فضائل البكاء وتأثيره وثوابه
آية الله الشيخ جعفر التستري
منذ 13 سنةأي الامور التي فضّل بها على غيره من الاعمال وزاد عليها.
وهي خمسة:
الاول: انه يصح ان يقال للمتصف بها: صلى لله عليك وصلوات الله عليك.
وهي خمسة:
الاول: انه يصح ان يقال للمتصف بها: صلى لله عليك وصلوات الله عليك.
ففي الرواية النبوية، قال صلى الله عليه واله وسلم: " ألا وصلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة "، وهذا يحتمل الاخبار والدعاء واي ما كان فالمطلوب ثابت.
الثاني: انه قد يبلغ فضله الى فضل أصعب الأعمال وأحمزها.
وهو ذبح الولد قربانا لله تعالى، ويظهر ذلك من رواية عن الرضا عليه السلام وفيها ان ابراهيم النبي عليه السلام لما ذبح الكبش فداء، تمنى ان يذبح ولده لينال ارفع الدرجات.
فأوحى الله تعالى اليه بواقعة الحسين عليه السلام في كربلاء، فجزع وجعل يبكي، فأوحى الله تعالى اليه: قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، واوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب.
ومعنى قولنا: قد يبلغ، ان كل واحد لا يبلغ بذلك هذه المرتبة العظيمة الا من كان اعزاز الحسين (ع) عنده كإعزازه عند ابراهيم عليه السلام.
والوجه في هذا القيد ان في تلك الرواية: يا ابراهيم من احب خلقي اليك؟
قال: يا رب ما خلقت خلقا هو احب اليّ من حبيبك محمد صلواتك عليه وآله.
فاوحى الله تعالى اليه: يا ابراهيم هو احب اليك ام نفسك؟
قال: بل هو احب الي من نفسي.
قال تعالى: فولده احب اليك ام ولدك؟ قال: بل ولده.
قال الله سبحانه: فذبح ولده ظلما على ايدي اعدائه اوجع لقلبك او ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟
قال: ذبح ولده ظلما على ايدي اعدائه اوجع لقلبي.
فأوحى الله تعالى اليه عند ذلك بواقعة الطف فجزع لها، فأوحى الله تعالى اليه: قد فديت بمقدار اعزازك اياه.
فافهموا يا أيها الذين يجدون في انفسهم ان الحسين عليه السلام اعزّ من ولدهم، وان ذبحه على ما حكاه الله لخليله من انه يذبح كما يذبح الكبش ظلما اوجع لقلوبهم من ذبح اعز اولادهم قربانا لله تعالى.
فابشروا لانكم اذا جزعتم على الحسين عليه السلام فلكل جزع ثواب ذبح ولد قربانا لله تعالى.
الثالث: انه لا حد له من حيث القلة، ولكل عمل اقل مسمى لا يتحقق بدونه، ولا حد لثوابه من حيث الكثرة.
الرابع: وهو من العجائب انه اذا لم يتحقق في الخارج، ولكن تشبّه به حصل ثوابه يعني اذا لم يتحقق البكاء عنده فليتباك: أي يشبّه نفسه بمن يبكي.
فلينكّس رأسه مثلا، ويظهر صوت البكاء، وعلامات الرقة والتأثر، فيحصل له الثواب، وذلك حين يتحقق التباكي لله تعالى، لا ان يفعل ذلك ليرائي به الناس، فالتباكي هو عمل يشترط فيه الخلوص ايضا.
الخامس: انه فائق على جميع اقسام الايمان والاعمال الصالحات من جهات عديدة، قد ذكرنا بعضها، وسنبين بعضها في العناوين الاتية ان شاء الله تعالى.
التعلیقات