الليلة الأولى
الحياة الزوجية
منذ 16 سنةللأسف لا زال هناك تعتيم عائلي على موضوع الجنس، فتدخل الفتاة بيت الزوجية غير مدركة لحقوقها وواجباتها الزوجية، كأي قطعة أثاث في المنزل وجدت بهدف الاستخدام. ولكن البيوت الزوجية تبنى على أساس الحصول على علاقة جنسية شرعية وصحية، ولو كان لغير ذلك لما تزوج أحد. أما مشكلة عدم وضوح معالم الليلة الأولى فسببه جهل أو محاولة تجهيل الفتاة المقبلة على الزواج وإعطائها معلومات خاطئة أحيانا. ونحن هنا سنحاول قدر الإمكان توضيح بعض النقاط الهامة التي ستساعد كل فتاة مقبلة على الزواج على استيعاب الموضوع بطريقة علمية وسهلة.
تعتبر أفضل طريقة لفض غشاء البكارة في المرة الأولى للجماع، وضعية المرأة النائمة على ظهرها والرجل يواجهها من الأعلى وهي من الأوضاع الشائعة حيث يسمح أيضا الاتصال وجها لوجه و يمكن أن تعكس الوضعية فتكون المرأة إلى أعلى، وهذه الوضعية أكثر راحة للمرأة لأنها تسمح له بالتحكم أكثر في عملية الجماع، بحيث تتأخر إذا شعرت بأي ألم، مع أنه ليس بالضرورة أن يكون الاتصال الجنسي الأول مؤلمًا؛ فغشاء البكارة لا يحوي أيا من النهايات العصبية التي تسبب الألم في الجسم. أما الألم الذي تشعر به الفتاة فهو يأتي نتيجة إيلاج العضو المنتصب داخل فوهة المهبل الضيقة التي يغطيها الغشاء بشكل كامل أو جزئي. لذلك فالغشاء الذي غالبا ما يكون رقيقا يتمزق دون أي ألم, وإذا شعرت الزوجة بالألم فهو نتيجة الإدخال. أما إذا كان الغشاء من النوع القاسي -وهي حالات قليلة- فقد يقاوم التمزق قليلا؛ لذلك فالألم ناجم هنا عن المقاومة وليس عن تمزق الغشاء أو عدم تمزقه. وكثيرا ما يكون سبب الألم هو التوتر والخوف المتراكم في ذهن الفتاة نتيجة بعض القصص الفاشلة في بيئتها؛ لذلك فإن مهمة الأم هنا هي التمهيد لليلة الزفاف بأن تزيل هذه التراكمات من عقل ابنتها وتوضح لها بأن الأمر غير مؤلم لهذه الدرجة.
إذن فغشاء البكارة رقيق وقابل للتمزق بسهولة عند الكثير من الفتيات، خاصة إذا ساعدت الزوجة زوجها بالاسترخاء الكامل وعدم شد القسم السفلي من الجسم؛ لأن هذا الشد يؤدي أحيانا إلى توتر الزوج، مما يجعله يشعر بالحرج، وبالتالي يؤدي إلى ضعف الانتصاب، وأحيانا أخرى يقوم الزوج بحركات خاطئة فبدلا من أن يمزق غشاء البكارة يتمزق جدار المهبل الخلفي أو الجانبي، وفي هذه الحالة يحدث النزف، وقد تتحول ليلة الزفاف إلى ليلة إسعاف؛ كل ذلك بسبب خوف الزوجة وجهل الزوج.
لا شك أن العلاقة الزوجية يجب أن تعتمد على المبدأ الإنساني قبل كل شيء "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، فلا يقرب الزوج زوجته بغاية أن يستمتع بها دون أن يفكر بأن من حقها الاستمتاع أيضا. لذلك على الزوج أن يتحلى بالصبر والرقة وحسن الإدراك ليلة الزفاف؛ فقبل الجماع هناك الكلمة الطيبة والقبلة واللمسة وهذه الممهدات والمداعبات تساعد في إزالة التوتر في ليلة الزفاف. وعلى الشاب الذي سبق له واطلع على شيء من فنون الجنس ألا يتوقع أن يرى من عروسه من أول مرة تلك الفنون التي يتخيلها، وكذلك عليه ألا يظن بها الظنون إذا رأى أنها قد تعرف شيئا لا يعرفه هو؛ فالجنس فطرة وغريزة قد تكون نامية عند البعض أكثر من البعض الآخر، ورغم أن الحياء شعبة من الإيمان فإنه مستحب في المرأة أكثر من الرجل ليلة الزفاف -وفي غيرها- لكن لا يعني هذا أن المرأة إذا أظهرت رغبتها فإن معنى ذلك أن لها تجربة سابقة، فربما كان حبها لخطيبها دافعًا أن تتوق له جنسيا.
أخيرًا يا من ستدخلون حياة جديدة اعلموا أن الحب والتفاهم بين الزوجين هو السبيل الوحيد لجعل العملية الجنسية ممتعة، وقد يترافق الألم واللذة معا، وهنيئا لمن فهم أن الموضوع برمته أسهل مما يتخيل وأعمق مما ينظر إليه، وأن الزواج ليس فقط لقضاء الوطر ولا لغض البصر، بل هو رقي في درجات الكمال الإنساني عندما يتم التعارف بين النفوس بهذه الطريقة الجسدية الحميمة.
التعلیقات