلَع panic attack هي فترة وجيزة من الضيق الشديد، والقلق، أو الخوف الذي يبدأ فجأة، ويرافقه أعراض جسدية أو عاطفية. ينطوي اضطرابُ الهلع panic disorder على هجمات ذعر عفويَّة تحدث بشكلٍ متكرِّر، وقلق حولَ الهجمات في المستقبل، وتغيُّرات في السُلُوك؛ لتجنُّب المواقف التي ترتبط بالهجمة.
فإذا كنت تقلق كثيرا؛ ويصيبك التوتر، وتشعر بالجزع خلال يومك، فهذه المقالة ستساعدك على تجنب تجربة الذعر المؤلمة، وإذا كنت تعرضت لنوبة الهلع، فتساعدك على تغيير موقفك اتجاه هذه المعاناة والتخلص منها.
ويصاب الكثيرون بنوبة الهلع مرة أو مرتين فقط طوال حياتهم، وتزول المشكلة، ربما عند انتهاء موقف عصيب. لكن إذا كنت تُصاب بنوبات هلع متكررة وغير متوقعة، وقضيت فترات زمنية طويلة في خوف مستمر من الإصابة بنوبة أخرى، فربما تكون مصابًا بحالة مرضية تسمى اضطراب الهلع.
على الرغم من أن نوبات الهلع نفسها لا تهدد الحياة، إلا إنها قد تكون مخيفة ومؤثرة في جودة نوعية حياتك بشكل كبير، لكن قد يكون العلاج فعّالاً للغاية.
الأعراض
تتضمن نوبةُ الهلَع الظهور المفاجئ لخوفٍ شَديد أو انِزعَاج، بالإضافة إلى أربعة على الأقلّ من الأَعرَاض الجسدية والعاطفية التالية:
• سرعة ضربات القلب المفاجئة
• ألم في الصدر أو انزعاج
• ضيق في التنفس
• التعرّق
• وخز في الذراعين والساقين
• الدوخة، اضطراب في التوازن
• الشعور بالموت
• الخدر في الجسم
• تخيل أنك مجنون
نوبة الهلع مفاجئة وشديدة لدرجة أنها تحرم الشخص فرصة تقييم الموقف بدقة وتضعه في حالة من العجز.
وأكثر شيء يقلق الأفراد الذين جرّبوا هذا الأمر هو الذعر الشديد من فقدان السيطرة أو الجنون والخوف من الموت، ولكن النبأ السار هو أن الهلَع لا يجعل الإنسان مجنوناً، ولا يقتله، وأن التقارير الموجودة تثبت عدم موت أي شخص جراء أصابته بنوبة الهلَع.
كيف يحدث الهلَع؟
إن جسم الإنسان له قدرة محدودة على تحمّل التوتر والقلق، فإذا كان حجم المشاعر السلبية التي يتلقاها أكبر من هذه السعة المحدودة يتفاعل الجسم بإطلاق أعراض الخوف والخطر مثل خفقان القلب والدوخة وما إلى ذلك من أعراض المذكورة، ولكن كل هذا هو مجرد بداية الأمر، فتجربة ردود هذه الأفعال نفسها تسبب الخوف؛ ولذلك يمكن القول أن الهلَع هو: الخوف من الخوف، وهذا الدور الباطل يساعد على تفاقم وتشديد أعراض الهلَع.
عواقب نوبات الهلع:
• قلة الثقة بالنفس
• القلق والخوف من التواجد في الأماكن العامة
• رفض مغادرة الشخص من المنزل بمفرده
• الخوف من آراء الأخرين وأن يحكم عليه بأمور سلبية
• اختلال حركة الحياة الطبيعية
ماذا تفعل بعد الشعور بالهلَع؟
من خلال معرفة ماهية نوبات الهلع، يمكنك التحكم بشل أفضل في بداية أو استمرار نوبات الهلع. من الواضح والمعروف أن التوتر والقلق لأي شيء كان هو السبب الرئيسي والحيوي لتنشيط هذا الاضطراب؛ ولذلك يجب معالجة، وحل مصدر التوتر والقلق عند الإنسان.
عند تكرر هذه الحالة وهجمات الهلع، فالأمر يستطلب بالمراجعة لطبيب حاذق أو طبيب نفساني وأخذ الأدوية المختصة، ولا يجب التساهل في هذه القضية؛ لأن التوتر والقلق الشديد الحاصل من هذه النوبات يؤثر بشكل سلبي على دماغ الإنسان.
ويمكن أن يساهم نقص الفيتامينات أو الاضطرابات الهرمونية أيضًا في نوبات الهلع.
بالإضافة إلى تناول الأدوية، توجد طرق تساعد الإنسان على التحسن مثل تمارين التنفس وتحسين التغذية وتغيير نمط الحياة وطلب المساعدة من أخصائي يكون لها درواً مهماً في السيطرة على هذا الاضطراب والحد منه.
وعند العلم بأن هذه النوبات غير قاتلة، ولا تجعل الإنسان مجنونا تزيد من الثقة بالنفس عند المصاب، وتجعل عملية الشفاء أسرع وأحسن.
التعلیقات