خروج السبايا من الكوفة إلى الشام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتلمّا عزم الإمام الحسين عليه السلام على الخروج من مكّة إلى العراق، بلغ ذلك ابن الحنفيّة، فأتاه، فأخذ زمام ناقته وقد ركبها فقال: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: « بلى». قال: فما حداك على الخروج عاجلاً؟ فقال: «أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك، فقال: يا حسين، اخرج، فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلا». فقال محمّد بن الحنفيّة: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ قال: فقال له: « قد قال لي: إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا» وسلّم عليه ومضى(1).
سبب الخروج
وأما يزيد بن معاوية ، فإنه لما وصل إليه كتاب ابن زياد ووقف عليه ، أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين ورؤوس من قتل معه ، وبحمل أثقاله ونسائه وعياله.
فاستدعى ابن زياد بمحفر بن ثعلبة العائذي، فسلم إليه الرؤوس والأسارى والنساء ، فسار بهم محفر إلى الشام كما يسار بسبايا الكفار ، يتصفح وجوههن أهل الأقطار(2).
الغربة ثم الغربة
في هذا اليوم التاسع عشر من شهر محرم الحرام سنة 61 للهجرة ساروا بأهل البيت المفجوعين من الكوفة إلى الشام. وأمّا نساء أنصار الحسين عليه السلام والشهداء في كربلاء فقد نجين من السبي بشفاعة قبائلهنّ، ولم تسر أمرأة في السبي إلى الشام غير الهاشميّات.(3)
وقد خرجن بنت الرسالة في حالة يرثى لها وفي أشد حالات الغربة والوحدة بعد ما ذهبن نساء الأصحاب بشفاعة قبائلهنّ.
وسارت خلف الرؤوس النساءُ والأطفالُ، وفي مقدّمتهم السيّدة زينب عليها السلام بطلة كربلاء، والإمام زين العابدين عليه السلام، الذي وضعت بيده السلاسل وجُمِعت إلى عنقه، وحملوا جميعاً على أقتاب الإبل التي كانت بغير وطاء ولا غطاء، وساروا بهم من بلد إلى بلد.
مصيبة السبي على لسان الشعراء
ولا زال الشعراء يقرنون مصيبة الإمام الحسين عليه السلام بمصيبة سبي أهل بيته، فقد جاء عن وهب بن زمعة الجمحيّ يرثي الإمام الحسين عليه السلام في أبياتٍ له ويأتي على ذكر السبايا فيقول:
وربّاتُ صَوْنٍ ما تَبَدَّتْ لِعَيْنِها *** قُبَيلَ السِبا إِلَّا لِوَقْتِ نُجومِها
تُزاوِلُها أَيدِي الهَوانِ كَأَنَّما *** تَقَحَّمَ ما عَفْوٌ فِيهِ أَثِيمُها(4)
وفي تائيّة دعبل الخزاعيّ المشهورة جاء قوله:
بَناتُ زِيادٍ فِي القُصورِ مَصونَةٌ *** وَآلُ رَسولِ اللهِ فِي الفَلَوَاتِ
وقال:
وَآلُ رَسولِ اللهِ تُسبَى حَريمُهُم *** وَآلُ زِيادٍ رَبَّةُ الحَجَلاتِ(5).
سبب الخروج
وأما يزيد بن معاوية ، فإنه لما وصل إليه كتاب ابن زياد ووقف عليه ، أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين ورؤوس من قتل معه ، وبحمل أثقاله ونسائه وعياله.
فاستدعى ابن زياد بمحفر بن ثعلبة العائذي، فسلم إليه الرؤوس والأسارى والنساء ، فسار بهم محفر إلى الشام كما يسار بسبايا الكفار ، يتصفح وجوههن أهل الأقطار(2).
الغربة ثم الغربة
في هذا اليوم التاسع عشر من شهر محرم الحرام سنة 61 للهجرة ساروا بأهل البيت المفجوعين من الكوفة إلى الشام. وأمّا نساء أنصار الحسين عليه السلام والشهداء في كربلاء فقد نجين من السبي بشفاعة قبائلهنّ، ولم تسر أمرأة في السبي إلى الشام غير الهاشميّات.(3)
وقد خرجن بنت الرسالة في حالة يرثى لها وفي أشد حالات الغربة والوحدة بعد ما ذهبن نساء الأصحاب بشفاعة قبائلهنّ.
وسارت خلف الرؤوس النساءُ والأطفالُ، وفي مقدّمتهم السيّدة زينب عليها السلام بطلة كربلاء، والإمام زين العابدين عليه السلام، الذي وضعت بيده السلاسل وجُمِعت إلى عنقه، وحملوا جميعاً على أقتاب الإبل التي كانت بغير وطاء ولا غطاء، وساروا بهم من بلد إلى بلد.
مصيبة السبي على لسان الشعراء
ولا زال الشعراء يقرنون مصيبة الإمام الحسين عليه السلام بمصيبة سبي أهل بيته، فقد جاء عن وهب بن زمعة الجمحيّ يرثي الإمام الحسين عليه السلام في أبياتٍ له ويأتي على ذكر السبايا فيقول:
وربّاتُ صَوْنٍ ما تَبَدَّتْ لِعَيْنِها *** قُبَيلَ السِبا إِلَّا لِوَقْتِ نُجومِها
تُزاوِلُها أَيدِي الهَوانِ كَأَنَّما *** تَقَحَّمَ ما عَفْوٌ فِيهِ أَثِيمُها(4)
وفي تائيّة دعبل الخزاعيّ المشهورة جاء قوله:
بَناتُ زِيادٍ فِي القُصورِ مَصونَةٌ *** وَآلُ رَسولِ اللهِ فِي الفَلَوَاتِ
وقال:
وَآلُ رَسولِ اللهِ تُسبَى حَريمُهُم *** وَآلُ زِيادٍ رَبَّةُ الحَجَلاتِ(5).
1ـ الملهوف على قتلى الطفوف: ص 128.
2ـ الملهوف على قتلى الطفوف: ص 208.
3ـ تقويم الشيعة: ص 53.
4ـ أدب الطفّ: ص 133.
5ـ أدب الطفّ: ص 210.
التعلیقات