التسلط ... وانعدام الموازنة بين الازواج
ام محمد الحسيني
منذ 16 سنةاذا استثنينا العامل الاقتصادي في الوقت الراهن فان المشكلة الاساسية التي تهز اسر اليوم ومنذ امد بعيد، هي البعد الشاسع بينها وبين الاسلام الاصيل، الاسلام الذي يبني اسرة عميقة الجذور مباركة الثمر لا تقتلعها هزة ريح ...
فمنذ وضع اللبنات الاولى للاسرة، يبدا الصراع، احيانا يكون خفيا واخرى واضحا على السطح، صراع من اجل السيادة صراع بين الزوج والزوجة على فرض السيطرة والغاء الاخر.
وقد يطول الصراع وقد يقصر بحسب قوة شخصية المتسلط فتتخذ الاسرة منحا معينا مبنيا على صوت واحد فنحن نعيش التسلط في ادق تفاصيل الحياة تسلط القوي على الضعيف سواء بحكم الشخصية او بحكم التسلسل كالاباء على الابناء. فمنذ وضع اللبنات الاولى للاسرة، يبدا الصراع، احيانا يكون خفيا واخرى واضحا على السطح، صراع من اجل السيادة صراع بين الزوج والزوجة على فرض السيطرة والغاء الاخر.
والاغلب في مجتمعنا فوز الرجل في هذا الصراع باعتبار القوة والجنس وبسند شرعي ايضا مع اننا لا نعدم حالات تسلط المراة (والحالة اقبح خاصة ان لم تكن ممن يمتلك بعض الحكمة).
الاسلام الاصيل يريد من الفرد ان يكون في موقعه دائما، ان يعرف ما يريد الله تعالى منه ومشكلتنا اننا نحاسب الاقربين ونطالبهم باداء واجباتهم ومستحباتهم بدل ان نحاسب انفسنا ونلزمها باداء ما عليها.
فالزوجة التي تحسن الظن بالله والتي تعلم ان كل ما يصدر منه جميل تؤدي كل ما عليها تجاه زوجها بروح الاستسلام بل بروح المحبة تجاه الحكم الشرعي سواء أكان واجبا ام مستحبا.
الزوج المؤمن الصادق الايمان يفهم مغزى احكام الاسلام في تكامل الاسرة والذي يحدث انما يفهمه الزوج ان له حق الامر والنهي والتسلط والذي تفهمه الزوجة ان هناك حقوقا قد هضمت ولها حق المطالبة بها سواء بالصوت او بخمش الاظافر.
اساس المشكلة انهم لا يفهمون حقا نظرة الاسلام للفرد فالمسلم شخص محترم له رأي مسموع ووجود مقدس اذا احترم كل انسان الانسان الاخر باعتباره وجودا مستقلا له خلافة الله في الارض اذا كف عن تتبع عثرات الاخرين وانشغل بتطهير ذاته..
واذا لم يعتبر نفسه مقياس الخطا والصواب حُلت اغلب المشاكل لا مشكلة الاسرة فحسب لكن الاغلب ان الزوج لا ينظر الى زوجته كمقابل له بما انها انسان لا يحترم مسلكها في الحياة لا يستمع لها كمن له راي يستحق ان يُسمع .
وهذه مع الاسف نظرة جاهلية بحتة قد ينكر كثير منهم هذا الكلام ولكن الواقع العملي اثبت ما قلناه ويكفي لحل كل المشاكل ان ينظر الرجل لكل الاحاديث الشريفة التي تحدد واجباته ومستحباته تجاه الزوجة والاولاد وتنظر الزوجة الى الاحاديث التي تخصها ان يعلم كل من الزوج والزوجة ان رضا الله تعالى هو الاول والاخر وكل ما عداه هو زائل باطل. ان لا ينظر كل منهما الى واجبات الاخر فقط فانا حين اسعد زوجي او اسعى الى راحته ورضاه انما منطقي ان اؤدي واجباتي الشرعية فلا اصاب بخيبة الامل والشعور بنكران الجميل اذا ما اساء استغلال ذلك وعليه ان يعلم ان اسعاد الزوجة وارضاءها وتوفير سبل العيش لها ومساعدتها على سلوك سبيل العلم والصلاح من اهم واجباته.
فاذا استقامت العلاقة بين الزوجين تربى الاولاد في جو نقي على اسس سليمة واي مشكلة اخرى يمكن حلها وتذويبها بالصبر والتوكل والتشاور فالاسلام الاصيل وتربيته للفرد هو اساس الحياة السعيدة.
التعلیقات